مطر الطاير خلال مشاركته في القمة العالمية للحكومات:

رؤية محمد بن راشد تُحوّل دبي لريادة التنقل ذاتي القيادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد مطر الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين لهيئة الطرق والمواصلات، أن التنقل ذاتي القيادة أصبح أمراً واقعاً يجري تطويره بشكل مستمر، حيث تم اختبار هذه التقنية في دبي وسنغافورة والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، مشيراً إلى أن حكومة دبي التي تطمح بتبوؤ الريادة في التنقل ذاتي القيادة بحلول عام 2030، هي التي تقود هذه العملية في الإمارة.

في حين تتولى الشركات الخاصة هذا التحول في العديد من دول العالم، حيث اطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، استراتيجية دبي للتنقل الذكي ذاتي القيادة، التي تهدف إلى تحويل 25% من إجمالي الرحلات إلى رحلات ذاتية القيادة بحلول عام 2030، وستحول رؤية سموه دبي للريادة في التنقل ذاتي القيادة.

وتوقع الطاير، في كلمته في الجلسة الرئيسة بعنوان التنقل الذاتي القيادة، تحديات عالمية وفرص مستقبلية، خلال القمة العالمية للحكومات 2017، أن تصل نسبة الرحلات التي تتم بمترو دبي ذاتي القيادة إلى 12.2% عام 2030 مقارنة بـ 8.8% عام 2016، وأن تصل نسبة الرحلات التي تتم بالحافلات ذاتية القيادة إلى 6.4% عام 2030.

فيلم

وعرض الطاير في كلمته فيلماً قصيراً للمركبة الجوية ذاتية القيادة التي تقوم هيئة الطرق والمواصلات بتجربتها في سماء مدينة دبي بالتعاون مع شركة EHANG الصينية، وتعتبر أول مركبة جوية ذاتية القيادة في العالم قادرة على حمل إنسان.

وقال الطاير: «المركبة الجوية المعروضة في القمة العالمية للحكومات ليست نموذجاً فقط، فقد قمنا بتجربة المركبة والتحليق بها في سماء دبي، مؤكداً أن الهيئة ستبذل قصارى جهدها لوضع المركبة الجوية ذاتية القيادة في حيز التشغيل في شهر يوليو المقبل».

5 مستويات

واستعرض الطاير الوضع القائم في منظومة التنقل ذاتي القيادة وخاصة من وجهة نظر الحكومات، واستراتيجية دبي للتنقل الذكي ذاتي القيادة والفوائد المتوقعة منها، موضحا أن البحوث والدراسات المتعلقة بالتنقل ذاتي القيادة بدأت منذ عدة عقود تمثلت بإضافة خصائص محدودة للقيادة الذاتية في بعض المركبات، وتطورت هذه البحوث والتقنيات حتى وصلت لما هي عليه الآن من مستويات متقدمة، حيث دخلت شركات البرمجيات في مجال التنقل ذاتي القيادة في السنوات العشر الأخيرة، فعلى سبيل المثال «استثمرت شركة ابل 10 مليارات دولار في iCAR.

كما أجرت الشركات المصنعة للسيارات مثل ديملر وفولفو وتسلا، عدة تجارب ناجحة وفريدة في هذا المجال»، مشيراً إلى وجود 5 مستويات للتنقل ذاتي القيادة وفقاً لتصنيف جمعية مهندسي السيارات الأميركية، حيث يقتصر المستوى الأول على التوقف الذاتي للمركبة عند اقترابها من أي عائق، فيما تكون المركبة في المستوى الخامس قادرة على إنجاز أي رحلة تحت أي ظروف دون أي تدخل بشري.

تدخل

وأضاف: إن التقنيات المتوفرة تجاريا تقع حالياً في المستوى الثالث، حيث تسمح للمركبة بالقيادة الذاتية لفترات محدودة في الظروف العادية ولكنها تحتاج لتدخل السائق عند حدوث أي متغيرات، أما البحوث والدراسات فهي حالياً بين المستويين الرابع والخامس.

حيث تقوم بعض الشركات بتجربة مركبات ذاتية القيادة على مسارات مُعرّفة وغير مُعرّفة مسبقاً، موضحاً أن الحكومات حول العالم انفقت أكثر من 600 مليون دولار لدعم البحوث الخاصة بهذا المجال، وهذا الرقم لا يشمل المبالغ التي تم إنفاقها من قِبل الشركات الخاصة، حيث تم توجيه بعض هذه الاستثمارات لتأسيس مراكز اختبارات وأبحاث في أماكن عديدة تشمل سنغافورة، وكاليفورنيا، وميتشغن، وتايوان، والسويد.

فعلى سبيل المثال تم في ولاية ميتشغن إنشاء مدينة متكاملة لأبحاث التنقل الذاتي تسمى M City، وزُودت هذه المدينة التي تقع على مساحة 130 ألف متر/‏2، ببنية تحتية كاملة تشمل تقاطعات وإشارات ضوئية ومباني، حيث تسمح هذه المدينة ومثيلاتها بإجراء تجارب للسيناريوهات المختلفة المتعلقة بالظروف الجوية، والتفاعل مع المركبات ووسائل المواصلات الأخرى، كما تم توفير مختبرات للتأكد من قابلية هذه التكنولوجيا لتحقيق معايير السلامة والأمان المروري.

ريادة

وقال الطاير: تمكنت دبي خلال سنوات قليلة من احتلال موقع جيد على مستوى العالم في هذا المجال، وذلك بفضل رؤية القيادة الرشيدة التي حددت مستهدفاً واضحاً وهو تحويل 25% من إجمالي الرحلات إلى رحلات ذاتية القيادة بحلول عام 2030، ويعد مترو دبي أطول مترو بدون سائق في العالم، ينقل أكثر من 600 ألف راكب يومياً، وكذلك تشغيل ترام دبي الذي يحتوي على بعض تقنيات القيادة الذاتية وستتضمن المرحلة الثانية منه تجربة ترامات ذاتية القيادة بشكل كامل.

كما بدأت دبي في التشغيل التجريبي لمركبات وحافلات صغيرة ذاتية القيادة، وأيضاً التشغيل التجريبي لقوارب ذاتية القيادة، ودراسة توفير حافلات سريعة ذاتية القيادة، وكذلك دراسة توفير مركبات أجرة ذاتية القيادة مع شركات عالمية، وتطبيق مبادرات لتغطية الميل الأول والأخير بالشراكة مع القطاع الخاص ومنها نظام التأجير بالساعات U-Drive, E-Kar، والبدء بتوفير البنية التحتية المناسبة للمركبات الكهربائية والصديقة للبيئة، والتي قد تتحول مستقبلا إلى مركبات ذاتية القيادة.

مؤكداً أن دبي تطمح لتتبوأ موقعاً ريادياً بحلول عام 2030 من خلال، استراتيجية متكاملة للتنقل الذكي ذاتي القيادة مع تحديد مستهدفات واضحة، وسن وتطبيق التشريعات المطلوبة، وبناء شراكات استراتيجية مع جامعات ومراكز بحثية وشركات متخصصة.

8 ممكنات.. وفوائد

قال مطر الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين لهيئة الطرق والمواصلات، إنه للتغلب على التحديات العالمية والمحلية للتحول للتنقل ذاتي القيادة، تم تحديد 8 ممكنات سيتم العمل عليها بشكل متواز وهي، سن التشريعات والقوانين المتعلقة بالمركبات ذاتية القيادة، وتعزيز سلوك وتقبل المجتمع لهذه التكنولوجيا، ووضع شروط ولوائح لترخيص المركبات ذاتية، وتعديل لوائح التأمين، وتنفيذ متطلبات البنية التحتية، ومكافحة القرصنة الإلكترونية، وتحقيق الاتصال بين المركبات، وبناء خرائط عالية الدقة.

مؤكداً أن تطبيق التنقل ذاتي القيادة يحقق العديد من الفوائد، و«قد بدأنا في دبي بتحقيق جزء من هذه الفوائد في مترو دبي ذاتي القيادة، حيث تحسّن الالتزام بجدول الرحلات بنسبة 6.4% مقارنة بأنظمة قطارات عادية، وانخفاض التكلفة التشغيلية بنسبة 7%».

وتوقع أن يكون لاستراتيجية دبي للتنقل ذاتي القيادة فوائد اقتصادية تقدر بنحو 22 مليار درهم سنوياً، إلى جانب خفض مصاريف التنقل بحوالي 44%، وتقليل الطلب على المواقف بنسبة 50%، وتقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة 12%، والحد من الحوادث المرورية والخسائر الناتجة عنها بنسبة 12%، وكذلك رفع معدلات السعادة للسكان من خلال توفير خيارات جديدة للتنقل.

نجاح

وأضاف: إن نجاح استراتيجية التنقل ذاتي القيادة يعتمد على عدة عوامل، منها شمولية ودقة المعلومات وتبادلها بشكل فعال، ولتحقيق ذلك تقوم الهيئة حالياً ببناء مركز موحد لدمج كل المعلومات من جميع وسائل النقل، وسيتم افتتاحه قريباً، وكذلك بناء الشراكات الفعالة مع شركات وجامعات عالمية.

حيث وقعت الهيئة مؤخراً اتفاقيات مع شركات عالمية مثل Daimler وNext Future Transport وHyperloop One، كما تقوم الهيئة بإجراء اختبارات ميدانية مع شركة Easy Mile، إلى جانب إقامة تحالفات مع جامعات ومراكز أبحاث عالمية لإجراء بحوث في مجال التقنيات ذاتية القيادة بما يتناسب مع متطلبات إمارة دبي.

وأعرب الطاير عن تفاؤله بالمستقبل الواعد للمركبات ذاتية القيادة، وقال: «قريباً ستكون الرحلة بالمركبة ذاتية القيادة أشبه بركوب المصعد الكهربائي، فجميعنا يثق في الصندوق المغلق الذي ينقلنا من مستوى إلى آخر، لأننا نعلم انه آمن وجاهز وتم اختباره، وهذا ما تعمل هيئة الطرق والمواصلات على تحقيقه من خلال استراتيجية المركبات ذاتية القيادة والمبادرات المنبثقة عنها».

Email