أكد مطر الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، أن دولة الإمارات العربية المتحدة، سخرت كل إمكاناتها لمواكبة التطور التكنولوجي والصناعي، حيث أطلقت استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، التي تركز على الاستفادة من تكنولوجيا النانو، والذكاء الاصطناعي، والأجهزة الذكية، والتعاملات الرقمية في جميع المجالات، ومن بينها مجال التنقل الذي يشمل توفير وسائل تنقل أرضية وجوية وبحرية ذاتية القيادة تكون إدارتها بالكامل من خلال أنظمة الذكاء الاصطناعي، كما أعلنت دبي مؤخراً تأسيس (مركز الثورة الصناعية الرابعة الإمارات) بهدف تطوير خطط العمل والتطبيقات وحوكمة التكنولوجيا المتعلقة بها.
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الرئيسة بعنوان (مستقبل التنقل في عصر الثورة الصناعية الرابعة) في القمة العالمية للحكومات 2019.
وقال: نحن في دولة الإمارات العربية المتحدة محظوظون بالرؤية المستقبلية لقيادتنا الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله) وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فقيادتنا بدأت مبكراً مسيرة استشراف وصناعة المستقبل، حيث يوجد في الإمارات أطول مترو دون سائق في العالم منذ عام 2009، وتجاوز عدد مستخدميه مليار راكب في نهاية عام 2017.
صناعة المستقبل
وأوضح مطر الطاير أن هيئة الطرق والمواصلات طورت في إطار جهودها لاستشراف وصناعة المستقبل، منظومة عمل لمراقبة وتحليل التوجهات المستقبلية المحلية والعالمية ودراسة السيناريوهات المختلفة، فعلى صعيد التنقل ذاتي القيادة، أطلقت حكومة دبي عام 2016، استراتيجية متكاملة للمركبات ذاتية القيادة، تهدف إلى تحويل 25% من إجمالي الرحلات إلى رحلات ذاتية القيادة بحلول عام 2030، وتقدر نسبة الرحلات بوسائل ذاتية القيادة في دبي حالياً بنحو 9%، أما في مجال الذكاء الاصطناعي، فالثورة الصناعية الرابعة تسعى للوصول إلى أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على اتخاذ قرارات ذكية ذاتية، مستفيدة من البيانات الضخمة والقدرات الحاسوبية المتطورة، فعلى سبيل المثال، يتعامل مركز التحكم الموحد لأنظمة النقل والطرق التابع للهيئة، مع قرابة 75 مليون معلومة يوميا، فيما يعالج مركز دعم القرار قرابة 615 مليون معلومة، مشيراً إلى أن الهيئة أطلقت حزمة من المشاريع في مجال الذكاء الاصطناعي، أهمها مركز التحكم المروري الذي سيجري تشغيله في منتصف عام 2020، قبل انطلاق معرض إكسبو 2020، ويستخدم المركز الذكاء الاصطناعي لتحقيق ثلاثة أهداف هي دعم إدارة الفعاليات الكبرى مثل إكسبو 2020، والتنبؤ بحركة المرور وإدارتها وإعداد خطط الاستجابة السريعة واتخاذ القرارات بشكل آني، ورصد الحوادث والحالات الطارئة وخفض زمن التعامل معها.
وأضاف فيما يتعلق بالتنقل المشترك، فقد وضعت الهيئة نهاية العام الماضي خطة شاملة للتنقل المشترك 2030 في دبي، تشمل تطوير وتوفير وسائل التنقل للميل الأول والأخير، وتعزيز تكاملها مع وسائل النقل العام، وأطلقت الهيئة في نهاية عام 2017 نظام «سهيل» منصة متكاملة لجميع وسائل النقل المتوفرة في الإمارة، وبلغ عدد مرات استخدام النظام قرابة 850 ألف رحلة، كما طبقت الهيئة في 2017، مبادرة المركبات المشتركة، ويقدر عدد المركبات حالياً بـ(400) مركبة مشتركة (car sharing) وسيزيد العدد إلى 1400 مركبة بحلول عام 2030، وطبقت كذلك خدمة الحافلات الصغيرة حسب الطلب في منطقتين بدبي، وتتضمن الخطة زيادة عدد المناطق إلى 12 منطقة بحلول عام 2030، وتستكمل الهيئة حالياً الإجراءات اللازمة لتطبيق نموذج Peer-to-Peer الذي يسمح بمشاركة المركبات الخاصة لأغراض التنقل.
مؤكداً أن مبادرات هيئة الطرق والمواصلات في مجال أنظمة النقل المستدامة، ساهمت في خفض استهلاك الوقود بحوالي 285 مليون لتر سنويا، وخفض ملوثات ثاني أكسيد الكربون بحوالي 50 ألف طن سنويا.
حكومة المستقبل
وحدد المدير العام ورئيس مجلس المديرين في الهيئة، الدور المستقبلي للقطاعات الحكومية لمواكبة المتغيرات المتسارعة، في خمسة محاور رئيسة هي استشراف المستقبل، والحوكمة والتشريعات، وتطوير العلاقة مع القطاع الخاص، وتطوير منظومات العمل المناسبة للمستقبل، وتشجيع البحث والتجارب والتطوير، مشيراً إلى أن دولة الإمارات بادرت إلى إطلاق استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل، وعلى المستوى المحلي، أطلقت حكومة دبي عدة مبادرات، منها (مجالس دبي للمستقبل) وتشمل 13 مجلسا تهدف إلى رسم ملامح المستقبل وتحويل الأفكار الناجحة إلى واقع ملموس، بينها مجلس دبي لمستقبل النقل، وشاركت هيئة الطرق والمواصلات بإطلاق عدة مبادرات ضمن برنامج دبي X10، مثل (بوابات المدينة للمطار) لتسهيل إجراءات السفر من مختلف الأماكن في دبي، ومبادرة (مركبات أذكى.. استجابة أسرع) باستعمال الذكاء الاصطناعي لخفض زمن الاستجابة للحالات الطارئة، ومبادرة (طرق مستدامة ومبتكرة) لتطوير مجموعة من مشاريع إنتاج الطاقة المتكاملة، إلى جانب مشاريع أخرى مع الشركات الناشئة في مسرعات المستقبل، مثل مشروع وحدات التنقل الذكية المتصلة.
وأضاف: المتغيرات الكبيرة في أدوار القطاعات الحكومية والخاصة، تتطلب منظومة تشريعات متكاملة تحقق هدفين أساسيين هما المحافظة على الأمن والسلامة والخصوصية، وتنظيم العلاقة مع القطاع الخاص فيما يتعلق باختبار وتشغيل التقنيات وتطبيق نماذج العمل الجديدة، مشيراً إلى أن الهيئة أطلقت في هذا الصدد مبادرة المركبة الجوية ذاتية القيادة، وتتعاون حالياً مع الهيئة العامة للطيران المدني وهيئة دبي للطيران لوضع التشريعات اللازمة لتشغيل تلك المركبة في إمارة دبي، كما تنظمت العلاقة مع شركات الحجز الإلكتروني (أوبر وكريم) منذ عام 2016، وتوجت هذه العلاقة بعقد شراكة استراتيجية مع شركة "كريم" لتقديم خدمات مركبات الأجرة بجودة خدمات الحجز الإلكتروني نفسها، وسيجري إطلاق الشركة في شهر أبريل 2019، وفيما يتعلق بتطوير العلاقة مع القطاع الخاص، عززت الهيئة شراكتها مع جامعتي خليفة ودبي لتطوير أنظمة الروبوتات وأنظمة المركبات ذاتية القيادة، ومع شركة (دو) لتوفير خدمة الإنترنت المجانية في (10) آلاف مركبة أجرة، كما تتعاون مع شركات عالمية لتفعيل استخدام بطاقة نول وسيلة دفع في المرافق العامة والمتاجر لتصبح جزءاً من أسلوب الحياة.
الطاير: قيادتنا الرشيدة بدأت مبكراً لاستشراف وصناعة المستقبل
— صحيفة البيان (@AlBayanNews) ١١ فبراير ٢٠١٩
https://t.co/0sxvnNt4Sj
@WorldGovSummit
#WorldGovSummit
#القمة_العالمية_للحكومات
#البيان_القارئ_دائما pic.twitter.com/T6qOPbxsCu
العمل الحكومي
وأكد الطاير الحاجة لتطوير منظومات العمل الحكومي بما يتناسب مع التطورات المستقبلية، مثل تطوير أسس تخطيط المدن وتخطيط البنية التحتية للنقل بما يتناسب مع المتطلبات المستقبلية، وتطوير أساليب تحديد متطلبات وتوقعات المتعاملين وقياس مستوى سعادتهم، فعلى سبيل المثال تطبق هيئة الطرق والمواصلات تقنيات الذكاء الاصطناعي لقياس مستوى سعادة 35 ألف متعامل، كما تستخدم بيانات مركز التحكم الموحد لإدارة عمل مركبات الأجرة ومركبات الليموزين، مشيراً إلى أهمية تشجيع البحث والتجارب والتطوير لمواكبة المتغيرات المتسارعة، وفي هذا الصدد أطلقت هيئة الطرق والمواصلات في عام 2018، (تحدي دبي العالمي للمركبات ذاتية القيادة) الأول من نوعه لدعم البحث والتطوير العالمي، وستنظم في أكتوبر المقبل (مؤتمر دبي العالمي للتنقل ذاتي القيادة) الذي يعد أول مؤتمر من نوعه يـُنظم عالمياً من قبل جهة حكومية، كما تدرس الهيئة إطلاق مختبر التنقل الذكي الذي يعد أول مختبر في العالم يتضمن منطقة مخصصة لإجراء التجارب على الوسائل الجوية والأرضية ذاتية القيادة.
وأعرب مطر الطاير في ختام كلمته عن تفاؤله بمستقبل قطاع النقل عالمياً.
وقال:"نعلم أن التطورات والتحديات المستقبلية في مجال النقل ستكون كبيرة بكل المقاييس، ونحن على استعداد للتعامل مع تلك التطورات والتحديات".