الجمع والإحصاء والترتيب وبعثرة الأوراق وتجاعيد الوجه، أثارت في نفسي الفضول لرجل يجول بين أروقة أحد المؤتمرات، يدون بين الأفراد لجمع استبيانات، فتوجهت إليه من فوري قائلة: أبوي شو تسوي؟!، ما تعبت وانت قاعد تلف على الناس؟، فأجابني: أنا حضرت خمسين ورقة، وبين يدي سبعة وأربعون فقط، أين اختفت البقية ؟!!.
بقيت جالسة إلى جواره حتى أجابني بأن هذه وظيفته، بين تحضير الملفات والأوراق اللازمة قبل موعدها والاهتمام بها، وهي كلها تصب في ينبوع التوعية الأمنية وما يدور في المجتمع من قضايا ومشاكل تمس الجيل الواعد.
سلك مشهور حسين أبو ستة طريقه في ايصال المعلومة وطرحها على الأفراد، حاملاً أوراقه بين الحين والآخر بهدف بناء جيل واعد مستنير بلغته الأم "اللغة العربية".
أسس لحياته في الإمارات وعمل أستاذاً للغة العربية في مدينة رأس الخيمة لمدة 20 سنة، حتى انتهى العقد في مجال التدريس، مؤكداً انه لم يخسر اللغة ولا التوعية وايصال المعلومة، بحيث انتقل بعدها إلى العمل في التوعية الأمنية بالقيادة العامة لشرطة دبي، مضيفاً أنه تخرج في بداية حياته العلمية من كلية الشرطة في الأردن، وأتبعها في كلية اللغة العربية بالأزهر في مصر، قائلاً: أعتز وأعشق لغتي وهوايتي "الشعر" ورغم توقفي عنه فترة طويلة الا أنني عدت إليه وبكل شغف، وقال إن الفضل الأول يعود إلى العميد الدكتور محمد المر مدير الإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي، الذي ساعدني على طباعة ديوان " زوابع ريحي..لا تُقهر".
قال مشهور: لا أفكر بالرحيل عن هذه الدولة فهي جزء مني ومتنفسي، وموطني الأم أذهب إلى زيارته فقط، لكنني أشعر بالغربة في حين تواجدي به، ولن أتوقف عن ممارسة يومياتي بين الإلهام والعمل والأوراق والتواصل بين المجتمع، هنا أجد ذاتي وروحي، مشيراً إلى انه يعمل حالياً على إصدار ديوان آخر بفضل يد أخرى من أبناء هذه الأرض.
