استطاعت الأحداث والثورات العربية الأخيرة أن تكشف لنا جميعا عن وجود شبكات إعلامية جديدة تتخذ من خطوط الإنترنت أروقة لها،.
كما أنها أكدت ضرورة الالتفات إلى مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر وبلوج وغيرها، ومعرفة طرق التعامل معها خاصة وأنها أصبحت وسيلة مهمة ومؤثرة كثيراً في الشباب العربي الذي بات يستخدم هذه الوسائل كطريقة جديدة في التعبير عن آرائه وتطلعاته معتمداً على عدم وجود «مقص» الرقيب أو عينه على هذه المواقع.
ورغم أن عمر مواقع التواصل الاجتماعي صغير نوعاً ما إلا أن العامين الماضيين قد شهدا إقبالاً واسعاً عليها في العالم العربي، ولعل مرد ذلك هو انتشار أجهزة الهواتف المتحركة من الجيل الثالث والتي سهلت عملية الوصول إلى هذه المواقع وباتت على بعد كبسة زر فقط من مستخدمي هذه المواقع.
وفي خضم الاستخدام الهائل لهذه المواقع وما لاقته من اهتمام واضح من قبل مئات الشركات ووسائل الإعلام المختلفة التي حرصت أن تحتل شعاراتها صفحات هذه المواقع التي أصبحت طريقة سهلة للتواصل مع مجتمع الشباب، يبرز سؤال مهم هل يمكن أن تتحول هذه المواقع في المستقبل إلى بديل عن الإعلام التقليدي؟ وما هي حدود الحرية التي تكفلها هذه المواقع للشباب؟ وإلى أي حد يشعر الشباب العربي بأنهم استطاعوا أن يغيروا نظرة الآخر عنا كمجتمع عربي خاصة بعد أحداث مصر وتونس وغيرها والتي نبعت شرارتها من بين صفحات هذه المواقع.
مواقع التواصل الاجتماعي كانت محور نقاش ساخن بين ضيوف حلقة النقاش التي استضافتها (البيان) في مقرها، وأدارتها فضيلة المعيني رئيس قسم التحقيقات والمتابعة (ديارنا) في (البيان)، وقد ضمت الحلقة عدداً من الشباب الناشطين إلكترونياً من خلال المدونات ومواقع فيس بوك وتويتر، بالإضافة إلى طلبة تخصص الإعلام من جامعة الجزيرة.
بدأت حلقة النقاش بمداخلة للدكتور عماد جابر أستاذ الإعلام في جامعة الجزيرة والذي قال: «بلا شك إن التوجه العالمي حالياً آخذ نحو الشبكة العنكبوتية وتحديداً نحو مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح الجمهور يطلق عليه «الإعلام البديل» والذي يمتاز بآليات غير موجودة في الإعلام التقليدي الذي يكون الجمهور فيه متلقيا، أما في الإعلام الجديد فيستطيع أي فرد من الجمهور أن يكون صانعاً للحدث ومشاركاً فيه عبر مختلف المواد سواء فلمية أو خبرية، ويستطيع أن يكون الفرد فيه صاحب رؤية جديدة، ولذلك أصبح هذا الإعلام منتشرا ومثيرا»، وأضاف: «لقد أثبتت إحدى الدراسات الأميركية الحديثة أن نسبة الإقبال على الإعلام الجديد عالية من قبل فئة الشباب لأنهم يتصفون بالتحرر وعدم النمطية في التعامل مع الإعلام» وأشار:
«لعل أخطر ما يتخلل الإعلام الجديد هو التلاعب في مضمون الخبر أو الحدث وبالتالي التلاعب في المصداقية، وهو ما ينعكس سلباً على الجمهور من خلال منحه رؤية مختلفة عن الحقيقة تتوافق مع ما تم بثه عبر الوسائل الجديدة والاستدلال على حقيقته من الصوت والصورة، وعدم التحقق من مصداقية المعلومة المقدمة، ويجب أن ندرك أن التعرض إلى الكم الضخم من المعلومات الذي يقدمه هذا الإعلام قد ينتج عنه البلبلة، ومن وجهة نظري أن ما حدث في الوطن العربي من ثورات كان نتيجة للضغوطات المرتفعة على الشعب ولذلك استغل الشباب هذه الوسائل للقيام بثوراتهم».
وتطرق د.جابر إلى أبرز المصطلحات التي تم استخلاصها من وراء وسائل الإعلام الجديدة أبرزها «إدمان الإنترنت» والذي جاء نتيجة التعرض لفترات طويلة للإنترنت. وتساءل د.جابر عن أسباب عدم استخدام المتصفح لوسائل الإعلام الجديد أو مواقع التواصل الاجتماعي بإيجابية، من خلال إظهار الشباب للصورة الجميلة عن الوطن العربي أمام الغرب.
في الإعلام الجديد كان التركيز منصباً على الشباب نظراً لأنها الفئة الأكثر تعرضاً أو استخداما لشبكة الإنترنت، وهو ما أشارت إليه الناشطة الإلكترونية هادية علي مسؤولة العلاقات العامة والإعلام في شركة أفنان للاستشارات الإعلامية والتي قالت: «الشباب هم الفئة المعنية الأكبر بهذا الموضوع، ويجب على كل متحدث على الشبكة أن يكون لديه تجربة كبيرة في هذا المجال، ومع الممارسة المستمرة أصبحت لدينا طرق عديدة للتعرف على شخصية مستخدم هذه المواقع، وذلك عن طريق حسابه الخاص في مواقع التواصل الاجتماعي، كما يمكن لنا أن نتعمق في هذه الشخصية عن طريق هذه الوسائل التي أصبحت توفر لنا معلومات كثيرة عن الشخص قد نحتاج إلى عشرات السنوات لنعرفها عنه».
وأشارت هادية في مداخلتها بأن عين الرقيب لا تغيب أبدا عن هذه المواقع مدللة على ذلك باختفاء بعض الشباب الذين اعتبروا مؤثرين في الثورات العربية، إلى جانب أنه تم حذف أو حجب بعض الصفحات التي تم إنشاؤها على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تعرض الشركات المسؤولة عن هذه المواقع لضغوط كبيرة.
مواقع مؤثرة
في المقابل، أكد محمد الحمادي طالب في كلية الإعلام، بأن هذه المواقع أصبحت مؤثرة جداً في الشارع المحلي والعربي وساهمت في صقل قدرته على بلورة آرائه وتوجهاته الفكرية، وقال: «لقد مثلت هذه المواقع ساحة نقاش فعالة بالنسبة لنا، وقد سبق ان ناقشنا فيها العديد من القضايا المحلية مثل أثر التطور على المرأة.
وتأثيرات العولمة على المجتمع المحلي، كما ناقشنا أيضاً قضية الزواج المبكر وما أدت إليه من حالات طلاق في المجتمع المحلي»، وأضاف: «في نقاشاتنا نحصل على العديد من الآراء المعارضة والموافقة، وهناك انتقادات عديدة لبعض الحالات وأعتقد أن الإعلام التقليدي ما زال مقصراً في إتاحة المساحة الكافية للتعليق والنقاش بين الكاتب والقارئ. في المقابل وفرت مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت تمثل وسائل الإعلام الجديد هذه المساحة، وساهمت بشكل ملحوظ في تنمية المجتمع من ناحية دعم الآراء تجاه قضية معينة تهم الجمهور».
وتطرق الحمادي إلى قضية الرقابة وقال: بلا شك الإعلام الجديد خارج سيطرة الرقابة وهذه ثغرة تميزه عن الإعلام التقليدي، وحتى إن كانت هناك رقابة فإنها تظهر بعد أيام من مناقشة القضية المحظورة، وتسهم هذه المدة الزمنية في إتاحة الفرصة في تكوين رأي عام للقضية».
استغلال جيد
من جهتها قالت عائشة الجناحي مستشارة تقنية المعلومات في دبي القابضة وناشطة الكترونية: «لدينا تجربة كبيرة في هذه المواقع وقمنا باستغلالها للاستفادة منها في مشروع «اماراتويت» الذي أشرف عليه مع زميلاتي هبه السمت وحنان حوير، واستطعنا من خلالها طرح عدداً من القضايا التي تهم المجتمع الإماراتي ومناقشتها، وتتغير هذه القضية بشكل أسبوعي، وحاولنا من خلال مشروعنا نشر صورة إيجابية عن المجتمع الإماراتي، وأن نبرزها من باب الحرص على توعية الجمهور.
كما قدمنا عددا كبيرا من الندوات الإلكترونية والواقعية وكانت الأزمة المالية واحدة من القضايا التي ناقشناها، من خلال تتبع أسبابها ونتائجها واستطعنا تغيير أفكار الحضور تجاه الأزمة وتصحيح بعض الأفكار الخاطئة تجاهها، كما بادرنا في إقامة الندوات للفئات الخاصة في المجتمع كذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين واستقطبت الندوة أعدادا كبيرة من الحضور أهمهم ذوو الاحتياجات الخاصة، وعن طريق الشبكة العنكبوتية نستكمل مناقشات هذه الندوات والجلسات ونتوصل خلالها إلى بعض الآراء والحلول تجاهها».
وحاولت الجناحي من خلال مداخلتها توضيح الصورة حول مشروع «اماراتويت» الذي يهدف إلى تغيير الصورة النمطية المرسومة عن المجتمع الاماراتي، وقالت: «حاولنا تفعيل التواصل مع الشباب الامارتي من خلال طرح بعض الأسئلة التي تتعلق بالتراث والماضي بهدف تعميق العلاقة بين الشباب الاماراتي والهوية الوطنية».وأكدت أن فئة الشباب تتوجه لاستخدام هذه الوسائل لأنها تمثل منبراً للتعبير والمشاركة في طرح الأفكار ومناقشتها.
ترويج إعلاني
أثناء النقاش أشار عدد من الحضور إلى استخدام هذه المواقع كنوع من التواصل الاجتماعي مع الأصدقاء، واستخدامها كوسيلة للترويج الإعلاني للمشاريع الطلابية والتجارية، وهو ما أكد عليه أحمد المرزوقي، طالب في كلية الإعلام، والذي قال: «نستطيع عن طريق الفيس بوك والتويتر الترويج لمشاريع عديدة حتى وإن كانت صغيرة، بسبب عدد مستخدمي هذه المواقع المرتفع والذي يمكن أن يساهم في نشر فكرة المشروع وتوسيع نطاق التجارة والترويج لها دون تكلفة تذكر».
وأشار إلى أن مجموعة كبيرة من الطلبة تمكنت من إبراز مشاريعها عبر هذه المواقع، ونيل الدعم من الجمهور تجاه مشاريع هادفة تهم نسبة كبيرة من شريحة الطلاب وتنمي مواهبهم، وأضاف: «استكشف بعض هذه المشاريع خلال تصفحي لصفحة الفيس بوك، وأشاهد بعض المواد الفيلمية التي تدرج في هذه المواقع، وأتصفح هذه المواقع ما يقارب الساعة يومياً عن طريق جهاز الآي فون وهذه الفترة قليلة لو تم مقارنتها ببعض الطلبة في الجامعة».وأوضح في حديثه أن علاقته مع أصدقائه في هذه الصفحات سطحية.
وأكد كذلك أنه لا يمكن أن يقوي علاقته بأي صديق عبر هذه المواقع بسبب «افتقار الثقة»، وأشار إلى وجود الكثير ممن يستغل هذه الوسائل في أعمال سلبية، ونوه إلى وجود صداقات قد تمتد لسنوات دون أن يصرح البعض منهم عن معلوماته الشخصية للعامة كالاسم وجهة العمل، لذلك قال «لا بد من أخذ الحيطة والحذر من وسائل الإعلام الجديدة».
وأشار البعض إلى أن عصر التطور المعلوماتي يحتم علينا التعامل مع وسائل الإعلام الجديدة، ومواكبة أهم ما تتناقله هذه الوسائل من معلومات وتعرضها على الجمهور.وحول ذلك قالت صالحة عبد السلام، طالبة إعلام: «دراستي الجامعية تجبرني على التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك والتويتر، وكلنا يعرف أن تخصص الإعلام يشترط على العاملين فيه والدارسين أيضاً مواكبة الأخبار، ومتابعة كل ما هو جديد في ساحة الأحداث العالمية.
وقد تكون هناك أخبار يصعب على وسائل الإعلام التقليدية تناقلها بشكل كامل وبالتالي فهذه المواقع أصبحت تؤدي الدور المفقود في نقل الحقائق المصورة والمنقولة عبر شبكة الإنترنت»، وأضافت: «بلا شك التعبير عن وجهة نظري تجاه موضوع معين وإتاحة حرية الرأي فيه يشعرني بالراحة، لذلك أحرص على اقتحام كل موضوع يحمل أهمية ونسبة قراءة عالية في الإعلام الجديد، ولكن مصداقية الصحافة ووسائل الإعلام التقليدية تبقى أكبر من مواقع التواصل هذه التي بات يعتبرها البعض بأنها وسائل إعلامية جديدة، ولذلك فان التحقق من بعض الأخبار وصحتها يكون بالعودة إلى وسائل الإعلام التقليدية».
استخدامات متعددة
خلال حلقة النقاش اختلفت اتجاهات الشباب في استخدامات هذه الوسائل، فبعضها توجهت إلى الرياضة، وبعضها الآخر نحو الأحداث الاقتصادية والتطورات التي طرأت على الأزمة المالية العالمية، ولكن في المقابل اتفقت اتجاهات المشاركين على البحث عن المواد الخبرية والمعلوماتية المتعمقة في نقل الحقائق وطالبوا بضرورة التأكد من مصدر الخبر أو المعلومة، وفي هذا السياق، قال ناصر محمد طالب إعلام وموظف: «الجلسة النقاشية حول هذا الموضوع يجب أن يتم تداولها في الصروح الجامعية والتعليمية، وأنا حريص على الاهتمام بالقضايا العامة.
ولذلك أتوجه للحصول على المعلومة الصحيحة عن طريق وسائل الإعلام التقليدية لأن الوسائل الجديدة تتخللها الشائعات وتلون البعض منها بالأكاذيب، ومن خلال متابعتي للفيس بوك والتويتر فإن توجهات الشباب غالباً ما تكون للصفحات الرياضية، أما الجانب السياسي فيتناولونها بسطحية»، وتابع: «الرقابة في هذه الوسائل الجديدة لا بد أن تكون ذاتية متأصلة في الشخص نفسه، وما يتناقله الكثيرون عبر هذه الوسائل هي مجرد أفكار وآراء واتجاهات، وهي أشبه «بإشعال النار»، يتسبب في إشعالها شخص واحد ويثور عن طريقها الآلاف أو الملايين. وأكد في حديثه ضرورة إنشاء مناهج تعليمية يتم تدريسها في الجامعات والمدارس».
ساهمت المرأة الإماراتية في إبراز كل ما يعزز دورها عبر وسائل الإعلام الجديدة، واستخدامها في طرح تجارب المرأة الإماراتية. فاطمة سعيد بن أحمد إحدى الناشطات في التويتر وتتجه حالياً إلى إنشاء مشروعها الخاص قالت: أستخدم الفيس بوك في التواصل الاجتماعي مع الأهل والأصدقاء وهو يتميز بالخصوصية، في حين أعرض أفكاري ومشاريعي عن طريق المدونات».
وتابعت: «التجربة الإماراتية في وسائل الإعلام الجديدة أو مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر تجربة غير ناضجة رغم حصولنا على التقنية العالية على مستوى الوطن العربي والخليج، ولكننا نفتقر لثقافة الإنترنت وثقافة الاستفادة من التكنولوجيا، ولو نظرنا حولنا سنرى أن الدول المجاورة تمتلك كوادر وطنية شابة ذات أفكار هادفة، يعرضون تجاربهم عبر وسائل الإعلام الجديدة أما مجتمعنا فإنه يفتقر لهذه التجارب والأفكار ويكتفون بالتفكير في المادة فقط».
صحافة جديدة
من جهتها أشارت إيثار السعدي مدونة وناشطة الكترونية إلى أن الإعلام أو الصحافة بالذات لم يتغير فيها شيء سوى الوسيلة من الجانب الأكاديمي، أما الجانب الآخر فإن الإعلام الجديد هو وسيلة الإنسان العادي أينما وجد، لذلك انتشرت الفضاءات المفتوحة أمام الشباب المواطن والعربي بعد الأحداث الصاعدة في العالم العربي اكتشفوا أن آراءهم مسموعة أمام الجمهور والحكومات.
وقالت: الفيس بوك والتويتر مهدا لنا طرح أفكارنا للناس عامة، وتوضيح صورة الحكومة للشعب وإبراز الجهود التي تقدمها الحكومة، وميزة الإعلام الجديد بأنه لا يستطيع إجبار أي شخص على متابعة قضية معينة لا تثير اهتمامه ولا تنال إعجابه. وأكدت أن هناك أشخاصا متخفين في الإعلام الجديد يثيرون البلبلة في بعض القضايا وعندما تثار القضية وتصل إلى حبكة من النقاش والإثارة يختفي الشخص الذي تسبب في نشوء القضية، وأكدت كذلك على أهمية تأهيل الطلاب الجامعيين في تناول الإعلام الجديد والحرص على تقديم البحوث العلمية فيه.
وأشار أحمد سالم الكتبي إلى السلبيات التي نتجت عن اقتحام الإعلام الجديد في ساحة العالم الحرة، وقال: أثر الإعلام الجديد في نشوء تحولات في اللغة العربية ظهوراً بلغة جديدة مكسرة، حيث تغيرت الأشكال اللغوية والإملائية في الكتابات التي يتناولها جمهور الإعلام الجديد، أما أهم ما قدمه الإعلام من إيجابيات فكانت إبراز الأنشطة الطلابية والاشتراك فيها إضافة إلى الدور الذي قدمته هذه الوسائل الجديدة في تبادل ونقل المعلومات بين الجمهور كافة، وأنا أرى بأن الشباب غير مهيأ للمساهمة في طرح قضايا المجتمع الجادة ولا بد من تطوير أفكارهم للوصول إلى مستوى عال من النضوج الفكري.
مطالبة بضرورة تدريس الإعلام الجديد
تسعى العديد من الشركات العاملة إلى تعليم موظفيها أساسيات التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي المنتشرة على شبكة الإنترنت وذلك بهدف الاستفادة من معرفتهم تلك في الترويج لشعار الشركة ومنتجاتها أو فكرتها.
وبلا شك فإن انتشار التعامل مع هذه المواقع ونتيجة لقوة تأثيرها على فئة الشباب فقد طالب الحضور بضرورة البدء بتدريس طرق التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي لطلبة المدارس والجامعات، واعتبروا ان ذلك سيساعد في تعميق ثقافة الحوار والنقاش فيما بينهم، بما يعود بالفائدة على الجميع، بالإضافة إلى أنها تساعدهم على تكوين آرائهم الخاصة بهم.
ومن جهة أخرى طالب المشاركون الجامعات بضرورة الالتفات إلى هذه المواقع وتدريسها ضمن تخصص الإعلام، على اعتبار انها أصبحت إحدى وسائل الإعلام الحديث، بحيث يتمكن طلبة الإعلام الاستفادة منها وتوظيفها لصالح نقل الخبر بصدق ومهنية عالية.
مواقع تكسر «تابوهات» الإعلام
لقد ساعدت مواقع التواصل الاجتماعي أو ما بات يعرف بوسائل الإعلام الجديدة على تجاوز الخطوط الحمراء واستطاعت ان تضمن للشباب أو مستخدميها حرية الرأي والتعبير على اختلافها، ومن جهة أخرى فقد ساهمت هذه المواقع بكسر «التابوهات» السياسية والدينية والمذهبية من خلال طرحها لعدد من القضايا المسكوت عنها في الخطاب السياسي العام مستغلة بذلك المجال العام الافتراضي، ويثير الإعلام الجديد منذ ظهوره العديد من الدلالات التي تكشف عن سعيه نحو المزيد من حرية الرأي والتعبير والشفافية والكشف عن الفساد، وتداول المعلومات والمحاسبة .
والتي تشكل في مجملها المبادئ الأساسية للحكم الرشيد. وقد تمكنت هذه المواقع من النجاح في تغيير الواقع العام لبعض الدول العربية تحديدا من خلال الدعوات التي ظهرت عليها، ومن جهة أخرى تتميز هذه المواقع بقدرتها العالية على التغيير والتخفي والظهور، وهو ما ساعد الشباب على تداول القضايا الممنوعة على الساحات الافتراضية.
دراسات: الذكور أكثر إدماناً للإنترنت
أشارت نتائج مجموعة من الدراسات العربية إلى أن الذكور أكثر إدمانا للإنترنت من الإناث، ومعظم مستخدمي الإنترنت من ذوي التعليم العالي مقارنة بغير المستخدمين،.
ومعظم مستخدمي الإنترنت من الشباب وفيما يتعلق بالتأثيرات الاجتمـاعية الإيجابية لاستخدام الإنتـرنت فقـد اتفقـت نتـائج هذه الدراسة على أن استخدام الإنترنت كوسيط اتصالي يزيد من التفاعل الاجتماعي للأفراد وتحسين نمط علاقاتهم مع أفراد البيئة المحيطة بهم.
وأكدت الدراسات بأن البريد الإلكتروني وسيلة تساعد على تقوية العلاقات الاجتماعية والبقاء على اتصال مع أفراد الأسرة والأصدقاء، وأن كثافة استخدامه لا تؤثر على العلاقات الاجتماعية للمبحوثين بشكل سلبي، كما أن استخدامه مرتبط بالثقة بالنفس وتحقيق التوازن النفسي.
وأثبتت نتائج الدراسات التأثيرات الاجتماعية السلبية لكثافة استخدام الإنترنت، حيث ربطت تلك الدراسات كثافة الاستخدام بالإصابة بالاكتئاب، وإدمان الشبكة والإصابة بالوحدة والعزلة والضغوط والمشكلات، وأشارت إلى أن الذكور المستخدمين للإنترنت أكثر إحسـاسا بالقلـق وعـدم الراحـة بسبب كثرة استخـدامهم للإنتـرنت من الإناث.
15500 زائر إلى «إماراتويت»
تقوم فكرة مشروع «إماراتويت» على استغلال مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيس بوك وغيرها في الترويج للإمارات وتعميق الهوية الوطنية وسد الفجوة التي يعاني منها المجتمع الإماراتي، وقد اعتمدت عائشة الجناحي وهبة السمت وحنان حوير في مشروعهن على الشباب الذين يشكلون الأغلبية في المجتمع الإماراتي.
واستطاع مشروع «اماراتويت» خلال سنته الأولى أن يكتسب زوارا بلغ تعدادهم أكثر من 15500 زائر وهو في صعود، ويقوم الموقع على فكرة بسيطة هي الترويج للإمارات، واستعراض أبرز أحداثها وتواريخها إلى جانب أبرز انجازات حكامها وشيوخها، فضلا عن النهضة التي وصلت إليها بفضلهم.
ويحاول «إماراتويت» يجاد نافذة للشباب الإماراتي تمكنهم من التواصل مع بعضهم البعض ومع الآخرين من الجنسيات الأخرى، إلى جانب إنه يسمح لهم بالتعليق ووضع آرائهم في عديد القضايا المحلية، كما أنه يعمل على توعيتهم بالعادات والتقاليد المحلية وتاريخ الدولة والمجتمع الإماراتي، ويعرف غير المواطنين بالإمارات وانجازاتها وابرز الأحداث التي تقع فيها.
