بلادنا اليوم أقوى وأحسن حالاً واقتصادنا بخير ومسيرتنا مستمرة إلى الأمام

خليفة: المواطن عنصر رئيس في تقدم الدولة وشريك في صياغة مستقبل الأمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله إلى تنمية القدرة الوطنية وزيادة حضورها في مختلف المواقع والمفاصل الاجتماعية والاقتصادية، وقال.. إن ذلك يتطلب العمل على وضع إطار تشريعي واعتماد برامج واضحة والتصدي لكل ما يهدد نسيج المجتمع في عقيدته ولغته وموروثه الاجتماعي والثقافي.

 

المقاصد والغايات في مسيرة التمكين..

وتعهّد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله في ولايته الثانية التي حظي فيها على إجماع تزكية إخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، وتأكيدهم على ثقتهم المطلقة في قيادته الحكيمة للمسيرة الاتحادية، وولاء أبناء الوطن وحبهم الصادق له وتلاحمهم والتفافهم حول زعامته- تعهّد بتنفيذ استراتيجيات جديدة طموحة لتعزيز برامج التمكين السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي كان سموه قد أطلقها في ولايته الأولى.

وأعلن سموه، في خطابه في اليوم الوطني الثامن والثلاثين في الأول من ديسمبر 2009، برامج عمل ورؤى جديدة لمرحلة العمل الوطني المقبلة، تقوم على توظيف كامل القدرات الوطنية وتفعيل سياسة التوطين والإحلال، والاستمرار في تطوير البنية التحتية في المناطق الأقل نمواً والارتقاء بالخدمات فيها، والاستمرار في تطوير عمليات البنية التحتية للاقتصاد الوطني، وإصلاح السياسات الاقتصادية والمالية التي تحكم سوق العمل، وربط سياسات التعليم والتدريب بسوق العمل، وتعزيز التلاحم المجتمعي بما يُرسّخ قيم التماسك الأسري والتكافل الاجتماعي والشراكة المجتمعية، وإعادة إحياء الدور المحوري للأسرة وتمكينها في التنشئة والتوعية والضبط والرقابة، محدداّ سموه بشكل قاطع مقاصد وغايات مرحلة العمل الوطني المقبلة بقوله.. إننا اليوم، وبعد مضي خمس سنوات على تولينا مسؤولية رئاسة الدولة، على يقين بأن إطلاق الاستراتيجيات وتطوير التشريعات وإنشاء المصانع وتعبيد الطرقات وتأسيس الجامعات -على أولويتها وأهميتها وضرورتها- ليست غاية في حدّ ذاتها ولا هي مقصد في نفسها.. فالغاية هي بناء القدرة الوطنية، والمقصد هو إطلاق الطاقة البشرية المواطنة وتوجيهها نحو آفاق التميز والإبداع والمنافسة.

وأكد سموه في كلمته أن الإمارات بخير، وأن الاقتصاد الوطني بخير بعد أن تمكن بمتانته وقوته من تجاوز الأزمة المالية العالمية، وقال سموه.. نود أن نطمئن الجميع أن بلادنا اليوم أقوى وأحسن حالاً، وأن اقتصادنا بخير ومجتمعنا في خير ومسيرتنا إلى خير، وأن الأزمة المالية العالمية -على قسوتها- لن تكون سبباً يدعونا للتردد أو التراجع، ولا مبرراً يدفعنا إلى اليأس أو التراخي، فنحن على ثقة بقدرة شعبنا ومصادر قوتنا، وسنستمر بثبات وإصرار في تنفيذ ما تبنينا من إستراتيجيات وما رسمنا من خطط وما بدأنا من مشاريع، ماضين بثقة وتفاؤل في توظيف كامل القدرة الوطنية تأسيساً لفرد فاعل وأسرة متماسكة ومجتمع مكين واقتصاد متين.

وحدّد سموه صورة المستقبل الذي يريده لوطنه ومواطنيه وقال.. المستقبل الذي نتطلع له ليس مجرد أماني وتطلعات، إنه جملة ممارسات متقدمة غايتها: وطن آمن وتنمية هادفة، ووسائلها: تعليم نوعي عالي المستوى وخدمات راقية وسكن ملائم وتأمين صحي شامل وبيئة مستدامة ومؤسسات تقيم العدل وتوفر الأمن، ونُظم تنمي أصول المجتمع وتزيد من طاقاته وتحسن جودة مخرجاته، وممارسات تصون الهوية، وتُعلي من شأن التعليم الفني والمهني، وتعطي المعرفة دورها الحقيقي في المجتمع. وأضاف قائلاً.. إننا ماضون في بناء دولة تُكرس قيم النزاهة والمساءلة والشفافية، تكفل الحقوق وتحترم الحريات وتدعم التفكير والتحليل والإبداع، وتشجع ممارسة الحوار وإبداء الرأي والمشاركة في اتخاذ القرار وفق ممارسات تكريس قيم الولاء والانتماء للوطن، وتحفظ للدولة هيبتها وسيادتها وللمواطن أمنه وسلامته، وبهذا يكون التمكين.

وأكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، في خطابه في اليوم الوطني التاسع والثلاثين في الأول من ديسمبر 2010، مواصلة العمل وفق رؤية وطنية شاملة، على ترسيخ قيم الاتحاد وبناء اقتصاد حُر متنوع، وبنية تحتية متطورة، وتنمية اجتماعية مستدامة، وبناء الإنسان وتعزيز الهوية الوطنية، وتوفير التعليم الجيد والمسكن اللائق، والمستويات العالية من الرعاية الصحية والرفاه الاجتماعي، وتمكين المرأة ودعم الشباب ورعاية المُسنين والقصّر، والاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، وحماية الطفولة والأمومة، والارتقاء بالخدمات العامة.

وقال سموه في هذا الخصوص.. في الوقت الذي تستشرف فيه دولتنا عامها الأربعين نؤكد لكم أن وطننا في رخاء وقوة وأمن وأن غرس الآباء قد آتى أكله خيرا وماضون على أساس من أفضل الممارسات في بناء الدولة وأطرها المؤسسية والقانونية مؤسسين لاقتصاد حر قوي متنوع وبنية تحتية متطورة وتنمية اجتماعية مستدامة، وتتحرك مؤسساتنا الثقافية والاجتماعية في ثقة تعزيزا للهوية الوطنية وبناء للإنسان على أرض الوطن العزيز، فالإنسان هو الثروة الحقيقية للأمم وهو أساس نهضة الدول، وقد كان الحرص منذ نشأة الدولة على إنماء هذه الثروة بالاستثمار الواعي في أصولها الفتية تنشئة وتعليما وتدريبا ورعاية، إعدادا لجيل مبادر كامل الولاء عميق الانتماء مشارك في إدارة مجتمعه محافظ على تراث أهله.

وأكد سموه.. إن قيم الاتحاد ومبادئه ستظل هاديا ونبراسا لكل الأجيال ومشروعا لنهضة وطنية مستدامة، وشراكة فاعلة بين الوطن ومواطنيه في بناء المستقبل المشترك، وسيظل الثاني من ديسمبر يوما خالدا ومناسبة مجيدة نستلهم منها العبر ونجدد عبرها بيعة الولاء والوفاء والفداء للوطن.

كما أكد سموه على أن.. سياستنا قد ارتكزت على مبدأ الالتزام بالثوابت التي نص عليها دستور الإمارات وكل ما من شأنه تعزيز الاتحاد كنا ومازلنا دائما دعاة وحدة وتضامن ويجمعنا هدف واحد هو رفعة الوطن ..إننا ننظر بعين الفخر والاعتزاز لكل ما يتحقق في كل إمارة من إمارات الدولة على أنه إنجاز للإمارات ككل ونفتخر به كمنجز للوطن فكل سنة اتحادية تمر من عمر دولتنا الحبيبة يقوى معها عضد الاتحاد وترتفع معها الآمال والطموح.

وقال سموه.. إن تحقيق التنمية الاجتماعية وتحسين نوعية الحياة والارتقاء بجودة المعيشة أولويات قصوى وأهداف تنموية تعمل الحكومة على تحقيقها وفق رؤية وطنية شاملة ومستدامة غايتها توفير التعليم الجيد والمسكن اللائق والمستويات العالية من العناية الصحية.

 

التمكين السياسي..

وواصل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان دعمه لبرامج التمكين السياسي وتعميق الممارسة الديمقراطية، بتوسيع القاعدة الانتخابية في الانتخابات الثانية للمجلس الوطني الاتحادي التي جرت في 24 سبتمبر 2011 لانتخاب 20 عضوا من أعضاء المجلس الأربعين.

وأكد سموه على إن المواطن هو العنصر الرئيسي في تقدم الدولة وتطورها، ويجب أن يكون شريكا في صياغة مستقبل الأمة ورسم سياستها لينعم أبناؤنا بغد مشرق.

وقال في كلمة وجهها للهيئات الانتخابية في 20 سبتمبر 2010.. إننا ننظر إلى الانتخابات المقبلة في 24 سبتمبر باعتبارها فرصة مثالية وخطوة كبيرة للتقدم نحو هذا الهدف الذي سيتحقق بإذن الله بعطائكم وجهودكم.. وبهذه المناسبة الوطنية الكبيرة أدعو أبنائي وبناتي أعضاء الهيئات الانتخابية إلى المشاركة الواسعة والفاعلة في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي لتحقيق المشاركة الحقيقية وتفعيلها.

وأشار سموه إلى أنه.. منذ إنشاء المجلس الوطني الاتحادي في العام 1972 عمل المجلس على تجسيد العلاقة السليمة بين الحكومة والشعب في دولة الإمارات العربية المتحدة.. فكان وما زال منصة قوية للمشاركة السياسية والتأثير الإيجابي في عملية صنع القرار في البلاد.. من هنا كان الاهتمام الكبير بتمكين المجلس الوطني الاتحادي وتفعيل دوره ليكون سلطة داعمة ومرشدة للسلطة التنفيذية في الدولة..وقد بدأنا منذ العام 2006 بتجربة جديدة بانتخاب نصف أعضاء المجلس إيمانا منا بأن المشاركة السياسية جزء لا يتجزأ من تقدم الدولة والتنمية الشاملة التي نعيشها.

 

تطوير المناطق النائية

ووجّه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان اهتماماً خاصاً واستثنائياً للنهوض بالمناطق النائية، بما يحقق التوازن في التنمية الاجتماعية والاقتصادية على مستوى الدولة. وانطلاقاً من هذا التوجّه، أمر سموه في العام 2008 بتخصيص 16 مليار درهم لتطوير البنية التحتية في عدد من إمارات الدولة، بهدف رفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي، وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين في كافة أرجاء الوطن.

وتتولى وزارة الأشغال العامة، بمتابعة شخصية من معالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير الأشغال العامة، تنفيذ الخطة الوطنية الشاملة لتنمية المناطق النائية، ووضعت مخططات وتصاميم المشاريع التي سيتم تنفيذها حتى العام 2030 وفق برامج زمنية قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل.

كما تشرف لجنة خاصة برئاسة معالي أحمد جمعة الزعابي نائب وزير شؤون الرئاسة على متابعة تنفيذ المشاريع التي يجري تنفيذها، وتشمل شبكة واسعة من الطرق الخارجية والمحلية، وإقامة مجمعات سكنية عصرية، وشبكات لتصريف مياه الأمطار والصرف الصحي، ودعم الخدمات الصحية والتعليمية، وغيرها من مشاريع البنية التحتية والتطوير التي تجعل من المناطق النائية مراكز مدن عصرية متكاملة.

وحرص صاحب السمو رئيس الدولة على متابعته الشخصية لسير تنفيذ المشاريع التطويرية في الإمارات، واطلع سموه في 18 فبراير 2011 من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على تقرير عن نتائج جولة سموه في الشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة، والتي تضمنت التعرف على احتياجات المواطنين في مختلف قطاعات الحياة ومشاريع البنية الأساسية التي يجري تنفيذها بتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، وانطلاقاً من حرص سموه الدائم على وضع حاجات المواطنين على رأس أولويات الدولة والتأكد من مستوى الخدمات التي تقدمها الأجهزة الحكومية للمواطنين.

وأكد صاحب السمو رئيس الدولة خلال اللقاء ضرورة المتابعة الدقيقة والمستمرة لنتائج هذه الجولة للوقوف على تحقيق آمال وطموحات أبناء الوطن والتي تحرص الدولة على وضعها فى مقدمة اهتماماتها في إطار استراتيجيتها الرامية إلى مواصلة مسيرة النهضة الشاملة التي تشهدها البلاد.

وشدد صاحب السمو رئيس الدولة على الأهمية القصوى لكل ما من شأنه توفير وتعزيز مقومات الحياة الكريمة لأبناء الوطن سواء عن طريق استكمال وتطوير البنى التحتية فى جميع أرجاء الدولة أو من خلال الارتقاء بالخدمات الأساسية التي تقدمها للمواطنين والتي تشمل مختلف مناحي حياتهم انطلاقا من إيمان القيادة بضرورة تسخير كل الإمكانيات والطاقات التي حبانا الله تعالي بها من أجل سعادة أبناء الوطن ورفاهيتهم وتقدمهم.

ووجّه سموه بأن تقوم الحكومة والأجهزة التابعة لها وبالتعاون مع المؤسسات والدوائر المحلية بمتابعة نتائج هذه الجولة الميدانية المهمة بكل دقة، ووضع برنامج تنفيذي محدد لها وتوفير كل ما تتطلبه من إمكانيات وموارد، تجسيداً للنهج الرشيد الذي دأبت القيادة عليه منذ قيام دولة الاتحاد قبل أربعة عقود، تحقيقاً لبرنامج الحكومة برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وخططها فى التنمية الشاملة والمستدامة.

وكان الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله قد التقى جموع المواطنين والمواطنات من أبناء الدولة في عدد من الإمارات، وتبادل معهم الأحاديث الودية وتلمس أحوالهم واحتياجاتهم ومتطلباتهم.. مؤكداً سموه أن توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان تقضي بتلبية احتياجات المواطنين وتوفير سبل العيش الكريم لهم في جميع مناطق الدولة. وقال إن صاحب السمو رئيس الدولة يولي اهتماما خاصا بأبناء الوطن للارتقاء بمستوى معيشتهم ومعيشة أسرهم في المسكن والصحة والتعليم والخدمات العامة من اجل عزة ورفعة الوطن والمواطنين.

 

رائد العمل الإنساني..

ويُعد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رائداً في العمل الإنساني من خلال عطائه السخي المتدفق في كل ميادين ومجالات وساحات العمل الخيري والإنساني على امتداد العالم.

ويؤمن سموه بان العمل الإنساني مسئولية أخلاقية وواجب يجسّد التعاضد والتآزر الأممي، ويُعده مكوناً أساسياً في نهج وممارسات السياسة الخارجية.. ويُعبر سموه عن هذه الرؤية بقوله.. إننا، ومن منطلق مسؤوليتنا ومتابعتنا للأوضاع الإنسانية الصعبة في العديد من مناطق العالم، فإن المبادرات الإماراتية في مجال العمل الخيري أصبحت، لتعددها ونطاق انتشارها، مكوناً أساسياً من مكونات عملنا الخارجي. فإلى جانب مبادرات الإغاثة العاجلة للتخفيف عن المنكوبين من ضحايا الكوارث الطبيعية والحوادث المأساوية والأزمات الطارئة، عملنا على تحويل العمل الخيري الإماراتي إلى عمل مؤسسي، حتى يكون لهذا العمل الفعالية وطابع الاستدامة.

وأكد سموه مجدداً تمسّكه والتزامه بهذا النهج في العمل الإنساني في اليوم الوطني التاسع والثلاثين في الأول من ديسمبر 2010 بقوله.. إن الدبلوماسية الإنسانية هي أحد الأعمدة الرئيسية لسياستنا الخارجية، وستستمر دولتنا في الاضطلاع بدورها المحوري في مساندة الجهود الدولية لمواجهة الأزمات والكوارث وتلبية نداءات الاستغاثة، وأن تستمر نموذجاً عالمياً يُحتذى في تقديم الاستثمارات والمنح والقروض الميسّرة للدول النامية، بما يحقق لها نمواً مستداماً ويوفر لها الاستقرار ويضمن لأبنائها المزيد من فرص العمل.

وقد أكدت الأمم المتحدة أن دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، تساهم بقوة في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الجديدة عبر مشاريعها التنموية حول العالم.

وقالت الدكتورة اليسار سروع ممثل الأمين العام للمنظمة الدولية في الإمارات، في تصريحات في 30 سبتمبر 2010، إن الإمارات تضطلع بدور حيوي في الحد من وطأة المعاناة وصون الكرامة الإنسانية في الدول النامية.. وأعربت عن تقديرها للجهود الإنسانية التي تبذلها الدولة حالياً في باكستان لدرء المخاطر الناجمة عن كارثة الفيضانات وحماية المنكوبين من تداعياتها المأساوية.

 

تمكين المرأة..

وحققت المرأة، بعد تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان قيادة المسيرة الاتحادية، المزيد من المكاسب والإنجازات النوعية المتميزة في إطار برامج وخطط التمكين السياسي التي أطلقها سموه في العام 2005.

وأصبحت المرأة تتبوأ اليوم أعلى المناصب في جميع المجالات، وتسهم بفعالية في قيادة مسيرة التنمية والتطوير والتحديث من خلال مشاركتها في السلطات السيادية الثلاث: التنفيذية والتشريعية والقضائية، ومختلف المواقع القيادية المتصلة باتخاذ القرار، إضافة إلى حضورها الفاعل على ساحات العمل النسوي العربي والإقليمي والدولي، والذي كان من أبرزه استضافتها في العام 2009 القمة الثانية لمنظمة المرأة العربية والتي شهدت حضوراً إقليمياً وعالمياً كبيرين.

وتشغل المرأة اليوم أربعة مقاعد في مجلس الوزراء مما يعد من أعلى النسب تمثيلا على المستوى العربي. كما تمثلت بتسع عضوات في المجلس الوطني الاتحادي السابق من بين أعضائه الأربعين، وبنسبة 2ر22 في المائة والتي تعد أيضاً من أعلى النسب على صعيد تمثيل المرأة في المؤسسات التشريعية.

وتم لأول مرة تعيين ثلاث سيدات سفيرات وقنصل للدولة في الخارج، وأول قاضية ابتدائية مواطنة، وأول وكيلة نيابة عامة، وأول مأذونة شرعية بدائرة القضاء الشرعي. كما شهد العام 2008 تخريج أول دفعة من المقاتلات بالسلاح الجوي بالقوات المسلحة، بالإضافة إلى عمل المرأة في مختلف أفرع ووحدات القوات المسلحة ووزارة الداخلية وشركات الطيران الوطنية كمهندسات وقباطنة طيران.

وثمّن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان المشاركة الإيجابية للمرأة في العمل البرلماني والممارسة الديمقراطية.. وقال سموه في افتتاح الدورة الرابعة للمجلس الوطني الاتحادي في 21 أكتوبر 2009.. إن مسيرة المشاركة والعمل البرلماني في الإمارات كانت على الدوام مسيرة واعية نابعة من ظروفنا واحتياجاتنا وقد استطاعت هذه التجربة أن تعطي نموذجا خاصا في الممارسة الديمقراطية لا أدل عليه من المشاركة الواسعة للمرأة في عضوية المجلس الوطني الاتحادي ومناقشاته حيث كان لمشاركتها في الحياة البرلمانية مضمونا حقيقيا وبعدا فعليا، كما أن إيماننا بالمشاركة كفكرة وحرصنا على توفير كل أسباب الممارسة لها يجعلنا واثقين بأن تجربتنا البرلمانية ستمضى إلى الأمام وتتطور مع الأيام لما فيه خير الوطن ومصلحة المواطنين.

وعبّر سموه عن ارتياحه لما حققته المرأة من نجاحات في تفعيل سياسات تمكينها.. وقال سموه في اليوم الوطني الثامن والثلاثين في الأول من ديسمبر 2009 إن ذلك يؤكد ثقتنا المطلقة في إمكانياتها كفاعل أصيل في كل مجالات العطاء والعمل، وقد أثبتت التجربة كفاءتها وقدرتها في كل ما تولت من مهام ومسؤوليات.

 

نهج دبلوماسي مميز..

وانتهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، سياسة خارجية حكيمة تميزت بالحضور والتفاعل الدبلوماسي المميز في المحافل الإقليمية والدولية، مما أسهم في النجاحات والإنجازات الوطنية العظيمة التي حققتها المسيرة الاتحادية، ..

وأكد سموه، في هذا السياق في أول خطاب بعد توليه القيادة في الأول من ديسمبر 2004.. إن المكانة المرموقة والاحترام الكبير الذى تحظى به دولة الإمارات العربية المتحدة على الصعيد الخارجي هو ثمرة المبادئ الثابتة لسياستها الخارجية التي وضع نهجها ومرتكزاتها فقيد الوطن سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ،طيب الله ثراه، والتي تقوم على التزام الدولة بانتمائها الخليجي والعربي والإسلامي وحرصها على تعزيز وتوسيع دائرة صداقتها مع جميع دول العالم ومراعاة حسن الجوار واحترامها سيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل فى شؤونها الداخلية واللجوء إلى حل النزاعات بالطرق السلمية والالتزام بميثاق الامم المتحدة والقوانين والمواثيق الدولية.

كما أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات هي سند منعة في منطقة الخليج العربي، ومصدر قوة لدعم الأشقاء والأصدقاء في العالمين العربي والإسلامي، ونموذج متقدم في بناء العلاقات الدولية.

وقال سموه في هذا الصدد في الأول من ديسمبر 2007 إن دولة الاتحاد بقدر ما هي صون لهويتنا وتعزيز لقدراتنا وممارسة لسيادتنا فإنها سند منعة لضمان الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي ومصدر قوة لدعم الأشقاء والأصدقاء في العالمين العربي والإسلامي ونموذج متقدم في إدارة العلاقات الدولية على أسس إنسانية وأخلاقية فقد أثبت نهج التواصل والتراحم واحترام الشرعية الدولية الذي التزمناه سمة لسياستنا الخارجية سلامته وجدواه ونحن به ملتزمون، مناصرة للحق والعدل وإفشاء للسلام وبسطا للأمن واستنهاضا لقيم التعايش بين الثقافات والأمم.. وهي المبادىء الحاكمة لدبلوماسية تجسد في نهجها وسلوكها سمات شخصيتنا الوطنية المتسمة بالحكمة والصدق والوضوح والمروءة والسماحة والوسطية والواقعية والاعتدال.

وأكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة لسفراء الدولة في الخارج وممثليها في عدد من المنظمات الإقليمية والدولية في الثامن من أغسطس 2011 على أن نجاح السياسة الخارجية لدولة الإمارات يشكل أحد أبرز الإنجازات المشهودة للدولة، والتي قامت على مجموعة من الثوابت للسياسة المتوازنة والمعتدلة التي تنتهجها الدولة منذ قيامها تجاه القضايا العربية والدولية، والتي أكسبت بلادنا الاحترام والتقدير في مختلف المحافل الدولية.

وثمّن سموه، في هذا السياق، مواقف الدول والمنظمات التي أيدت ودعمت سعي الإمارات إلى أن تكون أبوظبي مقراً دائماً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (ايرينا). ووصفه سموه قائلا.. وهو إنجاز إلى جانب تأكيده صحة خياراتنا وسلامة نهجنا فإنه يجسد ما نجحنا في تأسيسه من علاقات احترام متبادل وأواصر أخوة وصداقة في المجتمع الدولي والإقليمي وقبل كل هذا يؤكد قدرة وكفاءة دبلوماسيتنا.. مؤكدين أن دولتنا لن تكون مجرد مقر رئيس للوكالة بل قائدا للثورة الخضراء وشريكا فاعلا في جهود البحث والتطوير وإيجاد الحلول المبتكرة للطاقة المتجددة وتطبيقاتها الواعدة التي ستكون مجالا رحبا للاستثمار.

كما أعرب سموه عن كامل ارتياحه بالحضور الإيجابي لدبلوماسية الإمارات في المحافل الدولية والإقليمية دفاعا عن المصالح والخيارات الوطنية ونصرة للقضايا العادلة وفي طليعتها حق الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه وإقامة دولته، ومساندة للمبادرات الهادفة لترسيخ الأمن والاستقرار في كل من العراق ولبنان والسودان واليمن والصومال وأفغانستان وغيرها.

ويضع سموه تعزيز العمل الخليجي المشترك في أولويات نهج وتحرك دبلوماسية الإمارات. ويرى أن استكمال تحقيق الترابط والتكامل بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في جميع الميادين، هو هدف استراتيجي وضرورة أمن.

 

مكافحة الإرهاب..

وأكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، في أكثر من مناسبة ومحفل، نبه للإرهاب والعنف بكافة صوره وأشكاله وأيا كانت مبرراته ودوافعه ووسائله. وركز سموه في أحاديثه على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة هذه الآفة الخطيرة واجتثاثها والقضاء على مسبباتها وعدم ربطها بأي ثقافة أو حضارة أو دين.

وقال سموه في هذا السياق في خطابه في اليوم الوطني التاسع والثلاثين في الأول من ديسمبر 2011.. «إننا، ومع إدانتنا للإرهاب بكل أشكاله، نعبر عن قلقنا من تنامي ظاهرة كراهية الإسلام، داعين المجتمع الدول إلى بذل الجهد للحيلولة دون استمرار الإساءة للدين الإسلامي أو إثارة الكراهية نحو الأقليات المسلمة».

وأدان سموه بشدة في العام 2005 التفجيرات الإرهابية التي استهدفت عدداً من الدول الشقيقة والصديقة وخاصة مصر والأردن وبريطانيا. وأكد.. على ضرورة مواجهة هذه الموجة الإجرامية العمياء والوقوف وقفة حازمة للتصدي لها بصورة شاملة وجذرية وحاسمة، ليس فقط لأنها تزعزع الأمن والاستقرار، بل لأنها تتنافى مع كل القيم والمبادئ الإنسانية.

ودعا سموه في العام 2004 إلى بناء عالم يسوده العدل والإنصاف وروح المسؤولية والتضامن الفاعل في مواجهة المشكلات التي تواجه البشرية.

وقال سموه.. إن التصدي للإرهاب ينبغي ألا يغمض أعين العالم عن قضايا أكثر خطرا وإلحاحا كالفقر والجوع والمرض والجهل والحروب والفساد والقمع والاحتلال والظلم الاجتماعي داعيا.. إلى المواجهة الحاسمة لمثل هذه القضايا حتى لا يستمر الإرهاب خطرا قائما ودائما فتلك هي أسباب وجوده والبيئة الملائمة لنموه وازدهاره وانتشاره.

وأكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة أن دولة الإمارات، والحمد لله، تنعم بمستوى من الأمن والاستقرار تغبطها عليه الدول الأخرى. وقال في حديث لصحيفة (الحياة) اللندنية في 18 يوليو 2008 إن هذا الأمن لم يتحقق بفعل ما نتخذه من احتياطات وإجراءات أمنية فقط، بل بتوفير سبل العيش الكريم والكسب الشريف في أجواء من الاحترام لكل من يعيش على هذه الأرض، بحيث أصبحت بيئة الإمارات بيئة طاردة لكل من يحاول أن يعبث بأمنها أو يحاول الاعتداء على حرماتها.

 

التسامح والاعتدال..

ويحرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة على مباركة ودعم كل الجهود التي ترمي إلى تعزيز وتفعيل التواصل الحضاري والثقافي في العالم، انطلاقاً من إيمانه العميق بمبادئ التسامح والوسطية في الإسلام، وأهمية التعايش بين مختلف الديانات والثقافات ونبذ العنف والتطرف.

وقد استمد سموه هذا النهج في التمسك بقيم التسامح والاعتدال والتعايش الثقافي والحضاري من نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ،طيّب الله ثراه، الذي كرس جزءا من حياته من أجل نشر ثقافة التسامح والحوار ونبذ كل عوامل الفرقة والكراهية بين الشعوب.

 

قيادة عالمية..

واختير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، للمرة الثالثة على التوالي خلال عامين في استطلاعات عالمية، في قائمة القادة والشخصيات الأكثر تأثيراً ونفوذاً وقوة في العالم. وتبوأ سموه مكانة مرموقة في القائمة التي ضمت 68 من القادة والشخصيات الأكثر نفوذاً وقوة على مستوى كوكب الأرض للعام 2010، وهي القائمة التي أعدتها ونشرتها مجلة (فوربس) الاقتصادية الأميركية الشهيرة في 3 نوفمبر 2010والتي تصدر في نيويورك.

 

 

شخصية إنسانية

وفاز صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، لعطائه الإنساني وأياديه البيضاء الممدودة دوماً لعمل الخير في 11 مايو 2011 بجائزة الشيخ راشد للشخصية الإنسانية للعام (2010/2011) بعد أن رشّحت، المنظمات والمدن الإنسانية والخيرية في العالمين العربي والإسلامي والعديد من المنظمات والمؤسسات الدولية، سموه لهذه الجائزة، ورأت في سموه.. نموذجا عالمياً يحتذى في الخير والعطاء للإنسانية جمعاء دونما تمييز أو محاباة بين لون ودنس أو عرق ودين.

 

إشادة بأصالة الحضارة العربية

 

أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، في كلمته أمام مؤتمر المعرفة الدولي الثالث الذي عقد في 11 ديسمبر 2007 في العاصمة الماليزية كوالالمبور، على عمق وقدم وأصالة الحضارة العربية والإسلامية وقال سموه.. إن العالم العربي أسهم منذ القرن السابع الميلادي في ميلاد المعرفة الحقيقية المبنية على التجربة والعلم، وذلك بعد أن قام بجلب كل ما لدى الشعوب الأخرى من علوم ومعارف ووضعها في أيدي علمائها الذين قاموا بدراستها وتمحيصها ومن ثم بنوا عليها واستطاعوا أن يبدعوا علوما ومعارف جديدة لم تكن معروفة من قبل وهو ما يشير إلى أن الحضارة العربية والعالم العربي كانا قطبي الرحى في ميلاد المعرفة ونقلها للشعوب الأخرى. كما أكد سموه.. إن حضارتنا العربية والإسلامية ما زالت قادرة على توفير منظومة متكاملة من المعرفة تدعم التواصل والتفاهم بينها وبين شعوب العالم، ذلك أنها تدرك تماماً أهمية التفاعل بين كافة شعوب الأرض، بل والتواصل مع مختلف الحضارات والثقافات القديمة منها والحديثة على حد سواء.

 

مؤسسة خليفة للاعمال الانسانية

 

 

 

 

 

أنشأ صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في العام 2007 (مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية) لتكون منظمة عون رائدة لخدمة الإنسانية على المستوى العالمي. وتمكنت المؤسسة، على حداثتها، من الوصول بمساعداتها النوعية في مجالات الإغاثة الإنسانية والمشاريع الإنشائية والتنموية والخيرية إلى أكثر من 38 دولة حول العالم، منها 12 دولة عربية و13 دولة آسيوية و4 دول أفريقية و8 دول أوروبية، إضافة إلى استراليا.

ونفّذت المؤسسة، بالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، العديد من المشاريع الحيوية في قطاع غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان. وأشاد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) بالمبادرات والمشاريع الإنسانية التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية بشكل خاص على الساحة الإنسانية المحلية والإقليمية والدولية وخاصة جهودها في مكافحة الفقر والجوع والإغاثات الطارئة وتنمية المجتمعات الضعيفة التي تواجه الكثير من التحديات ومن أهمها التعليم والصحة. وقال إن المؤسسة أصبحت معْلماً بارزاً في ساحات العطاء الإنساني بفضل مشاريعها الإنسانية المتميزة.

وتتكامل المشاريع الإنسانية التي تنفذها المؤسسة مع المبادرات الرائدة والمنح المعطاء لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لبناء المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والجامعات والمساجد ودور رعاية الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة ومشاريع البنية الأساسية والتطوير، والتي تم إنجاز العديد منها، ويجري العمل حالياً في بعضها الآخر، وشملت العشرات من الدول من بينها سلطنة عمان والبحرين ومصر والمغرب وفلسطين وجيبوتي وسوريا ولبنان واليمن وكازاخستان وباكستان وأفغانستان وإندونيسيا وهاييتي وفيتنام وتركمانستان والصين والفلبين، وغيرها من دول العالم.

 

على الصعيد الوطني..

أطلقت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، في شهر سبتمبر 2011 وللعام الرابع على التوالي، مشروعها الإنساني الرائد بعنوان المساعدات العينية للطلبة للعام الدراسي (2011/2012) والذي يستفيد منه 27 ألفاً و215 طالباً وطالبة يدرسون في 650 مدرسة في كافة أنحاء الدولة.

ويرمي هذا المشروع إلى إطلاق مبادرات إنسانية دورية ومنتظمة لدعم التعليم داخل الدولة وخارجها ومساعدة الطلاب على تذليل العوائق المادية التي تحول أحياناً كثيرة دون تمكنهم من مواصلة تحصيلهم العلمي. وشمل المشروع أبناء الوافدين بالدولة الذين بلغ عدد من استفادوا من هذه المبادرة 8 آلاف طالب وطالبة على مستوى الدولة، إضافة إلى طلاب في عدد من الدول في العالم.

 

دعم الأبحاث العلمية للمتميزين

 

في مطلع العام 2011 قدمت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية مبادرة عالمية متميزة يعود نفعها وخيرها على البشرية جمعاء.

وشهد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة ورئيس المؤسسة في 18 يناير 2011 بأبوظبي، مراسم توقيع اتفاقية تُقدِّم المؤسسة بموجبها لجامعة (تكساس) بالولايات المتحدة الأميركية، منحة مالية قدرها 150 مليون دولار أميركي لدعم أبحاث وتشخيص علاج الأمراض السرطانية، من خلال نتائج التحليل الجيني.

ووقّع الاتفاقية عن المؤسسة معالي أحمد جمعة الزعابي نائب وزير شؤون الرئاسة نائب رئيس مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية وعن جامعة (تكساس) جون مندلسون رئيس مركز (إم دي أندرسون) لأمراض السرطان في جامعة تكساس.

وتمول المنحة إنشاء مبنى الشيخ زايد بن سلطان لعلاج السرطان الملحق في مستشفى الجامعة على مساحة600 ألف قدم مربع، الذي يضم معهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للعلاج التخصصي التشخصي لأمراض السرطان، ومركز أحمد بن زايد آل نهيان لعلاج أمراض سرطان البنكرياس، فيما تمول المنحة إنشاء صندوق وقفي لتمويل ثلاثة كراسي أستاذية تحمل اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يخصص الكرسي الأول لعلم الأورام الطبية، والكرسي الثاني صندوق جامعة الشيخ خليفة بن زايد للمعرفة المتخصصة في مجالات السرطان، والكرسي الثالث باسم سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للمعرفة العلمية والطبية المتخصصة في أبحاث السرطان، إضافة إلى تمويل المنحة عددا من الزمالات التخصصية سنوياً.

إتقان العمل مسؤولية وأمانة

وجّه صاحب السمو رئيس الدولة المؤسسات السياسية والدينية والثقافية والإعلامية والتعليمية ومنظمات المجتمع المدني إلى أن تتحمل مسؤولياتها في غرس قيم العمل داخل المجتمع، وتغيير النظرة السلبية المرتبطة بالعمل المهني واليدوي، والتأكيد على مفهوم العمل باعتباره مسؤولية وقيمة إنسانية حضارية ودينية.

وأكد سموه في خطابه في اليوم الوطني التاسع والثلاثين في الأول من ديسمبر 2010.. إن تقديس العمل وإتقان أدائه مطلب أمن وضرورة حياة وهو مشروع نهضة واستنهاض به نستكمل ما بدأه الرواد الآباء المؤسسين ومن خلاله نطور قوة عمل وطنية كفؤة ماهرة ونعيد هيكلة اقتصادنا الوطني بما يحرك مكامن القوة الوطنية فيه وبهذا نصحح اختلالات سوق العمل ونهيئ لمجتمع متوازن في تركيبته متلاحم قوي في بنيته متماسك نابض بالحياة.

وقال سموه.. إن إتقان العمل مسؤولية وأمانة به يتحقق التميز ونواجه التحديات ونتصدى للمشكلات ونحدث التغيير وندرك المستقبل فالأمم لا تعيش فوضى والحضارات لا تبنى صدفة وإنما بتقديس العمل وبناء القدرات الوطنية وتعزيزها في مجالات البحث والتطوير وإنتاج المعرفة ونشرها وتوظيفها .

وشدد سموه على إن تكريس ثقافة العمل وأخلاقياته والحض على إجادته وإتقانه لن تكون دون تعميق قيم المواطنة والانتماء للوطن والإعلاء من شأن الأسرة وتمكينها والحفاظ على كيانها وصون ثقافتها فهي نواة المجتمع وأساس الدولة ومصدر الأخلاق بها تبنى القيم الفاضلة وينشأ المواطن الصالح ولن تتحقق إلا بتقويم أمين لسياسات التعليم واستراتيجياته ومناهجه بناء لنظام قائم على إنتاج المعرفة ومعايير التميز والإبداع هدفه تنمية رأس المال البشري بجعله أكثر انسجاما واستجابة للتحديات مرجعيته خصوصية المجتمع وثقافته ولغته وهويته الوطنية إن العمل المتقن هو الطريق نحو بناء القدرات البشرية القادرة على تحقيق التنمية المستدامة بما يمكننا من البقاء والاستمرار والمنافسة.

 

صندوق خليفة لتطوير المشاريع يهدف إلى خلق جيل من الرواد

 

في إطار حرصه واهتمامه بتوظيف وتنمية طاقات الموارد البشرية المواطنة ورفع مستوى الرفاه الاجتماعي للمواطنين، أنشا صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان (صندوق خليفة لتطوير المشاريع) الذي تم تدشينه في الثالث من يونيو 2007 برأسمال ملياري درهم.

ويهدف الصندوق إلى خلق جيل من رواد الأعمال المواطنين وغرس وتعميق ثقافة الاستثمار في أوساط الشباب المواطنين إضافة إلى دعم وبلورة الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة في الدولة.. ويوفر الصندوق برامج متكاملة وشاملة تلبي احتياجات ومتطلبات المستثمرين الشباب.

وفي سياق جهوده لتهيئة المناخ الاستثماري الملائم وتعزيز قدرات المستثمرين الشباب من المواطنين، بادر الصندوق باستحداث نظاما لخدمات الدعم والمساعدة تشمل التدريب والتطوير وإعادة التأهيل وتوفير البيانات والخدمات الاستشارية إضافة إلى تطوير مبادرات عدة في مجال التسويق.

كما يوفر الصندوق حلولا تمويلية متنوعة بفوائد مخفضة للمشروعات المجدية التي تصب في خدمة الاقتصاد الوطني حيث قام بطرح برامج خطوة وبداية وزيادة لتغطي شرائح المشروعات كافة، إضافة إلى طرح عدد من المبادرات مثل صوغة الموجه لذوي الحرف اليدوية والتراثية والردة الموجه إلى نزلاء المراكز الإصلاحية وإشراق الموجه إلى المتعافين من الإدمان من نزلاء المركز الوطني للتأهيل وبرنامج أمل الموجه لذوي الاحتياجات الخاصة.

وأطلق الصندوق في العام الحالي 2011 برنامج تصنيع الذي يهدف إلى توفير قنوات تمويلية للمشاريع الصناعية، حيث بلغت قيمة التمويلات عبر هذا البرنامج الحديث، نحو 55 مليون درهم.

وافتتح الصندوق هذا العام فروعاً له في كل من إمارات رأس الخيمة والفجيرة وعجمان، تنفيذاً لأوامر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بمد مظلة خدماته لتشمل أبناءه المواطنين في كافة إمارات الدولة. وموّل الصندوق، منذ إطلاق خدماته في يونيو 2007 وحتى أكتوبر 2011 نحو 367 مشروعاً في مختلف القطاعات بقيمة 600 مليون درهم.

وأحيا صندوق خليفة لتطوير المشاريع، برعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في 19 أكتوبر 2011 الحفل السنوي الرابع لإنشائه بمشاركة 23 مشروعاً جديداً قام الصندوق بتمويلها خلال العام الحالي.

وأكد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حرص قيادة دولة الامارات العربية المتحدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله على تبني وتنفيذ السياسات الاقتصادية الأكثر فاعلية والتي من شأنها تشجيع وحفز الطاقات الكامنة لمكونات الاقتصاد الوطني بما يحقق رؤية القيادة الحكيمة في تعزيز متطلبات التنمية الشاملة والمستدامة. ولفت سموه إلى الاهتمام المتزايد الذي توليه دولة الامارات لقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة باعتباره مدخلا مهما لتحقيق أهداف التنمية وداعما أساسياً للاقتصاد الوطني نظراً لما يتميز به من جدوى اقتصادية وقدرة على النمو والتنوع والانتشار، منوهاً سموه إلى حرص قيادة البلاد على توفير البيئة المناسبة لتطوير قدرات أبناء الوطن والارتقاء بهم وجعلهم مشاركين فاعلين في صنع التنمية والاستفادة من ثمارها في الوقت ذاته.

وأثنى سموه على الدور المتميز الذي بذلته القيادة العامة للقوات المسلحة منذ بداية العام الحالي لتوفير كافة أوجه الدعم والتشجيع للمشاريع المنضوية تحت مظلة صندوق خليفة لتطوير المشاريع وذلك من خلال المشتريات والعقود التي أبرمتها مع عدد من هذه المشاريع وبقيمة بلغت 30 مليون درهم والتي عكست الجودة التي تتمتع بها هذا المنتجات بما يلبي متطلبات واحتياجات القوات المسلحة وشكلت دعما اساسيا لأصحاب المشاريع.

ودعا سموه المؤسسات الحكومية والخاصة و غيرها من الشركات الوطنية إضافة إلى باقي أفراد المجتمع إلى أن تحذو حذو القوات المسلحة وغيرها من الجهات فيما يخص دعم منتجات وسلع وخدمات المشاريع التي مولها صندوق خليفة لتطوير المشاريع وبما يمكن هذه المشاريع من الاستمرار وتطوير الأداء والارتقاء بالجودة.

Email