بعد سنتين من الدراسات واستطلاع تجارب بعض الدول

«الروتا فايروس».. ضمن برنامج التحصين الوطني

ت + ت - الحجم الطبيعي

لقاح الروتا.. نجاح يمتد للفيروسات الأخرى (جرافيك)

ارتفاع نسبة الاصابة بالنزلات المعوية لدى الأطفال خاصة ممن هم أقل من عام محليا وعالميا، ومطالبة منظمة الصحة العالمية للدول الأعضاء باتخاذ كل الاجراءات الوقائية، كان على مدى السنتين الماضيتين من أولويات وزارة الصحة فشكلت على الفور لجنة استشارية تضم أكاديميين ومتخصصين في علوم الأحياء الدقيقة وطب الأطفال والباطنة والصحة العامة والطب الوقائي في المؤسسات التعليمية في الدولة الى جانب الهيئات الصحية دراسة جدوى ادخال لقاح "الروتا فايروس" ضمن برنامج التحصينات .

توصيات اللجنة شكلت حجر الأساس الذي انطلقت منه الوزارة لإدراج اللقاح ضمن برنامج التحصين الوطني، وبما أن القرار جاء في منتصف العام فقد تركت الوزارة الباب مفتوحا لكل الجهات الصحية للبدء بإعطاء اللقاح، وبخاصة أن مثل هذا القرار يحتاج الى ميزانيات تقدر بملايين الدراهم وبالتالي يجب ادراجها ضمن ميزانيات العام المقبل، تزامنا مع برنامج الشراء الخليجي الموحد للأدوية، وبذلك ارتفع عدد التطعيمات التي تعطيها الجهات الصحية للأطفال الى 13 مطعوما وهو ما أدى الى انخفاض نسبة وفيات الأطفال الى دون المعدلات الطبيعية.

خياران

الدكتور محمود فكري وكيل وزارة الصحة للسياسات الصحية أوضح أن المطعوم يعطى على جرعتين: الأولى عند أربعة أشهر والثانية على ثمانية أو ستة أشهر، ولكن من الضروري أن يتم أخذ الجرعتين قبل بلوغ الطفل ثمانية أشهر، ولا داعي لإعطاء أي جرعات منشطة كما يمكن أن يعطى بثلاث جرعات في عمر الشهرين، اربعة شهور وستة شهور، لافتا الى أن اللجنة الاستشارية ستقدم لاحقا توصياتها بأيهما أفضل ويترك لكل جهة اختيار ما تراه مناسبا .

ويوضح أن فيروس الروتا يعد من أكثر الفيروسات التي تسبب الإسهال الشديد عند الرضع والأطفال دون سن الخامسة. وتشير آخر الإحصائيات إلى أن ما يقارب الـ 50 %من حالات الإسهال التي تدخل المستشفيات سنوياً تكون بسبب هذا الفيروس، ويصاب 2.5 مليون طفل بفيروس الروتا تحت عمر الخمس سنوات، في حين يموت نحو 450 ألف طفل سنوياً تحت سن الخامسة أيضاً من هذا الفيروس.

وينتقل الفيروس في معظم الأحيان عبر الفم، وذلك من خلال وضع الطفل يده في فمه بعد لمس موضع ملوّث بالفيروس، ويحصل ذلك غالباً لدى الأطفال الذين لا يغسلون أيديهم بشكلٍ كافٍ، خصوصاً قبل الأكل وبعد دخول الحمام. كما ممكن أن تنقله الأم أو أي شخص يهتم بالطفل أثناء تحضير الطعام أو إن لم يغسلوا أيديهم جيداً بعد تغيير الحفاض مثلاً.

وينتقل أيضا من خلال تناقل الألعاب من طفل الى آخر، أو عبر طاولة الطعام المشتركة في دور الحضانة وما شابه، حتى مع استخدام المعقمات وغيرها لا يمكن أن يموت هذا الفيروس نظراً لمناعته القوية.

خطورة

وتكمن خطورة الفيروس في أن الإسهال الناتج عنه والتقيؤ يمكن أن يؤديا إلى نقص حاد في السوائل في الجسم وبالتالي إلى الجفاف، وقد يحصل ذلك بسرعة وخلال فترة قصيرة، وهذا ما يؤدي إلى دخول المستشفى في كثير من الحالات.

لا يوجد لقاح في العالم يقي من الإصابة بالمرض 100%، ولكن إعطاء اللقاح يمنع الإصابة بالروتا بنسبة تصل الى 90 %، وكذلك يمنع الإصابة بالفيروسات الأخرى المسببة لحالات الإسهال الحادة الناتجة عن غير فيروس الروتا بنسبة تصل إلى 75%.

Email