يخبئون سجائرهم في حقيبة صديقهم ويهددونه بإخبار والديه

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن يعلم ذاك الطالب المجتهد أن أصدقاءه الذين توسّم فيهم الخير والذكاء والاهتمام الدراسي لم يكن يجمعهم خارج أوقات الدوام سوى الالتقاء على جلسات تدخين مشترك، بعد أن ظنّ أنهم يجتمعون بدافع مراجعة الدروس، وإنجاز المشاريع الطلابية.

كان وقع المفاجأة صادماًَ له، واستمر يلتقي بهم معتقداً أنهم سيقلعون عن هذه العادات السيئة حتى بدأ مستواه الدراسي بالتراجع، فقرر الابتعاد والتركيز على منهجه الدراسي، إلا أن «أصدقاء السوء» لم يعجبهم انسحابه من مجلسهم فقاموا بتهديده بأنهم سيخبرون والديه بأنه هو الذي يدخّن، ولم يكتفوا بذلك، بل أجبروه على شراء علب التدخين وإخفائها في حقيبته المدرسية، ليظهر في حال فضح أمرهم وكأنه هو الطالب صاحب السلوك السيئ.

بقيت القصة طي الكتمان حتى تجرأ هذا الطالب بالإفصاح عنها لأخصائية اجتماعية، التي روت تفاصيلها.

تقول موزة مبارك القبيسي، أخصائية اجتماعية في إدارة الدعم الاجتماعي في أبوظبي، وسفير أممي في المسؤولية المجتمعية لدى الشبكة الدولية للأمم المتحدة:

«بينما كنت أقدم محاضرة لطلبة للصف التاسع في إحدى المدارس وكان الموضوع عن الرفقة المدرسية، ما لها وما عليها، وكيف يتحتم على الشخص التعامل مع الأصدقاء في هذه العلاقة الاجتماعية المهمة، لاسيما وأن لكل طالب في المجتمع المدرسي علاقته بالرفاق وخاصة في مرحلته العمرية. وبعد أن خرجتُ من قاعة المحاضرة لاحظت أن طالباً يتبعني، وأخبرني عن رغبته في الحديث معي على انفراد، حينها استأذنت من الأخصائي الاجتماعي في المدرسة بأن أتحدث مع الطالب على انفراد في مكتبه».

وأضافت: «بدأ الطالب يروي لي قصته مع أصدقائه في المدرسة، حيث كان يرى فيهم الشجاعة والقوة والمرح أيضاً، وأُعجب بصداقتهم وأصبح يلتقي بهم في تجمعاتهم خارج المدرسة، وتفاجأ بأنهم يدخنون بل ويخبرون أولياء أمورهم بأنهم يجتمعون بدافع مراجعة الدروس وإعداد المشاريع العملية التي تُطلب منهم!

إلى أن تراجع مستواه الدراسي، الأمر الذي أزعج والديه، وقرر الابتعاد عنهم والتركيز على ماهية استعادة مستواه الدراسي العالي، إلا أن الأصدقاء قاموا بتهديده بأنهم سيخبرون والديه بأنه يشاركهم التدخين، بل طلبوا منه شراء علب التدخين، ولم يستطع رفض طلبهم خوفاً من تهديدهم السابق. وليت أن الأمر وقف عند هذا الحد، إذ قاموا بإجبار الطالب على إبقاء علب التدخين في حقيبته المدرسية، خوفاً من تفتيش المعلمين، حيث استغلوا خوفه من التهديد».

وتقول القبيسي: «قدمت له باقة من التوجيهات، إضافة إلى الدعم لتقوية شخصيته أمامهم وعدم الخضوع لهم، والمبادرة إلى مصارحة أهله أو الأخصائيين الاجتماعيين في مثل هذه المشكلات».

وتختم القبيسي قائلة: من الضروري أن تتكاتف جهود الجهات المعنية تجسيداً لبناء علاقات سليمة وإيجابية بين الطلبة وأولياء الأمور والكوادر التعليمية.

Email