عالم في جامعة نورث أريزونا عن تجربة «مسبار الأمل»:

برنامج تبادل رائع للمعرفة والخبرة في كلا الاتجاهين

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تحدث أحد علماء الكواكب في جامعة نورث أريزونا، ممن ساعدوا في تطوير أحد الأجهزة التابعة لـ«مسبار الأمل»، عن تجربته في مهمة المريخ الإماراتية إلى موقع صحيفة «أريزونا ديلي صن»، واصفاً البرنامج بالرائع جداً، حيث تم تبادل المعرفة والخبرة في كلا الاتجاهين، ووصف عمله مع الفريق الإماراتي بالمختلف عن أي شيء قام به، متجاوزاً المهمة والعلم إلى أشياء كثيرة في الحياة.

وفيما تبدو اللحظة مناسبة لأخذ استراحة على مدى سبعة أشهر من وقت الرحلة، إلا أن الأمر لا يبدو كذلك لفريق «مسبار الأمل» لمهمة المريخ الإماراتية، المهمة العربية الأولى إلى المريخ، والتي تم إطلاقها في 19 يوليو، فقد أكد عالم الكواكب، كريستوفر إدواردز، والذي ساعد في تصميم أحد أجهزة «مسبار الأمل» الثلاثة إلى جانب العلماء والمهندسين من مركز محمد بن راشد للفضاء في الإمارات وجامعة ولاية أريزونا: «إن إطلاق شيء ما في الفضاء هو الجزء المثير، ولكنه يستغرق 10 دقائق فحسب. وبعد ذلك يأتي العمل الجاد حقاً»، مشيراً إلى القيام حالياً باختبار جميع أنواع الأشياء، لكي يكون الفريق على أتم الاستعداد عند وصول المسبار إلى المريخ.

وقال إدواردز، الذي عمل تحديداً على مطياف الأشعة تحت الحمراء للمسبار لمهمة المريخ الإماراتية: إن هذه المهمة كانت تجربته الأولى التي يشارك فيها منذ البداية، على الرغم من مشاركته في العديد من بعثات المريخ الأخرى (بما في ذلك مختبر علوم المريخ «كيوريوستي روفر»، ونظام التصوير الحراري للانبعاثات الحرارية على المركبة الفضائية «مارس اوديسي» عام 2001، ومطياف الانبعاث الحراري على الماسح الشامل للمريخ، ومطياف الانبعاثات الحرارية الصغير لاستكشاف المريخ).

وقال إدواردز متحدثاً عن مشاعره حيال تلك التجربة: «الانتقال من المفهوم وصولاً إلى رؤية الأجهزة، والتقاطها بين يديك، ومشاهدتها وهي تُدمج في المركبة الفضائية، ومشاهدة عملية الإطلاق، كل هذا يثير مجموعة من المشاعر المضطربة»، مضيفاً إنه عند رؤية عملية الإطلاق تتأجج مزيج من مشاعر الإثارة والشعور بالفخر الشديد والتناوب بين الحزن وانعدام الهدف إلى حد ما، حيث أوضح أنه بعد أن يمضي المرء الكثير من الوقت في العمل على هذا الشيء، والنظر إليه مطولاً وإمساكه باليد، يرى نفسه فجأة وقد وضعه على رأس صاروخ ضخم لتوديعه.

وتابع إدواردز أنه على عكس بعض المهام السابقة التي أسهم فيها، كانت مهمة «مسبار الأمل» مختلفة عن أي شيء قام به، موضحاً: «الأمر لا يتعلق بالمهمة فحسب، ولا يتعلق بالعلم فقط، وإنما يتعلق بعملية إيجاد وإلهام الاشخاص للقيام بشي عظيم حقاً» مشيراً إلى أنه تعلم الكثير عن ثقافة الإمارات وكوّن زمالة وصداقة مع زملاء وأصدقاء مدى الحياة بفضل المشروع، مؤكداً أنه برنامج تبادل رائع جداً، حيث تم تبادل المعرفة والخبرة في كلا الاتجاهين، وكانت الحصيلة النهائية هي هذه المهمة إلى المريخ، والتي تشكل شيئاً رائعاً جداً.

وتابع إدواردز: «نرسل تلك الروبوتات إلى كوكب آخر، لكن مجمل الأمر في الواقع يتعلق بالاتصال الشخصي، مثل أشياء كثيرة في الحياة».

وكان إدواردز قد انضم إلى فريق من مئات الآخرين من جميع أنحاء العالم ممن أمضوا سنوات في عملية تطوير مسبار الأمل استعداداً لإطلاقه، حيث يقود مركز محمد بن راشد للفضاء العملية، في مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء في جماعة كولورادو، بولدر، مع فريق من المهندسين والعلماء من الجانبين.

وقد عمل إدواردز، وهو عالم أجهزة، إلى جانب فيليب كريستنسين من جامعة ولاية أريزونا، ومدرسة استكشاف الأرض والفضاء (حيث التحق إدواردز بكلية الدراسات العليا) لإنشاء مقياس طيف الأشعة تحت الحمراء الخاص بالمريخ لمسبار الأمل، ووفقاً لإدورادز، يعمل المطياف على تقسيم طيف الضوء إلى نحو 100 ميكرون، أي «نحو قطر شعرة»، ومن ثم إلى مئات من القطع الأصغر من أجل تحليل الطاقة القادمة من سطح المريخ، أما الهدف فهو رؤية كيف هذه الطاقة المتسربة تؤثر في غلافه الجوي.

ويتوقع إدواردز الآن، نظراً لأن الأدوات السابقة المستخدمة في دراسة الكوكب لم تحلل أكثر من 45 ميكروناً تقريباً، أن يستقبل الفريق بعض الملاحظات المثيرة للاهتمام من الرؤية الفردية «للمطياف» للأطوال الموجية بمفردها أو بالاقتران مع الجهازين الآخرين للمسبار. بالإضافة إلى ذلك، وعلى عكس مجسات المريخ السابقة، سوف يسافر «مسبار الأمل» حول الكوكب في مدار اهليلجي، ما يتيح له بإجراء ملاحظات على مدار اليوم، وليس فقط كل 12 ساعة. وسيكون أول مسبار يراقب الغلاف الجوي للمريخ بالكامل، بما في ذلك أنماط الطقس والمناخ العالمية.

ديناميكية

وفي تعليقه على ذلك، قال إدواردز: «سنكون قادرين على رؤية ديناميكيات الغلاف الجوي للمريخ كما لم نشهدها من قبل بفضل مدار مهمة المريخ الإماراتية الفريد، مضيفاً: «من أجل الاستعداد لسفر البشر إلى المريخ، نريد أن نفهم كيف يعمل طقس المريخ يومياً بالفعل، وليس مجرد محاولة التنبؤ به من الساعة الثالثة صباحاً حتى الثالثة بعد الظهر»، مؤكداً أنه خلال فترة الرحلة، سوف يشعل الفريق أدوات المسبار مرات عدة للتحقق من أنها تعمل.

وفيما ينطلق المسبار الآن بمتوسط سرعة تزيد على 75 ألف ميل في الساعة، من المقرر أن يصل الكوكب الأحمر بالتزامن من احتفالات الذكرى الخمسين لتأسيس الإمارات، وأن تستمر مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ لمدة عامين تبدأ في مايو عام 2021، مع إمكانية تمديدها حتى عام 2025، حيث أشار إدورادز إلى أن تطوير المطياف تم من قبل فريق أساسي مكون من نحو 20 شخصاً على مدى خمس سنوات، ومر عبر عمليات مراجعة واختبارات مختلفة لدرجات الحرارة العالية والارتجاجات، ضمن عمليات محاكاة أخرى، من أجل تحمل الرحلة وأداء المهام بدقة عندما يصل إلى وجهته، وأن خمسة أفراد من جامعة نورث أريزونا سيساعدون بالعلوم وعمليات المهمة، من بينهم عالم أبحاث ومتخصصو برمجيات وطلاب دراسات عليا.

Email