ندوة " أبوظبي 250 عاماً من التطور" توصي بإنشاء متحف ليوا

التأكيد على تعزيز ثقافة الصحراء كجزء من الهوية الوطنية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أوصت ندوة "أبوظبي 250 عاماً من التطور" بإنشاء متحف ليوا "ذاكرة الإنسان والصحراء"، للعمل على تعزيز ثقافة الصحراء باعتبارها جزءاً من مفردات الهوية الوطنية، وبإطلاق ندوة علمية متخصصة عن تاريخ وتراث أبوظبي تعقد في شهر ديسمبر من كل عام، ونشر البحوث العلمية المشاركة بالندوة في كتاب يوزع على المشاركين وجهات الاختصاص. وتضمنت توصيات اللجنة اطلاق مجلة علمية مُحكمة باسم "حوليات أبوظبي"، وأيضاً إنشاء قاعدة بيانات للباحثين والمختصين بتاريخ وتراث الإمارات، واطلاق موقع إلكتروني "عربي إنجليزي" متخصص بالدراسات والبحوث عن تاريخ وتراث أبوظبي والإمارات، وكذلك التنسيق مع وزارة التربية والتعليم لتطوير المنهاج الدراسي لمادة التاريخ وبما يواكب المستجدات العلمية.

عقدت الندوة في فندق فيرمونت باب البحر في أبوظبي على مدار يومين في رحاب احتفالات الدولة باليوم الوطني الأربعين، وندوة بمناسبة مرور 250 عاماً على تأسيس إمارة أبوظبي، قدمت خلالها 33 ورقة بحثية أبوظبي قديماً وحديثاً منذ القرن الثامن عشر، وما كتبه عنها الرحالة والوثائق الأجنبية إلى التطور المعماري في مدينة أبوظبي حديثاً ودور المجلس التنفيذي وهيئة التخطيط العمراني في النهضة العمرانية.

وأكد سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، أن أبوظبي ليست كلمة السرّ فقط، لكنها -وكما أثبتت التجربة- عمر طويل من التعب والعمل والطموح وبالتالي الوصول، وفي مناسبة مرور 250 عاماً على تأسيس المكان الاستثنائي لفكرته ومشروعه الوطني، وبما قدّم وأضاف، كان لابد من وقفة وليس أجدى من إقامة ندوة علمية معمقة، نحو التأصيل والتوثيق وتطويق الوعي بالمعرفة.

وأضاف سموه في كلمة له ألقاها نيابة عنه حبيب يوسف الصايغ رئيس اللجنة المنظمة للندوة مدير مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، في افتتاح ندوة أبوظبي 250 عاماً من التطور التي ينظمها نادي تراث الإمارات على مدار يومين بفندق فيرمونت باب البحر بأبوظبي، لم يقصر الآباء المؤسسون وخلّد الوالد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، اسمه في ذاكرة الوطن حين عمل من أجل الوطن والإنسان، وها هو صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" يستكمل مسيرة الخير مضيفاً إليها من روح العصر وإمكاناته لتتبوأ أبوظبي والإمارات المراكز المتقدمة في التنمية والثقافة والمجتمع، ولتكون نقطة مضيئة في هذه المنطقة من العالم.

وقال إن حكاية أبوظبي والإمارة هي حكاية الماء، فقبل أكثر من 250 عاماً كانت "مليح" تستلقي على شاطئ الخليج، وحين اتخذها الأجداد الكرام من آل نهيان الكرام عاصمة لحكمهم، نقلوا إليها الحياة، وكان الماء أول حرف في أبجدية الحياة، وهكذا تحولت "مليح" إلى أبوظبي، وفي خلال 250 عاماً أصبحت هذه البلاد حاضرة البلاد، وأصبحت المدينة والقبلة والحديقة منذ الوالد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، ومنذ أجيال من الوعي والعمل وأجيال إلى هذا الحاضر المزدهر بقيادة سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، وأبوظبي تتألق تمدناً وبناءً وعطاءً، وتشكل منطقة جذب في المنطقة والعالم، أبوظبي الهوية والعروبة والإسلام، أبوظبي التسامح والانفتاح على الآخر، أبوظبي لقب الآباء والأجداد منذ الغوص على اللؤلؤ إلى الغوص على المستحيل".

 

أوراق بحثية

تناولت ورقة الدكتور أحمد رجب علي رزق التوافق مع البيئة في العمائر التراثية بأبوظبي، وتحدث عن الإضافات المعمارية التي طالت قصر الحصن، بعد قرار شيوخ آل نهيان الانتقال من ليوا في الصحراء إلى الساحل. وقارن الباحث عبد الستار العزاوي بين حصن أبوظبي وبرج المقطع من ناحية المواد الأولية وأسلوب البناء، وتناولت د. جايانتي مايترا في ورقتها قصر الحصن كرمز تاريخ وتراث أبوظبي. وألقى أحمد محمد عبيد الباحث في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث الضوء على موضوعات شهيرة ورد ذكرها في كتب الرحلات والبلدان مع تفسير لغوي لبعض هذه الأماكن، وتناول الباحث ناصر حسين العبودي في ورقته أبوظبي النشوء- المعمار متناولاً الفترة التاريخية ما قبل عام 1761 ميلادية، والتي يبدأ معظم الكتب في التأريخ لأبوظبي منها متجاهلين ما قبلها.

في حين ذهب الباحث ابراهيم محمود إلى ما هو أبعد من المرئي في المكان والزمان متناولاً أبوظبي نموذجاً. وتحدث بيتر هيلبر مدير البحوث في المجلس الوطني للإعلام عن قيام الركائز الأربعة لإماراة أبوظبي. ومن جهته تناول د. جمال محمود حجر أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة الاسكندرية أبوظبي في تقارير المسؤولين البريطانيين في بداية عهد زايد.

وطرحت ورقة د.بريجيت دومورتييه الأستاذة في جامعة السوربون أصالة وتفرد مدينة أبوظبي وقوتها المتنامية بين مدن الخليج والمدن العربية والعالمية من خلال الورقة (أبوظبي مركز جديد للعالم العربي وتجسيد مسبق لمدن المستقبل)، وتناول الباحث حمدان راشد علي الدرعي البعد الاستراتيجي والسياسي والاقتصادي لاختيار جزيرة أبوظبي. وتناول الصحفي خالد عمر بن ققه في ورقته (خليفة وأبوظبي .. التجربة والرؤية والتمكين)، وناقشت د. دورثي سيزلر فرالستيد في ورقتها (أبوظبي، الماء والذاكرة التاريخية)، متناولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في أسلوبه التقدمي في التعامل مع الحداثة.

وتناولت ورقة الدكتور رشيد الخيون أبوظبي والتلازم المقبول بين الماضي والحاضر، في حين جاءت ورقة د. رياض نعسان آغا عن النهضة الثقافية والفكرية في دولة الإمارات، وتناول د. سيف بن عبود البداوي أبوظبي من خلال الصور القديمة، في حين تناوله د. سليمان الخلف الخصائص الاجتماعية والثقافية لمدينة حديثة في ورقته أبوظبي بين المحلية والعالمية. وتناول الدكتور أحمد زكريا الشلق في ورقته عصر زايد بن خليفة آل نهيان (1855-1909) وعصراً من الاستقلال والقوة، في عهد الشيخ زايد الأول أو زايد الكبير الذي حمل اسمه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

وتحدثت شمسة بن حمد العبد الظاهري عن دور سيدات البيت النهياني في إدارة مجتمع أبوظبي في النصف الأول من القرن العشرين. وتحدث د. عبد العزيز عبد الغني عن أبوظبي من خلال كاميرا الرحالة الألماني هيرمان بورشات في أبوظبي. وتناول المهندس عماد سعد البيئة في فكر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.

وتحدثت الدكتورة فاطمة محمد السويدي في ورقتها عن الشاعرة عوشة بنت خليفة السويدي بعنوان فرعي صراع إثبات الذات من خلال الشعر. وتناولت فاطمة مسعود المنصوري الباحثة في مركز زايد للدراسات والبحوث في العين العلاقات التاريخية بين أبوظبي وعمان بين عامي (1793-1966) ، وتحدثت الدكتورة فاطمة سهيل المهيري في ورقتها عن نظرة جديدة إلى تاريخ إمارة أبوظبي متناولة بني ياس في البحر والبر.

وعن التطور السكاني في إمارة أبوظبي كانت ورقة الباحث فايز محمد العيسوي، في حين كانت أبوظبي في كتابات الرحالة والوثائق الأجنبية منذ القرن 18 ورقة الدكتورة فراوكه هيرد بي. وتناول الدكتور محمد أحمد مرعي التطورات الاقتصادية في أبوظبي خلال 250 عاماً، وتحدثت الدكتورة مريم سلطان لوتاه عن زايد والمشروع التنموي، في حين تحدث الدكتور مسعود ضاهر عن النهوض بالموارد البشرية الإماراتية وتطوير قدراتها العليمة والتقنية.

وذهب الباحث نور الدين الصغير في قراءة تاريخية نقدية في رحلة النشأة والتطور لحلف بني ياس من ربوع الصحراء إلى ساحل الخليج العربي في ورقته (من ليوا إلى أبوظبي .. مسيرة تاريخية وميلاد أمة)، وتحدث الدكتور يحيى محمد أحمد عن التطورات النقدية في أبوظبي في 250 عاماً، وتناولت ورقة د. يوسف الحسن تحديات نشوء الدولة الحديثة وشخصية القائد المؤسس في السياسة والحكم، وتناولت ورقة عباس الطرابيلي (أبوظبي المدينة .. بشهادة صحفي عربي) من خلال قربه من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه ومرافقته له في عدد من رحلاته داخل الدولة وخارجها.

 

كتاب توثيقي

من جهته قال حبيب يوسف الصايغ رئيس اللجنة المنظمة للندوة: لقد عملنا على تنفيذ توجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الامارات رئيس مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، ونأمل أن نكون قد وفقنا خلال يومين من المناقشة والحوار العلمي في تحقيق أهداف ورسالة الندوة التي توّج حضورها كوكبة من صفوة الباحثين والخبراء والمفكرين في التراث والتاريخ والعمران. وقال الصايغ: نحن بصدد نشر أعمال الندوة المتميزة في كتاب يصدر قريباً ليكون مرجعاًَ للباحثين والدارسين والطلاب.

 

 

برقية شكر وعرفان

 

رفع المشاركون في ختام الندوة العلمية "أبوظبي 250 عاماً من التطور" برقية شكر وتقدير إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، على جهود سموه في المحافظة على الهوية الوطنية وأصالة مدينة أبوظبي ودعمه الموصول للعلم والعلماء، وتشجيع البحث العلمي الجاد. كما وجهوا الشكر والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، كما ثمنوا جهود ورعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، رئيس مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، للندوة والمشاركين فيها من داخل وخارج الدولة، ما كان له أثر بالغ في نجاحها وعكس صورة مشرقة عن إمارة أبوظبي في المجالات كافة، كما رفعوا برقية شكر إلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

Email