«البصمة التراثية» مبادرة للحفاظ على التراث والهوية الوطنية

حرصاً منها على الهوية الوطنية وإبراز شخصية المواطن الإماراتي، وتعزيز الحفاظ على التراث العمراني لإمارة دبي، ونشر الوعي بأهمية التراث بين أفراد المجتمع، أطلقت بلدية دبي مبادرة "البصمة التراثية" خلال ابريل الماضي، وبالتزامن مع يوم التراث العالمي، وتسعى البلدية الى نشر مفهوم المبادرة عبر الوسائل الممكنة كافة بين الصغار والكبار وافراد المجتمع كافة، وتقديم البرامج والأنشطة والفعاليات التراثية والعديد من المبادرات، وبدأت بالفعل باستخدام مختلف وسائل الاتصال والتواصل، فأعلنت عن مبادرة البصمة التراثية عبر الصحف والمجلات والإذاعات، بالإضافة الى اطلاق حسابين خاصين بالبصمة عبر موقعي التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيس بوك".

وقام المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي بحضور عبدالله رفيع مساعد المدير العام، والمهندس رشاد بوخش مدير إدارة التراث العمراني، ومديري الإدارات ورؤساء الأقسام بالتوقيع على تعهد البصمة التراثية، ثم تدشين صفحتي (فيسبوك وتويتر) للمبادرة بهدف جمع 50,000 توقيع من الجمهور على تعهد البصمة التراثية، الذي ينص على التحدث باللغة العربية وعدم استخدام ألفاظ أجنبية والالتزام بالزي الوطـني واستخدام عناصر العمارة التراثية المحلية في البيوت، وزيارة المناطق التاريخية ومتاحف الدولة، والمشاركة في الاحتفالات الوطنية والفعاليات التراثية.

سمة المدينة

وقال لوتاه: ان الاهتمام بالتراث الشعبي أصـبح سـمة للمدينـة الحديثة، حيث تنبهت العديد من الأمم لتلك الأهمية، وسارعت إلى لملمة شتات الإرث الحضاري الثمين، واعادت استغلاله بما يتناسب والقيم الجديدة، وبذات المعايير التي تتفق مع معطيات الوقت الحاضر، وأضحت مهمة حماية التراث الشعبي وتوثيقه ونقله للأجيال الجديدة من الحاجات المهمة التي تبين مقدار احترام كرامة الإنسان ومعيار رغبته في التعايش مع الآخر.

وأكد ان كل من في الإمارات يعي أهمية التراث وضرورة المحافظة عليه، وتهتم العديد من المؤسسات والجهات به على كافة الصعد والمستويات، مشيرا الى ان إدارة التراث العمراني في بلدية دبي سخرت كل امكانياتها وجهودها لإعادة الاعتبار للتراث الشعبي، من خلال جمعه وتدوينه وحفظه وصونه ثم نشره وإعادة عرضه للناس بصورة تليق بخصوصيته ومكانته.

من جهته أشار عبد الله رفيع مساعد المدير العام لبلدية دبي لقطاع الدعم العام، ان مبادرة البصمة التراثية تسعى الى نشر وتعزيز القيم والمفاهيم والعادات والتقاليد لأبناء الدولة، بهدف الحفاظ على الهوية الوطنية ونشر الوعي التراثي والموروث الإماراتي جيلاً بعد جيل كالولاء، والفخر بالوطن وقيادته، والتحلي بالأخلاق الحميدة، وتعزيز القيم المجتمعية، والحفاظ على التراث العمراني، ونشر الوعي بأهمية التراث، إضافة إلى تقوية اللغة العربية، وإبراز ثقافة الأجداد وعاداتهم وتقاليدهم وتراثهم، وتذكير المقيمين بأصالة وحضارة هذه الدولة العظيمة، وتعريف المقيمين والزوار بمختلف جنسياتهم بالمناطق التراثية وما فيها من تراث عمراني، ابرزها منطقة الشندغة التي تضم بيت العمارة والهجن والخيل، وبيت الشيخ سعيد، وقريتي التراث والغوص، وبيت الوكيل، ومنطقة البستكية التراثية، ومتحف دبي، ومنطقة حتا، وغيرها من المناطق التراثية.

تعزيز الانتماء

وأشار المهندس رشاد بوخش مدير إدارة التراث العمراني: انه يمكن لزائر الموقع الإلكتروني أو صفحة الفيس بوك الخاصة بمبادرة البصمة التراثية الضغط على زر "لايك" "like " ليوقع ويوافق على شروط التعهد بالبصمة التراثية، كما يمكن تتبع المبادرة على حسابها في موقع تويتر " البصمة التراثية" أو "Basmalturath" والتي تحمل شعار: " البصمة التراثية للحفاظ على الهوية الوطنية ، وتعزيز الانتماء"

وكانت البلدية نظمت بمناسبة اطلاق المبادرة عدة ورش عمل ومحاضرات تتعلق بالتراث والهوية الوطنية منها: "العلاقة والتعاون بين التراث والتنمية"، وقيمة تسجيل المواقع والمباني التاريخية في لائحة التراث العمراني وانعكاساتها على المستويين الاجتماعي والاقتصادي"، و"علاقة الاتفاقية المتعلقة بحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي والمساهمة في التنمية المستدامة"، و تأكيد دور البحث والتدريب وبناء القدرات من أجل تحسين حفظ التراث العالمي"، و"تعزيز دور شركاء من القطاع الخاص إلى دعم جهود التنمية المستدامة في المحافظة على المواقع والمباني التاريخية"، بالإضافة الى معارض فنية، وفقرات تراثية للمدارس، وفعالية السوق الشعبي التراثي تم خلاله بيع المنتجات التراثية، وعروض الحرفيين. جلسة تعريفيةa

نظمت إدارة التراث العمراني ببلدية دبي بالتعاون مع محاكم دبي جلسة خاصة للتعريف بمبادرة "البصمة التراثية" خلال الشهر الماضي، حيث قام المهندس رشاد بوخش مدير إدارة التراث العمراني بالبلدية بالتعريف بهذه المبادرة بحضور أحمد بن هزيم مدير عام محاكم دبي ومجموعة من مديري الإدارات في المحاكم، القى الضوء خلالها على أهمية موضوع البصمة، مشيراً إلى ضرورة الحفاظ على الهوية الوطنية والحس بالانتماء الوطني.

كما تحدث حول خمس نقاط رئيسية في المبادرة تتمثل في: "التحدث باللغة العربية وعدم استخدام الألفاظ الأجنبية، والالتزام بالزي الوطني، واستخدام عناصر العمارة التراثية في بناء المنازل، وتكثيف زيارة المناطق التاريخية ومتاحف الدولة، والمشاركة في الاحتفالات الوطنية والفعاليات التراثية"، حيث أعلنت كل من دائرة الأراضي والأملاك بدبي، والمحاكم تبني المبادرة.

الأكثر مشاركة