عادل شاكري مدير إدارة التخطيط في هيئة الطرق لـ« البيان »:

حافلات ذاتية القيادة لمسارات محددة بدبي بعد سنتين

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف عادل شاكري مدير إدارة التخطيط وإدارة الأعمال بمؤسسة المواصلات العامة في هيئة الطرق والمواصلات، رئيس لجنة تحدي دبي العالمي للمركبات ذاتية القيادة، عن عزم الهيئة تشغيل حافلات عامة ذاتية القيادة، ضمن مسارات محددة في عدد من مناطق دبي أو ما يطلق عليه مسمى «رحلة الميل الأول والأخير»، التي سيتم تحديدها لاحقاً، حسب الأولوية والجاهزية التامة لعميلة التشغيل.

متوقعاً أن تكون في غضون سنتين تقريباً، مستفيدة من تكنولوجيا القيادة الذاتية التي توصلت إليها الشركة الفائزة في «التحدي» في دورته الحالية، بعد منافستها مع 4 شركات أخرى في خوض 21 تحدياً واختباراً ميدانياً لتكنولوجيا وتقنيات تطبيق هذا النوع من وسائل النقل العام، في منطقة واحدة دبي للسيليكون ولمدة شهر.

وقال شاكري في حوار مع «البيان» على هامش مؤتمر دبي العالمي للتنقل ذاتي القيادة: «ندرس الآن مع الشركات الرائدة والفائزة في تحدي دبي العالمي للتنقل ذاتي القيادة، آلية تشغيل حافلات من هذا النوع، بصورة عملية وآمنة، وسنحدد في وقت لاحق المناطق، التي سيتم فيها تشغيل الحافلات ذاتية القيادة ونقاط الانطلاق والوجهات المخدومة».

وأضاف: «لدينا دراسات الآن لتحديد موعد تشغيل المركبات العامة، التي ستربط بين نقطتين محددتين (الميل الأول والأخير)، ونتوقع أن يكون ذلك خلال سنتين بعد الانتهاء من توفير التكنولوجيا والبنية التحتية والمعايير اللازمة لذلك».

تشغيل

وقال شاكري: «بعد اختبارات تكنولوجيا وتقنيات الشركات الرائدة التي شاركت في تحدي دبي العالمي قيادة ذاتية النقل في منطقة واحة دبي للسيليكون، وبعد النتائج الميدانية التي توصلنا إليها، يمكن القول وبكل ثقة، إننا قريبون جداً من تشغيل وسائل النقل العام ذاتية القيادة في بعض مناطق دبي.

ضمن مسار رحلة الميل الأول والأخير بالتعاون مع شركائنا، تماشياً مع استراتيجية دبي الرامية إلى تحويل 25% من إجمالي رحلات التنقل الداخلي، إلى رحلات ذكية وذاتية القيادة، من خلال وسائل المواصلات المختلفة، بحلول عام 2030، وأتوقع أن يبدأ التشغيل التدريجي بعد نحو سنتين تقريباً، وستخدم الحافلات الذكية في البداية المناطق المحيطة بنقاط ثابتة ومحددة مثل المترو على سبيل المثال».

وتابع: «سنحدد المناطق التي سنشغل المركبات ذاتية القيادة بين نقطتين محددتين فيها، وسنبدأ في حصر احتياجات عملية التشغيل، لا سيما البنية التحتية والأطر والاحتياجات اللازمة لإنجاح هذه المرحلة، وتحقيق أعلى مستويات السلامة المرورية فيها».

وبين أن الهيئة ستخصص في بداية مرحلة التشغيل مسارات محددة للمركبات والحافلات ذاتية القيادة في مناطق «الميل الأول والأخير»، من أجل تحقيق عاملي «السرعة» و«السلامة المرورية».

وأوضح: «هيئة الطرق بدأت فعلياً في تطبيق استراتيجية التنقل الذكي وذاتي القيادة في محاور عدة أهمها، المترو، والترام الذي يحتوي على بعض تقنيات القيادة، مع خطة لتحويل «الترام» إلى ذاتي القيادة بالكامل، مع التأكيد على أن استراتيجية التنقل ذاتي القيادة، تتضمن جميع وسائل النقل الجماعي، من قطارات وحافلات ووسائل نقل بحري ومركبات أجرة، إضافة إلى المركبات الخاصة».

اختبارات ميدانية

وتحدث عن الاختبارات التي أجريت على الشركات الرائدة في واحة دبي للسيليكون، منها توقف المركبات، والتوقف عند محطة الحافلات، والتوقف الاضطراري، وعبور مشاة، وظروف الطقس المختلفة، ووجود أجسام على الطريق، وغيرها من العوائق الأخرى التي تستدعي تصرفاً ذكياً ومطلوباً من قبل وسائل النقل ذاتية القيادة، حفاظاً على راكبيها وجميع مستخدمي الطرق بمن فيهم المشاة.

وقال شاكري: إن هيئة الطرق والمواصلات حققت الأهداف المرجوة من تحدي الميل الأول والأخير الذي كان عنوان النسخة الحالية من تحدي دبي العالمي للتنقل ذاتي القيادة، وحصلت على النتائج التي كانت ترغب في التوصل إليها من خلال الاختبارات المختلفة لوسائل النقل ذاتية القيادة المشاركة في التحدي على أرض الواقع في منطقة واحة السيليكون في دبي.

وتمكنت من حصر الأخطاء التي تسببت بها تلك المركبات، وإيجاد الحلول التكنولوجية والعملية لها، بما يؤكد فعاليتها وقابليتها للتطبيق والتشغيل، لافتاً إلى أن النسخة المقبلة من «التحدي» ستكون حول الخدمات اللوجستية لمنظومة النقل ذاتي القيادة.

مناقصة عالمية

وتابع: «تحدي دبي العالمي للتنقل ذاتي القيادة أكبر مناقصة عالمية، تتنافس فيها الشركات العالمية، والمؤسسات الأكاديمية، ومراكز البحث والتطوير لاختبار وتطبيق آخر ما توصلت إليه هذه التكنولوجيا عبر تطبيقات وسيناريوهات تنقل واقعية على شوارع دبي.

وقد استمر هذا التحدي في نسخته الحالية، مدة عامين بمشاركة 65 مؤسسة أكاديمية وشركات عالمية من أكثر من 20 دولة، تأهل منها للمنافسات النهائية في تحدي تطبيق الميل الأول والأخير للرحلات 15 مرشحاً، منهم خمس شركات رائدة في صناعة المركبات ذاتية القيادة 3 منها من فرنسا، وواحدة من هولندا، والخامسة من بريطانيا.

إضافة إلى ثلاث شركات ناشئة للمنافسات النهائية، وسبع جامعات محلية وعالمية، وخضعت المركبات من فئة الشركات الرائدة المتأهلة للتصفيات لنحو 21 اختباراً طُبقت في مسار مجهز وعلى مدار شهر كامل من الاختبارات والتطبيقات التقنية للتعرف إلى كيفية مساهمة هذه التكنولوجيا في تطبيق الميل الأول والأخير، بما يعزز التكامل بين شبكات المواصلات في الإمارة».

بنية تحتية

كما أكد أن نجاح تنفيذ تقنيات المركبات ذاتية القيادة في دبي يحتاج إلى جانب الأطر التشريعية والتشغيلية، إلى تجهيز بنية تحتية ذكية، وإعداد خرائط عالية الدقة، مشيراً إلى أن خرائط غوغل الحالية لا تلبي احتياجات تقنية المركبات ذاتية القيادة، في وقت أكد فيه أن دبي قطعت شوطاً طويلاً في توفير احتياجات تشغيل التنقل ذاتي القيادة.

وسائل النقل الذاتية ترفع إنتاجية الأفراد 13 %

تطرق عادل شاكري إلى أبرز نتائج استراتيجية دبي للتنقل ذاتي القيادة، متوقعاً أن يؤدي هذا النوع من التنقل إلى حدوث تغيير في السلوكيات العامة للمجتمع.

وطرق تنقلهم المعتادة، حيث ستشهد على بدء الأفراد التنقل بوسيلة نقل مشتركة مع الآخرين، ما سيؤدي إلى خفض الطلب على مواقف السيارات عبر أنحاء المدينة، زيادة على أنه «سيتم رفع مستوى فعالية وسائل النقل ذاتية القيادة أكثر من خلال العمل بانسجام وتزامن مع مركز التحكم والمرافق على جانب الطريق والمركبات الأخرى الخاصة أو العامة.

وذكر أن وسائل النقل ذاتية القيادة ستمكن ركابها من استثمار الوقت المستغرق خلال الرحلة على القيام بمهام أخرى، كالعمل والاسترخاء وأي أنشطة إنتاجية أخرى، وفيما يصبح التنقل الذاتي أمراً سائداً، قد يتطور تصميم المركبات الجديدة ليضم ركناً للعمل أو النوم ووحدات للترفيه والمعلومات، ما سيسهم إيجاباً في رفع معدل إنتاجية الركاب إلى أقصى حد، ومن المتوقع أن تؤدي وسائل النقل الذاتية إلى رفع إنتاجية الأفراد بنسبة 13%.

ولفت إلى أن أجهزة الكمبيوتر التي تعمل في وسائل النقل ذاتية القيادة، ستتخذ قرارات دقيقة نيابة عن السائق، وستكون قادرة على استشعار العوامل البيئية بشكل أفضل، والقيام برد فعل أسرع من البشر. وأضاف: «بفضل العمليات السلسة الخاصة بوسائل النقل ذاتية القيادة ستتحقق النتائج المطلوبة، وسيتم رصد الخرائط الحرارية لتوزيع الأفراد وتخطيط الرحلات بشكل أفضل، وعليه سيصبح انخفاض الإجمالي العام لتكاليف الوقود وكفاءة المركبات نتيجة حتمية».

 

 

Email