كبد واحد يمكن زراعته لشخصين

زراعة الكبد.. جراحة تنقذ الآلاف

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تخطت زراعة الكبد مرحلة التجارب وأصبحت تجرى بنجاح كبير على نطاق واسع في العالم، وتجاوزت حالات زراعتها 5000 عملية سنوياً في الولايات المتحدة الاميركية والشرق الأوسط، واصبحت بديلاً علاجياً لمن اصيبوا بمرض الفشل الكبدي يقدم عليه الكثير من المرضى، حيث بلغ عدد الأشخاص في قائمة الانتظار بالولايات المتحدة قرابة 14 الف مريض بحاجة الى زراعة كبد، ونظراً لقلة المتبرعين بالكبد قد يطول انتظارهم الى سنة أو اكثر حتى يحين دورهم وربما يموت نسبة كبيرة منهم قبيل زراعة الكبد، هذا بحسب ما أشار له الدكتور محمد عزام قياسة أخصائي أمراض الجهاز الهضمي والكبد والتنظير في دبي.

وأضاف إن تفاقم أعداد المصابين بالفشل الكبدي أمام قلة المتبرعين دفع العلماء للتوسع في البحوث وإيجاد حل لتلك المشكلة، واول تطور حدث في هذا المجال في السنوات الاخيرة لتخفيف مشكلة نقص الاعضاء المتوافرة للزرع هو تقسيم الكبد من الانسان المتبرع المتوفى (حديثا أو دماغيا) الى قسمين احدهما كبير يتم زراعته لشخص ضخم، والاخر لشخص صغير الحجم، وبذلك يتم زراعة كبد واحد لشخصين. وهنا لابد من الاشارة الى ان المرضى في الامارات بانتظار افتتاح مركز لزراعة الكبد في الدولة. ونداء المرضى موجه الى القطاعين العام والخاص لتبني افتتاح المركز.

(جرافيك)

متى تزرع الكبد؟

أشار د. قياسة إلى أن زراعة الكبد بديلاً علاجياً حين تفشل عن أداء وظائفها وفي حال عجز وسائل العلاج الأخرى عن مساندتها في تحقيق ذلك، وهناك حالات يمكن فيها زراعة الكبد حيث يعد تليف الكبد الكحولي من أهم دواعي زراعة الكبد ولكن بشرط توقف المريض عن تناول الكحول لمدة ستة شهور قبيل زراعتها، وأن لا تكون الكحول قد أفسدت مخه أو اي اعضاء أخرى من الجسم، ويأتي بعدها تليف الكبد الفيروسي بـأنواعه المختلفة والتي تنتشر في العالم كله وبشكل خاص في دول العالم الثالث بما فيها الشرق الأوسط وافريقيا، ومن أكثر انواعها خطورة التهاب الكبد الفيروسي البائي والجيمي والذي ينتشر بنسبة عالية في مصر مقارنة بباقي دول العالم، كذلك تزرع الكبد في حالة تليف الكبد المناعي حتى وإن كان ذلك بعد استخدام الكورتيزون.

إضافة إلى ذلك تعد الإصابة بتليف الكبد الصفراوي من الأسباب التي يمكن أن تحقق فيها الزراعة نتائج إيجابية عالية، أما البلهارسيا وأمراض الكبد الاستقلابية وورم الكبد الخبيث فإنها تتفاوت فيها نسبة نجاح زراعة الكبد.

أنواع زراعة الكبد

أشار د. قياسة إلى أن عملية زراعة الكبد إحدى العمليات الكبيرة وفق التصنيف الجراحي لأنواع العمليات، ويستغرق اجراؤها ما بين 6 إلى 12 ساعة، ويبقى غالب المرضى حوالي 3 أسابيع في المستشفى بعد إتمام إجرائها، ويفرض على المريض بعد الانتهاء من العملية أن يتناول أدوية لخفض مناعة الجسم طيلة حياته، لكي لا يرفض الجسم العضو المزروع، وتتم في عملية زراعة الكبد إزالة الكبد القديم ووضع إما كبد كامل من الانسان المتبرع المتوفى حديثا أو دماغيا، أو وضع جزء من كبد مكانه من الانسان القريب المتبرع الحي، حيث ينمو حتى يُصبح كبداً كامل الحجم ، وتوجد ثلاثة أنواع لزراعة الكبد وهي زراعة الكبد من الانسان الحي أو من المتوفى حديثاً أو دماغياً أو بواسطة الخلايا الجذعية.

وأوضح أن هناك جملة من الشروط التي لا بد أن تتوافر في الشخص الذي أصيب بموت دماغي ليصبح كبده مثالياً للزرع، ومنها أن لا يكون كبد المتبرع مصاب بالميكروبات أو السرطان أو أي امراض أخرى، وأن لا يكون مدمناً للكحول أو مصابا بمرض ما في الكبد، وأن لا يتجاوز عمره 50 عاماً، إضافة إلى أنه من الضروري أن تكون الدورة الدموية قلب المتبرع وجهازه التنفسي ما زالا يقومان بتغذية أعضاء الجسم و الكبد، إضافة إلى ضرورة وجود تماثل في الفصائل الدموية على الأقل، أما الفصائل النسيجية فمن الصعب توفيقها لذلك يغض النظر عنها إلى حد ما و إن كان تماثلها النسبي أمل يطمح إليه الجراحون تفادياً لحدوث الرفض المناعي للكبد المزروع.

موانع زراعة الكبد

لفت د. قياسة إلى أن حالات ترفض زراعة الكبد، وتنقسم إلى موانع مطلقة تشمل التعفن خارج الكبد وقنواته الصفراوية والعدوى بمرض الإيدز، وموانع قهرية لأسباب نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية، وأما الموانع النسبية فمنها سن المريض ألا يزيد سن المتلقي على الستين وإن كان الزرع قد تم بنجاح في البعض حتى سن السابعة والسبعين " وهناك موانع نسبية أخرى منها حالة القلب مثلاً أو صعوبات جراحية فنية كتجلط الوريد البابي، أو وجود وصلة بين الوريدين البابي والأجوف، أو وجود جراحات سابقة ومعقدة في أعلى البطن يمكن أحياناً تجاوزها. بحوث aدراسات جينية لمعالجة أمراض الكبد

التعرف على البصمة الجينية للإنسان ليس الهدف منها التنبؤ أو معرفة الأمراض التي تحدق به في المستقبل فقط، وإنما تمنحه فرصة لاتخاذ تدابير الوقاية والحماية منها، وهذا ما دفع الولايات المتحدة الأميركية لاستكمال مشروع الخريطة الجينية الوراثية للإنسان، وهو ما يعد خطوة مهمة للتعرف على وظائف كل الجينات الموضوعة على هذه الخريطة، وكيف يمكن أن تتسبب في حدوث أمراض معينة، وهناك العديد من الأمراض الكبدية المتصلة بخلل جيني، لكن المؤكد ان تطور علم الجينات سيكون له دور كبير في المستقبل لمعالجة هذه الأمراض، ومن المؤكد أن تطور علم الجينات سيؤدي الى إيجاد طرق وقائية وعلاجية جديدة لأمراض الكبد التي ستخفض من عدد المرضى المحتاجين إلى زراعة كبد سنوياً.

وما يزيد التفاؤل في توفر الحلول لمرضى الكبد نجاح مجموعة من باحثين أميركيين مخبرياً في التوصل إلى طريقة واعدة لزرع كبد جديد أنتجته خلايا استؤصلت من القديم، وذكر موقع «هلث دي نيوز» الأميركي أن البحث الذي أعده فريق البحث العلمي في مستشفى ماساتشوستس العام، ما زال في مرحلة برهنة النظرية، لكن يعتقد أنه ابتدع بنجاح طريقة لاستئصال النسيج الهيكلي للكبد وإعادة زرعه بخلايا كبدية جديدة.

ما هو الكبد

يقع الكبد في القسم العلوي الأيمن من البطن تحت الرئة اليمنى وهي محمية بأضلاع القفص الصدري، وتتكون من فصين رئيسيين هما الفص الأيمن والفص الأيسر وآخرين صغيرين، وفي أسفل الفص الأيمن تقع المرارة والتي تتصل بالكبد عن طريق القناة المرارية، والتي تقوم بتخزين العصارة الصفراوية المفرزة من الكبد، ويصل إلى الكبد نوعان من الدم أولهما دم شرياني يأتي عن طريق الشريان الكبدي لتغذيته بالأوكسجين والعناصر الغذائية الضرورية لعمله أما النوع الآخر فهو الذي يصله عبر الوريد البابي الذي يحمل المواد الغذائية بعد امتصاصها بواسطة الأمعاء، حيث يحولها الكبد إلى مواد أخرى ويفرزها مع الصفراء ليتخلص منها الجسم عن طريق البراز، وبعد أن يمر الدم بنوعيه الشرياني والوريدي عبر الكبد يخرج منه خلال الوريد الكبدي ليصب في الوريد الأجوف السفلي قد يحدث ضغطاً على الوريد البابي فيتراكم الدم به ويؤدي الى ارتفاع الضغط في الدورة الموجودة في القسم السفلي للمريء، ومع مرور الزمن قد تنفجر محدثة نزيفاً قد يودي بحياة المريض.

تاريخ الزراعة

يعتبر الجراح ويلش أول مَن قام بمحاولة زرع الكبد وذلك عام 1955 عندما زرع كبداً إضافياً أسفل البطن بدون استئصال الكبد الأصلي للحيوان وقد تُوفيّ الحيوان بسبب عدم استئصال الكبد الأصلي مما أدى لحدوث تنافس مع الكبد المزروع الذي أصيب بالضمور، حيث إن الكبد الأصلي عند الحيوان كان سليماً يستطيع القيام بوظيفته، أمٌا الجراح الأميركي توماس ستارزل فيعتبر أول من قام بإجراء عملية زرع الكبد في الإنسان عام 1963، عندما زرع كبداً لطفل كان يعاني من انسداد القناة الصفراوية، وقد فشلت تلك المحاولات الأربع التي تلتها وكان ذلك مدعاة لتوقف برامج زراعة الكبد حتى عام 1967، حين طرأ تحسن ملحوظ على الأدوية التي تثبط رفض الأعضاء المزروعة "منذ اكتشاف الدواء المثبط للمناعة" السيكلوسبورين أ " وأدى استئناف المحاولات ودفع الأوساط العلمية الى الإقرار بأن زراعة الكبد تخطت المراحل التجريبية وصارت إحدى الطرق العلاجية المقبولة عام 1984.

5 اكتشافات تُغيّر مستقبل زراعة الأعضاء والأنسجة في العالم

ظهرت في الساحة العلمية الطبية خمسة اكتشافات سوف تُغيّر مستقبل زراعة الأعضاء والأنسجة في العالم مما يبشر بنتائج إيجابية للمرضى المحتاجين لزراعة أعضاء في العالم.

الاكتشاف الأول: يتمثل في استنساخ الأعضاء من الخلايا الجذعية، أي بمعنى استئصال الهيكل التركيبي للكبد من المتبرع وتغطيته بالخلايا الجذعية للمتلقي، مما يجعلها تماثل كبد الإنسان المتلقي، وبالتالي يعطي هذا الاكتشاف الأمل للحصول على كبد قابل للزرع بالكمية والنوعية المناسبة، كما يعطي الأمل في الوقاية من مضاعفات رفض الكبد المزروع.

الاكتشاف الثاني : إنتاج الأعضاء الصناعية الحيوية، كما هو الحال في القلب الصناعي الحيوي الكامل، والكلية الصناعية الحيوية والتي سوف ترى النور في عام 2017، أما الكبد الصناعي الحيوي الكامل مازال قيد الدراسة.

الاكتشاف الثالث : نهاية رفض الجسم للعضو المزروع، حيث يتم زرع نقي العظم مع زرع الكبد معاً، بعد تحضير الجهاز المناعي للمتلقي بواسطة الأدوية التي تؤثر على الجهاز المناعي ضد الخلايا «اللمفاوية t»، عندها تقوم خلايا نقي العظم المزروع ببناء الجهاز المناعي للمتلقي المشترك، مما يجعل تقبله للعضو المزروع أفضل، «وحتى الآن أجري هذا النوع من البحث على زرع الكلية وتم اجراؤه على 15 مريضاً».

الاكتشاف الرابع: صنع آلة تبقي الأعضاء القابلة للزرع حيوية وفعالة خارج الجسم، مما يرفع نسبة وحيوية الأعضاء القابلة للزرع بعد الموت القلبي من 2% إلى 50%.

الاكتشاف الخامس : يتمثل في توضع الأعضاء والأنسجة البديلة بالحجم الثلاثي الأبعاد باستعمال التصوير الطبقي المحوري للأعضاء، ومن ثم استنساخ نموذج حاسوبي يتم طبعه طبقة تلو أخرى في تركيبة ثلاثية الأبعاد، مكونة من الخلايا والمواد الحيوية والرابطة للخلايا، كل ذلك يهدف إلى جعل زراعة الأعضاء أكثر سلامة وتقبلاً عند المتلقي والتي تؤدي إلى رفض العضو المزروع مما يعطي بارقة أمل في إنعاش حالات قصور الأعضاء.

نصائح

الكشف المبكر عن التهاب الكبد

يُنصح المريض بالتوجه إلى الطبيب المتخصص لإجراء الكشف عليه لمعرفة مدى الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي سواء البائي أو الجيمي قبيل أن يستفحل لديه المرض وتصل الحالة إلى الفشل التام الذي يتطلب زراعة الكبد ويسبقها وجود دراسة استقصائية وسريرية وتنظرية للوصول إلى تشخيص دقيق، ودراسة مشابهة كذلك للشخص المتبرع ما مما يتطلب وقتاً وجهداً ومبالغ مالية كبيرة.

التبرع بالأعضاء

زيادة حملات التوعية حول زراعة الكبد والإجراءات التي ترافقها، إضافة إلى غرس ثقافة التبرع بالأعضاء وخصوصاً في بعض الحالات ومنها الموت الدماغي فهناك الكثير من الأشخاص الذين يعيد التبرع لديهم أمل الحياة من جديد.

علماً بأن الفقهاء حللوا عملية التبرع بالأعضاء من الشخص المتوفى إلى الشخص المريض، خاصة وأن الفائدة عظيمة في إنقاذ روح شخص يحتاج إلى هذا التبرع.

زراعة في عمر مبكر

يُنصح المصابون بمرض كبدي مزمن أو فشل كلوي بالسرعة لإجراء زراعة الكبد في عمر مبكر وذلك لأنه كلما قل عمر الشخص زادت نسبة نجاح زراعة الكبد لديه، ولذلك توجد نسب نجاح عالية عند الأطفال مقارنة بالكبار.

ولابد من وجود مركز لزراعة الكبد في الدولة عن طريق التعاون بين القطاعين العام والخاص، وتحويل الدولة إلى أهم مراكز السياحة العلاجية المختصة بزراعة الكلى واستقبال الحالات من داخل الدولة وخارجها.

Email