«مستعدون للمستقبل» يستشرف التوجهات التعليمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلقت أمس فعاليات ملتقى المواد الدراسية الرابع (مستعدون للمستقبل)، الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم على مدار يومين، افتراضياً، لتكثيف الجهود الوطنية الحكومية والمجتمعية للمشاركة في بناء مستقبل الإمارات للمعلمين، ولتمكين المعلمين من المهارات والمعارف الحديثة، وتحفيزهم على تبني نهج استباقي يستشرف التحديات، ومساعدتهم على تطبيق أفضل الممارسات التعليمية. وناقش المشاركون في الجلسة الافتتاحية للملتقى وحملت عنوان «تصميم مستقبل التعليم والاستعداد للمستقبل»، توجهات الأعوام العشرة المقبلة في مستقبل القوى العاملة، وتوقعوا أن يتم الاستغناء عن 85 مليون وظيفة وظهور 97 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2025 عالمياً.

إشادة

وأشادت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية، بالنموذج الناجح لمنظومة التعلم عن بعد في الإمارات، بفضل الرؤية الحكومية والجاهزية الشبكية، التي تجلت مع بدء اتخاذ الإجراءات الوقائية للحفاظ على الصحة العامة لتجنيب المجتمع مخاطر «كوفيد 19» والجهود المبذولة لنجاح العملية التعليمية والوصول إلى النتائج الإيجابية بهدف تحقيق استفادة تعليمية قصوى للطلبة، وقالت: إن قرار التعلم عن بعد يصب في مصلحة الطلبة ومستقبلهم التعليمي وتطبيق منظومة التعليم عن بعد حقق آمالاً كثيرة لأولياء الأمور بسير العملية التعليمية وعدم تأثرها بأية ظرف خارجي يعرقل مسيرتها، وأنه لا يوجد ما يعرقل تخرج أبنائهم في الجامعة أو إكمال عامهم الدراسي بكل سهولة ويسر في ظل توفر الخدمات الذكية التي تيسر وتسهل سير العملية التعليمية.

استراتيجية

وتحدث معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، عن قائد المستقبل الذي يطمح أن يقود التعليم خلال الفترة المقبلة، موضحاً أن الإمارات وضعت استراتيجية بعيدة المدى خلال الخمسين سنة المقبلة، ولهذا ينبغي أن يتماشى فكر قائد المستقبل مع توجهات الدولة نحو استشراف الخمسين سنة المقبلة في قطاع التعليم، بما تحمله السنوات من تغيرات في جميع المسارات والنواحي التي تتغير بفعل الزمن.وأضاف معاليه، إن قادة المستقبل يتوجب أن يكون لديهم القدرة على التخطيط بعيد المدى، وعلى الجهات المعنية التي تدير قطاع التعليم أن تعدهم وتحملهم بمستوى عال من المعرفة والبحث والاستنتاج لنحقق ما نرجوه.

وتابع: إن قائد الساحة التعليمية لا بد أن يكون قائداً استثنائياً مثالياً يستلهم الطموح والمثابرة من قادة الإمارات الاستثنائيين الذين يستشرفون المستقبل ويتمتعون برؤية ثاقبة نحو إدارة الأزمات ويبثون الطمأنينة في نفوس الشعب ويخلقون الحلول ويتخطون التحديات.

أولويات

وأكد عبد الله البسطي، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، أن التركيز على المشاركة الاقتصادية الفعالة للإماراتيين تعد من أولويات المرحلة المقبلة، ويمكن تحقيقها بالتركيز على أربع نقاط أساسية، هي: الإماراتيون في الوظائف النوعية والاستراتيجية في القطاعات ذات الأولوية، وزيادة جاذبية القطاع الخاص بين الإماراتيين، والاستمرار في جهود تحقيق مستهدفات التوطين وخفض البطالة، وزيادة معدل المشاركة الاقتصادية للإناث، لافتاً إلى أنه لضمان تمكين الإماراتيين للتنافس في سوقي العمل المحلي والعالمي، هناك حاجة لتقييم مستوى التحصيل العلمي للإماراتيين الملتحقين بالمدارس والجامعات والمقبلين على سوق العمل.

وذهب إلى ضرورة أن يدرس 100% من الطلبة الإماراتيين، في التعليم المبكر والمدرسي، في أفضل المدارس في الدولة، وأن تنافس نتائجهم في الاختبارات الدولية بالمقارنة مع أقرانهم من الجنسيات الأخرى، سواء في المدارس الحكومية أو الخاصة، وذلك عن طريق رفع الاستثمار في قطاع التعليم المبكر ودعمه للطلبة الإماراتيين، وتوفير كوادر تعليمية رفيعة المستوى تواكب التطورات في القطاع، والابتكار في التعليم.

وقال البسطي: لا بد من التركيز على ضمان تكييف الكفاءات الناشئة مع متغيرات سوق العمل المستقبلية من خلال الاستثمار في رأسمال بشري مبني على المهارات الشخصية والتقنية، وإذا كان من المتوقع أن يتم الاستغناء عن نحو 85 مليون وظيفة بحلول عام 2025، فإنه من المتوقع أيضاً أن تظهر نحو 97 مليون وظيفة جديدة. وذكر أن 47% من أنشطة العمل في الدولة عرضة للأتمتة، و40% من المهارات الأساسية متوقع أن تتغير للعاملين في السنوات الخمس المقبلة عالمياً.

تمكين المعلمين

يستهدف الملتقى 25 ألف معلم ومعلمة من المدارس الحكومية و10 آلاف معلم ومعلمة من المدارس الخاصة و2000 من القيادات المدرسية، ويهدف إلى تمكين المعلمين من الخبرات والمعارف والمهارات التي تساعدهم في تبني ممارسات التعليم التي تتناسب مع بيئة تعليم مستقبلية مبتكرة، وذلك من خلال توفير الفرصة للمعلمين لاكتساب مهارات التعلم المستمر، أداةً للتطوير وتوظيف التطبيقات والتقنيات المختلفة في التدريس بما يتناسب مع المواد الدراسية والتوسع في المعرفة التخصصية في المادة العلمية بما يحقق التعليم المرن وتكييف بيئات التعلم المختلفة بما يتناسب مع التوجهات الجديدة في التعليم وتعزيز الفضول العلمي لدى المتعلمين بتوظيف STEM في جميع المواد الدراسية وتنمية مهارات التفكير والإنتاجية لدى الطلبة في مختلف المراحل الدراسية وتوظيف أساليب التعلم للعمل.

Email