رئيس قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة في المؤسسة لـ«البيان»:

«زايد للرعاية الإنسانية» تقدم 27 خدمة بمعايير عالمية لذوي الإعاقة

■ مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية توفر متطلبات تطوير مهارات ذوي الإعاقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما يميز قضايا الإعاقة في دولة الإمارات، الاهتمام الفعلي من قبل قيادتنا الرشيدة، ورعايتها لجميع فئات الإعاقة، والسعي نحو تذليل كل العقبات التي تواجهها من خلال إصدار التشريعات والمبادرات التي تهتم بتأهيل المعاقين، والعمل على دمجهم في المجتمع ليؤدوا دورهم المنشود في دفع عجلة التنمية.. هذا ما أوضحه عبدالله إسماعيل الكمالي، رئيس قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة، في مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية في حواره لـ «البيان»، مشيراً إلى أن المؤسسة تقدم 27 خدمة متوافقة مع أعلى المعايير العالمية وكل منها تضيف لذوي الإعاقة مهارات جديدة:

طموحات وتوجيهات

وأكد الكمالي أن هناك جهوداً مبذولة عدة لتطوير الخدمات التي تقدمها المؤسسة بما يلبي طموحات وتوجيهات القيادة الرشيدة، وبما يتوافق مع المعايير الدولية، لاسيما وأن هناك توجهاً في المؤسسة خلال المرحلة المقبلة لأن تكون فلسفة مراكز الرعاية والتأهيل التابعة لها على مستوى أبوظبي والتي يصل عددها إلى 18 مركزاً موزعة في أبوظبي والمنطقتين الغربية والشرقية، حيث سيتم توفير خدمات متكاملة في المراكز بما في ذلك التشخيص والتدخل المبكر، المتوفرة فقط حالياً في مركز أبوظبي ومركز العين.

والمؤسسة لديها خدمات كثيرة تقدمها لذوي الاحتياجات الخاصة تصل إلى 27 خدمة وكل منها تضيف للطفل من ذوي الاحتياجات مهارات جديدة، مضيفاً: «الآن في طور تقنين الخدمات الموجودة لتكون بشكل أعمق، ولنضمن وصولها للطفل، والعمل جارٍ على اعتماد خدمات رئيسية وأخرى تابعة وثالثة مساندة، ووضع مؤشرات لكل خدمة والتأكد على أنها مطبقة في الواقع وتمس الطفل بما يضمن أن تصل الخدمات للمستفيدين بأعلى كفاءة ممكنة متوافقة مع أعلى المعايير العالمية».

إيجابيات الدمج

وأشار إلى أن الدولة حققت نقلة نوعية في مفهوم الرعاية الاجتماعية حينما انتقلت بمفهوم رعاية وتأهيل المعاقين، من إطاره التقليدي إلى معناه الحديث والشامل، والذي يكفل تلبية مختلف طموحات ومتطلبات هذه الفئة، ويضمن لهم مشاركة فاعلة مع بقية أفراد المجتمع في جميع مناحي الحياة.

ويأتي النجاح المتميز لمشروع دمج الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الحكومية على مستوى الإمارة بالتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية وعلى رأسها مجلس أبوظبي للتعليم ووزارة التربية والتعليم، حيث نجحت المؤسسة وبالتعاون مع المناطق التعليمية في دمج 370 طالباً وطالبة منذ إطلاق المؤسسة للخدمة في عام 2006، من مختلف الإعاقات البصرية، والسمعية، والجسدية، وصعوبات التعلم، والتوحد، بالإضافة للطلبة المستفيدين من خدمات التدخل المبكر من الإعاقات ذاتها.

علاقة اجتماعية

ولفت إلى أن علاقة الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين مع الطلبة المدمجين ضرورية جداً، لاسيما وأن المؤسسة قامت بدور بارز في تدعيم مراحل الدمج منذ السنوات الأولى لها، بعمل جدول منسق بين الطلاب المدمجين ومجلس أبوظبي للتعليم بتنظيم زيارات «يومية أو أسبوعية أو شهرية»، سواء من مشرفي الدمج أو منسقي الدمج في التعليم.

كما أدخلت المؤسسة خدمة «الموبايل سيرفس»، وتقديم خدمات العلاج الطبيعي والوظيفي إلى مدارس التعليم العام، عقب اعتماد جدول يقوم منسقو الدمج بتنظيمه مع مدارس التعليم العام بموافقة قسم التربية الخاصة في مجلس أبوظبي للتعليم، بمعدل زيارتين في الشهر للطالب، بعد أن كانت تأخذ فترة مرور ثلاثة أشهر أو أطول حتى يحضر الطالب لتلقي خدمة العلاج الطبيعي والوظيفي، وأخذ الجلسات المقررة للطالب.

مضيفاً: «إن الكوادر البشرية تتبوأ أهمية قصوى في عمل المؤسسة لكون المعلم هو من يستطيع توصيل الرسالة للمستفيد، لذا حرصت المؤسسة على استقطاب أفضل الخبرات العالمية في هذا الخصوص، ونفذت سلسلة من البرامج التأهيلية والتربوية بالتعاون مع مؤسسات تعليمية متخصصة لإعداد كوادرها بصورة علمية».

ورش فنية

يعد مشروع ورش العمل والتأهيل المهني الذي أطلقته مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة منذ العام 2007 بالتعاون مع إحدى الوكالات الألمانية المتخصصة من المشروعات الرائدة، ويتم من خلالها توفير فرص عمل لفئات ذوي الإعاقة من التحديات العقلية، ويستهدف المشروع شريحة كبيرة من طلاب المراكز الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 30 عاماً من فئة الإعاقة الذهنية والتوحد وإعاقات أخرى.

وهي ورش فنية وفقاً للمواصفات العالمية الحديثة التي تراعي جوانب الأمن والسلامة والجودة والاتفاق والإنتاج بحيث تُخرّج فنيين مؤهلين يتم الاعتماد عليهم في تشغيل الورش الإنتاجية عقب اجتيازهم فترات التدريب المقررة لهم، كل حسب إمكانياته وقدراته وميوله المهنية.

كما يؤمن المشروع فرص عمل للمواطنين من خريجي المدارس الصناعية أو المعاهد الفنية كمساعدين مدربين لهذه الورش بعد أن يتم تدريبهم من قبل الخبراء الألمان ويمنح الطلاب المتدربين المواطنين راتباً تشجيعياً علاوة على احتفاظهم بوظيفة مدرب مساعد إثر انتهاء فترة التدريب من جهته.

فرص تشغيل

وعن المبادراتٍ التي أطلقتها المؤسسة لإيجاد فرص تشغيل وتوظيف لذوي الإعاقة، أكد الكمالي أن سمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة المؤسسة، أطلق وبحضور أعضاء المجلس والأمين العام البوابة الإلكترونية الخاصة بتوظيف ذوي الإعاقة، وذلك بالتعاون مع مجلس أبوظبي للتوطين في إطار الشراكة الاستراتيجية التي تربط بين الجانبين، وهو إنجاز جديد للمؤسسة ضمن شراكتها المتميزة مع مجلس أبوظبي للتوطين سعياً لتحقيق هدفها الرئيسي بالعمل على إدماج ذوي الإعاقة في المجتمع بصفة عامة .

وأضاف: «كما تسعى المؤسسة من خلال وحدة التوظيف والتهيئة البيئية بقطاع ذوي الإعاقة في المؤسّسة إلى دمج وتأهيل وتدريب أكبر عدد من ذوي الإعاقة، وجعلهم أفراداً فاعلين في المجتمع، وعدد الأشخاص الذين تم توظيفهم منذ إنشاء الوحدة في 2008 ولغاية يونيو من العام الماضي 125 شخصاً».

تسهيلات

وعن مدى ملاءمة المؤسسات الحكومية والخاصة في أبوظبي لاستقبال ذوي الإعاقة من حيث بيئة العمل، قال الكمالي: «من خلال أخصائي التهيئة البيئية في وحدة التوظيف زرنا العديد من المؤسسات والدوائر الحكومية التي قامت بتعديل مبانيها بما يتناسب مع الموظفين من ذوي الإعاقة والمراجعين والزوار لهذه الجهات وأعرب عن تقديره لبعض المؤسسات التي توفر تسهيلات للمراجعين والموظفين من ذوي الإعاقة، وذلك عن طريق تهيئة بيئة العمل من خلال توفير مواقف خارجية خاصة بهم، ووضع مداخل ومخارج خاصة، ودورات مياه خاصة بهم أيضاً.

ويتم أيضاً توفير مكتب تسهيلات خاص لخدمة ذوي الإعاقة، كما يتم التنسيق مع المؤسسات التي تقوم بتوظيف ذوي الإعاقة، لوضع سفير لهم تكون مهمته تذليل الصعوبات التي قد تواجه ذوي الإعاقة في مكان عملهم، كما يقوم بالتواصل مع وحدة التوظيف في مؤسسة زايد للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة وتزويدهم بالتقارير عن الموظف ».

مراكز رعاية

أوضح عبدالله الكمالي أن المؤسّسة تحرص على تقديم الخدمات النوعيّة والمتميّزة لذوي الإعاقة وفق أرقى المعايير العالميّة من خلال عدد من المبادرات والمشاريع الحيويّة التي تنفذها في مختلف المجالات، والتوسّع في عدد من المشاريع الإنشائيّة الجديدة، ومواصلة عمليّة التحسين والتطوير على الخدمات الأولية، والخدمات العلاجية المساندة، والتقييم، والتدخل المبكر، وغيرها من الخدمات المتخصصة التي تقدّمها في مختلف مراكزها المنتشرة على مستوى إمارة أبوظبي، وأضاف: «نعمل على إنشاء مراكز رعاية وتأهيل جديدة في كل مناطق الإمارة، ضماناً لوصول الخدمات لكل فئات ذوي الإعاقة، والعمل على تأهيلهم للاندماج في المجتمع والمشاركة في مسيرة التنمية على أرض الدولة».

خطط مستقبلية

لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة الكثير من الخطط المستقبلية، والكثير من الأولويات خلال الفترة المقبلة، والتي تتمثل في التركيز على تمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة، وتعزيز أدوارهم وحقوقهم في المجتمع عبر تطوير وتقنين آليات التشخيص المبكر للإعاقة بما يحقق التكامل، مع إجراءات الكشف الطبي الذي تنفذه الجهات الصحية، وتهيئة المرافق العامة لملاءمتهم، وإعداد وتنفيذ السياسات التي تُعنى بدمجهم وحماية حقوقهم.

أما الخطة الاستراتيجية للمؤسّسة فستركّز على تأصيل برامج الدمج الأكاديمي والوظيفي والمجتمعي لذوي الإعاقة وفق أفضل الممارسات العالمية، والتحول النوعي في تطوير خدمات الرعاية والتأهيل الشامل للمعاقين، وإبراز الرياضات البدنية والذهنية الفردية والتنافسية .

مشروع الورش

يهدف مشروع ورش العمل والتأهيل المهني إلى تزويد ذوي الإعاقة بالمهارات الوظيفية من أجل التشغيل في سوق العمل أو تأمين فرص عمل في ورش العمل المحمية، وتعميم فكرة الورش الفنية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة كبرامج تأهيل وتشغيل متطورة، والعمل على تشجيع البحث العلمي والاستثمار الأمثل للموارد البيئية المتاحة، إضافة إلى الحصول على ثقة أولياء أمور طلبة ذوي الإعاقة والمجتمع، وتعليم وتدريب مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة ليصبحوا اختصاصي تقنيات تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة.

اهتمام

أكد عبد الله اسماعيل الكمالي أن أهم ما يميز قضايا الإعاقة في الدولة هو الاهتمام الفعلي من قبل القيادة ورعايتها لهم، والسعي نحو تذليل كل العقبات التي تواجههم من خلال إصدار التشريعات والمبادرات التي تهتم بتأهيلهم، والعمل على دمجهم في المجتمع ليؤدوا دورهم المنشود في دفع عجلة التنمية.

وأطلقت المؤسسة العديد من المشروعات والمبادرات التي تصب بخدمة الفئات المشمولة برعايتها، منها: «المشروع الوطني للدمج تحت شعار «حياتنا في اندماجنا» برعاية كريمة من «أم الإمارات» سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة الاتحاد النسائي العام بهدف تحقيق الدمج الشامل لتلك الفئات.

Email