لتوطيد علاقة الطلبة مع البيئة

بالفيديو.. في دبي صفوف دراسية وسط النباتات والأسماك

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مزجت مدرسة آبور في دبي الحياة التعليمية بالبيئة الطبيعية وأخذت على عاتقها أن تخلق نوعاً من الألفة بين طلابها وطرق وأساليب معتمدة على الساحات المفتوحة، منحية الصفوف التقليدية والأنظمة التعليمية الروتينية المتعارف عليها جانباً، حيث استخدمت 6 قبب تعليمية تحتوي على نباتات وزهور مختلفة من حول العالم، بالإضافة إلى حيوانات وطيور كالسلاحف البرية والمائية والأسماك والأرانب، لتتيح الفرصة للتلاميذ للارتباط بالبيئة من حولهم بشكل يومي مباشر.

من الطبيعي عندما تدخل إلى مدرسة أن تجد الطلاب في الصفوف المعتادة أو الساحات المدرسية للعلب، إلا أن مدرسة خاصة بدبي عملت على خلق نظام تكسر به الروتين والرتابة التعليمية المعتادة، وتعمل على تحقيق «العدالة البيئية والاستدامة» وتدرس للطلاب المنهج التعليمي بشكل مشروعات مشتركة ومزيج بين جميع المواد المدرسية، وكل مادة بمخرجات تعلم خاصة.

وتتميز المدرسة بوجود حديقتين خارج وداخل المبنى المدرسي مغطاة ومكيفة، وبيوت بلاستيكية لزراعة الخضروات والفواكه المختلفة، ومطبخ تعليمي متكامل يستهلك ما تتم زراعته لخلق نظام اكتفاء ذاتي مستدام، ويهدف المشروع إلى زيادة الوعي البيئي لدى الطلبة وتدريبهم على بعض المهارات المتصلة بالزراعة، بالإضافة إلى تنمية الحس الجمالي لديهم، وتدريبهم على استغلال كافة المواد ورفد الطلبة بمعارف ومعلومات ومهارات عملية، وممارسات وتجارب تعليمية متفردة من شأنها صقل معارفهم العلمية وإكسابهم مهارات ميدانية حية من خلال استخدام أدوات تدريس حديثة ومختبرات تصنيع وورش إعادة تدوير وإدخال التكنولوجيا واستخدام وسائل تعليمية محفزة وهو ما من شأنه الارتقاء بالحصيلة الأكاديمية للطلبة.

ويقوم الطلاب بالزراعة والحصاد وتحضير الوجبات المدرسية من منتجات عضوية زرعت وصنعت بأيديهم، لتعزيز مبدأ الاستدامة ونمط الحياة الصحية وتعليم الطلاب بعملية الزراعة والري والقطاف تحت إشراف الكادر التعليمي.

منهاج

ومن جانبه قال مدير المدرسة برت غيرفن: «نتبع المنهاج البريطاني ومنهاج وزارة التربية والتعليم في المواد الوزارية كاللغة العربية والتربية الإسلامية والتربية الوطنية والتربية الأخلاقية، وتضم المدرسة طلبة من مرحلة رياض الأطفال حتى الصف الثامن وكل عام تقوم المدرسة بفتح صف أعلى وفق خطة وضعتها لتصل إلى الصف الثالث عشر كما تستقطب مدرسة آربور أعداداً كبيرة من التلاميذ وإقبالاً من أولياء الأمور، ونما عدد تلاميذها خلال فترة الصيف الماضي وإلى الآن من 330 إلى 516 تلميذاً وهذا نمو كبير في فترة قصيرة، ما يؤكد على إقبال المجتمع ليكون جزءاً في تحقيق هذه الرؤية العظيمة».

وأوضح أن المدرسة تهدف إلى إنشاء جيل متعمق بالبيئة من حوله ولديه مبادئ وأخلاق عالية تركز على أن يكونوا جزءاً من مجتمع مترابط متماسك يحافظ على البيئة من حوله ويبني مستقبلاً مستداماً للأجيال القادمة.

وأضاف أنه تم استيحاء هذا النظام التعليمي وتصميم هذه المدرسة من شغف مؤسسها العالم المختص في العلوم البيئية من جامعة كامبردج الدكتور سعد العمري، الذي وضع كل خبراته وعلمه وشغفه في تأسيس هذه المدرسة وجعلها صرحاً يحتذى به في دولة الإمارات لمواءمة رؤية القيادة في خلق حياة مستدامة ذو اكتفاء ذاتي لحاضرنا وللأجيال القادمة من بعدنا.

وتابع: «تحتوي المدرسة غرفة للاستكشاف تضم قطعاً أثرية مختلفة كمسجلات إسطوانية، وكاميرات وعارض للصور، وقطع نقدية، وأثاث، وكتب ومجلات وتحف مختلفة، حيث يربط التلاميذ حاضرهم بماضيهم. بالإضافة إلى المرافق والملاعب الرياضية والمسبح الأولمبي، وصالات للتمثيل والعروض والموسيقى»، مشيراً إلى أن الوسائل التعليمية المبتكرة التي تتميز بتحسين منهجية التعليم وطرائقه باتت وسائل مهمة لها بالغ الأثر في إكساب الطلبة المهارات والمعارف والعلوم بطرق عصرية.

فكر

وقال: «نركز على مبدأ وفكر العدالة البيئية فإن التركيز على اهتمامات التلاميذ ومتطلباتهم هو من الأمور التي لها الأولوية في مدرسة آربور لإعطاء كل تلميذ حقه في التعليم، ويقوم قسم التعليم الخاص بإنشاء خطط فردية تتعلق بمستوى وقدرات التلاميذ بشكل فردي، وللتلاميذ أصحاب الهمم أماكن مخصصة مجهزة بكافة الوسائل التعليمية المناسبة لهم، لتحقيق هدف دمجهم في المجتمع ودعمهم في تطوير مهاراتهم المختلفة ويقوم فريق الدعم الخاص بتطبيق هذه الخطط لتحقيق الأهداف المحددة لكل تلميذ لرفع مستوياتهم وتلبية احتياجاتهم وذلك ينطبق على التلاميذ الموهوبين أيضاً».

وأضاف: «تركز مدرسة آربور على دمج المجتمع في تطبيق هذه الرؤية ولذلك فإن أولياء الأمور هم جزء لا يتجزأ من المدرسة في مشاركة جميع المناسبات خلال العام، وحضور ورشات عمل مختلفة لتمكينهم في المشاركة بتطوير مسيرة أولادهم التعليمية، كما يتم إعطاء دروس في اللغة والثقافة العربية والإماراتية أسبوعياً لأولياء الأمور غير العرب ليكونوا جزءاً من محيطهم في دولة الإمارات، كما تسعى المدرسة إلى ربط المقررات الدراسية المتخصصة بهذا النوع من التعليم، وترجمة ما يتعلمه من معارف وعلوم داخل الفصل الدراسي في حياته العملية واليومية، ولا سيما ما يتعلق منها بالبيئة وقضاياها المختلفة».

وذكر أن زمن التعليم التقليدي انتهى ويجب استثمار جميع الوسائل والمصادر الحديثة المتاحة في وقتنا الحالي والتي تتضمن التعليم ضمن الصفوف المفتوحة، والتكنولوجي والتعلم باللعب والابتعاد عن التلقين، بالإضافة إلى التعليم التشاركي والذي يعتمد على اللعب في الساحات المفتوحة لما لها دور كبير في تعليم الطلبة وخاصة في مرحلة الروضة والمرحلة التأسيسية التي يعتبرون الأسرع في النمو اللغوي الذي يمر بها التلاميذ تحصيلاً وتعبيراً وفهماً واستيعاباً وباستخدام التعلم عن طريق اللعب فإن الأطفال يستطيعون أن يعبروا عن مواهبهم وأفكارهم بأساليب مختلفة منها الرسم والمعالجة اليدوية للمواد والخامات بطريقة إبداعية.

وقال إن رؤية المدرسة يتلخص ويتمثل جمالها في شعارها وهو «كافٍ للجميع؛ للأبد».

Email