«التربية» تطلق الأسبوع الوطني للوقاية من التنمّر في البيئة المدرسية بالشراكة مع 28 مؤسسة

الشيخة فاطمة: ضمان بيئة آمنة للطفل أولوية في الإمارات

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تطلق وزارة التربية والتعليم غداً فعاليات الدورة الرابعة لحملة الأسبوع الوطني للوقاية من التنمر في البيئة المدرسية الذي يمتد لغاية 21 الشهر الجاري، بالتعاون مع المجلس الأعلى للأمومة والطفولة و28 مؤسسة اتحادية ومحلية، تحت رعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات».

وبهذه المناسبة، أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أن دولة الإمارات تولي الطفل أهمية بالغة من خلال سن التشريعات وإصدار السياسات وإنشاء الآليات ووضع النظم والإجراءات لضمان حق الطفل في العيش في بيئة آمنة وتحفيز نموه جسدياً وفكرياً وعاطفياً واجتماعياً.

وقالت سموها: إن تضافر جهود مؤسسات الدولة الاتحادية والمحلية والمجتمع المدني للتصدي لظاهرة التنمر والتوعية بها تترجم مسعى دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في أن تكون مصلحة الطفل الفضلى في دولة الإمارات العربية المتحدة فوق كل اعتبار، حماية لحقوقه وتعزيزاً لرفاهيته وسلامة نموه.

وتهدف الحملة إلى التصدي لظواهر التنمر الإلكترونية بين طلبة المدارس في مختلف المراحل التعليمية وتأهيلهم حول كيفية التعامل مع التنمر الإلكتروني وطرق الوقاية منه، وتوضيح العلاقة بين كوفيد 19 والتنمر الإلكتروني وطرق التدخل الصحيحة، وتوضيح دور العاملين في المؤسسات التعليمية في قيادة برامج الوقاية من التنمر.

وتحاكي الدورة الرابعة للحملة طبيعة المنظومة التعليمية التي طبقتها وزارة التربية والتعليم منذ تفشي فيروس كوفيد 19 التي ارتكزت على التعلم الذكي عن بعد، حيث استجابت الحملة لهذا التغيير وتسعى إلى معالجة بعض الظواهر السلبية كالتنمر الإلكتروني التي نتجت بسبب الاعتماد على التقنية والتكنولوجيا بشكل رئيسي لاستدامة التعليم، وتسعى الحملة إلى المساهمة في خلق أجواء وبيئة تعليمية إيجابية خالية من أي ظواهر قد تؤثر سلباً على تحصيل الطلبة واستقرارهم النفسي.

وأضافت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك: بأن حماية الطفل من التنمر حق أصيل لتنشئته على النحو الأمثل وصون لكرامته وتنمية مهاراته العقلية والمعرفية والبدنية وتعزيز قدراته واهتماماته خاصة في هذه المرحلة العمرية التي تتشكل بها شخصيته باعتباره ركيزة لمستقبل هذا الوطن والحفاظ على مكتسباته وإنجازاته.

سلوكيات

وأشارت سموها إلى أن التنمر بكافة أنواعه يُعد من السلوكيات التي تؤثر على حاضر ومستقبل مسار نمو الطفل، وبناء وتكوين شخصيته وصحته العقلية ومستوى تحصيله الدراسي إذ ينتج عن التنمر انعكاسات سلبية على الطفل والمجتمع وآثارها لا تخفى على أحد، وخلال جائحة كوفيد - 19 وتأثيرها على العالم أجمع، طرأت تغييرات كان تأثيرها عميقاً على الجميع وخاصةً على الأطفال، ومع تطبيق نظام التعليم والتعلم والعمل عن بُعد، نرى الدور المحوري الذي يقوم به الإنترنت في استمرار العملية التعليمية، وهذا ما يجعلنا أكثر يقظةً لظاهرة التنمر الإلكتروني في الفضاء الرقمي، داعية سموها إلى الاستمرار في المبادرات والبرامج الوطنية الهادفة لاستئصال هذه الظاهرة والتغلب عليها ورفع مستوى وعي أبنائنا الطلبة لتوفير مناخ مدرسي يتمتع به الطالب بكل مقومات الحياة الآمنة والكريمة.

كما دعت سموها أولياء الأمور والمعلمين والتربويين إلى المواظبة على غرس قيم الاحترام والتسامح وقبول الآخر في قلوب أبنائنا الطلبة، مشددة سموها على الدور الكبير الذي تلعبه الأسرة بترسيخ هذه القيم التي أمرنا بها ديننا الحنيف.

وأشادت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بجائزة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة للوقاية من التنمر في المدارس والتي تهدف إلى تعزيز الجهود لتوفير بيئة مدرسية آمنة للأطفال، وتحفيز المجتمع المدرسي على البذل والعطاء، وخلق المنافسة الشريفة، وتكريم الطاقات الدؤوبة في مكافحة التنمر، بالإضافة إلى إبراز أصحاب المبادرات والأفكار الإبداعية المتميزة، مؤكدةً بأن المجلس يسخر كافة إمكانياته لضمان جودة حياة الطفل وتحقيق معايير نموه من خلال وضع الاستراتيجيات الشاملة للطفولة والسياسات والبرامج وتقييمها مع الجهات المعنية بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030 باعتبارها أولوية في خطة التنمية الدولية، واقتراح التشريعات والأنظمة بالإضافة إلى إبرام الاتفاقيات مع المؤسسات والجهات للنهوض بالطفل، إلى جانب إعداد الدراسات والبحوث المتخصصة، وقد قام المجلس مؤخراً بإنشاء مركز فاطمة بنت مبارك لأبحاث الأمومة والطفولة بالتعاون مع جامعة الإمارات العربية المتحدة لإنشاء قاعدة بيانات بحثية للاستفادة منها في صنع وصياغة السياسات والمبادرات والبرامج والخطط المستندة على نتائج علمية دعماً لصناع القرار وتماشياً مع رؤية دولة الإمارات 2021 ومئوية الإمارات 2071 في مجال تنمية الأمومة والطفولة.

جهود

بدورها، أثنت معالي جميلة بنت سالم المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام على جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ودعمها اللامحدود لطلبة المدارس من أجل توفير بيئة تعليمية مثالية لهم خالية من أية ظواهر سلبية قد تؤثر سلباً على مسيرتهم التعليمية، حيث تسعى سموها عبر مختلف مبادراتها المؤثرة إلى إيجاد اصطفاف مجتمعي ومؤسسي قادر على التصدي لأية ممارسات سلبية في البيئة المدرسية لمواصلة الارتقاء بجودة المخرج التربوي للمدرسة الإماراتية وفق أعلى المعايير والممارسات التعليمية العالمية بما يلبي طموحات القيادة الرشيدة.

وأكدت معاليها أن وزارة التربية والتعليم تسعى وبالتعاون مع كافة شركائها من مختلف المؤسسات إلى حشد الجهود من أجل تكريس وتعزيز منظومة قيمية سامية لدى الطلبة في مختلف المدارس الحكومية والخاصة استناداً على الموروث الأصيل لمجتمع دولة الإمارات القائم على التسامح وتقبل الآخر، ومد يد العون لمن يحتاج على ذلك بما يحقق تجانس وتعاون وتعاضد بين كافة الطلبة في مختلف المراحل التعليمية ويمكنهم من مواصلة رحلتهم التعليمية دون أي عوائق.

ولفتت معاليها إلى أن الحملة تخدم مفاهيم وخطط الاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة وتعزز من رفاه طلبتنا ضمن البيئة المدرسية، وذلك ضمن جهد وطني متكامل تقوم به العديد من المؤسسات والهيئات الاتحادية والمحلية للنأي بالبيئة المدرسية عن أية مظاهر سلبية تنال من جودة الممارسات التربوية والتعليمية المتبعة في المدرسة الإماراتية، مؤكدة معاليها على أهمية تعاون كافة أفراد مجتمع لإنجاح الحملة عبر نشر الأفكار والممارسات الإيجابية الكفيلة بمحاربة التنمر بكافة أنواعه.

54

يتضمن الأسبوع الوطني للوقاية من التنمر تنظيم 54 ورشة افتراضية لـ64 مؤسسة تعليمية، تستهدف المدارس الحكومية والخاصة ومؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة أيضاً، كما تستهدف الحملة أولياء الأمور والإداريين والمعلمين والممرضين ومشرفات الحافلات والسائقين وعاملي النظافة والعاملين في المقاصف المدرسية وكافة أفراد المجتمع.

Email