منظمة البحوث الفضائية الهندية: بيانات «مسبار الأمل» ستوفر معطيات جوهرية لمهمة الهند للمريخ

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت منظمة البحوث الفضائية الهندية «إيسرو» أن بيانات «مسبار الأمل» ستوفر معطيات جوهرية لمهمة الهند المقبلة للمريخ.

وتتطلع الهند بحسب المنظمة دوماً للعمل مع دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال النشاطات الفضائية، وستفتح مهمة «مسبار الأمل» مسارات جديدة من التعاون الثنائي، وستتمكن من تقديم معطيات جوهرية للمهمة المقبلة للهند إلى المريخ، كما ستفتح مسارات جديدة من التعاون بين البلدين، وذلك فق ما أشار أحد كبار علماء منظمة البحوث الفضائية الهندية.

وستشكل بيانات «مسبار الأمل» المتعلقة بانتقال الغبار وتحركاته على نطاق واسع على سطح المريخ، والنتائج المرتبطة بفقدان المواد المتطايرة من الكوكب الأحمر معطيات مهمة في الوقت الذي تضع الهند فيه اللمسات الأخيرة على مهمتها المقبلة إلى المريخ، وذلك بحسب ما أكد الأمين العلمي لمنظمة البحوث الفضائية الهندية أر. أوماماهيسواران، مضيفاً أن «برامج الأبحاث المشتركة المرتبطة بتلك الدراسات ستشكل مساراً جديداً للتعاون الثنائي».

وكانت الهند أول بلد آسيوي ورابع دولة في العالم تنضم للنادي الاستثنائي للدول التي وصلت إلى المريخ، إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، ووكالة الفضاء الأوروبية. كما أصبحت الهند بواسطة أول مركبة فضائية غير مأهولة أول دولة في العالم تنجح في الوصول إلى الكوكب الأحمر من المحاولة الأولى عام 2014.

وجاءت ملاحظات أوماماهيسواران تزامناً مع إطلاق «مسبار الأمل» المهمة الأولى عربياً، والتي انطلقت إلى المريخ، وستجتاز مسافة 493.5 مليون كيلو متر على امتداد فترة 7 أشهر، لتصل إلى مدار المريخ في فبراير 2021.

وتابع أوماماهيسواران حديثه، مشيراً إلى أنه إنجاز أساسي لدولة الإمارات العربية المتحدة في تحقيق مهمة إرسال بعثة لاستكشاف المريخ مليئة بالتحديات، قائلاً «إن التغطية العالمية، التي توفرها تلك المهمة ستكمّل تماماً دراسات مجال الرؤية المحدود عالي الدقة، التي أنجزتها مهمات أخرى معاصرة إلى المريخ».

وكانت مهمة المتتبع المريخي عملت عبر كاميرا مزوّد بها المسبار على توفير نظرة إجمالية للمريخ، ضمن الحزمة البصرية، وفق ما أشار أوماماهيسواران، أما فوبوس وديموس، قمرا المريخ، فقد تم التقاط صور لهما من مسافات قريبة، بواسطة كاميرا المريخ الملونة للمتتبع المريخي، والتي شكلت القمر الصناعي المريخي الوحيد، الذي استطاع تصوير القرص الكامل للمريخ، ضمن إطار واحد، إضافة إلى نجاحه في تصوير الجانب البعيد من القمر ديموس. وأشار عالم «إيسرو» في السياق إلى أن ذلك سيتم استكماله على نحو جيد، بواسطة صور جديدة من مسبار الأمل لتغطية مختلف الفصول ورصد عواصف الغبار العاتية.

شمولية

وسيكون لـ«مسبار الأمل» أول نظرة شمولية على الغلاف الجوي للمريخ على امتداد مختلف أوقات النهار وتعدد الفصول، وسيحصل المجتمع العلمي العالمي على تلك البيانات للمرة الأولى، وفق ما أكد المهندس عمران شرف مدير مشروع بعثة الإمارات لاستكشاف المريخ. وأثنى أوماماهيسواران على المشروع المتطور قائلاً «تهنئ منظمة البحوث الفضائية الهندية دولة الإمارات العربية المتحدة على اضطلاعها بتلك المهمة الجوهرية كونها جزء من برنامجها الفضائي سريع التطور». ويذكر أنه كان لأوماماهيسواران مساهمات أساسية في إطلاق «إيسرو» لـ 3 مركبات إطلاق فضائية، كمركبة إطلاق الأقمار الصناعية «بولار ساتلايت» ومركبة إطلاق الأقمار الصناعية «جيوسينكروناس» ومركبة إطلاق الأقمار الصناعية «جيوسينكروناس – جي إس إل في إم كيه 3».

وتعتبر مهمة المتتبع المريخي أولى المهمات التي قامت بها «إيسرو» في غزو الكوكب الأحمر، وأطلقتها مركبة إطلاق الجيل الثالث في الهند «بي إس إل في –سي 25» في الـ 5 من نوفمبر 2013، ودخلت في مدار المريخ في 24 سبتمبر 2014 في أولى المحاولات.

واستمرت المهمة التي أطلق عليها اسم «مانغاليان»، والتي كان من المقرر أن تدوم لـ 6 أشهر فقط، 5 سنوات في الدوران حول المريخ حتى تاريخ 24 سبتمبر 2019. وأرسل المتتبع المريخي آلاف الصور للكوكب، بما ساعد منظمة البحوث الفضائية الهندية في الإعداد لأطلس المريخ.

وتم بناء المتتبع المريخي باستقلالية تامة، بحيث يتمكن من الاهتمام بنفسه لفترة طويلة دون أي تدخلات من جهة الأرض. وتكللت المهمة بإحراز نجاحات عدة لا سيما لجهة التوفير في التكلفة والإنجاز في وقت قصير، والميزانية الإجمالية المنخفضة.

وعلى النسق عينه، يعتبر «مسبار الأمل»، الذي بلغت تكلفته 200 مليون دولار من ضمن الأقل تكلفة في العالم، مقارنة ببرامج مماثلة.

وختم أوماماهيسواران متمنياً لدولة الإمارات العربية المتحدة الأفضل في مساعيها، وقال «إننا نتطلع دوماً للعمل معكم في مجال النشاطات الفضائية مستقبلاً».

Email