مديرة مشروع تدريس اللغة الصينية في «التربية» لـ«البيان»:

الطلبة الإماراتيون ينافسون عالمياً في «الصينية»

فاطمة البستكي

ت + ت - الحجم الطبيعي

استطاعت وزارة التربية والتعليم تحقيق نجاحٍ ملحوظ في تعلم طلابها اللغة الصينية من خلال خطى حثيثة بدأتها بإطلاق المدرسة الإماراتية التي انبثقت عن أفضل النظم العالمية وتجارب رائدة وناجحة ضمن نسق وإطار وطني تشاركي يتماشى مع الرؤى الوطنية للقيادة الرشيدة.

وقالت فاطمة البستكي مديرة مشروع تدريس اللغة الصينية في وزارة التربية والتعليم لـ«البيان»: إن الوزارة استقطبت معلمين ذوي كفاءات عالية في تدريس اللغة، ووضعت مناهج أوصلت بها الطلبة الإماراتيين لخوض منافسات عالمية في اللغة الصينية، ووفرت أساليب قياس وتقييم داخلية وخارجية، وقارنتها بالنسب المعيارية مع مدارس الدول الأخرى، للارتقاء بمستوى طلابها في اللغة الصينية وتوفير الدعم اللازم للنهوض بمستوياتهم.

وأضافت البستكي: إن الوزارة وفّرت سبل تقييم سليم لقياس مهارات الطلبة المواطنين في اللغة الصينية وتحديد مواطن القوة والمواطن التي تحتاج إلى تحسين في تدريس اللغة من خلال بناء شراكات مع معاهد في جمهورية الصين الشعبية.

وأوضحت أن الوزارة طبقت منهاج اللغة الصينية من مرحلة رياض الأطفال إلي الصف الثاني عشر ليتمكن المتعلمون من تعلم اللغة باستخدام نهج موضوعي، يتيح للمتعلمين استخدام اللغة في المحادثات اليومية، مشيرة إلى أن المناهج الصينية التي يتم تدريسها تتبع المعايير الدولية، ومدعومة بموارد رقمية للتعليم المباشر وغير المباشر.

كفاءة

وأوضحت أن الطلبة الإماراتيين باتوا يخوضون مسابقات في كفاءة اللغة الصينية، ويتنافسون مع 105 دول على مستوى العالم في تعلم اللغة الصينية، مشيرة إلى أن هذا العام يعتبر الثالث على التوالي لخوض تلك المسابقات لطلبة الإمارات، ويخوضون المنافسات هذا العام بشكل افتراضي ليلحقون بالركب التعليمي المتطور.

واعتبرت البستكي أن التوسع في مشروع تعلم اللغة الصينية، يعزز برنامج التسامح الوطني المطبق في الدولة، ويدعم نموذج المدرسة الإماراتية من خلال تطوير مهارات الطلبة واتجاهاتهم نحو تعلم لغات عدة، بالإضافة إلى تقوية لغتهم الأم، ويوسع فرص التعلم العالي والوظائف المستقبلية وغيرها من الآفاق الدولية.

فضلاً عن بناء الثقة في التواصل مع المواطنين الصينيين في المجالات المختلفة كالتجارة والسياحة والسياقات المهنية الأخرى.

وقالت: نظراً لوجود إقبال متزايد من أولياء الأمور المواطنين لإلحاق أبنائهم بمدارس تعليم اللغة الصينية، قامت الوزارة بزيادة أعداد المدارس التي تطبق المشروع بواقع 60 مدرسة سنوياً، لاستيعاب جميع الطلبة الراغبين على مستوى الدولة.

وتابعت: إن المدرسة الإماراتية تعتبر قالباً تعليمياً عالمياً يسعى إلى جعل التعليم في الطليعة، من خلال مواكبتها لأفضل النظم التعليمية العالمية التي تتوافق مع توجهات الدولة وخطتها المستقبلية، وتساهم في جعل خريجيها يتمتعون بقدرات شخصية عالية، ويضم هذا القالب مواهب ومهارات طلابية تنافس على أفضل مقاعد جامعات العالم، وتتحلى ببيئة تعليمية وتعلمية جاذبة وتطبق استراتيجيات مطورة وأداءً فعّالاً ومتميزاً.

تفاعل كبير

وذكرت أن القائمين على المشروع عملوا على قياس مدى استجابة الطلبة لتعلم اللغة الصينية، ووجدت أن هناك تفاعلاً كبيراً مع اللغة من دون حدوث أي معوقات لفهم ونطق اللغة، وجاءت حصيلة التعليم عالية لتعلم اللغة الصينية، ونجحت الوزارة في تخريج أول دفعة من طلابها ممن درسوا اللغة الصينية لمدة 12 عاماً خلال العام الدراسي الماضي والبالغ عددهم 14 طالباً.

وذكرت أن الوزارة خصصت هذا العام عدد ساعات موحدة لتدريس اللغة الصينية على مستوى الدولة بواقع 4 حصص أسبوعياً منها حصتا تعليم إلكتروني مباشر وحصتا تعلم ذاتي من خلال منصات التعلم الذكية، ويمكن للطالب أن يتقابل مع المعلم أثناء حصة التعلم الذاتي في حال كان هناك حاجة لذلك.

وأضافت أن الطالب يصبح أقوى في لغته الأم عندما يدرس لغة أخرى لأنه يقوم بعمل مقارنة فيما بينهما، كما يساهم تعلم اللغات في تعزز مهاراته القيادية والتميز لدى الطالب، لأنه يشعر بقدرته على التواصل مع أفراد من دول أخرى ويتحدثون اللغات المختلفة.

تحسينات مستمرة

وقالت إن وزارة التربية والتعليم تجري سلسلة من التحسينات المستمرة التي تأتي ضمن الجهود التطويرية لإضفاء أفضل المعايير والممارسات التعليمية على نظام التعليم بالدولة، بجانب وضع خطة شمولية لتهيئة البيئة التعليمية المواتية، والتي تصبو إلى الارتقاء بمستوى التعليم وبمخرجاته.

حيث يمثل تعليم اللغات إحدى المبادرات المسرّعة والمساهمة مباشرة في تحقيق المستهدفات الاستراتيجية، وتحديداً مؤشر زيادة نسبة الطلبة الإماراتيين في أفضل جامعات العالم، والتي تساهم في تلبية تطلعات القيادة الرشيدة بخلق جيل متميز قادر على مواكبة تطلعات الدولة المستقبلية.

وأوضحت أن الشراكة الاستراتيجية العميقة التي تجمع دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية هي نتاج الرؤية الاستراتيجية الحكيمة للأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، منذ 28 سنة مضت، والتي أرسى من خلالها مرحلة جديدة من العلاقات المشتركة، وما زالت في تقدم وتطور مستمر بفضل المتابعة الحثيثة للقيادة الرشيدة.

 

Email