الحمل والإمساك وقلة الحركة أبرز الأسباب

البواسير خلل التقاء الشرايين والأوردة

المعدة والأمعاء بوابات تتسع لمشكلات كثيرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

البواسير ليست مرضاً مستقلاً؛ بل هي شبكة من الأوعية الموجودة في منطقة حساسة من جسم الإنسان، كما أفاد الدكتور عبدالقادر ويس أخصائي جراحة عامة، في حديث له مع «البيان»، مضيفاً إنها تمثل نقطة التقاء لنهايات الشرايين مع الأوردة، ومهمتها إرجاع الدم إلى الأوعية الكبيرة والوريد الأجوف باتجاه القلب مرة أخرى، ثم إلى الرئتين، ومن ثم يعود محملاً بالأكسجين إلى منطقة البواسير، ونتيجة خلل معين تنشأ مشكلة في هذا الموضع وهي ما تسمى «البواسير».

الدكتور عبدالقادر أوضح أن البواسير المرضية تنقسم إلى قسمين؛ هما البواسير الخارجية والبواسير الداخلية، ويوجد أربعة أنواع من البواسير الداخلية التي تعد الأكثر شيوعاً بين الناس، ولكل منها درجة أعراض معينة وطرق للكشف عنها وعلاجها، وتعتبر الدرجة الأولى من هي الأخف من ناحية الأعراض وسرعة العلاج والشفاء.

الأولى والثانية

الدرجة الأولى من البواسير المرضية الداخلية تنشأ عن توسع في شبكة الأوعية الدموية، وتكون أعراضها عبارة عن عدم ارتياح أثناء التغوط مع الشعور بامتلاء المستقيم والقناة الشرجية، وفقد قطرات من الدم أثناء التغوط، وعادة يتم الكشف عنها سريرياً.

وأضاف الدكتور عبدالقادر ويس أن الدرجة الثانية من البواسير تأتي حين يهمل المريض الأعراض السابقة، فتبدأ مرحلة بروز زوائد لحمية أثناء التغوط، وتختفي بعد انتهاء عملية التغوط، ويتم الكشف عنها سريرياً أيضاً.

الثالثة والرابعة

أما الدرجة الثالثة التي تعتبر أشد من سابقتيها، فتأتي عقب أن يهمل المريض كافة أعراض الدرجتين السابقتين، ويزيد فيها أن بروز اللحمية التي تظهر أثناء التغوط لا تعود من تلقاء نفسها، بل يجب أن يعيدها المريض بيده.

وتضم المرحلة الرابعة من المرض، كافة الأعراض الواردة في الدرجات الثلاث السابقة، إلا أن بروز اللحمية لا يعود أبداً حتى لو حاول المريض إعادتها بنفسه، بالإضافة إلى شعور المريض بالألم في هذه المرحلة بسبب ضغط العضلة العاصرة لفتحة الشرج على هذا البروز.

البواسير الخارجية

عرّف الدكتور عبدالقادر البواسير الخارجية قائلاً إنها عبارة عن شبكة من الأوعية الناتجة عن التقاء الأوعية مع الشرايين تحت جلد الشرج، ويكون العرض الوحيد لها أن يشتكي المريض فجأة من تورم مفاجئ في الشرج مثل حبة الحمص، تنشأ نتيجة تجمع كتلة من الدم تحت الجلد بفعل انفجار الأوعية الدموية الدقيقة.

وبيّن أن البواسير تنشأ نتيجة تجمع الدم بطريقة غير طبيعية وغير معتادة في أوردة منطقة الشرج، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم داخلها، وبالتالي لا تتحمل جدران الأوعية الوريدية ذلك الحال، وتبدأ بالتمدد والانتفاخ، الأمر الذي يجعلها مؤلمة، خاصةً عند الجلوس.

أعراض البواسير

تشمل أعراض الإصابة بالبواسير، الشكوى من حكة شرجية، أو ألم، خاصة عند الجلوس، أو خروج دم مع البراز.

وعادةً ما يتمكن الطبيب بسهولة من تشخيص الإصابة بالبواسير من خلال الفحص الإكلينيكي، أو إجراء منظار.

الحمل والولادة

وأشار إلى أن هناك عوامل مسببة تساهم أيضاً في تفاقم المرض، مثل الحمل لدى النساء ونتيجة مراحل الحمل والولادة، بسبب الإجهاد بالضغط على البطن، خلال عملية إخراج البراز، نتيجة الإمساك المتكرر مما يضغط على الوريد فيعيق إعادة الدم إلى القلب فيؤدي إلى انحباس جريان الدم في المنطقة السفلى فتتوسع، وينتج عنها انتفاخات مؤلمة في الأوردة الموجودة في الأجزاء السفلية من المستقيم أو الشرج، كما تنشأ البواسير أيضاً نتيجة البدانة والأعمال المجهدة مثل مهنة العتال، بالإضافة إلى السعال المزمن.

علاج البواسير

وبين الدكتور عبدالقادر ويس أن علاج البواسير يعتمد على درجة الإصابة وتجنب المريض للعوامل المؤهلة لهذا المرض، وقد يتم علاجها ثم تعود مرة أخرى نتيجة استمرار الأسباب وعدم التخلص منها.

وأشار إلى أن علاج المرحلتين الأولى والثانية عبارة عن علاج دوائي محافظ، يساعد على تقوية أنسجة الأوعية الدموية، مع تناول الأغذية الغنية بالألياف والابتعاد عن الأغذية السريعة، وشرب الكثير من السوائل، ويُطلب من المريض عند ذهابه لقضاء حاجته أن يتعلم الانتظار حتى يتم التغوط تلقائياً بدلاً من الضغط، وهذا من شأنه تعليم الدماغ كيفية التغوط التلقائي شيئاً فشيئاً.

كما ينصح المريض بعمل مغاطس ماء دافئة يجلس فيها المريض مرات عدة في اليوم، ويمكن إضافة بعض من ملح الطعام أو مواد مطهرة إلى المغطس.

علاج جراحي

أما علاج الحالتين الثالثة والرابعة فيكون جراحياً دوماً من خلال طرق عدة، منها استئصال البواسير، أو عن طريق الربط بالمطاط، أو التصلب، بالإضافة إلى الاستئصال بالليزر بشرط إجرائها من قبل طبيب متمرس وخبير بتشريح المنطقة لأنها ورغم صغر مساحتها، فهي تعد من المناطق المعقدة تشريحياً.

وينصح المريض بضرورة تغيير نمط الحياة المعتمد على الجلوس طويلاً على كرسي المكتب، أو أثناء قيادة السيارة لمسافات طويلة، إذ إن الجلوس في حد ذاته لا يعتبر مسبباً للبواسير، وإنما عدم الحركة هو المسبب الرئيسي لها، حيث إنه يسبب كسلاً في الأمعاء وبالتالي يحدث الإمساك.

72 ساعة

يعتمد علاج البواسير الخارجية على الوقت الذي يأتي فيه المريض طلباً للعلاج، فإذا راجع المريض الطبيب خلال فترة لا تزيد عن 72 ساعة من ظهور أعراض المرض، يتم علاجه بإجراء جراحة بسيطة من خلال حقن موضعي ونفخ الجلد لاستخراج الدم المتجمع تحته، ويكون الشفاء سريعاً، أما إذا ذهب إلى الطبيب بعد انقضاء المدة المذكورة، فيكون العلاج عن طريق المسكنات والمغاطس المائية الدافئة، التي تهدف إلى تحسين دورة الدم في المنطقة، ومساعدة الجسم على امتصاصها.

مرض

الشق الشرجي نتاج التهابات معوية

الشق الشرجي أحد الأمراض الشائعة، ويكون على شكل تمزق في جلد الجدار السفلي للمستقيم، ما يسبب ألماً شديداً.

هذا المرض يصيب كافة الأعمار باستثناء الأطفال، إذ إن الشق الشرجي لا يعتبر مرضاً إنما هو عَرَض لأحد الأمراض الالتهابية المعوية مثل مرض «كرون»، فهو عبارة عن داء معوي التهابي يسبب إسهالاً دموياً وآلاماً في البطن، يصاحبها ارتفاع في درجة حرارة الجسم، وفـقـد الوزن والشق نفسه، أو ناسور قرب الشرج.

ومن المعروف طبياً وجود نوعين من الشق الشرجي؛ حاد ومزمن، أما الحاد فيكتشف سريرياً حين يأتي المريض يشكو من ألم حاد في الشرج، يصاحبها نزف بعض قطرات من الدم، ولا يتحمل المريض الألم أثناء الفحص السريري. ويحدث الشق نتيجة جرح في منطقة الشرج بفعل أحد العوامل مثل مرور براز كبير الحجم في القناة الشرجية، ما يؤدي إلى شد وتوسيع الشرج، أو الإمساك وبذل الجهد، أو حالات الإسهال المتكرر.

علاج

مشكلات صحية إضافية عند النساء

تتسبب ظروف الحمل والإنجاب لدى المرأة في التهابات في القناة الشرجية، ما يؤدي إلى حدوث شق في فتحة الشرج عند بعض النساء أثناء عمليات الولادة المتكررة، بالإضافة إلى الفحص الإصبعي للمستقيم، أو إدخال أجسام غريبة.

وعلاج الشق الشرجي لدى المرأة والرجل على حد سواء، يكون في الغالب عن طريق العناية بالحالة في المنزل دون الحاجة إلى البقاء في المستشفى، ويكون التماثل للشفاء التام في غضون بضعة أيام أو أسابيع حسب الحالة، أما الشق الشرجي الذي لا يتم الشفاء منه خلال ستة أسابيع فيعتبر مزمناً تصاحبه قرحة مع استطالة جلدية تحيط به تدعى «الحلمة الحارسة»، وقد يستدعي الأمر في هذه الحالة الخضوع لعملية جراحية، وهذا المرض يظهر غالباً لدى الرجال والنساء بنسب متماثلة على حد سواء، وقد يكون مصاحباً للبواسير كذلك.

يكون علاج الشق المزمن جراحياً من خلال استئصال الحلمة الحارسة المحيطة به، وعمل ترييح للعضلة العاصرة المتشنجة، ويضطر المريض إلى المكوث في المستشفى ساعات فقط أو ليلة للسيطرة على الألم المصاحب، إلا أنه يتماثل سريعاً للشفاء، ويعود لممارسة حياته الطبيعة، وينصح المريض بعمل التمارين الرياضية خاصة رياضة المشي والإكثار من شرب السوائل وتناول الأطعمة الغنية بالألياف والجلوس في مغاطس مياه دافئة.

يذكر أن 90% من الشقوق قد تنشأ في أماكن غير طبيعية، أي على الوجه الخلفي لجلد القناة الشرجية، والبقية تكون متعددة الأماكن، وقد يعاود الشق الشرجي التشكيل مرة أخرى في المكان نفسه أو في مكان آخر عقب العلاج أو الجراحة.

صحة

الناسور.. ثغرة هضمية

الناسور هو قناة غير طبيعية تفتح بين تجويف داخلي لعضو في الجسم، وتتخذ طريقها إلى خارج الجسم من خلال فتحة على الجلد، أو تتصل مع تجويف داخلي آخر، مثال على ذلك: قد توصل هذه القناة غير الطبيعية عضواً عميقاً كالمعدة مع السطح الخارجي، أو قد يوصل الناسور بين عضوين مجوفين مثل المثانة والمستــقيم، أو المستقيم والمهبل كما يحدث عند بعض النساء، وهناك من النواسير ما له فتحتان ظاهرتان، وهو ما يعرف بالناسور الكامل، كما أن قناة الناسور أو مجرى الناسور تمتلئ بإفرازات دموية مختلطة مع قيح وصديد، ويصنف الناسور إلى سطحي أو عميق، كما يصنف إلى مفرد أو متشعب.

 

الناسور لا يقل ألماً عن سواه من الأمراض الشبيهة

 

متعب جسدياً

الناسور أو «الناصور» كما يطلق عليه عامة الناس، يعد من المشاكل الصحية المتعبة جسدياً ونفسياً بالنسبة للمريض، إذ زادت الشكوى منه في الآونة الأخيرة، فهو قد ينشأ نتيجة تكوّن خراج ثم تطوره إلى ناسور، بالإضافة إلى إهمال في النظافة الشخصية، وعدم حلق الشعر في منطقة الشرج، ويقسم الناسور إلى أنواع عدة مثل الناسور الشرجي والناسور العصعصي وناسور العجان.

الناسور الشرجي.

يكون الناسور الشرجي على فتحة ظاهرة أو باطنة؛ قد تتخذ هذه الفتحة شكل حدوة حصان، ويختلف حسب طوله وارتفاعه، فقد يكون صغيراً يفتح من الشرج وقد يكون مرتفعاً أو ناسوراً عالياً يخترق الأنظمة العضلية التي تتحكم في انقباض الشرج والتبرز، ويكتشف هذا النوع من النواسير عند تشكل خراجات متكررة حول الشرج، تشاهد على الألبسة الداخلية أو بشكل حبة مزمنة حول الشرج؛ وقد تنزف أحياناً.

الناسور العصعصي

الناسور العصعصي يسمى كذلك الناسور الشعري، أو كيس الشعر ويتموضع أسفل الظهر، ويطلق عليه أيضاً بيت الشعر لوصف ما في داخل الناسور من شعر كثيف.

تصاحب الناسور آلام شرجية ثابتة قد يرافقها تورم وليس من الضروري أن يكون لها علاقة بعملية التبرز، أما الأعراض الأخرى فهي التهاب جلدي حول الشرج وحكة وإفرازات صديدية مع ألم في المستقيم وانتفاخ، وقد ترافقه درجة حرارة مرتفعة في الحالات المتقدمة.

ويتسبب الناسور عند معظم المرضى بحكة شرجية وإفرازات قيحية، كما يؤدى إلى خروج المواد البرازية أو الغازات أو السوائل الكريهة إلى الجلد دون تحكم من الشرج، فيؤدي إلى الالتهابات الجلدية والهرش وتلوث الملابس الداخلية، وقد تنغلق الفتحة الخارجية له لتتحول إلى خراج مرة أخرى، مسببة ألماً وحرارة.

الأسباب والعلاج

هناك نظريات عدة تشرح سبب حدوث النواسير، ولأنها نظريات فذلك يعني أن السبب الرئيسي غير معروف بالتأكيد، ومن ضمن هذه النظريات النظرية المضمحلة التي تعتبره عيباً خلقياً.

أما علاج الناسور الشرجي فيتم من خلال استئصال القناة التي تربط الفتحة الخارجية للناسور مع القناة الشرجية، أو بتوسيع الفتحة الخارجية لخروج الصديد، أو استئصال الناسور والأنسجة المحيطة به وتركه مفتوحاً ليلتئم، أو فتح الناسور وشقه طولياً حتى يختفي الالتهاب ويشفى، وقد يكون العلاج عن طريق الكي بالليزر في بعض الحالات.

نصائح

تغيير نمط الحياة

يجب على المريض أو على الإنسان العادي الذي يخشى أن يصاب بالبواسير السعي مبكراً لتغيير نمط الحياة الخاطئ، سواء كان في الجلوس أو قلة الحركة أو في الأكل والشرب، وذلك تجنباً للإصابة بأمراض معوية أو سواها، إذ إن كثيراً من مسببات هذا المرض ترجع إلى أسلوب الحياة الخاطئة لدى الأفراد.

شرب كمية كبيرة من السوائل

من الأمور المهمة والمفيدة جداً في تفادي أمراض كثيرة ومنها البواسير، شرب كمية كبيرة من المياه أو السوائل التي تفيد الجسم دائماً، بما لا يقل عن 3 ونصف لتر يومياً، بسبب طبيعة الأجواء الحارة التي تفرض علينا فقد كمية كبيرة من السوائل عن طريق التبخر

ولتجنب الإصابة بالبواسير المرضية يجب تناول الغذاء الصحي والغني بالألياف تحديداً.

 

الرياضة تفيد الأمعاء

هناك علاقة فيزيائية بين حركة الأمعاء داخل جسم الإنسان وحركة الأرجل، فكلما مارس الإنسان رياضة المشي ازدادت حركة الأمعاء وتضاعف نشاطها، وبالتالي أصبحت قدرتها على تفريغ الفضلات عالية جداً، ما يجنب الإنسان الإمساك الذي يسبب ويزيد من تعقيد حالة البواسير.

Email