»أمي هي مدرستي التي تخرجت فيها، وتعلمت فيها المبادئ والأخلاق والدين، ومعاملة الناس«، »تشكل أمي (رحمها الله) في حياتي كلها محور شخصيتي، فإليها يعود الفضل في إكسابي كثيرا من القيم والخصال والخصائص والمهارات«.. كلمات لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله ، استشهد بها الدكتور سيف الجابري مدير إدارة الأبحاث بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي مع أقوال العديد من المشاهير في العالم عن دور الأم في حياتهم ودعم مسيرتهم العلمية والعملية.

بدأ الدكتور سيف الجابري كتابه بدعوة القرآن الكريم والحديث الشريف إلى إكرام الوالدين والإحسان إليهما وخاصة الأم، منطلقا من الآية 14 من سورة لقمان: "ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير". ومن الحديث الشريف: "جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أبوك ". وحديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف قيل من يا رسول الله قال من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة".

 

أهمية بر الأم

دعا الدكتور سيف الجابري في كتابه الأبناء إلى أهمية بر الأم في حياتها وبعد مماتها وترك عصيانها حتى لا يؤدي ذلك إلى غضبها عليهم، ومحذرا من هذا العصيان الذي يجلب لصاحبه الشقاء في الدنيا والعذاب في الآخرة، مشيرا إلى عدد من القصص التي تبين فضل الأم على أولادها ومنها قصة موسى عليه السلام، والقصص التي تحض على البر والإحسان إليها ومنها قصة الصحابي الذي ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد، فأشار إليه أن يبر والديه كبيرا السن عوضا عن الجهاد في سبيل الله، ويقول الحديث: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد فقال ألك والدان قال نعم قال ففيهما فجاهد".

ولفت الدكتور الجابري إلى أن كل الشرائع السماوية والوضعية أكرمت الأم وجاء الإسلام فوضعها في المكانة اللائقة بها، ومؤكدا عليها في القرآن الكريم وفي أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن أهمها قوله سبحانه: "ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا، حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين".

وأكد الدكتور الجابري أن طاعة الوالدين واحترامهما سبب لدخول الجنة وسبب للألفة والمحبة وطاعتهما شكر لهما لأنهما سبب وجودك في هذه الدنيا وأيضاً شكر لها على تربيتك ورعايتك في صغرك.