أكد في حوار مع «البيان» أن التحديات كبيرة والتوطين يتطلب تطوير المعلم وزيــادة جاذبية المهنة

حمدان بن راشد: التعليم برعاية خليفـة ومحمد بن راشد في حراك متجدد

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، وزير المالية، أن التعليم في ظل الرعاية الكبيرة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو حكام الإمارات، يسير نحو الاتجاه الصحيح، خاصة في ظل التحديات الكبيرة.

فهناك ما يتعلق بمسيرة التنمية والاستقرار بالمنطقة والمجتمع، فالاهتمام بالتعليم من أولويات الحكومة، وهو يحظى بدعم كبير يدفعه إلى الحراك والتجدد، مشيراً سموه إلى أن التوازن والرصانة اللذين يسير عليهما التعليم وفق هذه المسيرة التعليمية حالياً، مناسبة جداً، وتنم عن وعي كبير للقيادة السياسية والقائمين على التعليم بالدولة.
وأضاف سموه في حوار مع «البيان»، أن المعلم هو أهم عناصر المنظومة التعليمية، وأن مهنة التعليم شاقة وتستهلك من طاقة ووقت الإنسان الكثير، خصوصاً أن المعلم المعاصر يواجه تحديات جمّة في ظل ثورة وسائل الاتصال وفوضى المعلومات المتدفقة.

موضحاً سموه أننا مطالبون لتوطين مهنة التعليم، بتأهيل المعلم المواطن وتطويره بشكل مستدام، وإضفاء الجاذبية على مهنته، مشدداً سموه على دعمه المعلم المواطن في المدارس الحكومية، من حيث الامتيازات المادية والمعنوية، ليكون مستقراً قادراً على أداء رسالته بالشكل المناسب.
وأشار سموه إلى أن جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، بدأت بالمكافآت، ووصلت إلى زرع ثقافة التصنيع، وأصبحت نموذجاً للتميز التعليمي ورعاية الموهوبين، وتدعم الميدان التعليمي بكافة عناصره، وتحض القائمين على التعليم بمعاييرها الدقيقة على تخريج جيل قادر على تحقيق أهداف الدولة نحو التنمية المستدامة، والخروج بمنتجات صنعت بأيادٍ إماراتية.
وكشف سموه عن التوجه نحو إبرام اتفاقية قريباً مع المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم «الايسسكو»، ليتمخض عنها بعض المشروعات التي تدعم توجه الدولة الخيرى على مستوى الدول الشقيقة، وأهمها تشجيع العمل التطوعي في بناء المدارس وتوفير المستلزمات التعليمية.
ووصف سموه التعليم الإماراتي بالمتطور القادر على مواكبة المستجدات العالمية، وقد حققت الدولة إنجازات تعليمية ضخمة خلال مسيرتها على مدى 45 عاماً، وخاصة في مجال توفير الخدمة التعليمية والتشريعات المنظمة، والدولة تملك اليوم بنية تعليمية ضخمة من المدارس والكليات والجامعات، التي تشكل قاعدة لازدهار صناعة التعليم.
وتالياً نص الحوار مع سموه:

سموكم متابع وداعم لقطاع التعليم، يشهد التعليم في الدولة حراكاً كبيراً، يشمل المناهج والنظام الدراسي ونوعية المعلمين والمنظومة ككل، فكيف ترى سموكم هذا الحراك، وما النتائج المتوقعة منه؟
إن الاهتمام بالتعليم في الدولة من أولويات الحكومة الرشيدة، والتعليم يحظى بدعم كبير يدفعه إلى الحراك والتجدد، وهو موضوع إيجابي يحقق رؤية مستقبلية أكثر إبداعاً وموضوعية، فنحن في عالم متطور ومتغير، نخضع فيه لظروف ومتطلبات واحتياجات متغيرة، ولا بد للتعليم من مواكبة هذه المتغيرات.
أعتقد أن التعليم في ظل الرعاية الكبيرة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو حكام الإمارات، يسير نحو الاتجاه الصحيح، خاصة في ظل التحديات الكبيرة، فهناك ما يتعلق بمسيرة التنمية، وهناك ما يتعلق بمسألة الاستقرار بالمنطقة والمجتمع.

وبالتالي، فإن التوازن والرصانة التي يسير عليها التعليم وفق هذه المسيرة التعليمية حالياً، مناسبة جداً، وتنم عن وعي كبير للقيادة السياسية والقائمين على التعليم بالدولة، وهم يستحقون منا كل الثناء والتقدير.
هجر مهنة التدريس
كيف يفسر سموكم هجر المواطنين لمهنة التدريس، وما أفضل السبل لإعادتهم لهذه المهنة الوطنية بالدرجة الأولى؟

المعلم هو أهم عناصر المنظومة التعليمية، إذا كان جيداً فمحصلة التعليم ستكون جيدة، والعكس صحيح، والمعلم هو من يضع بذور مستقبل أي أمة، لذلك فهو يحمل أمانة عظيمة، ويمتلك صناعة أجيال الغد، فالمعلم هو الشمعة التي تحترق لإضاءة الطريق أمام الآخرين، وفي الواقع، نحن اليوم في عالم متداخل غير مستقر.

فالثورة التقنية فتحت المجتمعات على بعضها، ونجم عن ذلك بروز سمات العولمة، وهي منظومة دولية يتحرك في فلكها كل محركات الحياة، نحن في عصر المعلوماتية والتنافسية، فالإيجابيات تنتقل بين المجتمعات، مثلها مثل السلبيات، هذا التحول طغت فيه المادية، وتآكلت فيه القيم، وأصبح كل شيء خاضعاً لمنطق السوق.

وإذا وضعنا وظيفة التعليم على هذا المقياس، سنجد أنها غير جاذبة، خاصة للنخب المتمكنة فكرياً ومهارياً، والذين تستقطبهم مجالات عمل أخرى وفق امتيازات أعلى بكثير مما هو متوفر في مهنة التعليم، ولا يختلف اثنان على أنه بقدر ضرورتها وقدسيتها، فإن مهنة التعليم شاقة، وتستهلك من طاقة ووقت الإنسان الكثير.

وخاصة أن المعلم المعاصر يواجه تحديات جمّة، في ظل ثورة وسائل الاتصال وفوضى المعلومات المتدفقة في ملايين المواقع في الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي بغير تقنين وترشيح.

لذلك، نحن أمام مطلبين بالنسبة لتوطين مهنة التعليم: الأول يتعلق بضرورة تأهيل المعلم المواطن وتطويره بشكل مستدام، والثاني إضفاء الجاذبية على المهنة، نحن مع دعم المعلم المواطن في المدارس الحكومية من حيث الامتيازات المادية والمعنوية، ليكون مستقراً قادراً على أداء رسالته بالشكل المناسب، خاصة الذكور منهم.

فالإحصاءات مقلقة، ونحن نطالب جميع المعنيين بالاهتمام بهذا الجانب، وفي مقدمهم المخططون في المؤسسات التعليمية، مروراً بالمؤسسات الثقافية والإعلامية لرفع قيمة المعلم وإعادة هيبته، وصولاً لأبنائنا الطلاب الذين تقع عليهم هذه المسؤولية الوطنية العظيمة، لا نحبذ أن تكون مهنة التعليم مهنة لمن لا مهنة له.

ومن جانب آخر، فإن هذا التوجه لا يمنع أبداً أن يتم الاستعانة بالمتخصصين من الدول الشقيقة والصديقة، خاصة أننا في دولة فتية مستدامة التنمية، ونشكل مركز جذب بفضل الحاجة إلى الخدمة التعليمية لمختلف الجنسيات التي تعيش معنا.

وتتطلب مدارس خاصة كثيرة، ووجود مدارس جاليات ومشارب وثقافات مختلفة، وفي دولة الإمارات كنا وما زلنا وسنبقى كمسؤولين، ندعم المعلم ونعمل على تمكينه على الدوام.


التعليم الخاص
كيف تنظر سموكم للمنافسة بين التعليم الخاص والحكومي؟

الخدمة التعليمية في المدارس الخاصة خاضعة لمنطق السوق والربح والخسارة، والحاجة متزايدة لهذه الخدمة، نظراً للنمو المتعاظم في عدد السكان، وخاصة من الوافدين للإقامة، بفضل البيئة المستقرة والمتطورة في الدولة، والثقافة الرفيعة لمجتمعنا، هذه المعطيات دفعت رؤوس الأموال للاستثمار في التعليم.

وهي ظاهرة صحية في اتجاه توفير الخدمة التعليمية، ولكن تبقى جودة هذه الخدمة من مسؤولية الجهات المختصة، أما عن المقارنة بين التعليم الحكومي والخاص من منظور التنافسية، فهي غير واردة، طالما اختلف أسلوب تمويل وإدارة المدارس، فمثلاً، لو أردنا أن نقف على المؤشرات الدقيقة للمقارنة، لا بد من تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص أولاً، وهذا غير وارد في المرحلة الحالية.

ولكن عموماً، فإن تميز الأداء في القطاع الحكومي والخاص بالدولة، يعكس مخرجات تعليمية جيدة، كما أن وجود هذا الكم من المحفزات والتشجيع للجودة التعليمية على الصعيدين الحكومي والأهلي بلا شك يؤثر في الارتقاء بالأداء المدرسي.

وأعتقد بأن ما تقدمه جائزة حمدان على سبيل المثال، من اهتمام ودعم لعناصر النظام التعليمي بقطاعيه الحكومي والخاص، يدفع بعجلة التطوير إلى الأمام، وخصوصاً نماذج المشروعات النوعية الرائدة التي تحمل في ثناياها توقعات تعليم المستقبل.
عام الخير
كيف ستسهم جائزة سموكم في دعم عام الخير؟
كما تعلمون، فإن مبادرة الجائزة جاءت من واقع مسؤوليتنا الوطنية وإيماننا المطلق بأهمية التعليم في تحقيق التنمية المستدامة والاستقرار والرفاهية للمجتمع، فهي كانت مبادرة تطوعية، الهدف منها تحفيز وتشجيع عناصر المنظومة التعليمية على التميز بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم ومؤسساتها المدرسية، ثم تطورت بفضل تجاوب الميدان التعليمي وتفاعله من جائزه تكافئ التفوق والتميز التعليمي، إلى برنامج متكامل يواكب التوجهات الحكومية.

ويخدم التطور والجودة التعليمية ورعاية الموهبة والابتكار، وكل الخدمات التي تنضوي تحت هذه العناوين، جاءت من منطلق مسؤولية مجتمعية وإنسانية، وكلها تعتبر مبادرات تتماشى مع هذا المفهوم، ويتجاوز النطاق المحلى إلى النطاق الإقليمي والعربي والدولي.


وأصبح لدى الجائزة انتشار واسع النطاق جغرافياً، وننظر من خلالها إلى الأشخاص الذين يقومون بجهد تطوعي في التعليم ويقدمون رافداً جيداً، وبالتالي، فإن المبادرات الفردية تستحق منا الثناء والتكريم، تشجيعاً لأصحاب هذه المبادرات، وتحفيز غيرهم على تبني فلسفة التطوع والمبادرات الداعمة في التعليم كمنهج حياة.


وعلى المستوى المحلي، دأبت الجائزة على التفاعل مع توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، من خلال الشعارات السنوية للدولة.

حيث افتتحت مركز فاب لاب الإمارات، التي هي مختبرات تصنيع رقمي في عام الابتكار، كما دشنت الجائزة مكتبة التميز والموهبة في عام القراءة، وفي هذا العام عام الخير، أطلقت جائزة «التربوي المبادر»، تقديراً لأفضل المبادرات التطوعية في مجال التربية والتعليم العام والعالي على المستويين الحكومي والخاص، واستهدفت العاملين في المؤسسات التعليمية بأنواعها المختلفة.


وفي هذا السياق، سيتم قريباً بإذن الله، إبرام اتفاقية شراكة مع المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم «الايسسكو»، التي تنضم تحت عضويتها 53 تقريباً دولة إسلامية، بهدف إطلاق مشروع مشترك ستتمكن من خلاله الجائزة من إيصال خبرتها وخدماتها إلى تلك المجتمعات، من خلال تشجيع المبادرات التعليمية ونشر ثقافة التميز والتطوع وثقافة دعم الجودة التعليمية، ما يعزز من جهود دولة الإمارات في مجال العمل الخيري ودعم الدول الشقيقة والصديقة.
التعليم في الدول النامية


إسهامات سموكم كبيرة جداً في مجال إنشاء وتشغيل المدارس في مختلف دول العالم، فهل يمكن تسليط الضوء على جهود سموكم في انتشار التعليم خارج الدولة، وخاصة في الدول النامية؟


إنني أشعر بسعادة غامرة وبفرح كبير وارتياح تام، عندما أسهم في إدخال البهجة والسرور والسعادة وصناعة الأمل للمحرومين والفقراء، وتوفير التعليم لمن حرمتهم الظروف (فمن خلال هيئة آل مكتوم الخيرية، تبنينا مشاريع خيرية تعليمية في أفريقيا).


وعلى الصعيد الخارجي كان قطاع التعليم العنوان الرئيس للعمل الخيري والإنساني الذي تميزت به هيئة آل مكتوم، حيث تعد مدارس الهيئة في أفريقيا، والتي نفذناها على مدى 20 عاماً، مشروعاً تعليمياً رائداً، استفاد منه عشرات الآلاف من الطلاب الذين لم يجدوا ما يساعدهم على التخلص من أميتهم وإنقاذهم من حالة الجهل، نتيجة الفقر المدقع الذي تعيشه أسرهم في القارة الأفريقية. ولدى الهيئة في أفريقيا 40 مدرسة ثانوية، تتسع لنحو 18 ألف طالب وطالبة سنوياً، في أكثر من 23 دولة أفريقية.


وهذا المشروع الخيري التعليمي، بدأ في القارة الأفريقية بعشر مدارس عام 1997 في 8 دول أفريقية، هي كينيا وتنزانيا وأوغندا وموزمبيق والسودان وتشاد وبوركينا فاسو والسنغال، ثم تمت توسعته إلى أن وصل إلى 45 مدرسة، بعد أن حقق نجاحاً فريداً من نوعه في المجال التعليمي، حيث كان هذا المشروع الإنساني الخيري، مثار إعجاب وترحيب كبيرين على المستويين الرسمي والشعبي.


وهذا البرنامج التعليمي للهيئة، ركز على بناء المدرسة الثانوية العلمية المتكاملة، وتزويدها بكل مستلزمات العملية التعليمية الحديثة، مثل المعامل العلمية وأجهزة الكمبيوتر والإدارات المقتدرة والمعلمين والمدربين.

ثقافة الابتكار


شدد سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، على أن ثقافة الابتكار أصبحت اليوم من صميم توجهات حكومة دولة الإمارات ورؤيتها المستقبلية في جعل الابتكار أسلوب حياة للإنسان في الإمارات، ونحن في الجائزة، ندعم هذا التوجه، ونعتقد أن المناهج التعليمية يجب أن ترسخ ثقافة ومهارة الابتكار لدى الجيل.


وأكد أن جائزة سموه التعليمية، تمضي قدماً في دورها التطوعي لدعم وتشجيع المبتكرين ونشر ثقافة الابتكار وتوسيع قاعدة خدماتها في مشروع الفاب لاب، والذي استفاد منه 12500 طالب وطالبة فقط في الدورة الحالية، ونأمل أن نرى انتشاراً لنموذج مختبرات التصنيع الفاب لاب، سواء المراكز أو الحافلات المتنقلة،.

الثقافة الإسلامية


أشار سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، إلى أن المراكز المعنية بالثقافة الإسلامية في عدد من دول العالم، والتي أنشأها سموه، هي في الواقع مراكز حضارية، هدفها تقديم الصورة المشرقة عن العرب والمسلمين، والإسهام في تصحيح تلك الفكرة المشوهة عند البعض، ودعم الفهم والوعي والتسامح بين الثقافات الإنسانية.

ففي أوروبا أنشانا كلية آل مكتوم بإسكتلندا للدراسات العليا، التي تخرج فيها عدد كبير من الطلاب والطالبات في التخصصات المختلفة، والتي قدمت صورة حضارية عن العالمين العربي والإسلامي، بما يدحض الافتراءات، وتقديم صورة مشرقة عن العرب والمسلمين.

دور إيجابي


قال سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم «أنشأنا بحمد الله، المركز الثقافي الإسلامي بإيرلندا، ليؤدي دوراً متعاظماً في التعريف بالإسلام وقيمه الحضارية، ولعب دور إيجابي في جوانب الحياة المختلفة للمجتمع الإيرلندي، والمساهمة في إعداد وتأهيل أبناء المسلمين ليكونوا مواطنين صالحين.

ويعتبر التعليم الأبرز من بين الخدمات التي يقدمها المركز، حيث لم يتوقف البرنامج التعليمي عند تعليم القرآن الكريم فحسب، بل امتد ليشمل كل مادة تعليمية حديثة.

وأضاف سموه: «كما افتتحنا في ديسمبر 2010 مسجد السلام في روتردام بهولندا، والذي يشمل مدرسة إسلامية لتعليم أبناء الجالية الإسلامية، وتحقيق التعددية الثقافية والتعايش السلمي بين الشعوب، وذلك من منطلق التواصل الحضاري».
 

رعاية الموهوبين واســــتثمار قدراتهـم الطريق الأمثل لنهضة المجتمع


قال سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية، إن رعاية الموهوبين والاهتمام بهم واستثمار قدراتهم الذهنية، الطريق الأمثل لوضع قواعد راسخة لنهضة وتطور وتقدم المجتمع، ومن هذا المنطلق، عملت الجائزة على إطلاق الخطة الوطنية لرعاية الموهوبين بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، وتم في سياقها استضافة المؤتمر الدولي الثاني عشر للموهبة، تبعه التواصل مع علماء وخبراء الموهبة في أعرق المؤسسات التعليمية.
وأضاف سموه أنه بحمد الله وتوفيقه، عملت الجائزة بكفاءة واستطاعت أن تحقق العديد من الإنجازات في هذا المجال، من أهمها اكتشاف الطلبة الموهوبين من خلال تطبيق حقيبة اكتشاف الموهوبين للصفوف 4-8، وهي الأولى عربياً، أعدت على أساس البحث العلمي في مجال تربية الموهوبين والقياس.

ومعترف بها عالمياً، وهذه الحقيبة توفر 13 اختباراً للقدرات في وحدة الكشف والتعرف إلى الموهوبين، وانتهت فرق العمل من تنفيذ 13 حملة اكتشاف على مستوى الدولة، وتدريب 150 معلماً ومعلمة على اكتشاف الموهوبين، وخلصت الحملة إلى اكتشاف 205 موهوبين.
وأشار سموه إلى أن هناك العديد من البرامج الإثرائية التي تقدمها الجائزة للموهوبين، مثل البرنامج الصيفي للموهوبين، والبرنامج الربيعي للموهوبين، والمخيم الشتوي للموهوبين، وبرنامج نهاية الأسبوع للموهوبين، وبرنامج التأهيل للأولمبيادات الدولية، وهذه الحزمة من البرامج العلمية استهدفت عدد 493 طالباً موهوباً.


وتابع سموه، هناك برنامج لتوجيه وإرشاد أولياء أمور الطلبة الموهوبين والإدارات المدرسية والمجتمع، ضمن خطة لنشر ثقافة الموهبة عُززت بإصدار 5 مؤلفات علمية، وعلى صعيد المعلمين، فقد نظمت الجائزة البرنامج الأكاديمي «الدبلوم المهني في تربية الموهوبين»، بالتعاون مع جامعة الخليج وجامعة حمدان بن محمد الإلكترونية حالياً.

حيث وصل عدد مخرجاته إلى 120 معلماً ومعلمة يطبقون ممارساتهم في مدارس الدولة، إضافةً إلى تدشين مركز حمدان بن راشد للموهبة والإبداع، والمنتسب إلى الشبكة الأوروبية لمراكز الموهوبين The European Talent Support Network،.

وصولاً إلى تجهيز مختبر STEM الذي يقدم برامج إثرائية متخصصة للموهوبين، هذه الإنجازات المستمرة، إضافة إلى الجهود السابقة للمؤسسات المعنية، تُعد محصلة جيدة لتمكين عملية البدء في مشروع نهضوي طموح في مجال الموهبة.

مكانة مرموقة

أوضح سمو الشيخ حمدان بن راشد، أن الجائزة تمكنت من الوصول إلى مكانة مرموقة في الميدان التعليمي على المستوى المحلي والخليجي والدولي، وذلك خلال ما يقارب عقدين من الزمن من العمل الجاد في التطوير المستمر لممارسات الجائزة المتميزة، والتأكيد على التعاون بين الجائزة والمنظمات الإقليمية والدولية.

وذلك لتحقيق ما تصبو إليه الجائزة من أهداف سامية في تعزيز التميز في الأداء التعليمي حول العالم، فالجائزة تستهدف الفكر الابتكاري، من خلال تحفيزه إلى إيجاد الحلول والبدائل، والاستفادة من التجارب والخبرات الموجودة لديها، ستحقق المردود المتوقع منها.

خصائص ثقافية

أفاد سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، بأن جائزة سموه التعليمية، تتعامل مع مفاهيم علمية لا مع أيديولوجيات اللون أو العرق أو الجنسية أو القومية، لذلك فإن خطابها يعكس أهدافها التي هي للإنسان أينما كان، إنه نابعٌ من منطلق حقه في التعليم، والجائزة تتعامل وفق قيمها الإنسانية، وتقدير التميز أينما وُجد، وبالتالي.

فإن رسالتها واضحة، فاليوم نستطيع أن نرى اختلاف الجنسيات والأطياف والأعراق والأديان في المتقدمين والفائزين بالجائزة، كما أن الشراكات الاستراتيجية مع المنظمات الأممية والإقليمية، أوصلت خدمات الجائزة إلى الإنسان في كل مكان، بغض النظر عن أي اتجاهات وقوميات.

فكر متجدد

أكد سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، أن معايير التميز في جائزة سموه التعليمية، بنيت على الخبرات التراكمية، والتي امتدت ما يقارب عقدين من الزمن في مجال تصميم وإعداد وإدارة معايير التميز، والتي قادت بها الميدان التعليمي للتطوير والإبداع.

كما أن التطوير المستمر للمعايير، دعم مسيرة التميّز في مجال التعليم في الإمارات. وقال سموه، الجائزة تدعم تطوير التعليم ومنهجيات التعليم، وتعطي فرصاً للمعلم كمؤسسة أو كفرد، أو للمتعلم أن يطور من مهاراته ومنهجياته ويحقق أهدافه، وأصبحت تقدم نماذج جيدة تدخل في سياق المنظومة التعليمية.

وأضاف سموه، الجائزة تقف على أساس متين وراسخ، بدأت من الميدان التعليمي، وتنتهي إليه، فقد تطورت من جائزة تمنح المكافآت، وأصبحت برنامجاً للأداء التعليمي المتميز.

* إطلاق مشروع مع «الايسسكو» لإيصال خدمات الجائزة ومبادراتها إلى 53 دولة إسلامية

*التعليم في المدارس الخاصة خاضع لمنطق السوق وجودته مسؤولية الجهات المختصة

* المقارنة بين التعليمين الحكومي والخاص غير واردة لاختلاف أسلوب التمويل والإدارة

* سنواصل دعم المعلم والعمل على تمكينه ولا نحبذ أن يكون التعليم مهنة لمن لا مهنة له

* لا نمانع في الاستعانة بالمتخصصين من الدول الشقيقة والصديقة فدولتنا فتية مستدامة التنمية

* جائزتنا التعليمية تتعامل مع مفاهيم علمية وخطابها يعكس أهدافها التي هي للإنسان أينما كان

* المعلم المعاصر يواجه تحديات في ظل ثورة وسائل الاتصال وفوضى المعلومات المتدفقة

* نحن مع دعم المعلم المواطن بالامتيازات ليكون مستقراً قادراً على أداء رسالته

* تعزيز جهود الإمارات في العمل الخيري بتشجيع المبادرات التعليمية ونشر التميز والتطوع

* «آل مكتوم الخيرية» أنشأت 40 مدرسة ثانوية في 23 دولة أفريقية تتسع لـ 18 ألف طالب وطالبة

* التطوير المستمر لمعايير الجائزة دعم مسيرة التميّز في مجال التعليم بالدولة وجعلها مواكبة لتطور الميدان الذي تستهدفه

* «حمدان التعليمية» تطورت من منح المكافآت إلى برنامج للأداء التعليمي المتميز وأصبحت نموذجاً في رعاية الموهوبين

Email