حمد الشيباني مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري لـ«البيان»:

مساجد دبي.. 2080 منبراً لنشر قيم التسامح

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الدكتور حمد الشيباني مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، أن خطة التوعية الدينية التي تشرف على تطبيقها الدائرة على مستوى إمارة دبي تواكب الواقع، وتلبي احتياجات المجتمع، وتستشرف المستقبل بمنهج وسطي يحقق مقاصد الشريعة، مثلما تحقق رؤية القيادة الرشيدة التي جعلت من الإمارات مثالاً يحتذى به العالم في المحافظة على الثوابت الدينية، والقيم الأخلاقية، والتعايش المشترك، وقال في حوار مع «البيان» إن هناك نحو 2080 جامعاً ومسجداً في دبي الآن تمثل منابر ناجحة لنشر قيم التسامح وتنشئة جيل جديد عليها، ومناهضة الفكر المتطرف.

ثقافة العطاء

بداية.. كيف ستدعم دائرة الشؤون الإسلامية مبادرة بنك الطعام في عام الخير؟

لا شك أنّ تخصيص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، يوم الرابع من يناير من كل عام لعملٍ من أعمال الخير فكرة نابعة من ثقافة العطاء والعمل الإنساني التي أرسى دعائمها المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقد كانت لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري ممثلة في قطاع العمل الخيري مبادرات رائدة في مجال بنك الطعام، مثل مبادرة إطعام الطعام.

خطة توعية

ما تفاصيل وأهداف خطة التوعية الدينية التي تشرف على تطبيقها الدائرة على مستوى دبي وعلى ماذا تقوم هذه الخطة؟

بناء على السياسات العامة والتوجهات الاستراتيجية للدائرة، فقد تم إعداد خطة التوعية الدينية على مستوى إمارة دبي بحيث تواكب الواقع، وتلبي احتياجات المجتمع، وتستشرف المستقبل بمنهج وسطي يحقق مقاصد الشريعة، وفي الوقت نفسه يحقق رؤية القيادة الرشيدة التي جعلت من الإمارات مثالاً يحتذى به العالم في المحافظة على الثوابت الدينية، والقيم الأخلاقية، والتعايش المشترك، ونشر قيم التسامح والتيسير في نظم الحياة المتغيرة، ووسط تركيبة سكانية متعددة الجنسيات والأعراق.

وقد اشتملت هذه الخطة الموحدة على جميع المحاور الرئيسة المقررة لها، وتم ربط البرامج العامة ‏والأنشطة التفصيلية بنتائج الرصد المجتمعي، وتوزيع هذه البرامج والأنشطة على الوحدات ‏التنظيمية بما يضمن تكامل الجهود في تنفيذ خطة التوعية الدينية، وتم تحديد الأهداف والفئات ‏المستهدفة في جميع الأنشطة والبرامج، كما تم تحديد زمان ومكان الأنشطة والبرامج وتحديد ‏مكوناتها والاحتياجات الفنية لتنفيذها، وقد تم كل ذلك عبر دراسات ونقاشات واطلاع على أفضل ‏الممارسات.وتطمح هذه الخطة إلى ‏نشر الثقافة الإسلامية الوسطية التي تكفل الأمن والاستقرار وتحقق السعادة، وتعزيز الوعي الديني وترسيخ القيم الأخلاقية التي تجعل المجتمع متلاحماً ومتماسكاً، ‏و‏تحصين المجتمع من الأفكار الهدامة والانحرافات السلوكية.إرشاد وتسامح

ما دور الدائرة في التفاعل مع ركائز التسامح التي أعلنت عنها وزارة التسامح وخاصة الركيزة الأولى وهي الإسلام؟

يتمثل دور الدائرة في هذا الجانب بالتأكيد من خلال الخطب والدروس والمحاضرات والندوات والمؤتمرات والبرامج والأنشطة الدينية المختلفة على نشر قيم التسامح التي جاء بها الإسلام بشكل فعال أكثر من أي وقت مضى، وتنشئة جيل جديد عليها، وإعداد كوادر وقيادات تتنافس فيما بينها على نشرها، ومناهضة الفكر المتطرف المتعصب الذي يخالفها.

• كيف تنظرون إلى نقل الإرشاد والوعظ الديني إلى وسائل الإعلام والتواصل الحديثة؟ وكيف تستثمرون التكنولوجيا في بث رسائل التوعية الدينية خصوصاً مع استخدام هذه الوسائل في بث معلومات دينية خاطئة لا تخلو من إثارة الفتنة؟

تنظر دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بعين الجد والاعتبار إلى وسائل الإعلام ومواقع التواصل الحديثة، إيماناً منها بفاعليتها وأهميتها، وسرعة إيصالها للمعلومات، وضمان وصولها للشرائح المستهدفة، فضلاً عن تميز الإعلام الجديد بالتفاعلية ورخص الوسيلة واهتمام جميع الأفراد بها. ومن ثم فإن الدائرة تواكب هذا التوجه، وتستثمر هذه التكنولوجيا في بث رسائل التوعية الدينية، من خلال الحلقات الدينية التوعوية في حساب الدائرة على الانستغرام، والبرامج الدينية في الإذاعة والتلفزيون كبرنامج «هذا والله أعلم» وهو برنامج فتاوى دينية، وبرنامج «تفسير القرآن الكريم» وهو برنامج ديني علمي ثقافي، وبرنامج «مع الله» وبرنامج «نور على نور» وبرنامج «الهدي النبوي» وبرنامج «خواطر» وكلها برامج دينية دعوية تثقيفية.كما تواكب التوجه من خلال برامج المناسبات الدينية والوطنية كالهجرة والمولد النبوي والإسراء والمعراج ويوم زايد للعمل الإنساني، التي تبث عبر الإذاعة والتلفزيون، وبرنامج «قراء دبي»، الذي تستضيف فيه الدائرة مشاهير القراء من العالم الإسلامي لصلاة التراويح في شهر رمضان المبارك.

وقد تبنت الدائرة مفاهيم الابتكار في بيئة العمل الحكومي لإسعاد المتعاملين والمجتمع من خلال تطبيق متطلبات منظومة الجيل الرابع للتميز الحكومي، حيث بادرت الدائرة الى وضع خطة متكاملة اشتملت على حزمة من المبادرات والخطوات العملية لتحقيق ذلك، منها على سبيل المثال مبادرة أفكار، ومبادرة معا نبتكر، ومبادرة رواد الابتكار، ومبادرة المنصة الذكية للابتكار، ومبادرة صندوق الابتكار، وغيرها.

أنشأتم قسماً خاصاً برعاة المساجد ضمن إدارة خدمة المتعاملين في الدائرة، فما الهدف والرسالة من تخصيص كادر وظيفي لهؤلاء الرعاة؟

قمنا بهذه الخطوة لفهم احتياجات رعاة المساجد والمتبرعين وتقديم الخدمات لهم، وتعريفهم برؤية وقيم الدائرة وهويتها المؤسسية ومشاريعها وأنظمتها وإجراءاتها ومجالات التبرع المتاحة وتقديم الاستشارات لهم من خلال إعلانات ومطويات ولقاءات وزيارات وإرسال تقارير دورية لهم، عطفاً على تنظيم عملية الاتصال والتواصل والحوار معهم بهدف تحسين وتطوير وتعزيز عملية التواصل، واستقطاب متبرعين لجلب أموال الزكاة والصدقات والتبرعات المختلفة.

وكيف تتواصلون معهم وتشجعونهم؟

الدائرة تتعاون معهم في بناء المساجد والمشاريع الخيرية الأخرى المخطط تنفيذها مستقبلاً، وتبين لهم الإجراءات المطلوبة لعملية البناء، وتتمثل آلية التشجيع التي بدأناها هذه السنة بالتركيز على الاجتماع معهم، ونشر هذه اللقاءات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لحث المجتمع على التبرع، وأيضاً عن طريق تنسيق زيارات وعرض وتسويق بعض المشاريع وخاصة الأراضي التي تم تخصيصها لبناء المساجد، وأيضاً عن طريق قنوات التواصل الاجتماعي المختلفة والزيارات المتبادلة.

كم عدد المساجد في دبي وهل ترون حاجة المناطق إلى المزيد؟

لدينا في إمارة دبي الآن نحو 2080 جامعاً ومسجداً بما فيها المناطق الريفية، ويتم تحديد الأراضي على حسب حاجة المنطقة بعد الدراسة التي تتم عن طريق إدارة الهندسة ورعاية المساجد بالدائرة، ومن ثم تحويل الأراضي المخصصة لبناء المساجد إلى قسم علاقات المتبرعين للتسويق لهذه الأراضي التي تم تخصيصها واستقطاب متبرعين جدد، كما يوجد اتفاق مع البلدية يقضي بأنه عندما يتم إنجاز 30 % من الخدمات والبنية التحتية الخاصة بالمناطق السكنية الجديدة، وكذا بعد إشغالها بالنسبة ذاتها من السكان، فإننا نباشر بإنشاء مساجد جديدة، حيث إن لكل منطقة جامعاً و 4 مساجد، بما في ذلك المناطق القريبة من الطرق الخارجية، ويشترط أن تكون هناك مسافة 500 متر بين كل مسجد ومسجد.

ــ خطة توعية دينية شاملة تواكب الواقع وتلبي احتياجات المجتمع بمنهج وسطي

ــ استثمار وسائل التواصل لبث رسائل التوعية الدينية الصحيحة

ــ حزمة مبادرات وخطوات تترجم توجهات الحكومة الخاصة بالابتكار والسعادة

ــ إنشاء قسم خاص لرعاة المساجد والمتبرعين لخدمتهم وتعزيز التواصل معهم

 

10.000.000

أكد الدكتور حمد الشيباني اهتمام الدائرة البالغ بتأهيل المساجد ورعايتها وبنائها في منطقة حتا، حيث تواكب دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي في ذلك الخطة التوسعية لتطوير منطقة حتا.

وقال الشيباني إن هناك نحو 26 مسجداً في حتا، منها 3 ستتم إعادة بنائها، وهي كل من مسجد القصر، ويتسع لـ550 مصلياً، ومسجد جيما ويتسع لـ250، ومسجد الظهرة ويتسع لـ250 أيضاً، وسيتم إنجازها خلال أبريل المقبل بتكلفة 10 ملايين درهم. كما سنبني مساجد أخرى في المجمع الإسكاني الذي تم البدء بإنشائه من قبل مؤسسة محمد بن راشد للإسكان، إضافة إلى مسجد آخر قيد الإنشاء يتسع لـ800 مصلٍّ.

تبرعات

لا نية لإنشاء صندوق زكاة في دبي

نفى المدير العام لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي نية الدائرة إنشاء صندوق أو مركز مستقل للزكاة والصدقات أسوة بالصندوق القائم في أبوظبي.

وقال: «تقوم الدائرة بجميع إداراتها بعمل متكامل في جميع مهامها واختصاصاتها، ومن ضمن هذه المهام قبول أموال الزكاة وصرفها في وجوهها المقررة شرعاً، وكذلك حث الجمهور على أداء هذه الفريضة، وبالتالي فإن فكرة إنشاء صندوق للزكاة في دبي غير واردة الآن». وأضاف الشيباني أنه استناداً إلى الآلية التي تم استحداثها لعام 2016، فالمتبرع أمامه خياران لرعاية المساجد، فإما أن يلتزم برعاية جميع الأمور التشغيلية من صيانة ونظافة ورواتب العاملين وتوفير التأمين الصحي لهم والحصول على تصاريح للأنشطة الدينية من الجهة المعنية قبل تنفيذ أي نشاط ديني، وإما أن يسلّم المسجد للدائرة بالكامل، ويلتزم بعدم تدخله في شؤونه.

17500

أنهت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي استبدال أكثر من 17500 مصحف بمصحف الشيخ مكتوم، وذلك في 206 مساجد حتى الآن.

وقال الدكتور حمد الشيباني، المدير العام للدائرة، إنه تم التنسيق مع جمعية دبي الخيرية لتسلُّم المصاحف القديمة وتصديرها إلى الدول الإفريقية والدول التي تحتاج إليها خارج الدولة.

من جهة أخرى، تشرف الدائرة على مشاريع الجمعيات الخيرية العاملة في إمارة دبي داخل الدولة، كالخيام الرمضانية، وحصالات جمع التبرعات، والفعاليات الخيرية، والحملات الإغاثية، أما خارج الدولة فتشرف على مشاريع هذه الجمعيات نفسها، كالمساجد، والآبار، ودور الأيتام، وتعمل على التأكد من إنجاز فعاليات هذه الجمعيات في المجتمعات في ضوء مهامها وخططها.

Email