عيسى المزروعي: نموذج فريد لدولة حديثة

ت + ت - الحجم الطبيعي

وجه اللواء الركن عيسى سيف محمد المزروعي نائب رئيس أركان القوات المسلحة كلمة إلى مجلة "درع الوطن" بمناسبة اليوم الوطني الأربعين فيما يلي نصها.

يمثل اليوم الثاني من شهر ديسمبر لعام 1971 فجر انطلاقة عملاقة لمسيرة الخير والنماء، مهدت الطريق لوضع إستراتيجية شاملة للتنمية جعلت في سلم أولوياتها الإعمار والتشييد بهدف تغيير نمط الحياة على أرض الإمارات، والانتقال بالدولة أرضاً وشعباً وأسلوب حياة إلى مرحلة القدرة على التكيف مع معطيات العصر ومتطلباته، وخلال فترة وجيزة استطاعت دولة الامارات تقديم نموذج فريد لدولة حديثة نجحت في المزج بين مواكبة التحديث دونما إخلال بالأصالة مع التمسك بالقيم.

رقي وتطور

كانت الرؤية واضحة منذ البداية والأهداف محددة بأن تسخر كل الطاقات والإمكانيات لبناء الانسان والنهوض بالوطن نحو آفاق الرقي والتطور بإيمان راسخ وعزيمة صادقة تجاوزت العقبات.

ونحن إذ نستحضر اليوم ذكرى أربعين عاماً نحس بالفخر والاعتزاز إذ ان دولة الإمارات قد أثبتت قولاً وعملاً صدق توجهاتها، ورسوخ مبادئها، ونجاح سياستها في التنفيذ التدريجي المبرمج لإستراتيجية التنمية الشاملة، وأصبحت الدولة صرحاً شامخاً يتفيأ ظلاله المواطن والمقيم، وواحة أمن وأمان واستقرار يعيش في كنفها أبناء الإمارات جميعاً تحت راية الوحدة الوطنية التي كانت

ولا تزال عماد الحاضر وأساس المستقبل، وقد عمدت الدولة ولا تزال إلى تحقيق التنمية الاجتماعية، وتحسين نوعية الحياة والارتقاء بمستوى المعيشة، وذلك وفق رؤية وطنية شاملة ومستدامة، غايتها توفير التعليم الجيد، والسكن اللائق، والمستويات العالية من العناية الصحية والغذائية في بيئة معطاءة ومستدامة، وتوفير نظم رفاه اجتماعي متقدم، وفتح الباب أمام مشاركة إيجابية في المجتمع وفي صنع السياسات مع التزام كامل بالتقاليد والقوانين.

إن القيادة الرشيدة انطلاقاً من الانجازات التي تحققت بفضل الاتحاد كان لابد لها من قوة تحميها، وكان لابد لها من بناء قوات مسلحة عزيزة الجانب، وأكدت الأعوام التي مضت أن قواتنا المسلحة التي عمدت القيادة الى تطويرها وفق تخطيط علمي مدروس قد حققت نقلة نوعية في تسليحها وكافة مجالات عملها، مما مكنها من الحفاظ دائماً على الأمن الوطني، والقدرة على الدفاع عن قيمنا ووحدتنا وسيادتنا والإسهام بإيجابية وفعالية في العديد من ساحات العمل الإنساني، مع ضرورة العمل بشكل مستمر لمواكبة كل جديد في عالم التقنيات العسكرية.

إن من حسن الطالع أن قيض الله لهذا الوطن خير خلف لخير سلف، واستطاع سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة - حفظه الله - بمؤازرة من أخيه سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولــة رئيس مجـلس الــوزراء حاكــم دبــي - رعاه الله - وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات وسيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن يواصل المسيرة الخيرة.

Email