قف

«نكنس الشارع» بعد الاحتفالات الوطنية .. فعل انتماء حضاري

ت + ت - الحجم الطبيعي

"نحبها بكل شكل ولا يردعنا الا ما هو خاطئ أو معيب فعلا، كنس شارعها الذي مررنا به محتفين بالأمس بعيدها الثاني والأربعين مع اخواننا من مواطنين ومقيمين، ونثرنا الزهور والأوراق الملونة والزينة، وها نحن نعود لنزيل آثار ما تبقى على الأرصفة من احتفالنا، فحب الوطن لا يعني أن نحمل شعارات فقط، بل أن نشعر بالمسؤولية تجاه كل مكتسباته حتى لو كانت رصيفا سيجد عاملا ينظفه".

هكذا عبّر مجموعة من شباب الإمارات حمل بعضهم مكنسة وانهمك في العمل غير آبه بالمارين، وآخرون حملوا زجاجات العصير والماء البارد ووزعوه على العمال الذين كانوا ينظفون الشارع، مشهد بديع تكرر في دبي وللسنة الثالثة على التوالي، فبات الكثيرون ينتظرون المشاركة به.

"البعض يظن أن ما نفعله عيب أو تقليل من قيمتنا، لكننا نراه عكس ذلك تماما، فهو حب مطلق للوطن، ودليل على رغبتنا الحقيقية في الحفاظ على كل ما فيه" يشير عبدالله الذي وقف يجمع الأوراق والزينة في كيس أسود كبير.

وعلى الرغم من أن بلدية دبي كثفت جهودها خلال الأيام التي سبقت الاحتفالات باليوم الوطني، وخصصت فريق طوارئ يضم مراقبين، وعمال، ومعدات اضافية، ونظام عمل بالمناوبة للحفاظ على منظر المدينة، الا أن أبناء الوطن لم يعتمدوا على العمال، بل أصروا على مساعدتهم بكل فرح وفخر.

المهندس عبدالمجيد سيفائي مدير ادارة النفايات في بلدية دبي، أكد أن اضافة لكل تلك التجهيزات، تم توزيع فرق مراقبة على الشواطئ والطرق التي تشهد المسيرات، ضمن خطة طوارئ بدأت قبل الاحتفال باليوم الوطني، وظلت حتى انتهى الجميع من الاحتفال بالوطن، مبينا أنه خلال ثلاثة أيام متواصلة من العمل في 4 ورديات، تم جمع ما يقارب 15 طناً من النفايات الناجمة عن الاحتفالات والتي كانت في غالبيتها بقايا أوراق زينة.

كما قامت البلدية بتوزيع القفازات الخاصة، والمعدات الضرورية للتنظيف على جميع المتطوعين من الشباب والفتيات الذين بدأوا منذ الصباح الباكر، ولم يغادروا المكان الا بعد تأكدهم من نظافته. جيل يستحق الفخر به، والحديث عنه، ليكون مثالا جميلا يحتذى به في مختلف أنحاء دولنا العربية، ونموذجاً للأجيال القادمة.

 

Email