«الوطني الاتحادي» يستذكر الدعم اللامحدود الذي حظي به من قبل مؤسس الدولة

المر: ذكرى رحيل زايد حافلة بالإنجازات العظيمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

حظي المجلس الوطني الاتحادي أحد السلطات الدستورية الخمس في الدولة منذ تأسيسه، باهتمام ودعم لا محدود من قبل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ليجسد بذلك الشورى نهجا وممارسة، ويرسخ أحد أهم مبادئ الممارسة السياسية لفكر المغفور له، حيث جاء إنشاء المجلس بلورة لقناعته "يرحمه الله" بأهمية مشاركة المواطنين في مسيرة البناء وتحمل مسؤولياتهم.

وقال معالي محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي تهلّ علينا الذكرى الثامنة لرحيل مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبقدر ما تحمله هذه الذكرى من ألم الفراق، بقدر ما تجود به من ذكريات حافلة بالإنجازات العظيمة، لعل أولها وأهمها تأسيس دولة الاتحاد، وبناء مؤسسات الدولة الدستورية، واستطاع الشيخ زايد طيب الله ثراه، مع إخوانه حكام الإمارات أن يبني وطناً يزخر بالنمو والرخاء والتقدم.

ويستذكر المجلس الوطني الاتحادي في الذكرى الثامنة لرحيل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد التي تصادف في التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، دعمه وتوجيهاته وحرصه على افتتاح أدوار الانعقاد العادية للمجلس، والالتقاء بأعضاء المجلس مستمعا وموجها، ومن خلال مشاركته في بعض جلسات المجلس وفي النقاش والتحاور مع الأعضاء علاوة على استقباله للجان المجلس والوفود البرلمانية الزائرة.

وواكب المجلس الوطني الاتحادي مسيرة البناء والتقدم والتطور في دولة الإمارات، منذ تأسيسه في 12 فبراير 1972م، مع انطلاق تجربة الاتحاد، وساهم بتوجيه من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات، في تأسيس علاقة متميزة بين السلطات الاتحادية والمحلية، استهدفت إطلاق طاقات الشباب وتحقيق التنمية الشاملة لجميع فئات المجتمع، عبر سن تشريعات وقوانين عززت فاعلية عمل مختلف الأجهزة التنفيذية، وشجعت الاستثمار في مجالات التنمية البشرية وتطوير آليات المشاركة السياسية والعمل التطوعي، مما مكن المجلس أن يكون إحدى الدعائم الأساسية للتجربة الاتحادية الإماراتية في المشاركة والتنمية.

مكانة مرموقة

وحرص المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان منذ تسلمه زمام القيادة في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971م على أن تأخذ الدولة مكانتها المرموقة بين الأمم من خلال بناء جميع مؤسساتها تعزيزاً لمسيرة الاتحاد، وترسيخاً لشعور الوحدة والانتماء لوطن واحد معطاء يتفانى أبناؤه في خدمته لتبقى مكانته الراسخة بين الشعوب، وتحقيقا لهذا الحلم آمن المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد أن بناء الدولة لا يتحقق إلا بمشاركة المواطنين في صنع القرار، فتم إعلان الدستور المؤقت للدولة الذي نص في مادته (45 ) على أن المجلس الوطني الاتحادي هو السلطة الاتحادية الرابعة من حيث الترتيب في سلم السلطات الاتحادية الخمس المنصوص عليها في الدستور وهي: "المجلس الأعلى للاتحاد، رئيس الاتحاد ونائبه، مجلس وزراء الاتحاد، المجلس الوطني الاتحادي، القضاء الاتحادي".

وكان للدعم اللامحدود الذي أولاه المغفور له الشيخ زايد وإخوانه الحكام لأعمال المجلس، وحرصهم على عقد أولى جلساته بعد فترة وجيزة من إعلان قيام دولة الإمارات الأثر الكبير في تمكين المجلس من أن يكون إحدى الدعائم الأساسية للتجربة الاتحادية الإماراتية في المشاركة والتنمية، فضلا عن حرصهم على حضور افتتاح الفصول التشريعية المتعاقبة منذ أول جلسة للمجلس في 12 فبراير 1972م، لدعم أركان الاتحاد وتقويته وتحقيق المكاسب الفريدة للشعب، ورفع اسم دولة الإمارات شامخاً عالياً عربياً ودولياً.

وشكل خطاب المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لافتتاح أول فصل تشريعي يوما مشهودا من تاريخ الإمارات، ومحطة بارزة في مسيرة عمل المجلس، وفي طبيعة الدور والمهام والنشاط الذي سيقوم به لتحقيق المشاركة الأساسية في عملية البناء، وفي بناء مستقبل مشرق وزاهر من خلال تحقيق آمال شعب الإمارات نحو بناء مجتمع الكرامة والرفاهية، حيث خاطب المغفور له أعضاء المجلس بقوله "إخواني الأعضاء المحترمين في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة التي يجتمع فيها مجلسكم الموقر، فإن جماهير الشعب على هذه الأرض الطيبة المؤمنة بربها وبوطنها وبتراثها تتطلع إليكم واثقة من أنكم بعون الله ستشاركون في تحقيق آمالها في العزة والمنعة والتقدم والرفاهية".

مهام جسام

وحدد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه مهام المجلس ودوره بقوله: "إن جماهير الشعب في كل موقع تشارك في صنع الحياة على تراب هذه الأرض الطيبة وتتطلع إلى مجلسكم الموقر لتحقق ما تصبو إليه من مشاركتكم في بناء مستقبل باهر ومشرق وزاهر لنا وللأجيال الصاعدة من أبنائنا وأحفادنا، وإن مجلسكم الموقر قادر على أن يؤدى دورا هاما في تحقيق آمال الشعب الكبرى نحو بناء مجتمع الكرامة والرفاهية".ويرجع النجاح الكبير الذي حققه المجلس الوطني الاتحادي، على مختلف المستويات المحلية والعربية والإسلامية والدولية، إلى الإيمان الراسخ للمغفور له الشيخ زايد وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات، بالشورى وسياسة الباب المفتوح والتواصل المستمر بينهم وبين أبناء الوطن.

مكانة بارزة

وأضاف معالي محمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي: "يحتل، يرحمه الله، مكانة بارزة في ذاكرة ووجدان المواطنين وقلوب الأمتين العربية والإسلامية، بعد حياة مشهودة حافلة بالعطاء، وهب خلالها نفسه وكرّس كل جهده، وعمل بتفانٍ وإخلاص، لخدمة وطنه وشعبه، ونقش سيرتـه في التاريخ، نموذجاً للقيادات المُلهمة الحكيمة، التي تجمعت وتوحّدت قلوب الناس جميعاً حولها، وأجمعت على مبادلته الحب والوفاء والولاء المطلق.

وقال باستعراض سجل الشيخ زايد بن سلطان نجد أنه زاخر بالإنجازات، انطلاقاً من بناء الإنسان الإماراتي من خلال الاهتمام بالتعليم والصحة، إلى إرساء بنية تحتية متطورة، إلى بناء المؤسسات السياسية، إلى تمكين المرأة من النهوض بدورها في المجتمع على كافة المستويات، إلى مواقف سياسية تتسم بالحكمة والمصداقية على المستويات الخليجية والعربية والإسلامية والدولية، مواقف تسمو إلى ما يجمع وما فيه الخير للإمارات والمنطقة والعرب.

وقال معالي رئيس المجلس منذ بدء عمل المجلس وحتى الوقت الحالي يمكن الخروج بعدة حقائق أساسية أهمها أن المجلس كان إحدى المؤسسات السياسية التي رسخت وجسدت أهم مبادئ الممارسة السياسية لفكر المغفور له الشيخ زايد وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات، حيث جاء إنشاء المجلس بلورة لقناعته بجدوى المشاركة السياسية للمواطنين في قيادة العمل الوطني وتحمل مسؤولياته، وأن المجلس عاصر وشارك بفعالية في جميع المراحل التاريخية التي عايشتها الدولة الاتحادية ابتداء بفترة التأسيس في السبعينات والثمانينات ووصولاً إلى التسعينات وبدايات القرن الحادي والعشرين وهي فترة التنمية والازدهار في جميع مجالات الحياة في الدولة، حيث شكل المجلس مع باقي المؤسسات الدستورية ملامح الدولة الاتحادية الأولى، ولترتقي الدولة ولتصبح فيما بعد عضواً فاعلاً في نطاقها الإقليمي والدولي.

وتابع يقول منذ اللحظات الأولى التي تسلم بها المغفور له مقاليد الحكم، أدرك قيمة المشورة وتبادل الرأي في ما يخص قضايا الناس والوطن، فالشورى من أهم ما ترسخ في عقل وقلب المغفور له، وهو نهج ارتضاه في الحكم، وأسلوب طبقه في إدارة البلاد، مضيفا أنه ولكي يأخذ هذا النهج بعده ودوره الحقيقي كان لابد أولاً من تلمس احتياجات المواطنين والتي هي من أهم الركائز الأساسية التي اهتم بها المغفور له الشيخ زايد، حيث كان يتابع باهتمام أعمال المجلس الوطني الاتحادي، والذي كان يتعرف من خلاله على فكر ورأي أبناء وطنه، ويقف على وجهات نظرهم، والآراء التي تدور في فكرهم، وعلى لسانهم.

وقال " لقد كان للمغفور له رؤية عميقة لدور المجلس في تحديد معالم التطور، والمشاركة في صياغة مفرداتها جنباً إلى جنب مع السلطة التنفيذية، لأن بناء الوطن كما كان يؤكد مسؤولية الجميع، أفراداً وجماعات، ولابد من أن تتكاتف الجهود لتحقيق رفعته وازدهاره، ليقطف الجميع ثمار هذا التطور والرخاء".

نهج الشورى

وتفرَد زايد، بجانب ما يتفرد به من خصائص الزعامة الفذة والقيادة الرشيدة، بنهجين متميزين اتسمت بهما قيادته للمسيرة الاتحادية، وهما أسلوب الأبواب المفتوحة في الممارسة الديمقراطية وتطبيق مبادئ الشورى بين المواطنين، وأسلوب القدوة في القيادة الذي يقوم على استنهاض الهمم واستنفار المشاعر الوطنية للرعية للمشاركة الفاعلة في مسؤوليات العمل الوطني. فالقيادة ومسؤوليات الحكم في فكر زايد أمانة عظيمة وبذل مستمر وعطاء سخي في خدمة الرعية.

وقد أسهم نهج الشورى الذي اتبعه زايد والذي يتمثل في حرصه على اللقاءات المباشرة مع المواطنين في مواقع عملهم وبواديهم ومدنهم من خلال جولاته الميدانية المنتظمة لأرجاء الوطن، في ترسيخ ركائز الاتحاد وتدعيم بنيانه والتواصل مع المواطنين من خلال سياسة الأبواب المفتوحة بينه وبينهم، حيث أكد دائماً على هذا النهج بقوله.. "إن بابنا مفتوح وسيظل دائماً كذلك، ونحن نرجو الله أن يجعلنا دائماً سنداً لكل مظلوم. إن صاحب أي شكوى يستطيع أن يقابلني في أي وقت ويحدثني عن مظلمته مباشرة".

ظروف معيشية

واهتم زايد بمشاريع نشر الرقعة الخضراء وزيادة الإنتاج الزراعي لتحسين الظروف المعيشية للمواطنين وكذلك مشاريع ربط المدن الأخرى بشبكة حديثة من الطرق المعبدة والمضاءة، بالإضافة إلى تعمير وتطوير الجزر والمناطق النائية، ليعيش سكانها عصر النهضة، حيث يؤكد في هذا الخصوص.. "إن سعادة ورفاهية المواطنين أمانة في عنقي، وإنني وإخواني الحكام حريصون على السهر وبذل كل جهد من أجل خير المواطنين وتحقيق المزيد من التقدم والرقيّ للوطن".

ورسخ الأسلوب المتفرد، الذي انتهجه الشيخ زايد في المتابعة الميدانية لمشاريع التنمية والتطوير وملاحقة مراحل إنجازها، دلالات مهمة لنهج القدوة في مباشرة مسؤوليات الحكم، حدده بقوله: "إنني أريد أن يراني المسؤولون بأعينهم على رأس العمل وفي أي وقت وبدون تحضير لذلك حتى يقتدي كل مسؤول بهذا الأسلوب في العمل، وصولاً إلى الكفاءة والاقتدار في كل إنجازات الدولة". وأضاف، بعد أن طلب إليه البعض عدم إجهاد نفسه بهذه الجولات والمتابعات المرهقة لمواقع العمل.

قائلاً: "لقد اقترح علي البعض شخصياً أن اترك متابعة سير العمل للمشاريع إلى المسؤولين المكلفين حتى لا أتحمل المعاناة والمشقة خلال وجودي في هذه المواقع وقت الظهيرة وفي فصل الصيف، وكان ردي عليهم أنني المسؤول الأول عن هذه الدولة، فكيف أترك العمل للمسؤولين بدون متابعة مني لما يتم إنجازه خطوة بخطوة، وذلك تحاشيا لأي خلل أو قصور. وبالفعل قد لاحظت قصوراً في بعض مواقع العمل والتي كنت أتطلع إليها بكل الأمل في أن يكون الإنجاز على الوجه الأكمل وبكل كفاءة".

كما أضاف إلى ذلك، وهو يحدد مسؤولية الحكم وهموم الحاكم العادل.. "وكيف يرتاح ضميري إذا لم ألاحظ وأتابع سير العمل في مشاريع التنمية وغيرها وما إذا كانت تسير بجدية أو بإهمال، ولهذا فإنني أفضل التعب والمشقة مكتفياً بساعات قليلة للراحة في مقابل أن تتم إنجازات الدولة على الوجه الأكمل والصورة المثلى". وكان يحث، باستمرار، الوزراء والمسؤولين على نكران الذات والاعتماد على العمل الميداني واللقاء المباشر مع المرؤوسين، وتلمّس الحقائق في مواقع العمل التي تحتاج إليها التنمية في البلاد، وأن يرى المواطن، بعينه، الوزير والمسؤول في هذه المواقع، ويحاوره وجهاً لوجه في متطلباته. محميات طبيعية

 

أنشأ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في إطار اهتمامه بإقامة المحميات الطبيعية، محمية جزيرة صير بني ياس التي تقع إلى الغرب من مدينة أبوظبي على بعد 250 كيلومترا، وتبلغ مساحتها حوالي 230 كيلومتراً مربعاً، أضيف إليها جزيرة صناعية على مساحة عشرة كيلومترات مربعة لتكون قاعدة للتجارب الزراعية. وقد أصبحت الجزيرة التي كانت طبيعتها صخرية جرداء، من أكبر المحميات الطبيعية في شبه الجزيرة العربية. وحصلت دولة الإمارات العربية المتحدة، بجهود زايد، على العديد من شهادات التقدير والجوائز من المنظّمات العالمية والإقليمية، تقديراً لجهودها المتميزة في ميادين الحفاظ على البيئة وتنميتها. كما تم اختيارها مقراً للأمانة العامة للهيئة التنسيقية للصندوق العالمي للحفاظ على الطبيعة لصون المها العربي.

وكذلك اختيارها في العام 2000 لمنصب رئاسة جماعة السلاحف البحرية لمنطقة غرب المحيط الهندي، التي تتبع للاتحاد العالمي لصوْن الطبيعة، وذلك تقديراً لدورها في مجال حماية الأنواع المُهدَدة بالانقراض من السلاحف البحرية. وتبني مؤتمر القمة للتنمية المستدامة الذي انعقد في مدينة جوهانسبيرج في جنوب إفريقيا خلال شهر سبتمبر 2002 مبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئية، التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول المتقدمة والدول النامية في ميادين المعلومات البيئية.

التضامن العربي في فكر زايد القائد

سخر الشيخ زايد كل إمكانيات الدولة، وكرس كل جهوده الخيرة من أجل تحقيق الوفاق بين الأشقاء وحل الخلافات العربية بالتفاهم والتسامح، حتى أصبحت جهود دولة الإمارات لتحقيق التضامن العربية سمة بارزة من سمات سياستها الخارجية، وأصبح زايد، بحق، رائداً قومياً في الدعوة والعمل لجمع الشمل وتوحيد الصف.

ودأب زايد على التنبيه، بصورة مستمرة، إلى خطورة استمرار حالة التمزق والتردي التي تمرّ بها الأمة العربية، حيث عبر عن هذا الوضع بقوله.. «إنني منذ بداية خلافات العالم العربي وحتى يومنا هذا، لم أبت ليلة واحدة مسروراً لأي خلاف بين شقيق وشقيقه، ولا بين صديق وصديقه».

وتبوأت القضية الفلسطينية وعروبة القدس الأولوية المطلقة في فكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وهمومه القومية. وقدم طوال حياته الحافلة بالعطاء دعماً بلا حدود لنضال الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المغتصبة، والصمود في وجه ممارسات وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة دعم القدس في مواجهة عمليات الاستيطان ومحاولات طمْس هوية المدينة المقدسة وتفريغها من سكانها. وأكد، في أكثر من مناسبة، «إن دولة الإمارات لن تدخر جهْداً من أجل شدّ أزر الفلسطينيين ودعمهم ونصرة القضية الفلسطينية بكل ما تملك». وكان يؤكد أيضاً.. «إن الدفاع عن الأراضي المقدسة واجب كل مسلم، وإن واجب الشقيق الوقوف إلى جانب شقيقه في السراء والضراء، وإن العدو سيعمل ألف حساب عندما يكون العرب متضامنين».

الإرهاب والتسامح

واتخذ زايد مواقف ثابتة وشجاعة تجاه رفض وإدانة ظاهرة الإرهاب بكل أشكاله وصوره ومصادره، وأكد دعمه الكامل للجهود الدولية والإقليمية لمكافحة هذه الظاهرة التي لا تمثل الإسلام وسماحته، والذي اعتبرها عملاً بغيضاً من وجهة نظر الإسلام والأديان السماوية، وعدواً لدوداً للإنسانية جمعاء.

ودعا زايد، دوماً، إلى التسامح والتراحم في العلاقات الإنسانية بين الشعوب وأكد، في أكثر من موقف، أن الدين الإسلامي لا يعرف العنف والبطش الذي يمارسه الإرهابيون الذين يدعون الإسلام زوراً، وأن الإسلام هو دين المحبة والغفران والتسامح والرأفة، وأن المسلم لا يجوز أن يقتل أخاه مسلماً كان أو غير مسلم.

ودعا سموه، في كلمة وجهها إلى رجال الدين وأهل العلم في العالم العربي والإسلامي يوم 22 مارس 1993 إلى التصدي لظاهرة التطرف الديني الذي يرفضه الإسلام، وتوعية الشباب بمبادئ الدين الحق الذي يدعو إلى التسامح والتراحم ويرفض قتل المسلم لأخيه المسلم. وقال سموه في رسالته.. «إن الواجب يحتم على أهل العلم أن يبينوا للناس جوهر الإسلام ورسالته العظيمة بأسلوب يليق بسماحة الدين الحنيف، الذي يحث على الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة حتى يستجيب الناس ويواجهوا الإرهاب باسم الدين والقتل باسم الدين».

الأيادي البيضاء

واقترن النهج القومي الإنساني الأصيل لزايد بمواقف مشهودة تمثلت في نصرة قضايا الأمة العربية والإسلامية، ومساندة قضايا الحق والعدل في العالم.

وامتدت أياديه البيضاء لتعطي بسخاء في ساحات العمل الإنساني والخيري، والوقوف إلى جانب الأشقاء والأصدقاء في حالات الأزمات والكوارث الطارئة التي تمر بها للتخفيف من وقعها على شعوبها، إيماناً من سموه.. «إن خير الثروة التي حبانا بها الله يجب أن ينعم به أصدقاؤنا وأشقاؤنا»، ولقناعته بأن «هذه هي حقوق الله على عباده، وهذه هي تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف».

وانطلاقاً من هذه الرؤية العميقة وحب عمل الخير لخدمة الإنسانية والبشرية، أسس زايد في العام 1971 صندوق أبوظبي للتنمية، ليكون عوناً للأشقاء والأصدقاء في الإسهام في مشاريع التنمية والنماء لشعوبهم.

 

 

«زايد العليا» تؤكد استمرار رسالة زايد لرعاية ذوي الإعاقة والأيتام

أكدت مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة أن ذكرى وفاة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه تجعلنا جميعاً نتذكر مواقفه التي سجلها التاريخ بأحرف من نور وتسردها الأجيال والأحداث التي صارت في الدولة طوال فترة حكمه ، ولا أحد ينكر الدور الرئيسي للمغفور له في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة ويشهد له التاريخ مثابرته حتى وصلت إلى مكانة عالمية متميزة ورفيعة المستوى وحضور بارز على كافة الأصعدة .

وقال محمد محمد فاضل الهاملي نائب رئيس مجلس الإدارة الأمين العام في بيان صادر عن المؤسسة إن فكر ورؤية المغفور له طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته واهتمامه بقطاع الخدمات الإنسانية تمثل مرجعاً مهماً في تطوير جميع المؤسسات والأفراد العاملين لخدمة فئات ذوي الاعاقة والأيتام ، كما أن الرعاية الإنسانية لدى المغفور له تنطلق من رؤية خيرة تجد سندها القوي وأساسها المتين في مرتكزات ديننا الإسلامي وقيم المجتمع الإماراتي النبيلة، هذا الدور الذي تخطى حدود دولة الإمارات ليشمل كل بقاع العالم أجمع وليشكل ظاهرة جديدة في العمل الإنساني العالمي من حيث الاتساع ومن حيث التركيز على دعم قضايا جميع فئات المجتمع.

واضاف إننا وفي ذكرى رحيل المغفور له الشيخ زايد نفتخر بأننا نعمل في مؤسسة تحمل اسم المغفور له وهذا في حد ذاته يعد استكمالا لرسالته التي بدأها رحمه الله وتستكملها وتسير على نهجها قيادتنا الرشيدة والتي نجدد لها العهد ونؤكد لها على استمرار الإسهام في استكمال رسالته الإنسانية عبر المؤسسة التي تحمل اسماً غالياً على قلوبنا جميعاً نحو المزيد من العمل والتطوير والابتكار والسعي الحثيث وبهمة وتفان أكبر لتقديم المزيد من الخدمات في مجالات عملها لرعاية كافة فئات ذوي الاعاقة والأيتام ولنأخذ نصب أعيننا مقولــــة المغفــــور له الخالدة ''الحد من الإعاقة،، مسؤولية الجميع''.

وأوضح الهاملي ان فقيد الوطن والأمة اهتم بإنشاء الهيئات والمؤسسات الانسانية لتقديم أرقى سبل الرعاية والتأهيل لفئات ذوي الاعاقة والأيتام لتحقيق هدف دمجهم في المجتمع الإماراتي كأفراد فاعلين في مسيرة البناء والتنمية مع تجهيز المراكز التابعة لها بأحدث التجهيزات العالمية لخدمة ورعاية تلك الفئات ، حيث أنشئت دار زايد للرعاية الاسرية بأمر من المغفور له وعلى نفقته الخاصة عام 1988م بمنطقة الخزنة ، لتعمل على تنشئة فاقدي الرعاية الأسرية تنشئة اجتماعية أسرية متكاملة .

وأشار إلى انه في إطار توحيد الجهود المبذولة في مجال رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وبأوامر من المغفور له أيضاً أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله " إبان توليه مسؤولية ولاية العهد بتاريخ 19 أبريل عام 2004 القانون 2 بإنشاء مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة في إمارة أبوظبي ويضم إليها جميع مراكز ومؤسسات دور الرعاية الإنسانية والخدمات الاجتماعية والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة.

وقال إن المؤسسة تسعى لتحقيق هدفها المنشود في الدمج الكامل لكل الفئات المشمولة برعايتها من ذوي الاعاقة وفاقدي الرعاية الاسرية التي تسمح حالاتهم بذلك في المجتمع استمراراً للنهج الانساني الذي زرعه في نفوسنا المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، وتعمل على الوصول لكافة مناطق ابوظبي لتقديم خدماتها لأكثر من ألفي معاق من خلال مراكزها المنتشرة على مستوى الامارة وما يقارب الأربعمائة من فاقدي الرعاية الاسرية من خلال دار زايد للرعاية الاسرية التابعة لها .

Email