على هامش مشاركة الهيئة في المؤتمر السنوي للاتحاد في الولايات المتحدة

تعاون بين «تنمية المجتمع» و«المراكز الأميركية» لخدمة ذوي الإعاقة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

وقّعت هيئة تنمية المجتمع، الجهة الحكومية المسؤولة عن تنظيم وتطوير أطر التنمية المجتمعية في دبي، وفي إطار مبادرة "مجتمعي مكان للجميع"، مذكرة تفاهم مع اتحاد المراكز الجامعية المعنية بذوي الإعاقة في الولايات المتحدة الأميركية "AUCD"، تهدف إلى الاستفادة من خبرات مراكز الأبحاث المتخصصة في الولايات المتحدة في تطوير خدمات ذوي الإعاقة المقدمة من قبل هيئة تنمية المجتمع.

وتُعتبر مذكرة التفاهم أول اتفاقية يعقدها الاتحاد مع مؤسسة من منطقة الشرق الأوسط، وستساهم بجلب أحدث الممارسات والاستفادة من أنجح التجارب في مجال برامج وخدمات ذوي الإعاقة للاستفادة منها في تطوير منظومة صديقة للأشخاص ذوي الإعاقة في دبي.

خدمات استشارية

وسيتولى الاتحاد تسهيل حصول هيئة تنمية المجتمع على الخدمات الاستشارية والتدريبية من المؤسسات المتخصصة الأعضاء في الاتحاد، فضلاً عن التعاون مع الهيئة لوضع برامج عمل نموذجية لدمج وتمكين وحماية الأفراد من ذوي الإعاقة على مدار حياتهم، كما ستساهم خبرة الاتحاد في تفعيل خطط الهيئة لإنشاء مراكز أبحاث متخصصة لبحث قضايا الإعاقة وتطوير حلول علمية نموذجية لها.

ويضم اتحاد المراكز الجامعية المعنية بذوي الإعاقة في عضويته أكثر من 67 مركزاً جامعياً للتميز متخصصة في تطوير خدمات ذوي الإعاقة، و43 قيادة تعليمية في مجال الإعاقات النمائية العصبية و15 مركز أبحاث لتطوير خدمات ذوي الإعاقة.

جاء ذلك على هامش مشاركة هيئة تنمية المجتمع في المؤتمر السنوي للاتحاد والذي انعقدت فعالياته بين 17 و20 نوفمبر الماضي تحت شعار "تعزيز الاندماج في عالم يشهد تنوعاً متزايداً"، وشارك فيه أكثر من 600 خبير متخصص في قضايا ذوي الإعاقة. وترأس وفد الهيئة إلى المؤتمر خالد الكمدة، مدير عام هيئة تنمية المجتمع، حيث ضم الوفد كلاً من الدكتور حسين مسيح، خبير قطاع الرعاية الاجتماعية، والدكتورة بشرى الملا، مدير إدارة الرعاية الاجتماعية، والدكتورة هبة عطية، مستشار خدمات ذوي الإعاقة.

تجربة دبي

وقدمت هيئة تنمية المجتمع خلال المؤتمر ورقة عمل تحدثت فيها عن تجربة دبي في مجال دمج ذوي الإعاقة ومبادرة "مجتمعي مكان للجميع" التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، والهادفة إلى تحويل دبي إلى مدينة صديقة لذوي الإعاقة بحلول العام 2020.

مرجعية بحثية

وقال خالد الكمدة، مدير عام هيئة تنمية المجتمع: "تطرح الهيئة منهجية عمل لتطوير نمط حياة الأفراد من ذوي الإعاقة تستمر على مدار حياتهم، ويتطلب تطبيقها توافر المرجعية البحثية وتضافر الجهود الحكومية والمجتمعية. وعلى الرغم من أهمية الدورين التشريعي والتنظيمي في تطبيق خدمات ذوي الإعاقة إلا أن مؤسسات النفع العام تلعب دوراً محورياً في تعزيز دمج هذه الشريحة الهامة في المجتمع وتوعية الأفراد والشركات بمسؤولياتهم المجتمعية تجاه الفئات الهشة". وحظيت مشاركة الهيئة في المؤتمر باهتمام كبير من خبراء الرعاية المجتمعية ومؤسسات البحث المتخصصة بقضايا الإعاقة التي أعربت جميعها عن استعدادها للتعاون مع الهيئة في سعيها لتحقيق رؤية دبي في تحويل دبي إلى مدينة صديقة لذوي الإعاقة، وتصدير خبراتها الطويلة في هذا المجال للاستفادة منها وتطويرها بما يتناسب مع واقع المجتمع المحلي.

خطط حكومة دبي

استعرضت ورقة العمل التي قدمها وفد الهيئة في المؤتمر خطط حكومة دبي الرامية إلى إحداث نقلة نوعية في حجم وجودة الخدمات الموفرة للأشخاص من ذوي الإعاقة والتي ستشمل جميع المراحل العمرية لهذه الشريحة، ابتداءً من الطفولة المبكرة، عبر خدمات صحية وتعليمية واجتماعية تتناسب مع متطلبات كل مرحلة عمرية على حدة، وبينت ورقة العمل أن تطبيق ذلك يتطلب إيجاد منظومة متكاملة تهتم بالكشف المبكر عن الإعاقات لدى الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، وتوفر لهم الرعاية الطبية والتعليمية والاجتماعية ليتم دمجهم في مؤسسات التعليم النظامية، وتتيح لهم الدعم الطبي والتعليمي والاجتماعي والتأهيلي، وتضمن توفير فرص عادلة لهم في التعليم العالي والعمل والتدريب المهني، وانخراطهم بشكل كامل في الفعاليات الاجتماعية والثقافية والترفيهية.

زيارات ميدانية لمؤسسات طبية وتعليمية توفر الخدمات للفئات الهشة

أجرى وفد هيئة تنمية المجتمع عدداً من الزيارات الميدانية لمؤسسات طبية وتعليمية تتخصص بتوفير خدمات للفئات الهشة وذوي الإعاقة بهدف إجراء مقارنات معيارية والتعرف على أحدث الممارسات وأنجح التجارب.

وتضمن ذلك زيارة إلى مؤسسة "إيستر سيل" في واشنطن، والمتخصصة بتوفير الرعاية للأطفال من ذوي الإعاقة وكبار السن من ذوي الإعاقات الذهنية والتي تقدم تجربة ناجحة في مجال الدمج بين الأجيال وتنشيط القدرات الذهنية لكبار السن من ذوي الإعاقة من خلال التفاعل مع الأطفال، فضلاً عن تبادل المعارف والمهارات بين الأجيال.

كما زار الوفد منظمة "جوبلي هاوسينغ"، المتخصصة في توفير خدمات الإسكان بأسعار زهيدة لبعض الفئات الأكثر عرضة للضرر مقابل انخراطهم في برامج علاجية وتأهيلية تتناسب مع أوضاعهم الاجتماعية والصحية وتساعدهم بالتالي على تحسين نمط حياتهم باستقلالية. ونفذ الوفد زيارة ميدانية للمواقع التي يتم فيها تأهيل المنازل وجعلها مهيأة لاستخدام الأفراد من ذوي الإعاقة بمساعدة المناحين ليتم استثمارها في إيواء أعداد إضافية ممن يحتاجون إلى السكن، مع وضع برامج لتمكينهم ومنحهم القدرة على الاستقلال في المستقبل.

تقنيات

واطلع الوفد على التقنيات التي تستخدمها جمعية مختبرات الصحة العامة (APHL) في مجال الكشف المكبر عن الاضطرابات الجينية والأيضية والاستقلابية لدى الأطفال حديثي الولادة ممن لم تتجاوز أعمارهم الخمسة أيام، وأثر ذلك الكشف في تحديد نمط التدخل المبكر اللازم لكل حالة.

وتعرف وفد هيئة تنمية المجتمع على تجربة مدرسة "لاب سكول" في تعليم الأطفال ممن لديهم صعوبات بسيطة إلى متوسطة في التعلم، والتي ترتكز على تطوير المهارات الفردية للأطفال وعدم التركيز على نقاط الضعف وإيجاد التحديات التعليمية التي تتيح للطفل تطوير قدراته، وأثبتت المدرسة من خلال تبني مناهج تعليمية متخصصة وبمساعدة طاقم تربوي عالي الكفاءة من تحقيق نسبة التحاق وصلت إلى 95% للأطفال الخريجين من المدرسة بمؤسسات التعليم العالي النظامية، وهي نسبة تتجاوز ما يحققه الأطفال الذين لا يعانون صعوبات تعلم في المدارس النظامية.

خطة طريق

وكانت هيئة تنمية المجتمع قد أطلقت الاثنين الماضي عملية عصف ذهني متقدمة تهدف إلى تحديد الأهداف النهائية ووضع خطة طريق لتفعيل اتفاقية الهيئة مع اتحاد المراكز الجامعية المعنية بذوي الإعاقة في الولايات المتحدة، بما يخدم مبادرة "مجتمعي مكان للجميع"، ويساهم في تسريع وتيرة تحول دبي إلى مدينة صديقة لذوي الإعاقة.

Email