أقل من 40 إصابة سنوياً في الإمارات

سرطان الكلى الأقل انتشاراً والأكثر فتكاً

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

معدلات الإصابة بالسرطان متباينة بحسب نوع الورم، لكن سرطان الكلى يعد أقلها انتشاراً في معدلات الإصابة بين دول العالم، إلا أنه لا يقل خطورة عن سرطان الثدي والرئتين، وخلافها من الأمراض الأخرى، لأنه يفتك بصاحبه كونه من المشاكل الصحية القاتلة، لكن بالرغم من ذلك استطاع العلم أن يتوصل إلى أساليب علاجية حديثة، تخفف من حدة المرض وتروضه ليصبح مزمناً عوضاً عن كونه «قاتلًا» لا يمنح صاحبه الفرصة للعيش فترة طويلة. ذلك ما أكده الدكتور محمد جالودي رئيس قسم الأورام في مستشفى توام.

7 سنوات

أوضح جالودي أنه منذ نحو 7 سنوات لم يتوفر علاج فعال لأمراض الكلى، لكن استطاع الطب مؤخراً أن يصل إلى اكتشاف ما يزيد على 6 أنواع من الأدوية، تقلل من حدة المرض، وإذا كان بعض المصابين لا يستطيعون العيش لأكثر من عام في الماضي، منحت بعض الأدوية لهؤلاء المصابين فترة أطول للعيش، وتتصف هذه العلاجات بأنها غير كيميائية وإنما ذكية معظمها على شكل أقراص، بموجب استخدامها قد يعيش المصاب بسرطان الكلى الذي انتشر مرضه خارج الكلية من الممكن أن يعيش حياة شبه طبيعية لفترة زمنية مقبولة من دون أعراض جانبية مثل التعب أو الإرهاق مع استخدام هذه الأدوية، وعند انتشار الورم، وتطور الحالة إلى الأسوأ تجعل الطبيب يلجأ إلى استبدال الدواء بآخر، يتماشى مع التغيرات الصحية للمريض.

الفئات العمرية

ليست هناك فحوص خاصة ومحددة لسرطان الكلى حسب ما أوضح جالودي، لكن الفحوص للأمراض أو الأعراض الأخرى مثل نزيف الدم في البول، تكشف عن إصابة الشخص بسرطان الكلى عند مراجعته للطبيب، وإجمالاً تتركز الإصابة بسرطان الكلى لدى الفئات العمرية الأكبر سناً في سن 60 وما فوق، لكن ذلك لا يمنع حدوثه لدى الفئات العمرية الأدنى، أما معدل الإصابة بسرطان الكلى في الإمارات فتعتبر متدنية، وقد لا تستقبل المراكز الطبية في الإمارات أكثر من 40 حالة جديدة، خلال العام الواحد، عازياً الإصابة بالمرض إلى عوامل مختلفة أبرزها التلوث والتدخين والعامل الوراثي، وتتقلص فرص الإصابة جراء أمراض مزمنة أخرى، تستهدف الكلى أو تؤثر فيها، أما الأعراض فأهمها تغيير في البول وانخفاض الوزن.

أوضح جالودي أن خطوات العلاج تتطلب المرور بعدة مراحل، وعندما يثبت انتشار المرض يبدأ الجراح بإجراء عملية لاستئصال الكلية المصابة، ثم يخضع المريض للعلاج الذكي وأشهرها وأكثرها اعتماداً دواء يطلق عليه «سوتنت»، ثم يستخدم الطبيب دواء آخر بعد مرور عام، كذلك يخضع المريض لمتابعة كل شهرين أو ثلاثة، وبعدها يتقرر إذا كانت هناك سيطرة على الورم بألا يزيد، أما إذ اتضح أن الورم ازداد حجمه يلجأ الطبيب إلى دواء ثالث، لافتاً إلى أن فكرة العلاج تتلخص في تحويل المرض من قاتل إلى مرض مزمن، على غرار طريقة علاج مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم.

الدواء الكيميائي

إن التفكير في أن الدواء الكيميائي يقتل جميع الخلايا السرطانية والطبيعية، تعد فكرة قديمة لا صحة لها مع وجود الأدوية الذكية، والعلاج الكيميائي لسرطان الكلى تحديداً غير فعال على حد تعبير جالودي، إذ فشلت الكثير من التجارب في استخدام العلاج الكيميائي حيال سرطان الكلى، ما عدا في حالات قليلة جداً من سرطان الكلى تحمل خلايا مختلفة قد يستجيب من خلالها المريض للعلاج، لكن على وجه العموم لا تستجيب حالات مرض سرطان الكلى للعلاج الكيميائي، في حين يعتبر علاجاً مفيداً وفعالاً لأنواع السرطان الأخرى.

خصوصاً إذا كان الورم مبكراً، ومما لا شك فيه أن أنواع الكيميائي مختلفة وكثيرة، وثمة أدوية مضادة للأعراض التي يصاب بها المريض مثل الاستفراغ واللوعة وخلافها، مؤكداً أن الأدوية الكيميائية لا تؤدي جميعها إلى تساقط الشعر، وإذا تساقط الشعر أثناء الخضوع للعلاج سينمو من جديد كما كان في السابق بعد التوقف من العلاج، لذلك يجب ألا يتشاءم الكثيرون من طريقة العلاج الكيميائي خصوصاً السيدات، وقد يستمر العلاج للسرطانات المبكرة القابلة للشفاء 6 شهور.

استئصال الكلية

 

سرطان الكلى حسب ما قال رئيس قسم الأورام في مستشفى توام، من السرطانات التي لا نسمع عنها كثيراً، وفي الماضي يأتي المريض إلى الطبيب متأخراً بعد تفاقم مشكلته الصحية وإصابته بأعراض بارزة، يصل خلالها الورم إلى العظام أو ينتشر في الرئتين، لكن الكشف الدوري والتشخيص المبكر الآن أسهم في تحسين النتائج لدى المصاب والسيطرة على حالة المريض، مضيفاً أنه في حالة إصابة كلية واحدة بالسرطان، يمكن استئصالها والعيش بالكلية الأخرى، كما يمكن العيش من دون كلية لكن عندئذٍ يحتاج المصاب إلى غسيل كلوي مستمر، مشيراً إلى أن الأبحاث أكدت مؤخراً أن استئصال الكلية يساعد على تقليل انتشار الورم خارجها.

%70 من حالات السرطان الناتجة عن التدخين مميتة

ذكر الدكتور فلاح الخطيب استشاري علاج الأورام في مركز الخليج الدولي للأورام، أن سرطان الثدي هو الأكثر انتشاراً في العالم، بنسبة، تبلغ 24 % من كل حالات السرطان، أما في النساء فيشكل ما نسبته 40 %، أما سرطان القولون فهو ثاني أكثر الحالات انتشاراً في الإمارات، ثم سرطان الرئة والجهاز التناسلي، مؤكداً أن السرطان الأكثر انتشاراً بين الرجال في العالم هو سرطان الرئة نسبة إلى التدخين، كما يعد التدخين مسؤولًا عن حوالي 40 % من حالات السرطان، وتعد السرطانات الناتجة عن التدخين من النادر شفاؤها، وتشكل نسبة الوفيات الناتجة عن التدخين نحو 70 % أو أكثر، لافتاً إلى أنه عند تدخين السيجارة، يمتص الإنسان المواد الضارة رأساً، لاسيما النصف الأخير من السيجارة إذ تتركز فيه أغلب المواد الضارة، ويتحكم عدد مرات التدخين في اليوم، ونوع التبغ بمدى الضرر الذي سيلحق بصاحبها، كما يمكن التكهن على ضوء هذه المعايير السابقة بنهاية المدخن الواضحة كالشمس.

وأضاف أن إقامة المؤتمرات الطبية أهمية بالغة باعتبارها همزة وصل لإيجاد حلول للمشكلات الصحية المستعصية، إذ تجمع الأطباء المختصين حول العالم، ويتعرف الجميع عن طريقها إلى آخر المعلومات والمستجدات على الساحة الطبية، وذلك ما حدث في مؤتمر أقيم في أبوظبي أُعلن فيه عن اكتشاف دواء جديد، يتميز بقدرته على شفاء نوع معين من أنواع سرطان الرئة، وعن طريق الكشف المبكر يمكن السيطرة وعلاج المصاب بسهولة، كذلك حث المؤتمر أطباء المنطقة المتخصصين في علاج السرطان، للاستفادة من الخبرات والاتفاق على إجراء دراسات علمية مؤثرة في شفاء حالات مرض السرطان.

وقال الخطيب إنه حري بدول التعاون الخليجي، تأسيس مركز مشترك، يخدم الحالات الحرجة والنادرة التي تستدعي من المرضى السفر لعلاجها في الخارج، ومن ناحية أخرى سيساعد المركز على جمع الإحصاءات وإجراء الدراسات والخروج بنتائج علمية دقيقة، لافتاً إلى أنه ثمة إنجازات على مستوى التعاون بين دول المنطقة، أبرزها إنشاء مركز الخليج الدولي لإحصاءات السرطان ومقره في المملكة السعودية.

نصائح

الوقاية بالاكتشاف المبكر

يمكن الوقاية من بعض أنواع السرطان وعلاجها بشكل فعّال إذا اكتشفت في وقت مبكر، وأن البرامج المتاحة والناجحة في خفض الوفيات من السرطان، عالميا ومحليا، هي برامج الكشف المبكر لسرطان الثدي، وعنق الرحم والقولون والمستقيم، ويمكن للكشف المبكر من قبل مختصي الرعاية الصحية التعرف على التغييرات أو الأورام السرطانية في مراحلها المبكرة حين تكون في بدايتها، حيث يسهل علاجها والشفاء منها، مؤكدة أن الفحص المبكر يحد من وفيات سرطان الثدي والقولون والمستقيم وعنق الرحم.

 

الامتناع عن التدخين والوجبات السريعة

ترك التدخين لأنه من أكثر الأشياء التي تضر بالصحة العامة وخاصة الرئتين والدم والهيكل العظمي والمفاصل، ومن المعروف أن التدخين يقوم بغلق الشرايين التي تغذي الجسم، إضافة إلى أن النيكوتين يتسبب في الجفاف والذي يزيد من مخاطر الاصابة بأمراض عديدة.

 

شرب الماء لتصريف الأملاح

ضرورة شرب الماء بكميات كبيرة للتخلص من الترسبات الكلسية وتصريف الاملاح بحيث لا يتاح لها مجال للتكلس لذلك ينصح بشرب 4 لترات من الماء بشكل يومي. إضافة الى الابتعاد عن الوجبات السريعة التي تؤدي الى السمنة وهشاشة العظام وممارسة الرياضة بشكل يومي في مدة لا تقل عن نصف ساعة، ويعد المشي من أفضل الرياضات الإيجابية التي تنمي العظام وتقويها.

Email