ميزانية السعادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يكاد يمر يوم في الإمارات من دون أن يحمل سعادة لشعبها، تمنحه طاقة إيجابية في الأداء والعمل. وبالأمس، جاء مصدر السعادة من اعتماد أكبر ميزانية في تاريخ الاتحاد تقترب من 50 مليار درهم، وتنسجم مع المشاريع والمبادرات والاعتمادات المخصصة في استراتيجية الحكومة، ومتوافقة مع الاحتياجات التنموية التي تلبي الطموحات، ومستجيبة لتوصية اللجنة المالية والاقتصادية بالمحافظة على التوازن في الميزانية الاتحادية، فجاءت من دون عجز للعام الثالث على التوالي.

منبع السعادة في ذلك أن نصف مخصصات الميزانية جاء لمشاريع التنمية الاجتماعية، ما يعني أن الهدف الأول والأكبر في الميزانية هو رفاهية المواطن ورقيه وسعادته. لذلك جاءت رسالة الميزانية التي اعتمدتها الحكومة أمس بدلالات واضحة؛ أن مفهوم سعادة شعبها الذي تطرحه ليس شعاراً للتجميل، بل آلية عمل للتطوير والتقدم، على قاعدة أن الإمارات تؤمن بأن الحكومات وجدت لخدمة شعوبها، وأن حكومة الإمارات بتوجيهات قيادتها تسعى لتحقيق هدف واحد وهو سعادة مواطنيها، فهي تعمل لهذا الهدف بكل الوسائل والإمكانات، وعلى رأسها رصد الميزانيات اللازمة لتحقيق الأهداف.

وربما يفهم البعض أن سعي الحكومة إلى إسعاد شعبها يدفعه إلى الاتكالية، لكن أؤلئك لم يطلعوا على المفاهيم الإدارية الحديثة في القيادة التي تؤسس وتدعو إلى ذلك باعتباره يدفع إلى زيادة الإنتاجية والعمل. ويكفي للرد على ذلك ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بالأمس وهو يكرّم مسؤولين سابقين أنه: لا تقاعد في الإمارات، بل عمل طوال الحياة، لأن جميع أبناء هذا الوطن وهبوا حياتهم له.

وإذا كان النفط نعمة من الله على هذا البلد، فإن النعمة الأكبر هي قيادة هذا البلد، التي سخرت الثروات والخيرات والنعم لمصلحة شعبها، وعرفت كيف تصنع معجزة حضارية في أربعة عقود، لتسبق دولاً أغنى وأقدم اختارت قيادتها صناعة الحروب وإنتاج الفساد.

واللافت في قيادة الإمارات أنها لا تكتفي بما أنجزته، رغم الشهادات الدولية، بل تريد المزيد، ورفع سعادة المواطن إلى ما هو أعلى من المعايير الدولية، وتحويل السعادة نمطاً معيشياً وإدارياً في بلاد السعادة، وتوجيه المؤسسات والأفراد نحو التميز والإبداع عن طريق تأسيس العمل على مفاهيم جوهرية؛ أهمها الرؤية المشتركة، والقيم المعلنة، وروح العمل الجماعي والسعادة.

هي الإمارات، التي يشار إليها بالبنان، وهي مقصد الملايين الذين يرغبون العيش فيها، فإذا كان الآخرون يبحثون عن السعادة فيها، فلنا أن نتخيل كم هو مقدار السعادة التي يتمتع بها المواطن الذي يقول عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد: إنه حجر زاوية في سياسات الحكومة، ويحتل أهمية كبيرة في الأجندة الوطنية.

Email