في ظل سعي مزيد من الدول إلى استخدام الطاقة النووية

جلسة مستقبل الطاقة النووية: الأمان والسلامة يتصدران أولويات العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكل تحقيق معايير الأمن والسلامة داخل وخارج مؤسسات الطاقة النووية أبرز التحديات التي ينبغي على دول العالم معالجتها في خضم سعي العديد من البلدان إلى بناء محطات نووية، ويمكن للطاقة النووية أن تسهم بشكل ملحوظ في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة وتحسين أمن الطاقة وتأمين احتياجات الطاقة بكميات كبيرة بشكل يلبي متطلبات أعداد السكان المتزايدة ويساعد على تعزيز التنمية، جاءت هذه التعليقات في اليوم الختامي للقمة العالمية للحكومات 2017 خلال جلسة بعنوان «مستقبل الطاقة النووية».

وشارك في الجلسة كل من يوكيا أمانو، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفيليب جاميت، المفوض السابق لسلطة السلامة النووية الفرنسية، وأدارها حمد الكعبي، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وتحدث خبراء قطاع الطاقة خلال الجلسة عن وضع أطر عمل وتنفيذها لتمكين دول معينة من تطوير مشاريع الطاقة النووية بطريقة شفافة وفعالة.

أغراض مدنية

وقال يوكيا أمانو إن حوالي 30% من البلدان النامية تفكر باستخدام الطاقة النووية للأغراض المدنية، وهي بحاجة إلى الدعم لاستخدامها بشكل آمن ومستدام.

وفي إطار الحديث عن الدروس المستفادة من الكوارث المتعلقة بالمفاعلات النووية مثل تشرنوبل وفوكوشيما وجزيرة الثلاثة أميال، قال فيليب جاميت: «علمتنا التجربة أنه علينا أن لا نعتبر حساباتنا وتوقعاتنا وكأنها مسلمات، فالحوادث المؤسفة الماضية كانت مؤشراً على ضرورة وضع معايير الأمن والسلامة كأولوية لدى الدول التي خاضت غمار مجال الطاقة النووية أو تعتزم الدخول فيه.

 ومن جانب آخر، تعمل بعض الدول حالياً على التخلص من النفايات النووية التي يمكن أن تسبب مشاكل بيئية وصحية جمّة، وعلى تلك الدول أن تعمل أولاً على كسب توافق شعبي يمنحها الضوء الأخضر لبناء مرافق ضخمة للتخلص من هذه النفايات ويستمر عملها على مدى طويل».

معايير عالية

من جانبه، قال أمانو: تضع الوكالة الدولية للطاقة الذرية نصب عينيها تأسيس معايير عالية تسهم في الحد من الانبعاثات الكربونية وتحقق مستويات عالية من الأمن والسلامة وتضع أهدافاً مرحلية للتخلص من النفايات النووية، كما تقوم الوكالة بالحرص على عدم زيادة الانتشار للأسلحة النووية.

وفي ظل توقعات الأمم المتحدة بارتفاع عدد سكان العالم من 6.7 مليارات شخص في 2011 إلى 8.7 مليارات بحلول العام 2035، من المتوقع أيضاً ارتفاع الطلب على الطاقة، فضلاً عن استمرار التوجه نحو التمدّن من 52% في 2011 إلى 62% بحلول العام 2035 إلى أن تصل لـ70% عالمياً بحلول 2050. كما أن تمكين السكان من النفاذ الدائم إلى الغذاء والمياه يحتاج إلى الطاقة.

وفي ختام الجلسة، أثنى أمانو على التزام دولة الإمارات بأعلى المعايير العالمية منذ بداية عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع الدولة، وأشار إلى تعاون الوكالة مع جامعة خليفة عند الإعداد لكلية لتأهيل الكوادر للعمل في مجال الطاقة النووية في الإمارات.

Email