عابدين العوضي لـ «البيان »:

1.4 مليار درهم إنفاق «بيت الخير» في 10 أعوام

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف عابدين طاهر العوضي مدير عام جمعية بيت الخير أن مجموع ما أنفقته الجمعية خلال عشر سنوات حوالي 1.4 مليار درهم، مؤكداً حرص الجمعية على إعلان نتائج إنفاقها شهرياً وفي كل مناسبة «من باب الشفافية والمصداقية، وكسب ثقة أهل الخير، وزيادة عطائهم، وطمأنتهم بأن تبرعاتهم وزكواتهم قد ذهبت لأكثر الناس حاجة».

وأكد في حوار مع «البيان» على إيلاء الوقف الخيري اهتماماً خاصاً من لدن الجمعية «التي تعد من أكثر الجمعيات تعويلاً عليه ضمن سعيها للموارد المستدامة»، في وقت لفت الى أن مجلس الإدارة قرر في وقت سابق استحداث وقف جديد كل عام، وأن يصل العدد الإجمالي لهذه الأوقاف وصل الى 19 وقفاً تمثل موارد مستدامة لرفد المشاريع الخيرية، فيما رجح انجاز وقف عجمان نهاية العام المقبل.

وقال العوضي إن العمل الخيري ازدهر وتقدم أشواطاً بعد قيام الاتحاد المبارك، بفضل ثقافة الخير التي جبل عليها أهل الإمارات منذ القديم، وبفضل النهج الذي أرساه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في وقت قال فيه إن فوز الجمعية بجائزة الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز لأفضل أداء خيري في الوطن العربي، جاء تتويجاً لجهود الجمعية ونشاطها الخيري في عام الخير.

وتالياً نص الحوار:

بداية نهنئكم بفوز الجمعية بجائزة أفضل أداء خيري في الوطن العربي، ونسألكم أهمية هذه الجائزة بالنسبة لكم؟

أشكركم على هذه التهنئة، وأود التنويه أن جائزة الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز لأفضل أداء خيري في الوطن العربي جديدة ورفيعة، سيكون لها أثرها البالغ في تحفيز العمل الخيري والإنساني في الوطن العربي، لأنها تثير التنافس الشريف بين الجمعيات الخيرية والإنسانية العربية، وفق أرقى المعايير التي يتم بموجبها تقييم الجمعيات المماثلة في العالم.

مسك الختام

والآن تأتي جائزة أفضل أداء خيري في الوطن العربي لتكون مسك الختام لأداء 28 عاماً حافلة بالإنجازات، وهي جائزة عربية مرموقة ذات مستوى رفيع، تم التحكيم فيها بشكل مهني محايد من خلال المنظمة العربية للتنمية الإدارية التابعة للجامعة العربية.

ما المعايير التي اعتمدها التحكيم في اختياركم ضمن الجمعيات الكبرى الفائزة، وما الأسباب التي استحقت بموجبها بيت الخير هذا الفوز؟

اعتمدت لجنة التحكيم أرقى المعايير الدولية والفنية المطلوبة في عمل المؤسسات والجمعيات الخيرية، حيث قيّمت تأثير سياسة وإدارة القيادة الخيرية على مسار العمل، وركزت على نسبة الأداء مقارنة بالرؤية والرسالة والأهداف.

مواكبة

كيف تنظرون إلى ما وصل إليه العمل الخيري داخل الدولة، وهل واكب فعلاً النمو الذي شهدته الإمارات في القطاعات المختلفة؟

الحمد لله، لا شك أن العمل الخيري قد ازدهر وتقدم أشواطاً بعد قيام الاتحاد المبارك، بفضل ثقافة الخير التي جبل عليها أهل الإمارات منذ القديم، وبفضل النهج الذي أرساه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وعليه سار أصحاب السمو حكام الإمارات جميعاً.

وسمو أولياء عهودهم الكرام، فدعموا الجهود الخيرية وشجعوها، بل وساهموا فيها، فأطلقوا المبادرات، وأوقفوا الأوقاف، وشجعوا على عمل الخير، ولا أدلّ على ذلك من الحراك الخيري الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بإعلان عام 2017 عاماً للخير.

تصميم

ما المشاريع التي تقوم «بيت الخير» بتنفيذها في المجتمع، وكيف تقومون بتصميمها وتنفيذها؟

كما تعلمون فإن لدى الجمعية نظاماً دقيقاً للبحث الاجتماعي، ولديها بيانات موثقة حول الأسر والفئات المستفيدة، تُوجهنا للكثير من جوانب الاحتياج التي تعيشها الأسر الأقل دخلاً، وبناء عليها تنفذ الجمعية حزمة من المشاريع تغطي كافة الأسر والفئات المستهدفة، وقد تم تصميمها وفقاً للمسوح الاجتماعية ونتائج عمليات البحث الاجتماعي.

ومن المعروف أن هناك شرائح أساسية موجودة في كل مجتمع، وقد نص على عونها الدين الحنيف والأعراف الاجتماعية كالمساكين وضعاف الدخل والأرامل والأيتام وغيرهم، ولكن الابتكار كان في التطبيق، فمثلاً نحن في بيت الخير اخترنا أن نركز على الأسرة كوحدة أساسية.

فإذا كانت الأسرة مستقرة ومكتفية عاد الخير على جميع أفرادها، لذلك نحن نساعد اليتيم ضمن أسرته والمسن ضمن أسرته وكذلك صاحب الهمم، وهناك حوافز إضافية لإسعاد هذه الفئات الخاصة.

ولدى دراسة تقارير الزيارات الميدانية للباحثات الاجتماعيات، لاحظنا أن بعض الأسر تشكو من مشاكل في تهالك البناء أو نقص في الأجهزة المنزلية الأساسية، فأفردنا لها مشروعاً لصيانة المنازل، وآخر لتوفير الأجهزة الأساسية لكل منزل محتاج، وهكذا.

تميزت «بيت الخير» بحرصها الدائم على إعلان نتائج إنفاقها شهرياً وفي كل مناسبة، ما الحكمة من هذا الإجراء؟

هذا يدخل تحت عنوان الشفافية والمصداقية، وهو أحد العوامل التي استحقت بموجبها الجمعية الفوز، فعندما تعلن بيت الخير عما أنفقت، يطمئن المزكي والمحسن والمانح والمتبرع بأن أمواله وتبرعاته وزكاته قد ذهبت لأكثر الناس حاجة، لذا نحن نعلن شهرياً عن إنفاقنا عبر النشرة الشهرية.

وننشر تقارير الإنفاق الشهري في مختلف الصحف الرسمية، ونعلن عن حصاد حملاتنا الرمضانية وحصادنا السنوي بعد التصديق عليه من الجهات الرسمية، بل ونلتزم بشروط المتصدق والمانح.

وهل أثمرت هذه السياسة كما تأملون؟

بلا شك، فقد استطعنا بفضل هذه الشفافية والطرق المبتكرة للصرف، واختيار الأكثر حاجة من خلال نظام البحث الاجتماعي في الجمعية، أن نكسب ثقة المحسنين والمانحين، فوجهوا زكاتهم وصدقاتهم وتبرعاتهم نحو الجمعية، وخصّوها بالمزيد من العطاء، وانعكس ذلك بزيادة غير مسبوقة في حجم الإنفاق، الذي وصل إلى عشرات آلاف الأسر والحالات المستحقة.

حيث بلغ مجموع ما أنفقته الجمعية خلال عشر سنوات حوالي 1.4 مليار درهم، في طفرة تنبئ عن تطور لافت في توزيع المساعدات للمستحقين، ليصل حجم إنفاق بيت الخير خلال مسيرتها الخيرية منذ التأسيس إلى اليوم أكثر من 1.7 مليار درهم.

حرص

عرفت جمعيتكم أيضاً بحرصها على تنمية الأوقاف الخيرية، إلى أين وصلتم في هذا المسعى؟

أولت بيت الخير منذ نشأتها الوقف الخيري اهتماماً خاصاً، وهي من أكثر الجمعيات تعويلاً عليه ضمن سعيها للموارد المستدامة، وقد بلغ عدد الأوقاف المنفذة، والتي قيد الإنشاء حتى نهاية 2016، 19 وقفاً، ساهم فيه الواقفون بالأرض وأحياناً بالبناء، ورفدهم المساهمون من جمهور المحسنين بشراء الأسهم الوقفية التي ساعدت على استكمالها.

وقد بنت استراتيجيتها الجديدة على زيادة الاعتماد على الوقف كمورد مستدام لرفد مشاريعها الخيرية، وأصدر مجلس إدارتها قراراً باستحداث وقف جديد كل عام، وجارٍ العمل هذا العام على إطلاق وقف عجمان، الذي يتوقع أن يكون جاهزاً مع نهاية العام القادم.

كيف ترون الجمعية بعد 28 عاماً من النجاح؟

أتذكر الجمعية عندما انضممت إليها عام 1990 كمتطوع، لجهة عددِ الموظفين الذين كانوا فيها، وتشغيلِ إحدى الشقق الصغيرة في الرقة بدبي.

وعددِ الأسر التي كانت ترعاها في ذاك الوقت، وأقارنها بالأعداد الآن، ثم بالشهادات والجوائز التي حصدتها الجمعية، لاسيما فوزها بأفضل أداء خيري عربي، ترتسم أمامي قصة نجاح للوطن وللعمل الخيري، فأدعو للمؤسسين الأوائل الذين وضعوا لبنات هذا الصرح، ولكل من ساهم في هذه المسيرة، وأزداد انتماء لقيادتنا الرشيدة.

Email