ركز اهتمامه على بناء الإنسان السليم المعافى

الخدمات الصحية في عهد زايد انطلقت نحو العالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

حظيت الخدمات الصحية باهتمام كبير من فقيد الوطن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، إذ وجه ومنذ اليوم الأول لتسلمه مقاليد الحكم بضرورة توفير خدمات صحية شاملة لأبناء الوطن انطلاقاً من اهتمامه بالإنسان السليم المعافى لانه الثروة الحقيقية للوطن.

فقد حرص فقيد الوطن رحمه الله على تسخير كل الإمكانات لدعم الخدمات الصحية بكل أنواعها الوقائية والتشخيصية والعلاجية حتى لا يضطر أي مواطن للسفر إلى الخارج بحثا عن العلاج. وقد نجحت الجهود في بناء شبكة متطورة من المستشفيات الحديثة والمراكز الصحية النموذجية التي تقدم خدمات صحية تشخيصية وعلاجية ووقائية وفق معايير عالمية للمواطنين والمقيمين على ارض الوطن.

وقبل تولي فقيد الوطن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله مقاليد الحكم كانت الخدمات الصحية شبه معدومة باستثناء خدمات فردية من خلال عيادات متناثرة تقدم خدمات محدودة وكان المريض الذي يحتاج إلى عملية جراحية يضطر إلى السفر إلى إحدى الدول المجاورة لإجراء العملية واليوم أصبحت غالبية العمليات الجراحية الكبرى والدقيقة تجرى في مستشفيات الدولة بل بدأ مرضى كثيرون من دول مجاورة ومن دول أخرى يقصدون الإمارات للعلاج.

وقد أسهم الدعم اللامحدود الذي قدمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله لقطاع الخدمات الصحية في توفير خدمات صحية شاملة تضاهي مثيلاتها في الدول المتقدمة.

وكانت البداية بإنشاء المستشفى المركزي وذلك في نهاية عقد الستينات من القرن الماضي، إذ شكلت العيادات المتناثرة في منطقة المستشفى المركزي في ذلك الوقت نواة المستشفى الذي شهد توسعات عدة حتى أصبح من المستشفيات الرئيسة ثم انتشرت المستشفيات والمراكز الصحية في جميع ربوع الوطن إلى أن زاد عددها على 37 مستشفى وأكثر من 110 مراكز صحية موزعة على مختلف مناطق الدولة.

 

دعم لا محدود

وقد حظيت الخدمات الصحية بدعم لا محدود من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله اذ كان يحرص على توفير الدعم اللازم وتسخير جميع الإمكانات المتاحة لتوفير الخدمات الصحية المتطورة وإيصالها إلى جميع مناطق الدولة بما فيها القرى والمناطق النائية ، وسعت وزارة الصحة جاهدة إلى توفير خدمات صحية شاملة ومتميزة بسهولة ويسر مستخدمة احدث أساليب التشخيص والعلاج والوقاية لمواكبة التطورات العالمية.

وطوال السنوات الماضية شهدت الخدمات الصحية في الإمارات تطوراً ملحوظاً إذ تقدم وزارة الصحة خدماتها من خلال 14 مستشفى وأكثر من 68 مركزاً صحياً وذلك إلى جانب المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لهيئتي الصحة في أبوظبي ودبي إضافة لعشرات المستشفيات ومئات المراكز الصحية الخاصة التي تتنافس في ما بينها لتقديم خدمات صحية تضاهي مثيلاتها في الدول المتقدمة.

وقد كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله في كل زيارة أو جولة تفقدية على المنشآت الصحية يوجه بإجراء توسعات وإضافة تخصصات وشراء أجهزة ومعدات متطورة إلى أن وصلت الخدمات الصحية إلى هذا المستوى الراقي وأصبحت غالبية العمليات الجراحية بما فيها العمليات الكبرى تجرى في مستشفيات الدولة إذ يتم سنوياً إجراء أكثر من 90 ألف عملية جراحية بنسب نجاح تضاهي مثيلاتها في المستشفيات والمراكز العالمية.

وقد أسهمت القفزة النوعية التي شهدتها الخدمات الصحية في خفض أعداد المرضى المواطنين الذين يعالجون في الخارج إذ إن نسبة كبيرة من المرضى المواطنين يفضلون تلقي العلاج في مستشفيات الدولة، التي باتت تضم كافة التخصصات الطبية بما فيها الأورام ومراكز متطورة لعمليات القلب المفتوح وجراحات الأعصاب والدماغ وجراحة الأطفال وجراحات العيون ومناظير الجهاز الهضمي. وتستقطب المستشفيات سنوياً عشرات الأطباء الزائرين في مختلف التخصصات، كما أنشأت العديد من المستشفيات والمراكز التخصصية ومنها مستشفيات الأمراض النفسية والعصبية ومراكز علاج السكري ومراكز طب الأسنان وغيرها.

وتنفيذا لتوجيهات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ومتابعته ودعمه اللامحدود لقطاع الرعاية الصحية نجحت وزارة الصحة في الحد من انتشار أمراض الطفولة واستئصال العديد من الأمراض ومنها شلل الأطفال وتيتانوس وغيرهما. وقد انخفضت نسبة وفيات الأطفال الرضع إلى اقل من 7 لكل ألف مولود حي ما يعكس مدى التطور الكبير الذي شهدته الخدمات الصحية في الإمارات طوال السنوات الماضية.

وقدمت الوزارة العام الماضي خدمات تشخيصية وعلاجية لما يقارب مليوناً و900 ألف مراجع وتردد على العيادات الموجودة في المستشفيات أكثر من 800 ألف مراجع فيما استقبلت مراكز الرعاية الصحية نحو 900 ألف مريض. وأجرت أقسام الجراحة بمستشفيات الوزارة قرابة 37 ألف عملية جراحية، وبلغت أيام الإقامة أكثر من 387 ألف يوم لمجموع حالات الدخول التي بلغت قرابة 85 ألف حالة.

ووصل عدد الأسرة في المستشفيات التابعة للوزارة إلى 14 تضم 3500 سرير مجهزة بكافة الاحتياجات الطبية اللازمة للمريض. وعالجت مراكز الرعاية الصحية الأولية المنتشرة في كافة المناطق الطبية لتغطية جميع السكان حتى في المناطق النائية بالخدمات الصحية، نحو مليون و305 آلاف حالة وقدمت خدمات تمريضية لنحو 900 ألف حالة مرضية وبلغ جملة المترددين عليها مليونان و179 ألف متردد للاستفادة من الخدمات الطبية والصحية المتنوعة وحولت المراكز الصحية 30 ألفاً إلى المستشفيات لحاجة هذه الحالات إلى خدمات طبية كبرى.

 

مستشفيات جديدة

و استمراراً للنهج الذي استنه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، أمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله خلال زياراته للإمارات الشمالية بإنشاء مستشفيات ومنها مستشفى الشيخ خليفة التخصصي برأس الخيمة المخصص لأمراض السرطان والقلب والأطفال والجراحة ومركز الطوارئ والمناظير والحروق والعناية الفائقة بتكلفة تصل إلى ما يقرب من مليار درهم لتوفير أفضل الخدمات الصحية لأبناء الوطن والمقيمين على ارض الدولة. ويتكون مبنى المستشفى من ستة طبقات، ويقام على مساحة تصل إلى مليون متر مربع، ويشغل المبنى فيها نحو 57 ألف متر مربع ويضم مواقف للسيارات تسع 640 سيارة، ويضم 248 سريراً يمكن توسعتها إلى 400 سرير، وثلاثة تخصصات رئيسة للأمراض السرطانية، وأمراض القلب، والأطفال والجراحة العامة، ومركزاً متطوراً للطوارئ ومهبطاً للطائرات المروحية.

وتكثف وزارة الصحة جهودها مع الشركات المنفذة لتعجيل إنجاز المشروع قبل الفترة المحددة، وتقضي توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة بأن يكون المستشفى الأول والرائد على مستوى الدولة في مجال التخصصات التي تتوافر فيه، والمعايير العالمية التي تليق به كونه مؤسسة صحية تضم مركزاً للأورام وآخر لأمراض وجراحة القلب، إضافة إلى أقسام الطوارئ والعيادات، وقسم خاص للحوادث لكونه يقع على شارع الإمارات الدائري.

وقد تم تصميم المستشفى بواسطة شركة في الولايات المتحدة الأميركية متخصصة في هذا المجال، وسيتم تجهيزه وفق أفضل المعايير العالمية والمواصفات الفنية وتزويده بأحدث التقنيات والمعدات والأثاث الطبي، تنفيذاً لأوامر صاحب السمو رئيس الدولة لتغطية احتياجات إمارات الدولة من الخدمات الطبية.

Email