تحديث البنى التحتية و3590 قطعة سكنية

مخطط يعيد إحياء منطقة بني ياس بأبوظبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني خلال مؤتمر صحافي أمس عن المخطط الرئيسي لإعادة إحياء منطقة بني ياس/جنوب الوثبة، في اطار المخطط العمراني للعاصمة 2030، والذي أكد بدء العمل فيه من خلال عدد من المشاريع القائمة حالياً كمشروع بوابة الشرق، ويهدف مخطط إحياء بني ياس إلى إقامة أحياء ومراكز مجتمعية واستغلال مساحات فارغة وتخطيطها لتكون أراضي سكنية للمواطنين، واستحداث مرافق جديدة مع تحديث البنية التحتية الحالية والمحافظة على استثمار الحكومة فيها.

وأوضح المهندس عامر الحمادي المدير التنفيذي للتخطيط والبنى التحتية في مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني أن منطقة بني ياس تتضمن 3 مجتمعات تتمثل في بني ياس وجنوب الوثبة والنهضة، والتي تعد بدورها من أقدم المجتمعات الإماراتية، لافتا الى أن هذه المنطقة تشمل أكثر من 7 آلاف منزل مقامة على مساحة تصل إلى 6 آلاف و 500 هكتار.

ويبلغ عدد سكانها الحالي 69 ألف نسمة، موضحا أن المخططات انجزت لتتمكن المنطقة من استيعاب العدد المتوقع للسكان بحلول العام 2030 والذي سيبلغ 121 ألفا و368 نسمة، وبالتالي تم زيادة عدد قطع الأراضي الحالية والذي يبلغ حالياً 3 آلاف و 998 قطعة أرض مع مساحات غير منشغلة وتبلغ 797 قطعة أرض سكنية، وأضيف إليها 3 آلاف و 590 قطعة أرض سكنية.

وأشار المهندس الحمادي الى أن هدف المخطط إعداد نسيج حضري متجانس أي بناء مجتمعات عمرانية كاملة، وتحسين شبكة البنية التحتية الحالي للمحافظة عليها كاستثمار للحكومة، بالإضافة الى تحسين الترابط بين المناطق، مع انشاء مراكز محلية لخدمة وتلبية احتياجات السكان وتوفير مجموعة واسعة من المرافق المجتمعية بما في ذلك المرافق الصحية والتعليمية والترفيهية واستغلال المساحات الفارغة لتوفير أراضي سكنية إضافية، موضحاً أن المخطط اعتمد في توزيع المرافق والخدمات بأسلوب المناطق المركزية بما يضمن تواجد الخدمات والمرافق المجتمعية في مناطق قريبة من كافة السكان ويسهل الوصول إليها.

حيث تنقسم المناطق المركزية إلى مناطق مركزية على المستوى المحلي ومناطق مركزية على مستوى الأحياء السكنية ومناطق مركزية على مستوى المناطق الكبيرة ولكل مركز تقدم خدمات ومرافق بمواصفات واستخدامات تتماشى مع حجمه وعدد السكان المستفيدين من الخدمة فيه.

كما راعى المخطط توفير المرافق المجتمعية والتعليمية والمنشآت الصحية وتسهيل الوصول إليها لجميع السكان من خلال تحسين المداخل والطرق المؤدية إلى المرافق المجتمعية، وتطوير شبكة النقل مع مراعاة أن يكون لكل وحدة سكنية مركز يوفر احتياجاتها من خلال مسافات قابلة للمشي أي سهلة الوصول مما يحد من عدد رحلات السيارات ويشجع أسلوب الحياة الصحي المعتمد على الحركة.

واشار المهندس الحمادي الى أن المرافق المجتمعية التي ستتوفر وفق المخطط تشمل جميع المرافق الخدمية وليس الصحية والتعليمية والترفيهية فقط، حيث تشمل أيضاً مراكز الشرطة والدفاع المدني والمكتبات العامة وغيرها من المرافق التي يحتاج إليها السكان، موضحاً أن المجلس كان قد قام في وقت سابق بتنظيم استطلاعات رأي للسكان حول المرافق التي يحتاجون إليها ورأيهم في المرافق الموجودة حالياً.

 

تحديات

وحول أبرز التحديات التي تواجه المشروع، قال المهندس الحمادي : ( منطقة بني ياس يقسمها الشارع الرئيسي الذي يربط مدينتي أبوظبي والعين، وهناك بني ياس شمالية وأخرى جنوبية وكان علينا مراعاة تعزيز الترابط بين قسمي المنطقة، فكان أن تضمن المخطط انشاء تقاطع جديد مع تعزيز التقاطع الحالي بين شمالي المنطقة وجنوبها.

وبالتالي تأمين سلاسة في الحركة، أما التحدي الثاني فكان طبوغرافياً ويتمثل في الكثبان الرملية مع أهمية الحفاظ عليها والأخذ بالاعتبار أن تسويتها ومعالجتها هو إجراء غير مجد، وبالتالي تعامل المخطط مع تواجدها من خلال توجيه اتجاه المساكن لتفادي ما أمكن الغبار الذي تحمله الرياح من هذه الكثبان، أما التحدي الثالث فيتمثل في وجود مياه جوفية قريباً من سطح الأرض في بعض المناطق، وتم التعامل مع هذه المشكلة من خلال اعادة تخطيط هذه المناطق بالكامل).

وأضاف: ( إن اعادة تخطيط بعض المناطق ربما سينتج عنه بعض التعارضات مع أملاك خاصة، بالرغم من المحاولات الجادة لتجنب هذه التعارضات، التي سيحدث بعضها بالتأكيد وفي هذه الحالة ستتعامل حكومة ابوظبي معها وكما هو معتاد بما فيه مصلحة المواطن صاحب هذه الأملاك).

من جهته أوضح فلاح الأحبابي، مدير عام مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، أن المخطط الرئيسي لإعادة إحياء منطقة بني ياس/ جنوب الوثبة والنهضة يلقي الضوء على التزام حكومة أبوظبي الرشيدة بتنسيق عملية التطوير الحضري في أبوظبي وإدارتها على نحو متناغم ومتناسق، مشيرا إلى ان ذلك يؤكد على أهمية الأحياء والمناطق ودورها في استيعاب النمو السكاني المتوقع خلال الـ 20 عاما المقبلة.

وأضاف أن منطقة بني ياس/ جنوب الوثبة والنهضة تعد واحداً من أكبر وأهم مشاريع التطوير الحضري المستدامة في أبوظبي. ويتطلع مجلس أبوظبي إلى إقامة نسيج حضري مترابط يتيح الفرص للمجتمع الكائن هناك للانتقال إلى مناطق نابضة بالحياة وتتمتع بشعور قوي من التآلف الاجتماعي والانتماء إلى حاضنتها التاريخية والثقافية والتراثية.

وقال الأحبابي: (المخطط الرئيسي لإعادة إحياء منطقة بني ياس/ جنوب الوثبة والنهضة صمم للمساهمة في تعزيز الفعاليات الاقتصادية والبيئة المحلية لجزيرة أبوظبي، ويهدف هذا المخطط إلى توفير نمط حياة متميزة ونشاط اقتصادي متزايد. وفي المقابل، يوضح هذا المخطط أن المجتمعات الحالية بوسعها الاستفادة بشكل كبير وفعال من عملية إعادة الأحياء من خلال تنفيذ خطط النقل وإقامة المرافق المجتمعية والمساكن إلى جانب تعزيز النسيج الإجتماعي والارتقاء بواقع البنية التحتية القائمة).

ونوه بأن تكامل هذه المجتمعات مع الاماكن الأخرى التابعة للعاصمة أبوظبي يشكل المحور الأساس للمخطط الرئيسي لهذه المنطقة إلى جانب كونه متطلباً مهماً لتحقيق رؤية أبوظبي 2030 على أكمل وجه، وهو ما يلقي الضوء على الجهود الكبيرة التي يقوم بها مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني وبلدية أبوظبي للاستجابة للتوجهات والأهداف الرئيسية المتمثلة بجودة الأماكن العامة وتعزيز الهوية المجتمعية والترابط الاجتماعي.

فضلاً عن الأهمية المعطاة لتطوير البنية التحتية لتفعيل النمو الحضري والوفاء بمتطلبات المجتمع هناك. يتطلب مثل هذا الأمر استراتيجية متكاملة وطويلة الأمد لعملية إعادة الإحياء بحيث تسهم بشكل فعال في إرساء مجتمعات متكاملة ومستدامة.

Email