تساهم في تعزيز قيم الانتماء والولاء لدى الطلبة

المناهج الدراسية ترسّخ الوحدة الوطنية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

عززت المناهج الدراسية روح الانتماء والولاء في أذهان الطلبة من خلال إدراج المناسبات الوطنية كيوم الشهيد ويوم العلم واليوم الوطني ضمن دروس بعض المواد، في خطوة ترمي إلى ربط الطلبة بالأحداث المعاصرة التي شهدتها الدولة خلال مسيرتها المحلية والإقليمية والعالمية، بما يضع الطلبة في صلب الأحداث الجارية وفقاً لخطط تعليمية مدروسة لا تنفصل عن مجمل القيم العلمية والإنسانية.


ولأن تاريخ الإمارات يزخر ببطولات أبنائها المخلصين، الذين أسهموا في ترسيخ مكانة الدولة في مختلف المحافل الدولية والإقليمية، وتكريماً لدورهم الوطني أدرجت وزارة التربية والتعليم عدة دروس وأنشطة مصاحبة في مختلف المراحل الدراسية تتحدث عن الشهداء وتضحياتهم، كما تتحدث عن اليوم الوطني وبناة الاتحاد وذلك بهدف الاحتفاء بتلك التضحيات وغرسها في أذهان الطلبة، من خلالها تضمينها في المواد الدراسية وذلك إيماناً من وزارة التربية والتعليم بأهمية معرفة الأجيال القادمة بالتضحيات المجيدة لآبائهم وأجدادهم المؤسسين.


قيم المواطنة


وأفادت عائشة عبيد المهيري، رئيس فريق الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية في وزارة التربية والتعليم، أن الوزارة تسعى من خلال الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة، وبالتعاون الوثيق مع المؤسسات الوطنية إلى الارتقاء بنوعية التعليم ومخرجاته لبناء الشخصية الإنسانية المتكاملة عقيدةً وسلوكًا ومهارةً وأداءً، وإلى ترسيخ قيم المواطنة والولاء بمفهومها الواسع لدى طلبة المدرسة الإماراتية والأخذ بأيديهم لبناء مجتمع متلاحم محافظ على هويته وثقافته من خلال إرساء نظام تعليمي رفيع المستوى وذلك لإيمان القيادة بأهمية بناء الإنسان بناءً سليماً لحياة منتجة في عالم دائم التغير لتحقيق التنمية المستدامة وإعداد جيلٍ مبدعٍ مثقفٍ واعٍ متسلحٍ بالعلم والمعرفة وقيم المجتمع الأصيلة ليسهم في حماية وخدمة وبناء وطنه وتحقيق رفعته وتعزيز هويته الوطنية انتماءً وعطاءً ويتابع بكل إصرار وعزيمة مسيرة الاتحاد ومسيرة الآباء والأجداد لتحقيق رؤية ومئوية دولتنا الحبيبة.


وقالت إن المناهج الدراسية تعد القلب النابض للمسيرة التربوية، فهي تلعب دورًا محوريًا في تغذية عقل ووجدان وسلوك ومشاعر الطالب وإدراكه وتنشئته التنشئة السليمة ليكون مواطنًا فاعلًا يتحمل المسؤولية تجاه وطنه وتعزز لديه مفهوم الانتماء والعمل الوطني، بالإضافة إلى أنها تتيح له الفرص للتواصل مع ثقافات الشعوب الأخرى في ضوء الثقافة العربية والإسلامية، كما تعمل على تطوير قدراته نحو المواطنة العالمية.


الهوية


ولفتت المهيري إلى أن المناهج التعليمية هي إحدى الوسائل والأدوات الرئيسة في غرس القيم الوطنيـة فـي أذهان الطلبة وعلى رأس هذه القيم الهوية الوطنية، كون العملية التعليمية تربط الإنسان بأرضه ودينه وتاريخه وتقوم بإمـداد ذهنـه وتفكيـره بالمعـارف المختلفة سواء منها العلمية أو الاجتماعية أو الوطنية والإنسانية ليواكب التحولات العالمية السريعة ويواجه المستقبل بكل ثقة وجدارة، ويقدر الجهود الكبيرة التي تبذلها قيادته وحكومته الرشيدة ودور وطنه على مختلف الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية. وقالت: تركز الوزارة على توعية المتعلم بمسؤولياته ومسؤوليات أفراد المجتمع تجاه الدولة في تحقيق الوحدة الوطنية (مفهوم المسؤولية/‏‏‏‏ مسؤوليات المواطنة)، والعمل على بناء مناهج وطنية قائمة على القيم الإماراتية الأصيلة مثل منهج التربية الأخلاقية وبرنامج السنع الإماراتي، فضلاً عن استثمار المناسبات والقضايا الوطنية والتاريخية في تعزير الوحدة الوطنية بين أفراد المجتمع مثل (اليوم الوطني للدولة، يوم العلم، يوم الشهيد) واستلهام الدروس والعبر منها في تعزير الوحدة الوطنية وترسيخ المواطنة الإيجابية.


رموز الدولة


وأشارت الدكتورة فاطمة الصايغ، الأستاذة في جامعة الإمارات، إلى أن الإمارات مليئة بالرموز السياسية والإنسانية والوطنية، حتى إن الأطباء أصبحوا رمزاً في ظل الجائحة. وقالت: كنت من بين الأوائل الذين دعوا إلى تدريس شخصيات قادة الإمارات، وعملت معهم منذ 15 سنة في هذا الإطار على مناهج التربية والتعليم.


وأضافت: تضمنت المناهج عدداً من الشخصيات القيادية في مواد التاريخ والتربية الوطنية واللغة العربية، وكل هذا يشجع الأجيال ويمنحها الحماس وحب العمل والإبداع والتفوق.


وقالت د. الصايغ: زعماؤنا في دولة الإمارات منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، رموز للخير والعطاء في مجالات متعددة، وهم قدوة للخير والعطاء والثقافة والإبداع.


وعي الطالب


من جانبه، قال الشاعر د. طلال الجنيبي: هناك جهود حثيثة لربط المناهج الدراسية بالشخصيات الوطنية وبرؤية وسياسة الدولة، وهو ما يؤدي للارتقاء بوعي وثقافة الطالب. وتابع: يؤخذ عادة في الاعتبار الوتيرة المتسارعة في كافة المجالات التي تستدعي أن تكون المناهج مواكبة التطور الدائم الحاصل في الدولة في كافة المجالات، فالتطور هو السمة الأساسية المميزة لدولة الإمارات.

Email