هدية مواطن للوطن من أعماق «أكواريوم دبي مول»

بالفيديو والصور.. عَلم الإمارات يرفرف تحت الماء

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أراد التميز في حب البلاد، وارتضى التفرد في الاحتفال بالاتحاد، واجتهد بإمكانيات إماراتية خالصة، فوصل إلى لحظة التوثيق الجميلة والمعبرة، حينما تمكن من تثبيت سارية علم خاصة، وأداء تحية وطنية شامخة أثناء رفع علم الاتحاد من الأعماق، أعماق «أكواريوم دبي مول».. تلك كانت فكرة غير مسبوقة، ظفر بها شاب مواطن ليحتفل على طريقته الخاصة باليوم الوطني الثاني والأربعين لقيام الاتحاد.

عبدالله الحسام؛ غواص إماراتي محترف ومرخص دولياً، خريج منحة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للطلبة المتفوقين في جامعة نيويورك، وخريج هندسة مدنية في كليات التقنية العليا.

استجاب للحملة الوطنية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، لرفع العلم، وأدى المهمة الوطنية بطريقة احترافية هي الأولى من نوعها على مستوى العالم، بعد أن بحث بلغات عدة عبر الإنترنت، ولم يجد أي علم مرفوع على سارية تحت الماء، إذ أكدت النتائج جميعها رفع العلم من قبل غواصين كثر تحت الماء، ولكن من دون سارية.

موقف استثنائي

يقول الحسام: فكرت كثيراً لأجسد موقفاً احتفالياً استثنائياً بمناسبتين (اليوم الوطني، والعَلَم)، وحينما اقتنصت الفكرة تقدمت إلى الأمام، فمنذ 18 نوفمبر (قبل 2 ديسمبر بـأسبوعين)، انتقلت إلى التصميم في ورشة خاصة في كليات التقنية العليا، وبدأت العمل على تنفيذ الفكرة وإجراء الدراسات والحسابات اللازمة، والتواصل مع الجهات المعنية، ومتابعة التصاريح، واختيار فريق العمل، وقد حرصت على أن يكون إماراتياً.

للوهلة الأولى يبدو المشهد سهلاً يسيراً في نظر البعض، لكن الحقيقة تقول إن الدقة في هكذا فكرة هي كل شيء، ولأن الحسام مهندس مدني إنشائي، فقد أجرى حسابات كثيرة لا تخلو من الصعوبة، بدأها بتصميم قياسات السارية حتى تكون ثابتة في كل الظروف، مع مراعاة تقسيمها إلى أجزاء عدة لتسهيل عملية نقلها وفكها وتركيبها تحت الماء.

كما عمد إلى دراسة التيارات البحرية للتأكد من قوة دفع الماء للسارية، ولحساب حجم ووزن القاعدة اللازمة لضمان ثباتها تحت الماء. ولجأ إلى دراسة معامل كثافة الماء ومعدل تآكل المعادن بناءً على نسبة ملوحة مياه الخليج العربي، واختار أنسب الطرق لشد العلم حتى يبقى مفتوحاً تحت الماء.

100 % إماراتي

ولأنه أحد أعضاء فريق سفراء البيئة التابع لمؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، وقد سبق له أن حضر دورات موضوعها ملوثات البيئة البحرية، فلم يأتِ عمله عشوائياً حتى في مجال البيئة، إذ راح يبحث عن أفضل أنواع الأصباغ التي تحمي السارية من الصدأ والتفاعلات الكيميائية تحت الماء، مع عدم إضرارها بالكائنات البحرية، وقد اختار نوعية أصباغ تستخدم في طلاء أواني الطعام بلا أضرار صحية. كذلك نوعية حبل العلم كانت من القطن الطبيعي الخالص، ولم يختر الحبال العادية المصنوعة من البوليستر حتى لا تضر بالبيئة البحرية.

غير ذلك؛ حرص عبدالله الحسام على صناعة السارية بنفسه حتى تكون المبادرة إماراتية 100%، واختار ورشة إماراتية في كليات التقنية العليا، وعمل بيديه بعد أن تدرب هناك على قواعد السلامة واستخدام معدات الورشة الصناعية والطرق المتبعة في القص والخرم واللحام بالكهرباء.

تجربة بحرية

بعد تجهيز السارية شارك عبدالله في حملة تنظيف البحر، التابعة لجمعية الإمارات للغوص، واستغل الفرصة لتجربة السارية وتسجيل الملاحظات لتعديلها أو تطوير الفكرة. كانت تجربة ناجحة إلى حد ما، رغم مواجهة بعض التحديات مع وجود تيارات بحرية قوية في ذلك اليوم.

بعد إجراء التعديلات النهائية على السارية والعلم، جاء يوم الاثنين 2 ديسمبر 2013، وكان عبدالله قد اتفق مع إدارة دبي مول والـ «أكواريوم» على إجراء تجربة أولية قبل الشروع بالفعل رسمياً، حدث ذلك عند السابعة والنصف من صباح يوم الثاني من ديسمبر، قبل أن يفتح المول أبوابه أمام الزوار، وقد كانت تلك المرة الأولى التي يذهب فيها عبدالله إلى المول بعد صلاة الفجر مباشرة. رافقه الغواص المصور أحمد شهيل، وهناك جهزا الكاميرات وغاصا إلى الأعماق من أجل تركيب السارية ورفع العلم، وحساب الوقت المستغرق.

حان الموعد

وقت الغروب من يوم الثاني من ديسمبر، حان الموعد لرفع العلم.. بدأ الحسام تركيب السارية بمساعدة صديقه الغواص المصور أحمد شهيل، وفي الأثناء تكاثفت الحشود أمام واجهة الأكواريوم. وبعد الانتهاء من تركيب السارية كاملة، رفع عبدالله العَلَم، بالتوازي مع ترديد الجمهور السلام الوطني في الخارج.

لقطة الختام تقول: بهذه المبادرة أصبح علم دولة الإمارات، هو أول علم في العالم يرفع على سارية تحت الماء، بالطريقة الرسمية المتعارف عليها، وهي أن تكون السارية بيضاء والحبل أبيض، ومَنْ يرفع العلم، يؤدي التحية مع السلام الوطني.

إماراتي.. إماراتي

تعمد عبدالله الحسام، عدم ذكر اسمه في فيلم الفيديو الذي يُصوّر المبادرة تحت الماء، وقرر أن يكون عمله خالصاً للوطن، غير منسوب إلى شخص، وقد كتب في نهاية الفيلم: فكرة المبادرة وتنفيذها من قبل غواص إماراتي. تصوير: مصور إماراتي. إخراج: مخرج إماراتي.

وبعد النجاح اللافت الذي حققته المبادرة، اختير الحسام من قبل مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب في أبوظبي، ليكون ضمن مجموعة من الشباب الإماراتيين الذين قدموا إنجازات تعبيراً عن حبهم للإمارات، لعرض تجاربهم في مركز أرض المعارض في أبوظبي، وهناك حظي الحسام بجرعة دعم أخرى، حينما شاركه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، في رفع العلم فوق السارية ذاتها.

Email