عبدالله بن زايد في لقاء موسع نظمه المجلس الوطني للإعلام مع 100 صحافي من 43 دولة:

الإمارات بقيادة خليفة تمضي قدماً نحو تعميق صرح الدولة الاتحادية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تمضي قدماً نحو تعميق وتطوير صرح الدولة الاتحادية بالاعتماد على تجربتها الذاتية والاستفادة من تجارب الآخرين.

وقال سموه إن احتفالنا باليوم الوطني الأربعين يؤكد عمق التجربة الاتحادية للإمارات للانتقال إلى مصاف الدول المتطورة وتحقيق الخير والرفاهية للمواطنين.

جاء ذلك في لقاء موسع نظمه المجلس الوطني للإعلام بعد ظهر اليوم في فندق ياس فايسوري بجزيرة ياس مع 100 صحافي من 43 دولة يزورون الإمارات حالياً بدعوة من المجلس بمناسبة اليوم الوطني الأربعين.

وأكد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أن الأوضاع في سوريا حالياً لا تزال صعبة وأن الجامعة العربية اتخذت سلسلة من الإجراءات والقرارات المهمة، وقال سموه كنا نتمنى من أشقائنا في سوريا أن يقبلوا البروتوكول العربي ولكن لم يحدث ذلك بكل أسف، فاضطرت الجامعة العربية مرغمة أن تتخذ إجراءات في حق النظام السوري لإقناعه بقبول البروتوكول العربي، معبراً عن أمله ورغبته الحقيقية في أن تقبل دمشق وتنفذ هذا البروتوكول من دون شروط مسبقة لكي نتجنب العقوبات على دمشق.

وفيما يخص برنامج الإمارات النووي أكد سمو الشيخ عبد الله بن زايد، أن دولة الإمارات اتخذت قرار العمل في هذا البرنامج لأسباب عديدة منها نمو قطاع الطاقة بسرعة كبيرة وصل إلى نحو 9% سنوياً، ولن تستطيع دولة الإمارات أو أي دولة أخرى تلبية احتياجاتها بشكل مناسب، كما أن دولنا تمر بطفرات اقتصادية واجتماعية كبيرة ولكي نلبي احتياجات المواطنين لابد أن نتطلع إلى هذا المجال، فضلًا على أن بيئة الإمارات بيئة صحراوية وقدرتها على إيجاد المياه العذبة تقريباً صفر والطريق الوحيد لإيجاد المياه العذبة هو التحلية وهذه العمليات تحتاج إلى طاقة كبيرة بجانب الطاقات الأخرى المتوفرة.

وشدد سموه على أن من أهم الأسباب التي دعت دولة الإمارات لاعتماد الطاقة النووية هو سبب سياسي وهو أننا نريد أن نبرز للعالم أن هناك طريقة أخرى للحصول على الطاقة النووية بطريقة شفافة وسلمية، وقال سموه بل ذهبت الإمارات إلى أبعد من ذلك عندما أصدرت ميثاقاً يحظر تخصيب اليورانيوم في الإمارات ويحظر كذلك تدوير أية مخلفات ناتجة عن البرنامج، وقال سموه لا يوجد بلد في العالم ذهب إلى هذا الحد، كما لا يوجد بلد في العالم قبل بتعيين لجنة دولية استشارية تراقب وتشرف على البرنامج النووي وذلك ليكون درساً للعالم في كيفية استخدام الطاقة النووية بشفافية وسلمية.

وحول موقف دولة الإمارات من العقوبات الأخيرة على إيران أشار سموه إلى أن هناك نوعين من العقوبات، عقوبات يصدرها مجلس الأمن والإمارات ملتزمة بها وليس فقط ضد إيران بل ضد أي دولة في العالم، وهناك عقوبات إضافية غير صادرة من مجلس الأمن وهذه متروكة للقطاع الخاص ونحن لا نتدخل فيها بالإيجاب أو النفي، فإذا كانت هناك طلبات من الاتحاد الأوروبي أو أية دولة أخرى لمراقبة مصارف أو شركات أو أفراد فهذا الأمر متروك للمنشآت الخاصة وهي تحدد رغبتها في ذلك.

وفيما يخص العمل على انخراط اليمن في مجلس التعاون بصورة كاملة أوضح سموه أن اليمن في الوقت الحالي يحتاج إلى التركيز في الأخذ بيده لعودته إلى الوضع الطبيعي وأن دول مجلس التعاون ستستمر في دعمه لتوفير أفضل انتقال من وضعه الحالي إلى الأفضل أما مسألة مساره إلى مجلس التعاون فيمكن أن ينشأ حوار في هذا الشأن في المستقبل.

وفي الشأن الليبي أكد سمو وزير الخارجية أن الوضع في ليبيا أصبح أفضل بكثير من ذي قبل وأن هناك جهوداً تبذل لإيجاد الحكومة المناسبة على الرغم من تحفظ كثير من الدول على شكل وطريقة هذه الحكومة إلا أن دولة الإمارات ليس طرفاً في هذه التنوعات أو الاختلافات الليبية بل هي طرف فقط للمساعدة والدعم.

وأضاف سموه فيما يخص بقاء قوات درع الخليج في البحرين أن درع الجزيرة لن يغادر مملكة البحرين إلا بطلب مماثل منها، وأن مسألة التهديد من عدمه لا تقيمها دول الخليج بل تقيمها مملكة البحرين أو أي دولة من دول مجلس التعاون في حال طلبها الاستعانة بقوات درع الجزيرة.

وحول موضوع انضمام الأردن والمغرب لمجلس التعاون أشار سموه إلى أن العلاقات المتميزة ما بين دول المجلس وبين الأردن والمغرب تسير بصورة طيبة ولكن مع عدم وجود إجماع على ضمهما إلى المجلس فإننا ما نتوجه به اليوم هو أن نعطي الفرصة لكل من الأردن والمغرب في إيجاد أفضل علاقة بين الطرفين، مشيراً إلى تصريح وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل خلال المؤتمر الصحافي الأخير بالرياض بضرورة أن نتعلم من تجربة الاتحاد الأوروبي، حيث تسرع بضم 10 دولة ونشاهد اليوم انعكاسات ذلك على مسيرته اليوم، وأضاف نحن لا نريد أن يحدث ذلك في مجلس التعاون، بل سنكون أفضل عوناً للأردن والإمارات، مشيراً إلى أن الخطوات التي تسير حالياً في هذا الجانب وإن شابها بعض الاختلافات إلا أنها كلها تسير في اتجاه واحد.

Email