التميز والابتكار وحب المعرفة والعمل ضمن الفريق والاعتزاز بالهوية

منصور العور رئيس الجامعة لـ« البيان»: 5 مواصفات إبداعية لخريجي «حمدان الذكية»

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الدكتور منصور العور رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية لـ«البيان» التزام الجامعة بإعادة تصور التعلم لتطوير الطاقات الشابة حتى تكون القوة الإبداعية الدافعة لصناعة المستقبل، مشيراً إلى أن الجامعة تعتبر سباقة عالمياً كونها أول جامعة تبادر بتطبيق نظرية الألعاب في التعلم، فيما تتواصل المسيرة الرائدة التي تقودها الجامعة مع إطلاق «نظام التعليم بالألعاب «EduGame» بحلته الجديدة.

وحول ماهية النظام المبتكر، وأبرز مستهدفاته، أوضح: «أنه يهدف إلى تنمية الرغبة في التعلم عبر تحويل التعليم إلى عملية أكثر تشويقاً وتحفيزاً، وذلك من خلال رؤية جديدة لا تعتمد فقط على الأدوات التعليمية المعروفة عالمياً، وإنما تتضمن كذلك مواصفات خريج جامعة حمدان الذكية والمتمثلة في 5 مخرجات رئيسية وهي: التميز العلمي، والاستعداد للابتكار والقدرة على التحليل، والتشبع بحب المعرفة وتعني «البحث العلمي»، والقدرة على التواصل مع الغير والعمل ضمن الفريق والتي تسمى بالمهارات الناعمة اللازمة للانخراط في قطاع الأعمال، وأخيراً الاعتزاز بالهوية الوطنية والشعور بالانتماء».

مسؤولية

وأشار إلى أن المخرجات الـ5 التي عمل على وضعها 5 من الأكاديميين بالجامعة تكمل إحداهما الأخرى، بحيث أن كل أكاديمي مسؤول عن تحقيق المعيار الخاص به، وصولاً إلى استحقاق الخريج حمل لقب «سفير جامعة حمدان»، لافتاً إلى أن الجامعة ستكرم خريجي الدفعة القادمة في فبراير 2021، وهي أول دفعة يكرم فيها الخريجون على أساس تحقيقهم لهذه المعايير الـ5.

وقال: «إن التميز العلمي مسألة مهمة في حد ذاتها إلا أنها لا تحقق الهدف المنشود بمنأى عن المحاور الـ4 الأخرى، مشيراً إلى أن الابتكارات أساسها البحوث العلمية، لذا لابد لخريج جامعة حمدان بن محمد الذكية أن يتحلى بهذه المهارات مجتمعة».

معارف ومهارات

وحول أهمية نظام التعليم بالألعاب، ودوره المتوقع في دعم جهود الجامعة لتطوير مهارات المستقبل، أوضح الدكتور العور أن التعليم يمكن تعريفه بأنه العملية التي تستهدف إكساب المتعلم المعارف والمهارات التي يحتاجها سواء كان ذلك من خلال الدراسة المنتظمة أو الخبرة العملية.

وأشار إلى أنه من الخطأ أن يقتصر تعريف لفظ «المعرفة» على دراسة العلوم النظرية فقط، مثل الدراسات التجارية، والقانونية، والاجتماعية، والاقتصادية، وغيرها من الدراسات التي لا تتطلب إجراء تجارب في معامل أو مختبرات، فيما يذهب البعض إلى أن المهارات لفظ يتعلق بالدراسات العملية مثل الطب، والهندسة، والكيمياء، وغيرها من العلوم التي تحتاج إلى إجراء تجارب عملية.

وأوضح: «أن هذا التصنيف غير صحيح، إذ إن المعارف والمهارات كلاهما يتعلق بالعلوم النظرية والعملية، إلا أن اكتساب المعارف يسبق اكتساب المهارات، والعكس غير صحيح، ولذلك يمكن اعتبار كل أصحاب المهارات هم أصحاب معارف، ولكن العكس غير صحيح».

إهدار

وبين رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية: «أن المعارف هي المعلومات والمبادئ والقواعد العملية التي يقوم عليها أي فرع من فروع العلم، وأما المهارات فهي مدى قدرة الإنسان على وضع ما تلقاه من معارف قيد التنفيذ. فإذا افترضنا أن خريج إحدى الكليات العملية يفتقر إلى القدرة على تطبيق ما تعلمه خلال دراسته على أرض الواقع العملي، فإنه يكون بذلك قد أهدر كل المعارف التي تلقاها خلال سنوات الدراسة بالجامعة، كونه لا يمتلك المهارة اللازمة لممارسة مهنته، وبالتالي لا مكان له في سوق العمل، ولن يكون قادراً حتى على إنشاء مشروعه الخاص».

وتابع: «الحال نفسها تنطبق على خريجي الكليات النظرية، مشيراً إلى أنه ينبغي على المؤسسات التعليمية الاهتمام بتخريج دارسين يجمعون بين المعارف والمهارات باعتبارها المستهدف الحقيقي من العملية التعليمية، حتى يؤتي التعليم ثمرته المنشودة.

وأما إذا انصب اهتمام المؤسسة التعليمية على تعزيز اكتساب الخريجين للمعارف دون المهارات، فسينسحب ذلك على العملية التعليمية التي أهملت جانب المهارات، وجعلت الشهادة التي يحصل عليها الخريج مجرد قطعة من الورق لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به».

تطوير

وقال العور: «يتعين علينا تطوير العملية التعليمية، بحيث يجمع الخريج بين المعارف والمهارات، وبالتالي فإن القول بأن العبرة بالمهارات لا بالشهادات هو قول باطل لا قيمة له؛ فالشهادة مجرد إثبات يكشف عن وضع قائم وليس منشئاً له».

وأضاف: «أن القول بأنه يمكن للخريج اكتساب المهارات أثناء ممارسة العمل غير صحيح، والصحيح أن ممارسة المهنة في الحياة العملية تصقل مهارات الخريج، ولا توجدها من العدم، الأمر الذي قد يكبد أجهزة الدولة عبء توظيف خريجين لا يمتلكون المهارات اللازمة لتنمية ونهضة الوطن، وقد يكون ذلك سبباً في انخفاض الأداء في بعض الأجهزة الحكومية مقارنة بالقطاع الخاص». ورأى الدكتور العور أن ربط التعليم بوظائف المستقبل، أمر غير صحيح على الإطلاق، وإنما من الواجب ربط التعليم بالمهارات التي يكتسبها الخريج أثناء دراسته، من أجل إكسابه الثقة بالنفس ودعم شعوره بأنه قادر على تأسيس مشروعه الخاص.

رواد أعمال

وقال: «إن جامعة حمدان بن محمد الذكية تتبنى ضمن أهدافها الاستراتيجية التعليم من أجل المهارات، كما تتبنى مبدأ «رواد أعمال لا طلاب وظائف»، حيث أسفرت هذه السياسة عن بث الثقة في نفوس الخريجين، ومنحهم القدرة على تأسيس مشروعاتهم الخاصة».وأفاد بأن أكثر من 100 خريج من جامعة حمدان حتى الآن أقدموا على تأسيس مشروعاتهم الخاصة والتي تجاوز رأسمال بعضها أكثر من 100 مليون درهم إماراتي.

تجربة

انطلق نظام التعليم بالألعاب في جامعة حمدان الذكية العام 2016 كتجربة أعيد تقييمها بعد مرور عامين، حيث شكلت الجامعة مجلساً استشارياً يتألف من أكاديميين بالجامعة يترأسه الدكتور منصور العور رئيس الجامعة، إلى جانب فريق عمل، وتم إطلاق النظام بحلة جديدة، في خطوة سباقة خلال شهر سبتمبر 2020.

Email