«البيئة»: كثافة الغطاء النباتي تتركز في 3 مناطق رئيسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت الدكتورة مريم الشناصي وكيل وزارة البيئة والمياه، لـللبيان عن نتائج دراسة مسح وتقييم الغطاء النباتي في الدولة، وتحديد الحمولة الرعوية باستخدام تقنية الاستشعار عن بعد، التي أجرتها الوزارة بالتعاون مع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد).

وأوضحت الشناصي، أن الدراسة اظهرت أن كثافة الغطاء النباتي تتركز في 3 مناطق رئيسية تتمثل في مناطق الساحل الشرقي ورأس الخيمة، و العين، بالإضافة الى مناطق الواحات والغابات في ليوا وما حولها.

وأوضحت أن تحليل الصور الفضائية يشير إلى أن كثافة الغطاء النباتي مقسمة إلى 4 درجات، حيث بلغت نسبة المساحة بدون غطاء نباتي 99.37% من مساحة الدولة، وتلتها نسبة 0.56% غطاء نباتي بسيط و0.06% غطاء نباتي متوسط ، و0.01% غطاء نباتي عالي، بالإضافة إلى أنها أظهرت تباين كثافة وتغطية الغطاء النباتي في المنطقة حسب ارتفاع المنطقة والهطولات المطرية، لافتة الى تميز الغطاء النباتي في المنطقتين الشرقية والشمالية بالتنوع الجيد والكثافة في النباتات، في حين تأتي المناطق الداخلية والوسطى في المرتبة الثانية من حيث الكثافة والأنواع ومن ثم المنطقة الصحراوية والربع الخالي.

وقالت إن الوزارة اجرت الدراسة بغية حصر وتقييم الوضع الراهن للغطاء النباتي والتغيرات فيه ومراقبة تدهور الأراضي وتقدير الحمولة الرعوية وتحديد المناطق الملائمة لنشر النباتات الرعوية والنباتات المتعددة الأغراض، بالإضافة إلى تحديد القيمة العلفية للنباتات الرعوية، مضيفة أن الدراسة تهدف أيضا الى التعرف على التحديات التي تواجه المراعي وتدهور الأراضي والوضع الراهن لها وإيجاد أفضل الوسائل للحد من ظاهرة تدهور الغطاء النباتي.

وأوضحت أن الدراسة اكدت أن مساحات الأشجار محدودة و تنحصر في الواحات والمنخفضات والتي لها القدرة على الاحتفاظ بالرطوبة، لافتة إلى أن غطاء الأشجار والشجيرات التي توفر التغطية النباتية تبين أنها تتجاوز الـ 15%، أما الغطاء من النباتات الطبيعية المتفرقة توفر تغطية نباتية أقل من 15% وهي الأكثر تعرضاً للتدهور الأرضي النباتي.

 

الاستشعار عن بعد

وقالت الشناصي، إن الوزارة راقبت الغطاء النباتي بتقنية الاستشعار عن بعد، حيث تتطلب مراقبة تدهور الأراضي منهجية صحيحة ودراسات دقيقة، حيث إن القيام برصد ومراقبة هذا النوع من الظواهر وبصورة مستمرة وشاملة يتطلب اللجوء إلى استخدام مختلف أنواع التقنيات الحديثة المناسب منها لمراقبة وتقدير درجات التدهور المختلفة وعلى سبيل المثال تقنيات الاستشعار عن بعد والتي تستخدم في مراقبة الغطاء النباتي وتقدير حالته العامة ودرجة التدهور فيه، وذلك من خلال علاقة الأشعة المنعكسة من سطوح النباتات وحالتها العامة، كما يمكن مراقبة الكتلة الحيوية عن طريق قياس الأشعة الطيفية المنعكسة والناجمة عن التفاعل بين النباتات والأشعة الطيفية الساقطة عليها.

واكدت الدكتورة الشناصي أن مراقبة تدهور الأراضي جزء هام ورئيسي من الدراسة ، حيث يتم التعرف على المناطق المعرضة للتغيرات في الغطاء النباتي وتقدير درجة تدهور الأراضي فيها، ومن ثَم الوصول إلى المسببات الرئيسة لحدوث تلك الظاهرة وتحديد السبل الكفيلة بالحد منها والإجراءات الواجب اتخاذها لإعادة تأهيل تلك المناطق.

وأشارت إلى أن توزع الغطاء الأرضي في الدولة يقدر بـ حوالي 98.29% في مناطق خارج نطاق الاستخدامات الزراعية، ما عدا المراعي الطبيعية من إجمالي المساحة الكلية للدولة و1.2% مناطق أجسام مائية ومناطق حضرية تمثل 0.89%، ومناطق الاستخدامات الزراعية 0.51% معظمها مناطق مراعي نباتات عشبية وشجيرات مع إشجار خشبية وتختلط مع محاصيل في مناطق مختلفة.

وذكرت أن الغطاء النباتي له اهمية كبيرة من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية موضوعاً حيوياً، حيث يؤثر تدهور الغطاء النباتي اجتماعيا واقتصاديا وبيئياً على السكان، مشيرة الي انه رغم حالة التدهور التي وصلت إليها المراعي الطبيعية فإنها لاتزال تسهم بتوفير جزء لابأس به من الأعلاف المتاحة حالياً جنباً إلى جنب مع الأعلاف الخضراء المزروعة والأعلاف الجافة والمركزات العلفية.

وقالت إن الغطاء النباتي في الدولة يتميز بالتنوع والاختلاف تبعاً لتنوع واختلاف التضاريس والمناخ، فنجده خليطاً من النباتات، حيث أدى هذا إلى نشوء تجمع نباتي من الأعشاب الحولية والأعشاب المعمرة بالإضافة إلى أنواع الشجيرات والأشجار الرعوية، ونتيجة لذلك فإن المراعي الطبيعية تظهر تقلباً كبيراً في كثافة غطائها النباتي وفي كمية المادة الجافة المنتجة.

واشارت إلى أن الدولة تولي اهتماما بالغا بالنباتات الرعوية المحلية بهدف إعادة تأهيل الأراضي الرعوية والمراعي الطبيعية المتدهورة في تزايد منذ أواخر التسعينات من خلال البرامج المشتركة مع برنامج شبه الجزيرة العربية) التابع للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة والمركز الدولي للزراعة الملحية.

Email