حقبة تاريخية في مسيرة الإمارات نحو التفوّق العلمي والفضائي

اللحظة التاريخية لإطلاق «مسبار الأمل» إلى المريخ | وام

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلق «مسبار الأمل» فعلياً نحو المريخ، لتصنع دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازاً فضائياً هو الأول من نوعه في المنطقة، وليدشن «مسبار الأمل» حقبة تاريخية في مسيرة الدولة نحو التفوق العلمي والفضائي، بعدما نجحت عملية إطلاق «مسبار الأمل»، من مركز تانيغاشيما للفضاء في اليابان. ويأتي الإطلاق الناجح لـ«مسبار الأمل» تتويجاً لجهود المهندسين والمهندسات من الكوادر الإماراتية العلمية، من وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء، سواء أولئك الموجودين في مركز الإطلاق باليابان، أو المتمركزين في محطة التحكم الأرضية بالخوانيج، حيث استطاع الفريق أن ينجز كل التفاصيل النهائية والاختبارات والتجارب والمهام العلمية المتعلقة بالمسبار في وقت قياسي.

وفي هذا الخصوص، قال معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير دولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء: «إطلاق مسبار الأمل يشكل منعطفاً تاريخياً في مسيرة الإمارات التنموية، كونه يدشن حقبة جديدة من التفوق العلمي والتكنولوجي في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي، ويرسخ سمعة الدولة بوصفها الأكثر تطوراً في المنطقة في علوم الفضاء والصناعات الفضائية».

وأضاف معاليه: «مسبار الأمل بلا شك خطوة كبيرة في برنامج الفضاء الإماراتي الطموح. لقد كنا محط أنظار العالم على مدى شهور عدة، حيث انتظر العلماء والخبراء في كل مكان معرفة ما إذا بإمكاننا تحقيق هذا الإنجاز»، موضحاً بالقول: «إنجازنا لا يتمثل فقط في الإطلاق الناجح لـ«مسبار الأمل»، وإنما في تأهيل كوادر علمية من أبناء وبنات الوطن للعمل على المشروع، وتصميم وبناء المسبار في 6 سنوات فقط، وها نحن اليوم ندع إنجازنا يتحدث عنا».

وأشار معاليه إلى أن أحد أهم أهداف مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» هو تطوير برنامج فضائي وطني قوي وبناء موارد بشرية إماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء، وتطوير المعرفة والأبحاث العلمية والتطبيقات الفضائية، التي تعود بالنفع على البشرية، والتأسيس لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة وتعزيز التنويع وتشجيع الابتكار، والارتقاء بمكانة الإمارات في سباق الفضاء لتوسيع نطاق الفوائد، وتعزيز جهود الإمارات في مجال الاكتشافات العلمية، وإقامة شراكات دولية في قطاع الفضاء لتعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأكد معاليه أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ حقق بالفعل عدداً من أهدافه أبرزها: «زيادة الوعي بأهمية الفضاء علومه، وهو ما من شأنه زيادة اهتمام الطلبة بالانخراط في هذا القطاع الحيوي سريع النمو، والاستفادة من المساقات التعليمية، التي توفرها حالياً 3 من الجامعات في الدولة، كما أن هناك 3 جامعات أخرى في الطريق إلى استحداث مساقات وبرامج أكاديمية مرتبطة بالقطاع الفضائي، كما يوجد حالياً في الدولة 5 مراكز بحثية متخصصة في علوم الفضاء، والأكثر من ذلك أن دولة الإمارات العربية المتحدة أصبح لديها كوادر وطنية مؤهلة لقيادة القطاع الفضائي متمثلة في 200 مهندس ومهندسة عملوا على مدار السنوات الـ 6 الماضية على تطوير «مسبار الأمل»، بالتعاون مع الشركاء العلميين للمشروع واكتسبوا خبرات ومعارف يمكنهم نقلها ومشاركتها مع أقرانهم من أبناء وبنات الوطن».

جهود

ومن جانبها، هنأت معالي سارة الأميري، وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة وقائد الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» القيادة الرشيدة، وأعضاء فريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، ووكالة الإمارات للفضاء، ومركز محمد بن راشد للفضاء على هذا النجاح الباهر». وقالت: «الإطلاق الناجح لـ«مسبار الأمل» يعد تتويجاً لجهود مهندسينا، الذين عملوا على هذا المشروع، وجعلوه مرتكز أحلامهم وطموحاتهم، تقف وراءهم قيادة آمنت بشبابها ودعمتهم، ووفرت لهم كل الإمكانات والموارد كي يعملوا ويطورا ويتميزوا ويتفوقوا».

وأكدت معاليها أن «مسبار الأمل» يضيف بُعداً مهماً إلى أنشطة القطاع الفضائي الإماراتي رغم حداثة عهده، لافتة معاليها إلى أن «مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ يضمن للدولة مكانة رائدة، ضمن نادي الدول صاحبة الإنجازات الفضائية، وهو ناد نخبوي متاح للدول التي تعانق طموحاتها السماء كدولتنا».

وبدوره، قال حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء «الإطلاق الناجح لمسبار الأمل يرسخ المكانة التي استحقتها دولة الإمارات العربية المتحدة إقليمياً وعالمياً، خلال فترة وجيزة بخطوات متتالية جعلت منها لاعباً رئيساً في علوم الفضاء في المنطقة». وأضاف المنصوري أن «الإنجازات المرحلية ضمن مشروع «مسبار الأمل»، والتي جرى تتويجها بنجاح عملية الإقلاع هي نتاج عمل فريق مبدع من خيرة الكفاءات الإماراتية من علماء ومهندسين وباحثين وتقنيين، يعملون ضمن فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ».

ومن ناحيته، قال الدكتور محمد ناصر الأحبابي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء «من خلال انطلاق «مسبار الأمل» في رحلته التاريخية إلى المريخ، فإننا نعيش حدثاً مهماً سيكتبه التاريخ بحروف مضيئة ضمن قصة الإمارات الملهمة كونها دولة لا تعرف المستحيل، دولة حققت خلال 5 عقود من نشأتها منجزات ثقافية وعلمية واقتصادية وإنسانية جعلتها نموذجاً تنموياً جديراً بأن يُحاكى وأن تُستنسخ تجربتها، وها هو مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ يأتي بمثابة العنوان الأبرز في سجل إنجازاتها، لكننا لن نتوقف بعد هذا الإنجاز، ذلك أنه لا سقف لطموحاتنا وتطلعاتنا».

وأكد أن القطاع الفضائي في الدولة يكسب أرضاً جديدة يوماً بعد يوم، بفضل ما يتمتع به من بنية تحتية متطورة، وكذلك من بنية تشريعية مرنة وجاذبة للاستثمار، وبدعم من القيادة الرشيدة لدولة الإمارات ورؤيتها الاستشرافية لازدهار القطاع، تطور قطاع الفضاء في الإمارات في سنوات محدودة ليشمل حالياً: 10 أقمار اصطناعية مدارية، و8 أقمار اصطناعية جديدة قيد التطوير، كما استثمرت الدولة 6 مليارات دولار بقطاع الفضاء، وهناك أكثر من 50 شركة ومؤسسة ومنشأة فضائية داخل الدولة، بما في ذلك شركات عالمية وشركات ناشئة، كما أصبح قطاع الفضاء في الدولة يضم أكثر من 3100 موظف، 34% منهم نساء.

وإلى ذلك، أكد يوسف حمد الشيباني مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء أن «نجاح انطلاق «مسبار الأمل» يدشن حقبة جديدة في مجال استكشاف الفضاء الخارجي على مستوى دول المنطقة، وهي حقبة تقودها دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تفتح أياديها لكل المواهب والخبرات والطاقات العلمية العربية كي تكون جزءاً من الطموح الإماراتي الفضائي».

Email