أكدت مشاركات في القمة العالمية للحكومات، التي أقيمت أعمالها الأسبوع المنصرم في دبي، إن الاستماع إلى الشباب وإعطائهم المساحة الكافية للتعبير عن آرائهم وإمكانياتهم بداية الطريق لتمكينهم، مؤكدات أن أبرز التحديات التي تواجه الجيل الفتي تتلخص في الضغوطات الاقتصادية وغياب الفرص الوظيفية وسطوة التكنولوجيا التي أفقدتهم هويتهم وجعلتهم تائهين علاوة على مشاعر الإحباط التي انتشرت نتيجة للظروف السياسية الماثلة في أكثر من دولة عربية.

صوت

ولفتن إلى وجوب وضع اليد على الجرح؛ لحماية مستقبل الأمة على اعتبار أن الشباب هم جوهر التغيير ومحوره، وهو ما أكدته المهندسة حصة الهرمي مدير إدارة المشاريع رئيسة قسم المشاريع الصغيرة في بلدية دبي والتي تنتمي للفئة الشابة، ذاكرة انه «ينبغي على جميع الحكومات أن تستمع لصوت الشباب، كما أن على المسؤولين في كل الإدارات أن يثقوا بقدرات الشباب ومنحهم الفرصة كاملة غير منقوصة، وعدم ركنهم على اعتبار أن تجربتهم لا تزال غضة وبلا خبرات».

وتحدثت الهرمي بأن البعض يظلم الخريج بترديد عبارة بلا خبرة ورفض توظيفه لهذا السبب ونحن اليوم في دولة الإمارات نجد التشجيع من قيادتنا التي تولي أهمية كبرى للشباب وتسعى إلى دعمهم وتذليل العقبات أمامهم.

مفاهيم

أما هدى الهاشمي مدير إدارة مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي فترى أن القيادات الشابة دائما تحدث فرقاً في العمل كونهم يحملون مفاهيم جديدة مختلفة، وفكراً مغايراً في ظل متغيرات متلاحقة، والتحدي هنا في كيفية الحفاظ على قيمنا وتقاليدنا، والتعامل في نفس الوقت مع التطور فقادتنا واكبوا المتغيرات في إطار من الاحترام والحفاظ على منظومة القيم.

وأضافت إن الشباب يريدون من يستمع لصوتهم، ومن يمنحهم الفرصة لعرض امكانياتهم وهذا جزء من الحلول للتحديات التي تحيق بالدماء الشابة.

مخرجات

من جانبها، قالت شمسة صالح المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمرأة والأمين العام لمجلس التوازن بين الجنسين إن مخرجات التعليم لا تتوافق مع متطلبات سوق العمل ما يضع الخريجين الطموحين أمام عقبة حقيقية، مشيرة إلى أن الكفاءة لا عمر ولا جنس لها ويجب أن تفهم الإدارات دور الشباب وأهمية وجودهم لأنهم دوماً يفكرون خارج المألوف، وبالتالي فإن استثمار إمكانياتهم أمر حتمي وضروري، إضافة إلى العمل على توسيع قاعدتهم المعرفية وإشراكهم في التخطيط.

ولفتت صالح إلى أن البنية الديمغرافية الخصبة ميزة في الوطن العربي حيث إن غالبية السكان هم من الشباب، وهو الأمر الذي تجد فيه مروة السويدي طالبة الدراسات العليا في القانون الدولي وحقوق الإنسان في أكاديمية شرطة دبي مسألة هامة جدا على الحكومات العربية أن تضعها بعين الاعتبار، مقترحة على النطاق المحلي إيجاد وزير دولة لحقوق الإنسان يكون من الفئة الشابة، إصافة إلى فتح مجالات العمل في التخصصات النوعية الجديدة كحقوق الإنسان التي تدرسها.

طاقة

قالت مروة السويدي نحن محظوظون في الدولة كون القيادة الحكيمة تؤمن بالطاقات الشابة وتعطيها الفرصة للتعبير عما لديها من إمكانيات، مشيرة إلى أن تعيين وزيرة للشباب هو إنجاز يحسب للدولة، مؤكدة أن هناك العديد من الوظائف الحساسة التي يشغلها شباب واستطاعوا أن يعطوا الثقة للحكومة من خلال ما انجزوه.