أكد في لقاء مع «سبايس ووتش غلوبال» أهمية جذب الشركات الناشئة

فهد المهيري: حكومة الإمارات تتطلع نحو المستقبل بخطط تعزيز الاستثمار الفضائي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد فهد المهيري، المدير التنفيذي لقطاع الفضاء في وكالة الإمارات للفضاء بالإنابة، أن حكومة الإمارات تتطلع نحو المستقبل، مع أهداف جديدة ومبادرات، حيث يحتل الفضاء الأولوية على اللائحة، لناحية نمو القطاع والتوقعات المتعلقة به، مشيراً إلى أن الوكالة تسير منذ انطلاقتها على أسس متينة، في ظل السياسات المتبعة والاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030، إضافةً للعمل على القوانين والاستراتيجيات الداعمة لنمو القطاع، من خلال خطط تعزيز الاستثمار الفضائي، وبرنامج تسريع مساهمة قطاع الفضاء العالمي.

وقال في لقاء مع برنامج «سبايس كافيه»، عبر موقع «سبايس ووتش غلوبال» السويسري: «نجحنا في إرساء أسس البنى التحتية، واليوم في ظل الطموحات والمشاريع الملهمة الحاصلة، ونود دعم نمو القطاع، من خلال ابتكار وجذب البيئات الحاضنة للشركات الناشئة والمتعهدين، والاستفادة من المنشآت الموجودة في الإمارات، المتعلقة بالفضاء»، منوهاً بأن الدولة تمتلك مواهب شابة، وأشخاصاً يملؤهم الشغف من طلاب وأكاديميين وقطاع خاص وخبراء مختصين في مجال الفضاء، يعملون معاً متآزرين لتحقيق الريادة والتميز للدولة في قطاع الفضاء.

برنامج

وبالحديث عن برنامج «نوابغ الفضاء العرب» الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أشار المهيري إلى أنها مبادرة تظهر أن المشاريع الفضائية لا تقتصر على الإمارات فقط، بل العالم العربي ككل، حيث تهدف إلى توفير الفرص لنخبة مختارة من الشباب، ليخوضوا تجربة الشباب الإماراتي، وأن يكونوا جزءاً من تاريخ علوم الفضاء للعالم العربي، يكتب في الإمارات.

ولفت إلى أن تسجيل أكثر من 37 ألف طلب التحاق خلال أسبوعين فقط، من إطلاق البرنامج الأول من نوعه عربياً، مطلع يونيو الماضي، إنما يدل على ما يحتاج إليه العالم العربي بالفعل. مشيراً إلى وضع دولة الإمارات خطة لاستيعاب الجميع، وفق معايير محددة، تعتمد على الخبرات والمهارات والمواهب، من خلال 3 مسارات لأصحاب الخبرة والخريجين والمواهب الطالعة، وتقضي الخطة بإشراك المجالات الداعمة للقطاع، وتأمين المزيد من الفرص للشباب العربي في ميادين مختلفة، تضمن التحاقهم بمستقبل علمي متميز، وتحقق أحلامهم في التطلع إلى الفضاء.

استكشاف

وتطرق المهيري إلى ما يمثل استكشاف الفضاء بالنسبة له، حيث بدأ الأمر في حلم بعيد منذ أيام الثانوية، وشكر القيادة الرشيدة، لمنحه فرصة الانضمام لوكالة الإمارات للفضاء.

وقال: «بعد تجربة مهنية في عدد من القطاعات، بتُّ معجباً كثيراً بإمكانية الفضاء في توحيد الإنسانية، حيث تجتمع الشخصيات والأهداف في إطار الرؤى والأهداف، ويسعد الناس بالمشاركة والتعاون، لأن الجميع مدرك أنه لا يوجد طرف واحد قادر على القيام بكل شيء».

وفي نظرة عامة على إطلاق «مسبار الأمل»، أشار المهيري إلى أنه كان من اللافت رؤية 3 بلدان، هي الإمارات والصين وأمريكا، تتشارك في حماسة بانطلاق الرحلات نحو الكوكب الأحمر. وأشاد بمدى السلاسة التي اتسمت بها الأمور منذ عملية إطلاق «مسبار الأمل»، مشيراً إلى أن الفريق كان منكباً على العمل طيلة شهر ونصف بشكل مباشر، وعلى مدى 24 ساعة، للتواصل واختبار الأنظمة، والقيام بعمليات التحقق كافة.

ولفت إلى إنشاء موقع www.emm.ae، المتخصص لتعقب سرعة «مسبار الأمل» وحركته، والمسافة التي اجتازها، من خلال جهاز محاكاة متوفر لكل راغب في الاطلاع على معلومات أكثر حول رحلة مسبار الأمل.

طموحات

ونوّه بالنجاح الهائل الذي حققه القمر الصناعي النانوي «مزن سات»، ممثلاً طموح الإمارات في معانقة الفضاء، الذي طوره 30 طالباً جامعياً في الدولة، وأطلق بنجاح من روسيا، وعلى متنه حمولتان، هما كاميرا رقمية RBG، ومطياف الأشعة تحت الحمراء على الموجات القصيرة.

وأعرب عن فخر الوكالة بالدعم الذي لقيته من جامعة خليفة والجامعة الأمريكية في رأس الخيمة، واللتين منحتا 30 من الطلاب فرصة خوض تجربة مراحل التطوير، والاختبار والإطلاق، على مدى 3 سنوات، في رحلة تجعلهم مهندسي برامج، لافتاً إلى أن الأسس التي وضعت مع الأكاديميين تعتبر مذهلة، كما التركيز على الموارد البشرية، وقال: «هذا هو مجال الإلهام الذي نقدمه ونحفز من خلاله أجيال الشباب المقبل، كما المشروعات، خصوصاً مع وجود قيادات هائلة أثبتت قدرتها على العطاء، ونريد أن نضمن وجود فرص حقيقية أمام الطلاب، وكل من يملك الشغف لأن يصبح مغامر فضاء، ونشجع الطلاب ورجال الأعمال من كافة أنحاء العالم، ونسهل الطريق لهم، ليتطلعوا إلى الإمارات، لخوض التحدي، وإنشاء شركاتهم، وشغل جزء من قطاع الفضاء».

اهتمام

وذكر المهيري أن القيادة الرشيدة لا تتطلع فقط إلى دولة الإمارات، بل لطالما اهتمت بالعالم العربي أجمع، والدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، لطالما كان رائداً في مبادرة المجموعة العربية للتعاون الفضائي، كما في المجال الفضائي الدولي، مشيراً إلى أن تعاون الحكومات في ما بينها يؤدي لإنجازات أكبر مما يمكن لدولة واحدة تحقيقه.

وبيّن المهيري أن الإمارات دولة ذات تأثير كبير في عالم الفضاء عربياً، حيث تقود المجموعة العربية للتعاون الفضائي، والتي تأسست في مارس 2019، بإجماع 14 دولة عربية، حيث العمل جارٍ على تعزيز وترسيخ القدرات العربية، لتوسيع مساهمتها في القطاع الفضائي العالمي، وعلوم تطوير وأبحاث الفضاء. ولفت كذلك إلى أن الاستثمار في مجال الفضاء أمر ضخم، وأن النتائج والثمار، مع أنها تملك تأثيراً، فإنها تتطلب وقتاً للاستفادة منها.

رؤية

وأضاف: «تتمثل رؤية المجموعة العربية للتعاون الفضائي في ضمان قيام تعاون حقيقي في مجال تطوير وريادة الفضاء في المنطقة العربية، حيث تقضي المهمة بإنجاز المزيد من الوكالات الفضائية العربية، والتوصل في المستقبل، ربما إلى تأسيس وكالة فضاء عربية، ما قد يؤدي إلى تطوير برامج فضاء مستدامة، ترمي إلى دعم القدرات، وتحفيز البحث العلمي، وتشجيع التعليم، وتطوير المهارات في العالم العربي، وتعزيز مشاركة الأعضاء في مجال الفضاء الدولي».

شمولية

وأكد فهد المهيري، في سياق متصل، على خطط الاستثمار الفضائي، والاستراتيجية الوطنية الخاصة بالفضاء، وإطار عمل مسرعة صناعة الفضاء العالمية، إضافة إلى الاستفادة من المنشآت والمرافق الموجودة في الإمارات، والتركيز على الشراكات مع الأطراف التي ترتقي بالقطاع، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الصناديق والهيئات الداعمة لاحتضان المشاريع الإبداعية المبتكرة.

وقال: «إن الفضاء لم يعد بعيداً في الواقع، والوصول إليه صار أقل تكلفة بكثير، والأمر كله يتعلق بابتداع فكرة متميزة، الأمر الذي يشكل الهاجس الأساسي اليوم، بعيداً عن التقنيات والتكاليف، كما في الماضي».

Email