أكاديمية العلوم الزراعية ترفد سوق العمل بالكوادر الوطنية

جهود للمساهمة بالرؤية الطموحة للدولة في القطاع الزراعي | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

وضعت وزارة التربية والتعليم خطة توسعية في أعداد المدارس الحاضنة لـ«أكاديمية العلوم الزراعية» التي تعتبر إحدى الأكاديميات المطروحة ضمن «مشروع الأكاديميات» الخاص بمنظومة المدرسة الإماراتية خلال السنوات الأربع المقبلة لوصول عدد الطلبة المنتسبين للأكاديمية إلى 1200 طالب وطالبة، وتعاونت الأكاديمية مع الهيئات الزراعية الحكومية والخاصة لرفد سوق العمل بالكوادر الإماراتية، كما زادت الوزارة عدد المدارس المطبقة لـ«أكاديمية العلوم الزراعية»، من 4 أكاديميات إلى 19 أكاديمية خلال العامين الدراسيين 2019 و2020، وتستهدف الأكاديمية طلبة المسار العام في الحلقة الثالثة (من الصف التاسع حتى الثاني عشر) وذلك لكل من البنين والبنات.

ويبلغ أعداد الطلبة المنتسبين للأكاديمية نحو 575 طالباً وطالبة على مستوى الدولة موزعين على 19 مدرسة حاضنة للأكاديمية بزيادة تتجاوز نسبتها 40% عن العام الدراسي الماضي 2019-2020.

وتستهدف الأكاديمية طلبة المسار العام، ويستكمل الطالب المواد الدراسية تماماً كأقرانه ممن يدرسون في المسار العام، بالإضافة إلى دراسته للمادة التخصصية للأكاديمية بواقع 5-6 حصص أسبوعياً حسب المرحلة الدراسية.

ويمنح الطالب المنتسب للأكاديمية شهادة المسار العام مع اكتسابه للمعارف والمهارات في العلوم الزراعية، الأمر الذي ُيتيح للطالب خيارات أوسع لاستكمال مسيرته التعليمية والمهنية بعد التخرج من المدرسة، كما يكتسب الطالب فور تخرجه في الأكاديمية إمكانية اعتماد عدد من الساعات الدراسية أثناء الدراسة الجامعية.

كفاءات متخصصة

وتأتي خطوة إنشاء الأكاديمية الزراعية، لتلبية احتياجات الطلبة الذين يرغبون في الالتحاق بالتخصص الزراعي والثروة الحيوانية، وذلك لتأهيلهم لكي يصبحوا كفاءات متخصصة من المهندسين الزراعيين والأطباء البيطريين، وبالتالي المساهمة في تحقيق الرؤية الطموحة للدولة في القطاع الزراعي الممتدة منذ عدة عقود، بالإضافة إلى تلبية متطلبات سوق العمل وتوظيف كوادر إماراتية فنية في جميع مجالات العلوم الزراعية والثروة الحيوانية والأمن الغذائي.

أهداف استراتيجية

وتتمحور أهم الأهداف الاستراتيجية للأكاديمية على المدى البعيد إلى تعزيز مفهوم الاستدامة الزراعية والأمن الغذائي لدى الطلبة والمجتمع، وتسليط الضوء على مواضيع الصحة والسلامة المهنية في قطاع الغذاء والمحافظة على البيئة واستصلاح الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى تعزيز الدور التقني في هذا المجال بشقيه الزراعي والحيواني، عن طريق استخدام التكنولوجيا الزراعية في مكافحة الآفات وتطوير المنتجات وفي تربية الماشية والدواجن، كما يتم الأخذ بعين الاعتبار الأهداف المرتبطة بالثقافة المحلية كالمحافظة على الثروة الوطنية للنخيل والتمور، والحفاظ على أصالة تربية الجمال والغزلان والصقور والخيول ومعرفة سبل التهجين والحفاظ على السلالات الحيوانية.

وتسعى الوزارة إلى تنشئة أجيال إماراتية شابة ملمة بتحديات القطاع الزراعي بشكل تام، وقادرة على إيجاد حلول خلاقة ومبتكرة للمساهمة في دفع عجلة التطور الزراعي وتحقيق توجه الدولة في تنمية القطاع الزراعي والحيواني وزيادة الناتج المحلي والاعتماد عليه بصورة أكبر ومواجهة التحديات ووضع الحلول المنهجية لتحقيق أقصى درجات الاستفادة.

مناهج شاملة

ويدرس الطلبة وحدات تمهيدية شاملة في المهارات التخصصية الزراعية في الصف التاسع، ومن ثم يزداد العمق المهاري والمعرفي في المجال ابتداءً من الصف العاشر، ويغطي المنهاج الدراسي حزمة من المحاور والمواضيع الأساسية وأهمها الإنتاج النباتي والحيواني، حيث يتم تناول دروس حول الزراعات المحمية والأسمدة والنخيل في الإمارات ومكافحة الآفات والزراعة المائية، ودروس حول أساسيات تربية المواشي والطيور والأسماك والإبل والخيول والتحسين الوراثي لحيوانات المزرعة، بالإضافة إلى دراسة مواضيع حول علم التربة والبيئة والمصادر الطبيعية وأساسيات الصناعة الغذائية والتصنيع والأمن الغذائي، وأساسيات الإرشاد والاقتصاد الزراعي وإدارة المشاريع الزراعية، كما يدرس الطالب مواضيع في الزراعة الذكية واستخدام الأنظمة التكنولوجية الحديثة كالآلات الزراعية ذاتية القيادة وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وروبوتات الزراعة.

وتقوم وزارة التربية والتعليم بالتعاون والتنسيق مع الهيئات والجهات في القطاعين العام والخاص، بتطوير برامج المناهج الدراسية للأكاديمية العلوم الزراعية لتمكين الطلبة في مجالات الاستدامة الزراعية، وعمل برامج تدريبية معتمدة، لبناء كوادر وطنية مؤهلة ومتميزة لريادة القطاع الزراعي ودراسة التخصصات الزراعية بمؤسسات التعليم العالي.

بالإضافة إلى التنسيق مع كل من الهيئات الحكومية والخاصة لتنمية وصقل مهارات ومعارف الطلبة الأكاديمية والفنية وتنظيم رحلات ميدانية بشكل دوري وتعريف الطلبة على طبيعة الدراسات العليا والمهن المستقبلية المرتبطة بمجال العلوم الزراعية لدى كبرى الجهات والمؤسسات المحلية.

تدريب عملي

ويتوجب على جميع الطلبة المنتسبين لدى الأكاديمية، إنجاز ما لا يقل عن 120 ساعة من الخبرة العملية سنوياً في الصفين الحادي عشر والثاني عشر، في أحد مراكز البحوث أو المزارع المعتمدة كجزء من الخطة الدراسية للأكاديمية، حيث تضمن هذه الخبرة العملية للطلبة تطبيق المعرفة والمهارات المكتسبة وتطوير خبراتهم في المجال الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، ولإعطائهم فرصة تجربة الواقع المهني للمجالات المرتبطة بالعلوم الزراعية والثروة الحيوانية.

كما يتم تنظيم العديد من الأنشطة العملية للطلبة داخل المبنى المدرسي وخارجه، فقد تم بناء بيوت بلاستيكية وشبكية في المدارس الحاضنة للأكاديمية، وتم كذلك تخصيص مساحات زراعية للطلبة في بعض هذه المدارس لتمكين الطلبة من ممارسة الأنشطة الزراعية والتعرف على أنواع التربة المختلفة وتجربة زراعة العديد من النباتات، بالإضافة إلي تزويد هذه المدارس بمصادر تعليمية تقنية، لتطبيق التقنيات التكنولوجية المرتبطة بالزراعة والمقررة في المنهاج الدراسي الخاص بالأكاديمية مثل حساسات المياه والرطوبة والمُتحكمات الدقيقة، وتزويد الطلبة بالمصادر التعليمية المتنوعة كالمعدات الزراعية وأدوات الحرث وغيره.

 

مشاريع

يقوم طلبة الأكاديمية بالعمل على مشاريع تطبيقية مبتكرة لإيجاد حلول للمشكلات الزراعية التي قد يواجهها المهندسين الزراعيين في المجال الزراعي، والمشاركة في المسابقات والمعارض والمنتديات الابتكارية والزراعية لعرض مشاريعهم التي قاموا بالعمل عليها من خلال تطبيق الأساسيات التي تعلموها في المجال التكنولوجي وعلم البرمجيات والحساسات الإلكترونية لإيجاد حلول مبتكرة، باستخدام منهجية البحث العلمي والإبداعي.

Email