وزير الدفاع الأميركي السابق ليون بانيتا في محاضرة بمركز الإمارات للدراسات:

الشراكة الإماراتية الأميركية مسؤولة عن حفظ الأمن الإقليمي

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال ليون بانيتا وزير الدفاع الأميركي السابق إن الشراكة الاستراتيجية وعلاقات التعاون بين أميركا والإمارات تعد من العوامل الرئيسية المسؤولة عن الحفاظ على الامن والسلام في الخليج العربي والمنطقة واستقرارهما.

وأشاد بدور الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في تعزيز هذه العلاقات، مشيداً بالنهج السلمي الذي تتبنّاه القيادة الحكيمة للإمارات في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية والإنسانية.

وقال بانيتا في محاضرته التي ألقاها في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في مقر مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أول من أمس في أبوظبي تحت عنوان "ميزانية الدفاع الأميركية وتأثيرها في الالتزامات الأميركية عالمياً": إن أحد الأسباب الرئيسية التي وطدت الشراكة الاستراتيجية بين البلدين يعود إلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لرؤيته العميقة للأحداث والقضايا الدولية وبوصفه أحد أبرز الشخصيات المقربة إلينا في أميركا، بل إن العديد من كبار المسؤولين السياسيين الأميركيين يحرصون على استشارة سمو الشيخ محمد بن زايد ورؤيته بعيدة النظر، وبخاصة خلال الزيارات المتبادلة التي نحرص على استمرارها، ولعل زيارة سموه الأخيرة للولايات المتحدة والزيارة المرتقبة لوزير الدفاع تشاك هاجل إلى المنطقة خير دليل على التواصل وتبادل الأفكار والآراء بين بلدينا الصديقين.

وحول تخفيض الإنفاق العسكري الأميركي، أكد بانيتا أن سياسة تخفيض الإنفاق لم ولن تؤثر في التزامات الولايات المتحدة نحو حلفائها ومصالحهم، بل إن السياسة الدفاعية للولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين تم إعدادها لمواجهة أكثر من عدو في وقت واحد، وعلى سبيل المثال، فإن الاستعداد قائم للدفاع عن مصالحنا في شبه القارة الكورية ومواجهة التهديدات الكورية الشمالية وفي الوقت نفسه الإمكانات قائمة للدفاع عن مصالحنا في "مضيق هرمز" إذا ما اقتضى الأمر ذلك، مشيراً إلى أن التركيز في سياستنا الدفاعية هو أن يظل الجيش الأميركي أقوى جيش في العالم، فضلاً عن أننا نستعد تكنولوجياً لحروب الفضاء الإلكتروني "الكمبيوتر" من الخارج التي يمكن أن تهدد مصالحنا وسيادتنا، فمثل هذه الحرب إذا شنت علينا ونحن لسنا مستعدين لها، فلن تكون أقل من بيرل هاربر أو 11 سبتمبر أخرى، حيث بإمكان مثل هذه الحرب أن تشل ماكينة الاقتصاد الاميركي وبناه التحتية ومصالحنا القومية التجارية.

النهضة الإماراتية

وعن انطباعه عن النهضة الحضارية والعمرانية لدولة الإمارات قال بانيتا: في كل مرة أقوم بزيارة إلى هنا تشدني التطورات والإنجازات العمرانية أكثر فأكثر حتى إني طلبت مرة من قائد طائرة الهليكوبتر وهو يتجول في سماء أبوظبي أن يكرر الجولة ويقترب من فوق الصرح الهندسي الرائع والشامخ والقبب ذات التصاميم الساحرة لجامع الشيخ زايد الكبير رحمه الله.

وكان الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية" أكد في بداية المحاضرة أن العالم يشهد في الوقت الراهن توجُّهاً قوياً نحو تصحيح الأوضاع المالية للحكومات وترشيد إنفاقها، مدفوعاً بمخاوف حول الأحجام الضخمة والمتصاعدة للديون الحكومية، والحاجة إلى مراعاة آثارها في الأجيال المستقبلية. وهذا التوجه العالمي لجعل الحكومات أكثر تحفظاً وكفاءة في سياسات الإنفاق العام سيترك بلا شك انعكاسات على كل جوانب هذا الإنفاق، ومن ضمنها بطبيعة الحال الإنفاق على الدفاع، ومن هنا تأتي أهمية هذه المحاضرة.

Email