«الوطني للوثائق» يصدر كتاباً خاصاً حول الصرح التاريخي

قصر الحصن.. عصب الحياة السياسية في أبوظبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصدر المركز الوطني للوثائق والبحوث بوزارة شؤون الرئاسة كتابا خاصا تحت عنوان "قصر الحصن.. تاريخ حكام أبوظبي 1793-1966" بمناسبة "مهرجان قصر الحصن" ومرور أكثر من مئتين وخمسين عاما على تأسيس هذا الصرح التاريخي المهيب الذي كان يعطي إيحاء بالمنعة والقوة، واستمد المركز مصادره من السجلات الرسمية للإداريين البريطانيين بمنطقة الخليج، وضم الكتاب خمسة فصول تناولت خلالها عدة عناوين وهي لمحة تاريخية، ثم التحول الاقتصادي والسياسي في مشيخة أبوظبي، فصعود أبوظبي للسلطة والشهرة في الفترة من"1833-1855"، وأبوظبي المشيخة الرائدة على ساحل الخليج "1855-1909" وآخر الفصول يتحدث عن التطورات الجديدة "1909-1966". ويذكر الكتاب أن قصر الحصن عرف في الوثائق البريطانية، بأسماء عديدة أبرزها القلعة، والحصن، وقصر الحاكم، ودار الحكومة، فهو مقرٌ لحاكم أبوظبي في أواخر القرن الثامن عشر عندما تأسس كحصن صغير حول بئر ماء في موقع إستراتيجي، ويعتقد أن بناءه كان في 1761م عندما قام الشيخ ذياب بن عيسى بقيادة شعبه من مقرّ إقامتهم في ليوا إلى أبوظبي التي كان ينظر إليها مكاناً مثالياً لرجال قبيلته.

وثائق القصر

وبين المقتنيات الخاصة بالمركز عدد كبير من الوثائق التي عرفت بوثائق قصر الحصن ويعود تاريخها إلى الفترة الممتدة من عام 1923م وحتى بداية حكم المغفور له "بإذن الله" الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويتعلق الجزء الأكبر منها بفترة حكم الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، ويحتفظ المركز في أرشيفه الخاص بعدد كبير من الصور لقصر الحصن في مراحل عديدة من تاريخه، وتوحي الصور بأهمية طرازه المعماري القديم، فالقصر المهيب عاصر أكثر مراحل تاريخ الإمارات ازدحاما بالأحداث، والمنعطفات التي طرأت على حركة سير التاريخ في دولة الإمارات ومنطقة الخليج، وهو يشهد على إنجازات خالدة لحكام آل بوفلاح، وبذلك خلد مسيرتهم الرائدة التي أرست دعائم السياسة الخارجية للدولة، وتحولت بالمجتمع إلى واقع مفعم بالرفاهية والرخاء والاستقرار.

وما زال قصر الحصن شامخاً يربط الماضي بالحاضر، فيسرد قصص شيوخ آل بوفلاح حكام أبوظبي على مدار ما يقارب قرنين من الزمان، وقد كان لكل واحد من أولئك الشيوخ مساهماته في تحديد ملامح تاريخ المنطقة وما جاورها، وذلك بداية من الشيخ شخبوط بن ذياب بن عيسى.

امتداد تاريخي

مثلت القلاع والحصون عبر التاريخ ميزة للمدن والقرى في الإمارات، وهي بمثابة معاقل ومقار لإقامة الحكام، وكان قصر الحصن مركزا للحكام من آل نهيان فهو عصب الحياة السياسية لإمارة أبوظبي، وبين جدران مجالس قصر الحصن اتخذت القرارات المهمة، ورسمت السياسات الحاسمة، وفي ساحاته كانت تنتظم مجالس الحاكم وهو يستقبل أبناء مجتمعه، وقد خلد ذلك الرحالة الألماني بورخارت بقلمه وعدسته حين زار مجلس الشيخ زايد بن خليفة عام 1904م.

Email