دراسة ترجع أسباب التفكك الأسري إلى أعباء العمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت دراسة أعدتها ادارة التنمية الأسرية في وزارة الشؤون الاجتماعية أن التفكك الأسري وعدم الاستقرار النفسي، وضعف العلاقات الاسرية بين الآباء وأسرهم، سببه غياب الأب عن المنزل بسبب كثرة اعباء العمل وضغوطه المستمرة، وأشارت الدراسة إلى أن وسائل التقنية الحديثة أفرزت آثارا سلبية تمثلت في قلة التواصل بين أفراد الأسرة، والتأثر بالمظاهر الدخيلة على المجتمع الاماراتي.

ولفتت الدراسة إلى وجود فجوة في المعلومات بين الآباء والأبناء، وأن مسؤوليات الحياة وأعباءها اثقلت كاهل الوالدين وأرهقتهم وجعلت الآباء في دوامة مما أدى إلى غياب الأب عن المنزل بسبب كثرة اعباء العمل مما كان سببا رئيسا في وجود هذه الفجوة.

وبينت الدراسة مدى أهمية البرامج التوعية الأسرية والجلسات الحوارية لجميع أفراد الأسرة، وأهمية مشاركة الآباء في هذه البرامج لأهميتها في تربية الأبناء، وتسخير التقنيات الحديثة في بث الرسائل التوعوية عن أهمية دور الأب في الأسرة، وتوظيف التقنيات الحديثة بما يخدم الأسرة ومصالحها.

وتوصي الدراسة بأهمية التوعية الاعلامية في مجال التثقيف الأسري وأهمية تفعيل أداء الأب ودوره تجاه أبنائه، وتفعيل دور المجالس الشعبية في الأحياء السكنية بمشاركة من الآباء والأبناء لإبراز دور الآباء في أسرهم.

توزيع الأدوار

كما أوصت الدراسة بأهمية مشاركة الوالدين في ادارة امور الأسرة، وتوزيع الأدوار بين الجميع، وتفعيل البرامج الميدانية الشاملة للآباء وابنائهم مثل البرامج الرياضية والثقافية، واعتماد برامج لتكريم الأب المثالي الذي يؤدي أدواره على أكمل وجه في تكوين أسرة متماسكة في المجتمع.

وصرحت فوزية طارش ربيع مدير ادارة التنمية الأسرية بوزارة الشؤون الاجتماعية، أن نتائج هذه الدراسة التي توصلت لها الإدارة تمثلت في أن نسبة (66%) من الآباء يخصصون وقتاً كافياً للجلوس مع أبنائهم، مشيرة إلى أنه على الآباء أن يدركوا أهمية قضاء وقت كاف مع الأبناء للتعرف على أفكارهم وآراءهم وقضاء الأوقات معهم.

وقالت إن الدراسة كشفت عن أن (56%) من الآباء يرغبون في المشاركة في البرامج المجتمعية الأسرية، وهذا يبرز أهمية المشاركة في هذه البرامج للاستفادة منها والتعرف على التطورات والتغيرات في هذه الجوانب التربوية بما يحقق تربية متكاملة للأبناء.

برامج دينية

وأضافت أن البرامج الدينية جاءت في مقدمة البرامج التي يرغب الآباء للمشاركة فيها، ويعود ذلك لطبيعة المجتمع الاماراتي بتراثه وثقافته الاسلامية والحرص على حضور هذه البرامج لتقوية الصلة بالخالق، ثم تلتها البرامج الاقتصادية في المرتبة الثانية نظراً لاهتمام الأب بالنواحي المادية لزيادة دخله ولتوفير العيش الكريم لأسرهم، ثم جاءت البرامج الاجتماعية والبرامج الثقافية في المرتبة الثالثة بالرغم من اهميتها لهم و لأسرهم ولكن الآباء غير مدركين لهذه الأهمية و تأثير المشاركة بها على علاقاتهم الاسرية.

وقالت إن (61%) من الآباء الذين أجريت عليهم الدراسة تعد من الفئة الشابة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 21 و 40 سنة، ووصلت نسبة الآباء الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاماً إلى (38%) من العينة، وأن أغلب الآباء من المتعلمين الذين كان تعليمهم (المرحلة الثانوية) شكلوا نسبة (88%) ممن لديهم رصيد من الثقافة والمعرفة الأسرية، وأن (90%) من الآباء يعملون في القطاع الحكومي والمحلي وهذا يحقق لهم الأمن الوظيفي والاستقرار النفسي والاجتماعي وثبات الدخل المادي، وأن الآباء الذين دخلهم تراوح بين 10000 و20000 درهم شكلوا نسبة (34%) .

والذين دخلهم أكثر من 20000 درهم شكلوا نسبة (41%) ، مما يعني أن (75%) من أفراد العينة من ذوي الدخل المتوسط، ويتراوح متوسط عدد افراد الاسرة ما بين 3 و 6 أفراد بنسبة (57%)، اما الذين يعيشون في منازل مستقلة مع زوجاتهم وابنائهم فقد شكلوا نسبة (69%) من العينة.

Email