خليفة الدراي لـ «البيان»: 72 سيارة إسعاف بـ41.8 مليون درهم مساهمات من رجال أعمال

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف خليفة الدراي المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف أن المؤسسة تلقت دعماً في الأيام الأولى لانتشار جائحة «كوفيد 19»، من رجال الأعمال وكبار الشخصيات في الدولة ما مجموعه 72 سيارة إسعاف بقيمة 41.8 مليون درهم، تسلمت منها لغاية الآن 27 سيارة والبقية ستصل قريباً، ولا سيما مع عودة الحركة التجارية والاقتصادية في مختلف دول العالم.

إصابات

وأشار الدراي في حوار مع «البيان» إلى إصابة 89 مسعفاً من خط الدفاع الأول بفيروس كورونا منذ بداية انطلاق الجائحة على فترات، بسبب تعاملهم واختلاطهم المباشر بالمصابين، ولكن بفضل الله كانت إصاباتهم خفيفة ولم يتم إدخال أي منهم للمستشفيات ولكن تم وضعهم في مناطق الحجر الصحي المخصصة مدة أسبوعين، وبعد التأكد من أن نتيجة الفحص الثانية كانت سلبية عادوا لممارسة عملهم وهم أكثر إصراراً على هزيمة الفيروس، ولكن من دون أدنى شك في أن ذلك شكل ضغطاً على الكوادر الإسعافية وتحديداً خلال شهري مارس وأبريل، حيث كان يومياً يتم نقل بين 120 و130 مصاباً من مختلف الأعمار والجنسيات إما لأماكن الحجر أو المستشفيات من قبل سيارات الإسعاف، ولكن بفضل التوجيهات السديدة لسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث في دبي وتعاون جميع الجهات المعنية في الإمارة وأيضاً الإجراءات الاحترازية والوقائية وتعاون وتكاتف جهود كافة أفراد المجتمع تمت محاصرة المرض.

مبادرة

وقال خليفة الدراي: إن دور المؤسسة لم يقتصر فقط على نقل المصابين وإنما أيضا المساعدة على إجراء الفحوص والمسوح الميدانية، وقامت المؤسسة بإطلاق مبادرة نوعية «فحصك علينا» لكبار المواطنين وأصحاب الهمم والحوامل، وذلك لتجنيبهم مشقة الانتقال والانتظار في المراكز المخصصة لفحص كوفيد 19.

وأشار المدير التنفيذي لمؤسسة الإسعاف إلى أن العدد الحالي لسيارات الإسعاف في المؤسسة وصل إلى 140 مركبة، فيما وصل العدد الكلي لآليات المؤسسة إلى 298 آلية، تغطي 122 محطة إسعافية موزعة على المواقع الحيوية مثل مراكز الشرطة والدفاع المدني والمستشفيات وعيادات الصحة وصالات مطارات دبي إلى جانب الطرق الداخلية والخارجية في إمارة دبي تم تزويدها طواقم إسعافية مناوبة على مدار الساعة لتقليل زمن الوصول إلى طالب خدمة الإسعاف من ذوي الإصابات على الطريق أو الحالات المرضية، لافتاً إلى تشغيل أكبر حافلة إسعاف للتعامل مع جائحة كورونا.

ولفت الدراي إلى أن هناك خطة لزيادة المحطات وخصوصاً على الطرق السريعة والمناطق البعيدة خلال العامين الجاري والقادم وكلها مجهزة ومزودة أحدث أجهزة وتقنيات الإسعافات الأولية وتدار من قبل مسعفين مدربين ومؤهلين للتعامل مع مختلف الحالات.

تقنيات

وأوضح أن «إسعاف دبي» كانت طورت أول مركبة بعد أن تم تحويلها إلى وحدة فحص متنقلة، حيث عملت المؤسسة بطاقاتها الداخلية على إعادة التصميم للمركبة بالكامل من الخارج والداخل بما يتلاءم مع طبيعة احتياجات الطاقم الإسعافي لتنفيذ الفحص وما يحقق راحة ورضا المتعامل، حيث تم تحويل كابينة الإسعاف إلى مختبر طبي متنقل يحتوي على كراسٍ يمكن تعديل وضعها بما يتناسب مع إجراءات الفحص، كما جُهزت بحقائب معلقة لحفظ المواد الطبية تسهّل على المسعفين التحكم في نقلها من مكان إلى آخر.

وأضاف إن وحدة الفحص المتنقّلة تم تزويدها أيضاً تقنيات ذكية وأجهزة متطورة مثل جهاز التعقيم الذاتي لحماية المسعفين والمتعاملين، إضافة إلى كاميرا حرارية لرصد درجة الحرارة، ومزودة نظام الإحصاء الصحي حصانة البيانات مع قارئ الهوية الإماراتية، كما أن التنظيم والاستغلال المنظّم للمساحة المتوافرة في الكابينة لكي تمكّن المسعفين من أخذ بيانات وإجراء المسحة بكل راحة.

مسؤولية

وقال الدراي: إن فكرة المختبر المتنقّل جاءت بعد كثرة الاتصالات بالمستشفيات لإجراء فحوص للفيروس، فكان من واجبنا وضمن استراتيجية إسعاف دبي للمسؤولية المجتمعية وهدفها الاستراتيجي المتمثّل في رفاهية وسعادة المتعاملين، إيجاد وابتكار حل للوصول إلى أفراد المجتمع في مقر إقامتهم.

وتابع: إضافة لذلك كانت مؤسسة الإسعاف أول جهة تقوم بإدخال ممر التعقيم الذاتي والخوذة الذكية والنظارة الذكية والكبسولة والفحص المتنقل وسخرت كافة إمكاناتها للتعامل مع الجائحة، حيث قامت بإطلاق أكبر باص إسعاف وتم استخدامه في فحص أصحاب الهمم والتجمعات السكانية إضافة إلى الدراجات النارية لأن المرحلة كانت صعبة جداً وهي أول جائحة وصلت إلى الدولة بهذا الزخم وبالتالي كان علينا العمل ليل نهار لتوفير أقصى درجات الصحة والسلامة للمواطنين والمقيمين.

خطط

وحول الدروس المستفادة من جائحة كورونا وخطط مؤسسة إسعاف دبي المستقبلية، قال خليفة الدراي: الدروس المستفادة كثيرة وخاصة أنها أول تجربة في التعامل مع الأوبئة والجائحات ومنها أهمية تفعيل برامج التوعية التدريبية عن بعد للاستمرار في تقديم الخدمة في الأوضاع الراهنة والحرجة عموماً، وتفعيل خطة التطوع بالتعاون مع الإدارات المعنية مثل إدارة العمليات وإدارة الدعم المؤسسي في المستقبل وتدريب وتأهيل المتطوعين في برنامج التطوع الإسعافي وتفعيل دورهم في تطبيق اسعفني وتعزيز دور الشراكة الاستراتيجية في تنفيذ خطط الأزمات والكوارث بكفاءة عالية وتفعيل خطط التطوع الإسعافي والتطوع العام بين المؤسسة وشركائها الاستراتيجيين في مجال التطوع مثل مؤسسة وطني الإمارات وغيرها، واستحداث مؤشرات مبتكرة لقياس العمل عن بعد على مستوى الموظفين الإداريين.

استعدادات

وعن استعدادات إسعاف دبي لعودة المدارس لاستقبال الطلبة سبتمبر المقبل، قال الدراي: لدينا اتفاقية مع وزارة التربية والتعليم لتدريب المعلمين على الإسعافات الأولية وسيتم خلال المرحلة القادمة وضع خطة كاملة طبعاً بالتعاون مع كافة الجهات المعنية لضمان صحة وسلامة أبنائنا الطلبة.

وأضاف: لدينا اتفاقية مع كليات التقنية ويتم سنوياً استيعاب 25 طالباً لدراسة دبلوم فني الطب الطارئ ونحاول زيادة العدد من خلال إبرام اتفاقيات مماثلة مع كلية فاطمة للعلوم الصحية وجامعة الشارقة لأن أزمة جائحة كورونا أظهرت أننا بحاجة أكثر إلى طواقم إسعافية متخصصة، وهذا العام سيتم تخريج 25 مسعفاً ممن يحملون دبلوم فني الطب الطارئ وعلى الفور يتم تعيينهم في المؤسسة برواتب وامتيازات محفزة وخاصة أن الطلب على هذه الكوادر هو في ارتفاع ليس فقط في دولة الإمارات وإنما في كافة دول العالم.

تطوير

أكد خليفة الدراي المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف أن المؤسسة قامت بتطوير وتنفيذ خطة التدريب عن بعد لمقدمي الرعاية الصحية من موظفي المؤسسة وتطوير وتنفيذ خطة تقييم المسعف السائق خلال جائحة كورونا والمراجعة الشاملة لسجل المخاطر بالمؤسسة وكافة الأمور المتعلقة باستمرار الأعمال وتحديثها لمواجهة الأزمات، كما تم رصد الدروس المستفادة من تجربة تطبيق العمل عن بعد والتي سيتم الاستناد إليها لتحديث أنظمة عمل المؤسسة مستقبلا.

وأضاف: في المستقبل وبعد تجربة جائحة «كوفيد 19» سيتم وضع سياسات جديدة في العمل الإسعافي ووضع منظومة تعليمية للدورات الإسعافية وأخرى للأزمات والطوارئ الإسعافي وكيفية إنجاز المهام الإسعافية الإدارية عن بعد.

Email