40% من الوفيات عالمياً سببها سوء الاستخدام

«الصحة» تمنع صرف المضادات الحيوية إلا بوصفة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قالت دراسة حديثة إن آلاف الوفيات تحدث كل عام بسبب انعكاسات أدوية مختلفة، وأكثر من 40 في المائة من تلك الوفيات سببها سوء استخدام المضادات الحيوية.

وتعلو أصوات محذرة كل عام على أبواب فصل الشتاء، ومع انتشار الأمراض المعدية بين الأطفال، من سوء استخدام المضادات الحيوية بعشوائية كبيرة.

وفي الولايات المتحدة، قدّرت وصفات المضادات الحيوية غيرِ الضرورية بعشرة ملايين وصفة سنويا. وفي الصين، سبّب سوء استخدام المضادات الحيوية بإصابة مليون طفل بالصمم.

وجاء تعميم وزارة الصحة على كافة الصيدليات بعدم صرف المضادات الحيوية إلا بوصفة طبية لتجنيب المرضى المضاعفات التي قد تتسبب بها.

وتقنين استخدام الأدوية لم يلق آذانا صاغية من قبل البعض خاصة في ظل ارتفاع أسعار كشفيات أطباء القطاع الخاص والحكومة، فبمجرد فتح الطبيب لفم الطفل أو الكشف عن الأذن والتي لا تحتاج لأكثر من خمس دقائق يدفع المريض 300 درهم كشفية لدى بعض الأطباء المتواضعين وأكثر من خمسمائة درهم للاختصاصيين، وهو ما يدفع بالكثيرين منا الى اختصار الطريق والإسراع لأقرب صيدلية لشراء أي مضاد حيوي، علما ان الالتهابات الفيروسية كالرشح والإنفلونزا لا تؤثر فيها المضادات.

عمر المريض

حول الموضوع قال الدكتور محمد حكيم سماحة: يوجد في الجسم جهاز مناعي لمحاربة الأجسام الغريبة ومنها البكتيريا، وفي حالة عدم قدرة الجهاز المناعي على كسب المعركة تقوم المضادات الحيوية بمساعدة الجسم بالقضاء على هذا العدو الخارجي دون المساس بخلايا الجسم.

والفيروسات لا تتأثر بالمضادات الحيوية، ولكن يمكن القضاء على بعض أنواعها باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات، وذلك في نطاق ضيق جداً وتحت إشراف طبيب متخصص نظراً لآثارها الجانبية الخطيرة على الجسم. أما معظم الالتهابات الناتجة من الفيروسات مثل الزكام والإنفلونزا والتهاب الحلق والقيء والإسهال وغيرها فللجسم القدرة على التخلص منها في غضون أيام عن طريق نظام المناعة.

وأضاف: إن عملية صرف الأدوية تتم وفقا لعمر المريض والوزن، إذ إن هناك حاليا اكثر من مائتي نوع من المضادات الحيوية، ولكل نوع منها أسماء متعددة تختلف باختلاف الشركة المصنعة للدواء ويتم تصنيعها على شكل أقراص أو كبسولات أو حقن وبعضها على هيئة مساحيق أو مراهم جلدية أو كريمات أو نقط للعين أو للأذن إلى غير ذلك من الأشكال.

وتختلف أنواع المضادات الحيوية باختلاف مدى تأثيرها على البكتيريا، فمن الأدوية ما يكون فعالاً بشكل رئيس على البكتيريا إيجابية الجرام، ومنها ما يكون فعالاً ضد البكتيريا سالبة الجرام، والبعض الآخر فعال ضد النوعين. ومنها ما يقتل البكتيريا ومنها ما يمنع نموها.

وتابع: من الأخطاء الشائعة التي يتعرض لها الكثير من الناس وهي بمجرد تحسن حالة المريض الصحية يقوم تلقائيا بوقف تناول العلاج، وبعد فترة تعاود الأعراض بالظهور من جديد وبالتالي لا بد للمريض من إكمال المدة المحددة للأدوية، وغالبا ما تكون سبعة أيام، يتم تناولها على فترات محددة فإذا كانت ثلاث مرات فلا يجوز زيادة الجرعة أو أخذها مرتين، ولا ينبغي إطلاقا إيقاف تناول العلاج، لأن ذلك يؤدي إلى ظهور البكتيريا مرة أخرى وقد تكتسب مناعة من المضاد بحيث لا تتأثر به مستقبلاً، مما يؤدي إلى صعوبة العلاج.

المضادات والآثار الجانبية

بدوره قال الدكتور أمين الأميري وكيل وزارة الصحة المساعد للممارسات الطبية والتراخيص: إن معظم الأدوية التي يتعاطاها المريض بما فيها الفيتامينات تسبب آثاراً جانبية غير مرغوبة، بعضها يكون أعراضاً خفيفة لا تشكل خطراً على المريض وبعضها قد يهدد حياته.

والمضادات الحيوية شأنها شأن باقي الأدوية قد ينجم عن استعمالها آثار جانبية قد تكون خفيفة وقد تكون شديدة وذلك لأسباب متعددة، منها ما يحدث بسبب طبيعة جسم الإنسان، أو بسبب خصائص الدواء، أو بسبب زيادة الجرعة الدوائية الموصوفة، أو أحياناً عند استخدام دواء آخر أو مع تناول أغذية معينة أو بسبب عدم التشخيص السليم أو غيرها من الأسباب.

وقال: هناك أيضا بعض الأخطاء التي يقع فيها الأهل وغالبا ما تكون المضادات الحيوية الموصوفة للأطفال على هيئة شراب أو مسحوق يضاف إليه الماء ليصبح جاهزاً للشرب، مثل هذه الأدوية يجب حفظها في الثلاجة مع ملاحظة أن مدة صلاحيتها لا تتعدى الأسبوعين ولا يجوز استخدامها بعد فتح العبوة بأسبوعين.

وأشار الى أن بعض المضادات الحيوية لها تأثير ضار على الحامل أو المرضع، وعموماً فإن كل المضادات الحيوية مواد سامة تعطى في حدود القتل أو إيقاف نمو البكتيريا، أما الجرعة الكبيرة فقد تؤذي المريض؛ لذا يجب التقيد بالتعليمات التي يكتبها الصيدلي على العلاج، ونلاحظ أن المريض يتحسن بعد جرعتين أو ثلاث جرعات، الأمر الذي يجعله يتهاون في إتمام العلاج، وهذا يسبب حصول البكتيريا على المناعة، ومن هنا تعود إليه بشكل أقوى وأشد.

وقال ما لا يعرفه الكثير من الأهل ان عملية اختيار المضاد الحيوي المناسب من قبل الطبيب تتم بناء على عمر المريض والجرعة الدوائية اللازمة والشكل الدوائي الملائم بناء على عدة عوامل، منها التشخيص السريري والمختبري وذلك لمعرفة نوع البكتيريا الغازية ومعرفة المضاد الحيوي المناسب.

وصفات المضاد الحيوي، من حيث تركيزه في الجسم لأن المضاد قد يكون فعالاً ضد بكتيريا معينة ولكن تركيزه في الجسم لا يصل إلى الحد المطلوب، وبالتالي لا نحصل على النتيجة المرجوة، وطريقة طرحه من الجسم فمثلاً إذا كان الجسم يتخلص من الدواء سريعاً فهذا يستدعي إعطاءه على فترات متقاربة.

وكذلك تراعى عملية سمية الدواء وآثاره الجانبية فينبغي الموازنة بين أضرار الدواء ومنفعته للمريض، فإذا ترجحت المنفعة على الضرر فلا بأس من صرفه للمريض، وكلفة الدواء إذ بعض المضادات الحيوية ذات تكلفة عالية ولها بدائل أرخص ومساوية لها في التأثير وأحيانا قد تفوقها علاجياً.

وهناك عوامل أخرى تتعلق بالمريض ومنها العمر والجنس والوزن، وحالة أعضاء الجسم خاصة الكلية والكبد، وحالة الجهاز المناعي للمريض وخطر تفاعلات الحساسية الناجمة عن استعمال بعض المضادات الحيوية وشدة العدوى، وإذا كانت المريضة حاملاً أو مرضعاً، وإذا كان المريض يعاني من أمراض أخرى أو يتناول أدوية أخرى.

Email