نظمه المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة

الملتقى الإعلامي الأول يطالب بجهة تتبنى توطين المهنة

ت + ت - الحجم الطبيعي

طالب المشاركون في الملتقى الاعلامي الوطني الاول الذي نظمه المكتب الثقافي والاعلامي بالمجلس الاعلى لشؤون الاسرة بالشارقة بوجود جهة رسمية تتبنى خطة طموحة لتوطين مهنة الاعلام، وذلك للحفاظ على الهوية الوطنية الاماراتية، وتشجيع الشباب على الانخراط في العمل الاعلامي بكافة مجالاته.

جاء ذلك خلال الملتقى الاعلامي الوطني الاول في مسرح القصباء برعاية الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيس المجلس الاعلى لشؤون الاسرة، وبحضور نورة النومان المدير التنفيذي لمكتبها، والتي اكدت في كلمة لها في بداية الملتقى انه لن يتوقف الحديث عن الاعلام في عصرنا طالما انه صاحب التأثير الاعم والاقوى في شؤوننا الحياتية التي نعيشها، مشيرة الى ان الاعلام له اليد العليا في تشكيل وعينا تجاه الاحداث والتحديات، والتي بات من السهل الاطلاع على كثير من تفاصيلها.

واوضحت النومان ان الحديث عن هوية الاعلام حديث عن مصداقية ووضوح لكل واجهة اعلامية تريد ان تترك اثرا في بيئة الانسان الذي توجه خطابها المباشر اليه، فمن دون هوية تعرض الوسيلة نفسها الى اعراض من قبل المتلقين ليس في صالح استمرارها، مشيرة الى ان الهوية الوطنية تتطلب الامانة والصدق في نقل الوقائع، كما تستدعي معالجة النقل ليوضع امام صاحب القرار في دائرة أو مؤسسة او وزارة لينظر فيها، فيحولها لصالح مجتمعه.

طموحات مستقبلية

وشارك في الملتقى الذي ادار جلستيه الاعلامي حسن يعقوب من مؤسسة الشارقة للاعلام مجموعة من الاعلاميين والمتخصصين في شؤون الاعلام بالدولة، كانت البداية مع الاعلامي احمد سالم بوسمنوه عضو مجلس ادارة مؤسسة الشارقة للاعلام، حيث قدم ورقة عمل بعنوان "الكوادر الوطنية في الاعلام والطموحات المستقبلية»، حيث استعرض نشأة الاعلام في الدولة ما قبل الاتحاد وبعد الاتحاد وارتباط الاعلام بالهوية الوطنية.

وتطرق بوسمنوه الى واقع الاعلام الاماراتي وملامح خصوصية الاعلام الوطني في الدولة، والتحديات التي تواجهه ومدى نجاحه في تحقيق هذه الخصوصية.

وكشف الاعلامي احمد سالم بان عدد المواطنين في الاعلام الاماراتي قديما، يفوق بكثير اعدادهم حاليا، بالرغم من وجود بعض الاعلاميين العرب الذين استعانت بهم الدولة في بداية مشوار الاعلام بالدولة، حيث كان ذلك في السبعينيات والثمانينيات.

كما تطرق بوسمنوه الى عزوف المواطنين عن العمل في الاعلام، مشيرا الى ان هناك العديد من الاسباب التي دعت الى هذا اهمها: عدم وجود بنية جاذبة للمواطن، والمنافسة القوية بين المواطن والمقيم، وعدم ثقة المسؤولين في الشباب المواطنين.

وطالب بوسمنوه في ختام ورقة العمل الخاصة به اننا في حاجة لوجود استراتيجية وجهة رسمية حكومية لتتبنى امر التوطين في مؤسساتنا الاعلامية.

ومن جانبه قدم الدكتور خالد المدفع مدير عام مؤسسة الشارقة للاعلام ورقة عمل بعنوان "البث المباشر وتعزيز التواصل المسؤول بالمواطن (تجارب واقعية)»، حيث تطرق فيها الى المسؤولية الاجتماعية للبث المباشر، والوعي المجتمعي للتواصل مع قنوات البث المباشر، بالاضافة الى الموضوعية في الطرح وواقع تعاطي المسؤول مع القضية المطروحة.

تلاحم وطني

واشار الدكتور المدفع الى ان تعزيز التلاحم الوطني وتعظيم قدرات مواطني الدولة يؤدي الى بناء مجتمع اكثر امنا ورخاء وازدهارا، وترسيخ مرتكزات الهوية الوطنية باعتبارها المحرك الاساسي في تنفيذ مشاريع وخطط الدولة وتحقيق طموحاتها المختلفة.

أما الاعلامي الدكتور عبدالعزيز الحمادي رئيس قسم الاصلاح الاسري في محاكم دبي فقد قدم ورقة عمل بعنوان "الشبكة الاجتماعية وبناء العلاقات" حيث تطرق الى الشبكات الاجتماعية وتأثيرها على الشباب وخاصة ابناء الوطن.

واكد الدكتور الحمادي ان انشغال افراد المجتمع بالشبكات ومواقع التواصل الاجتماعي جعلنا نعيش ببيوتنا بصمت وسكون، لكنه السكون الذي يسبق العاصفة، مشيرا الى ان دولة الامارات العربية المتحدة سجلت اعلى نسبة انتشار لاستخدام موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) على مستوى الوطن العربي.

وتحدث جمعة الليم مدير ادارة المحتوى الاعلامي بالمجلس الوطني للاعلام، عن دور المجلس في تعزيز التوطين الاعلامي، مشيرا الى ان المجلس عقد اتفاقيات مع بعض المؤسسات الاعلامية المحلية والدولية والجامعات لتدريب الشباب المواطنين بعد التخرج، كما عقد عددا من ورش العمل للخريجين المواطنين لاكتسابهم خبرة قبل الانخراط في العمل الاعلامي.

وكشف الليم عن مشروع انشاء مركز تدريبي بتكلفة 500 600 الف درهم داخل جامعة الامارات لتدريب الخريجين على المجال الاعلامي، مشيرا الى ان المجلس الوطني للاعلام قام باطلاق برنامج (مسار) لطلبة الثانوية العامة لدراسة الاعلام مقابل مكافأة شهرية قدرها 4 آلاف درهم تشجيعا لهم حتى التخرج.

وفي الجلسة الثانية للملتقى، استهلها الاعلامي احمد المنصوري رئيس قسم المحليات في جريدة الاتحاد، وتحدث عن المحليات، ودورها في ربط المواطن بواقعه، مشيرا الى ان الصحافة المحلية جاءت ومنذ نشأتها لنقل واقع المواطن وهمومه الى الفضاء المحلي والخارجي.

وتطرق المنصوري الى سلبيات واوجه الصور في الصحافة المحلية، وايضا الى دورها في دعم التنمية وتثقيف الناس بدور الصحافة، ودورها في تعزيز المواطنة الصالحة، والتي تتمثل في ان تكون ملتزما بالقوانين والحفاظ على المال العام وتعزيز اللحمة الوطنية بين ابناء الدولة، مشيرا الى انه من الامور التي تحسب على الصحافة دعم اللغة العربية كلغة رسمية للدولة، ودعم القيم والتصدي الى ما يهدم اللغة العربية، وايضا التعريف بالتراث والحفاظ عليه.

واوضح المنصوري ان الصحف المحلية في كل امارة تهتم اكثر بما يجري في اطار الامارة اكثر مما تهتم باخبار الامارات الاخرى، وهذا يضعف بالتالي مصداقية الجريدة لدى القارئ والمتلقي.

الإعلام الحر

 

تطرق الاعلامي والمسرحي والمخرج جمال مطر الى موضوع الاعلام الحر، والبرامج الصباحية المتلفزة، ومدى واقعيتها في تناول موضوعات المجتمع، مشيرا الى ان اعلاما ملتصقا بمجتمعه يجب اذا اطلاق الحريات لان الاعلامي عندما يكون حرا يكون المتلقي حرا، لسنا مطالبين باكثر من هذا، نريد اعلاما واضحا شفافا وصريحا، سهلة جدا في المجتمعات الفاضلة لكنها عصية في مجتعاتنا العربية لاسباب لها علاقة بالحريات والديمقراطيات.

واختتم الاعلامي حسن حبيب نائب مدير عام قناة دبي الرياضية الملتقى بورقة عمل بعنوان "دور البرامج الرياضية في تحفيز الانتماء الوطني من خلال تحقيق الانجازات والتشجيع"، حيث استعرض تجربته الاعلامية مع برنامج "الجماهير" الذي يبث عبر شاشة قناة دبي الرياضية، مطالبا بان يتم فتح جسر تواصل بين الجهات والمؤسسات الرياضية والمشجع، مع تفعيل ثقافة التعامل مع الاعلام لتعريفه الكثير عن الماضي.

Email