تقليص المساقات «التقليدية» ودمج واستحداث أخرى لمواكبة وظائف المستقبل

«كورونا» يعيد هيكلة التخصصات الجامعية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أسهمت جائحة «كورونا» في تغيير المفاهيم السائدة في ما يتعلق بوظائف المستقبل، ما دفع الجامعات إلى إعادة ترتيب أوراقها باستحداث تخصصات جامعية جديدة، منها ما جاء بسبب تداعيات الأزمة الصحية العالمية، وأخرى تواكب توقيت الجائحة بناءً على حاجة سوق العمل، إضافة إلى دمج مساقات دراسية لتخريج أجيال متعددة المهارات، فضلاً عن اختفاء أو تقليص التخصصات «التقليدية».

«البيان» فتحت ملف التخصصات الجامعية في زمن «كورونا»، لرسم خارطة طريق للطلبة تساعدهم في اختيار التخصص الذي يتوافق مع المتغيرات العالمية المتسارعة، خصوصاً مع متطلبات سوق العمل، بما ينعكس على جودة الكفاءات والكوادر البشرية وتعزيز مساهمتها في مسيرة التنمية الشاملة.

 

وتوقع مديرو جامعات أن تحظى مجالات عدة بمزيد من الاهتمام على مستوى القطاع التعليمي، منها: العلوم الصحية وعلوم الكمبيوتر والتكنولوجيا الحيوية بهدف توفير حياة صحية ومواكبة تطورات التقنيات المتقدمة.وأكدوا أن الجائحة أظهرت الحاجة الملحّة إلى تخصصات مثل الذكاء الاصطناعي، والهندسة البيولوجية، وعلوم الأوبئة، والتخصصات المرتبطة بالأمن الغذائي، وإدارة الأزمات، والتجارة والتسويق الرقمي، مشيرين إلى أن مهن المستقبل ستعتمد على مدى قدرة الخريجين على المساهمة في حل الإشكاليات وإدارة فرق التدخل أثناء الأزمات والتي تتطلب اهتماماً أكثر بمهارات التفكير النقدي وتوظيف الحلول القائمة على الابتكار في إدارة المشروعات.

وشددوا على أن طرح أي من التخصصات يجب أن يبنى على أساس يعتمد على متطلبات سوق العمل، مؤكدين ضرورة مراجعة مخرجات البرامج التعليمية التقليدية وتحديثها بشكل شامل لتأهيل الخريج بمهارات وكفاءات تمكنه من الانخراط في المهن الجديدة، إلى جانب أهمية تشجيع الطلبة لدراسة التخصصات المطلوبة خصوصاً الصحية والتقنية، وتحديث طرائق التدريس الأكاديمي وزيادة الاعتماد على الممارسات العملية، ومنح الطلبة مساحة كافية للتطوير والابتكار في مجالات التطبيق العملية.

إعداد الكفاءات

وأكد الدكتور عبد اللطيف الشامسي، مدير مجمع كليات التقنية العليا، أن الكليات استقطبت هذا العام 195 طالبة جديدة على مستوى تخصص التمريض ضمن برنامج العلوم الصحية، منهن 76 في كليات التقنية بالفجيرة، و95 في الشارقة، بالإضافة إلى 24 طالبة استقبلهن تخصص التمريض في كليات التقنية برأس الخيمة والذي تم افتتاحه لأول مرة هذا العام استجابة لاحتياجات الإمارة ومتطلبات سوق العمل، وبذلك يبلغ مجموع الدارسين في تخصص التمريض على مستوى كليات التقنية العليا ككل 594 طالبة.

وأوضح الشامسي أن برامج العلوم الصحية تحظى بأهمية خاصة لدى الكليات كونها تتعلق بإعداد الكفاءات في قطاع حيوي وضمن تخصصات يحتاجها السوق بشكل كبير، وأن هذه الأهمية ازدادت بعد أزمة كوفيد-19 حيث لمسنا الدور الكبير للكادر الطبي الذي مثل خط الدفاع الأول في مواجهة هذه الجائحة، وكانت جهودهم محل تقدير وإشادة مجتمعية كبيرة في ظل طبيعة دورهم الإنساني والطبي والوطني الذي قدموه بكل جدارة.

خطط توسيع

وأضاف الشامسي أن كليات التقنية العليا عززت من جهودها وخططها لتوسيع استقطاب الطلبة في تخصصات العلوم الصحية، وخاصة التمريض حيث تم افتتاح هذا التخصص في كليات التقنية للطالبات برأس الخيمة ليكون إجمالي الطالبات الجدد في التخصص لهذا العام 195 طالبة ليصبح العدد الإجمالي 594 طالبة في هذا التخصص، كما يتوقع استقطاب نحو 140 طالبة في الفصل الدراسي الثاني.

تخصصات مشتركة

إلى ذلك أكد الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة، أن إدارة الجامعة تعمل على تناغم البرامج والمساقات بالجامعة مع ما هو جديد في سوق العمل وما يستجد من وظائف المستقبل، لافتاً إلى أن هناك وظائف ستستحدث وأخرى سوف تلغى، إضافة إلى استحداث برامج وإلغاء أخرى وفقاً لمقتضيات الحاجة، لاسيما في التخصصات الطبية والعلوم الصحية والعلوم الاجتماعية والنفسية.

وأشار إلى أن نسبة الطلبة المواطنين الدارسين في كلية الطب تبلغ أكثر من 30% في برامج البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، مبيناً أن سوق العمل يحتاج إلى طبيعة تخصصات مشتركة، لذلك سيتم طرح البرامج لتشترك فيها العديد من الكليات، منها كلية العلوم والهندسة والطب والعلوم الاجتماعية، والهندسة والعلوم الإنسانية، لافتاً إلى أن هناك وظائف سوف تظهر مستقبلاً متعددة البرامج والتخصصات.

تكنولوجيا الفضاء

ورأى النعيمي أن من أبرز التخصصات التي سوف تستحدث قريباً، هي التخصصات الهندسية وتكنولوجيا الفضاء والفلك والتي تدخل في حياتنا اليومية وترتبط بالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وأمن المعلومات والبيانات الكبيرة والمدن الذكية وعلاقة الحوسبة المعلوماتية بحياتنا اليومية.  وأفاد بأن الجامعة أسست كلية جديدة تسمى «كلية الحوسبة والمعلوماتية» والتي لها علاقة بكل التخصصات التقنية الحديثة التي سوف تظهر في سوق العمل وتحتاجها المؤسسات الصناعية والأمنية والعسكرية والاجتماعية والصحية، وتشمل البرامج من البكالوريوس إلى الدكتوراه.

ولفت النعيمي إلى أن الجامعة طرحت برنامجاً جديداً لدرجة «ماجستير علوم الفضاء والفلك» والذي تم اعتماده مؤخراً من وزارة التربية والتعليم، بالتعاون مع أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، انطلاقاً من الأهمية القصوى التي أولتها الدولة إلى الدخول في ميادين علوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك واستكشافها، ويعتبر البرنامج الأول من نوعه في الدولة، ويواكب الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030. وأضاف أن البرنامج سيزود الدارسين بالخبرة العملية في أبحاث علوم الفضاء وتطوير المشاريع المتعلقة بها، بالإضافة إلى إعداد الدارسين وتهيئتهم وحثهم على الانخراط في البحوث العلمية المستقلة والتعاونية القائمة بين الجامعة والحكومة والقطاعات الصناعية تحت إشراف نخبة من العلماء والباحثين من أعضاء الهيئة الأكاديمية في جامعة الشارقة.

برامج جديدة

وبين النعيمي أنه سيتم إطلاق برنامج دكتوراه في الصيدلة بكلية الصيدلة بجامعة الشارقة العام الدراسي المقبل، والذي تم اعتماده من وزارة التربية والتعليم، ويعد من البرامج المهنية المهمة والمتميزة، ويركز على إعداد كادر مهني من الصيادلة الأكفاء.

وتابع: كما تم الاعتماد المبدئي من وزارة التربية والتعليم لطرح برنامج الماجستير في العلوم والهندسة البيئية، حيث يأتي ذلك البرنامج في ظل تزايد الاهتمام بالبيئة المحلية وتأثيراتها على الإنسان، خاصة في ظل التغيرات البيئية التي أصبحت مرئية مثل تغير المناخ، ليساعد في فهم الأسباب الجذرية لهذه التغييرات وتأثير النشاط البشري على الطبيعة والبيئة من خلال تصميم استراتيجيات للتخفيف من المخاطر، كما أن طرح البرنامج يأتي نتيجة لتزايد الطلب في سوق العمل المحلي والإقليمي على متخصصين في المجالات البيئية المختلفة.

ولفت إلى أنه تم طرح حزمة برامج أكاديمية جديدة في مختلف المراحل الدراسية للبكالوريوس والماجستير والدكتوراه وبدء الدراسة بها مع العام الأكاديمي الجديد 2020 /‏2021، ليصبح عدد البرامج بالجامعة 55 برنامجاً دراسياً في مرحلة البكالوريوس، و2 دبلوم متخصص، و35 برنامجاً في الماجستير، و15 دكتوراه.

الإرشاد الهجين

إلى ذلك، طرح قطاع الرعاية والأنشطة بوزارة التربية والتعليم خدمات الإرشاد الهجين كونها بادرة استباقية، لمواكبة توجهات الوزارة في التعلم الهجين بالمدرسة الإماراتية، خلال العام الدراسي الحالي 2020-2021. وتهدف تلك الخدمات لتحقيق الرفاهية وجودة الحياة للطلبة، فضلاً عن سهولة تقديم خدمات متنوعة ذات جودة، تتناسب مع كل مرحلة عمرية، وذلك دعماً لخطط واستراتيجيات وزارة التربية والتعليم وتوجهاتها الذكية، التي تسعى إلى رفع الوعي لدى الطلبة تدريجياً، عبر المراحل الدراسية، وتؤكد أهمية التعلم الذاتي والاعتماد على النفس، ودعم تنمية مهارات البحث والتفكير الناقد لدى الطلبة، خصوصاً في الحلقة الثالثة، وتحضيرهم للدراسة في التعليم العالي، مع دعم تحقيق الاستقلال المعرفي للطالب وتنمية مهارات التعلم الذاتي الحر.

 

5 عوامل تؤثر في اختيار التخصص

أوضح الدكتور سامر عبد الهادي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية وعضو لجنة الاعتمادات المحلية والدولية بجامعة الفلاح أن اختيار التخصص الجامعي من التجارب المعقدة والمصيرية، التي يمر بها الشباب عموماً، حيث يقفون بين رغباتهم وطموحاتهم من جهة ورغبات الأهل ومتطلبات سوق العمل ومعدل الثانوية العامة من جهة أخرى، مشيراً إلى أن هناك 5 عوامل تؤثر في اختيار التخصص وهي: الميول، والاستعدادات، والقدرات، والأهداف، وسوق العمل.

وأضاف: إن الخيار الأصعب والأكثر تعقيداً وتأثيراً على حياة الطالب هو قرار تغيير التخصص الجامعي، فغالباً ما يكون الأهل ضد هذا القرار، وقد يكون الطالب نفسه واقعاً في الحيرة بين الاستمرار في تخصصه الحالي وبين الانتقال إلى تخصص آخر، خصوصاً إذا كان قد تخطى سنتين أو أكثر من سنوات الدراسة.

وذكر أن قرار تغيير التخصص الجامعي يعتبر من القرارات التي تحتاج إلى تفكير عميق واستشارات كثيرة، ولا يمكن القول إن هذا القرار صائب أو خطأ، بما أن ظروف الطالب ومساره الدراسي يلعب دوراً كبيراً في ترجيح الخطأ أو الصواب، وبما أننا لا نستطيع أن نصوّب تغيير التخصص الجامعي ولا نستطيع بالدرجة نفسها أن نرفضه سيكون من الأفضل أن نقدم آلية، تساعد الطلبة على اتخاذ قرارهم بأنفسهم بعد الإجابة عن مجموعة من الأسئلة.

ونصح الدكتور عبد الهادي الطلبة باستخدام المنطق في قرار تغيير التخصص الجامعي، وأن يصغوا جيداً إلى صوت العقل من خلال اتباع آليات صحيحة باتخاذ القرارات، نظراً لأهميتها وتأثيراتها على حياتهم المستقبلية من النواحي الاجتماعية والاقتصادية. وحدد الدكتور عبد الهادي 4 خطوات لاتخاذ القرار باختيار التخصص المناسب وهي تحديد المشكلة، جمع المعلومات وتنظيمها، تحديد البدائل، وأخيراً التقييم من خلال البحث في إيجابيات وسلبيات التخصص، الذي تم اختياره حتى يكون لدى الطالب قناعة ورضا ولا يشعر لاحقاً بالندم.

كما نصح الدكتور عبد الهادي الطلبة بضرورة التعرف على الذات، وما يمتلكون من مهارات وقدرات وميول والحصول على المعلومات اللازمة عن التخصص، الذي يرغبون في الالتحاق به بسؤال هيئة التدريس في القسم والاستعانة بالزملاء، الذين يدرسون التخصص نفسه قبل اتخاذ أي قرار.

 

الجائحة تفرض ضرورة زيادة الكفاءات الوطنية بالقطاعات الحيوية

أفرزت جائحة «كورونا» متطلبات مستقبلية، تتعلق بضرورة استقطاب مزيد من الكفاءات الوطنية للقطاعات الحيوية المهمة، التي أسهمت بشكل فاعل في نجاح الدولة في مواجهة الفيروس، من بينها القطاع الصحي.«البيان» استطلعت آراء عدد من الطلبة حول أبرز التخصصات الجامعية، التي اختاروها لتتناسب مع ما طرأ على سوق العمل من تغيرات في ظل «كورونا»، مؤكدين أن الجائحة سلطت الضوء أكثر على أهمية تخصص العلوم الصحية، ما دفعهم إلى اختياره لدعم جهود الدولة في مكافحة الفيروس.


قناعة
وذكرت الطالبة ندى علي الحمادي، تخصص «تمريض» أنها اختارت التمريض عن قناعة ولحبها لمساعدة الآخرين، مشيرة إلى أن دراستها لهذا التخصص تعد مميزة كونها تنزل إلى الميدان منذ السنة الأولى، وتبدأ تكوين صورة واضحة حول طبيعة العمل المستقبلي.  وأضافت أنها تطوعت للعمل في التمريض خلال فترة (كوفيد 19) لأنها أرادت أن تؤدي واجبها وتخوض تجربة العمل في مثل هذه الأزمات.

أهمية

من جانبها أكدت الطالبة مريم آل علي، تخصص «تمريض»، في كليات التقنية العليا أن مهنة التمريض جذبتها خلال زيارتها للمستشفيات للمراجعات الاعتيادية، وشعرت بدور الممرضة وقررت اختيار التخصص وخوض التجربة، وعندما التحقت بالتمريض، وعايشت عمل الممرضات أصحبت أكثر رغبة في متابعة الدراسة، مشيرة إلى أنها حرصت على التطوع خلال فترة أزمة (كوفيد 19) للعمل في مستشفى القاسمي وشعرت أكثر بأهمية التخصص.

وأوضحت مزون راشد مبارك، طالبة طب الطوارئ بكليات التقنية العليا أنها اختارت التخصص، الذي يتوافق مع ميولها لتبدع وتقدم أفضل ما لديها، وتشعر أنه التخصص الذي يلبي طموحاتها في خدمة وطنها من خلال العمل على مساعدة الآخرين وإنقاذ أرواحهم.

 

طموح

بينما قالت الطالبة هيام محمد الأميري، التي التحقت بتخصص «الطب الطارئ» في كليات التقنية العليا: إنها كانت تسمع الكثير عن صعوبات مهنة المسعف وهذا في حد ذاته جذبها للتخصص وأصبح محل اهتمام شديد لديها إلى أن أصبح طموحها وعندما حصلت على نسبة 90% في الثانوية العامة بدأت تسير نحو تحقيق هذا الحلم حباً في المجال ورغبة في خدمة وطنها كونها فتاة إماراتية في مجال الإسعاف.

 

وأكدت الطالبة أمل سعيد الشعالي، تخصص علاج طبيعي أنها اختارت هذا التخصص عن شغف، لأنه يعد من وظائف المستقبل، مشيرة إلى أهمية البحث والتعرف عن احتياجات سوق العمل الحالية والمستقبلية لا سيما في ظل جائحة «كورونا»، وفرص التوظيف، بجانب استشارة المتخصصين والمرشدين الأكاديميين، بهدف جمع المعلومات الكافية حول التخصص وتعرف الطالب على قدراته ومهاراته.

 

وفي السياق ذاته أكدت الطالبة منال البستكي، تخصص تمريض، إنها اختارت ذلك التخصص كونه عملاً إنسانياً نبيلاً في المقام الأول، بالإضافة إلى أنه تخصص مستقبلي. 

 

وأكد الطالب عبدالله حسين مراد أنه اختار دراسة تخصص الطب البشري، بناء على رغبته وأسوة بشقيقته، التي تعمل طبيبة، بالإضافة إلى النظرة المستقبلية لسوق العمل.

 

وقال الطالب نويد البستكي بكلية طب الأسنان في جامعة الخليج الطبية، إنه اختار هذا التخصص لأنه يعد من وظائف المستقبل، مبيناً أن طب الأسنان يعتبر بوابة واسعة التخصصات من شأنها أن تكون خط الدفاع الأول للتصدي لكل الأمراض التي تصيب الإنسان.

 

الإرشاد الأكاديمي «بوصلة» الطالب

أكد البروفيسور كيفن ميتشيل مدير الجامعة الأمريكية بالشارقة، أن الإرشاد الأكاديمي يلعب دوراً مهماً في اختيار الطلبة للتخصصات الدراسية الجامعية التي تناسب ميولهم وقدراتهم، كما يسهم في اكتشاف إمكاناتهم الدراسية المهنية والتخطيط لمسارهم التعليمي ومستقبلهم المهني.  وقال، إنه من المبكر تحديد احتياجات السوق الجديدة بدقة الآن، حيث لم تتضح بعد ما هي الآثار المتوسطة والطويلة الأمد لجائحة «كورونا»، وبالتالي فإن الاستجابة للجائحة وآثارها قد لا يتعلق بطرح تخصصات جديدة، وإنما اتباع أساليب مبتكرة للتواصل وحل المشكلات.

وقال: يتوجب على الجامعات الحرص على التأكد من أن الطلبة لديهم الإدراك الكافي والمعرفة بخصوص الإمكانات التوظيفية وفرص العمل المتعلقة بالتخصصات وإعطائهم فرصة اختبار عدد من المجالات أثناء فترة الدراسة. وبين البروفيسور ميتشل أن الجامعة الأمريكية طرحت تخصصات جديدة في الفيزياء وعلم النفس، بالإضافة إلى برامج دراسات عليا في علوم المواد وإدارة الأعمال المالية وإدارة البناء، وقد نجحت هذه التخصصات والبرامج في جذب الطلبة الإماراتيين.

وذكر أن هناك أكثر من 2000 طالب وطالبة يدرسون حالياً في كلية الهندسة في الجامعة الأمريكية في الشارقة، ويشكل الطلبة الإماراتيون منهم ما يقارب 25% منهم، مؤكداً أن رسالة الجامعة هي إعداد وتخريج أفراد واعين وملتزمين ومؤثرين ومتميزين في مجالات تخصصاتهم، ولديهم القدرة على التواصل والتخاطب بوضوح والقدرة على التحليل، وإيجاد حلول مبتكرة لأي مشاكل أو تحديات تواجههم.

 وبيّن أن الخريجين الذين يستطيعون فهم ارتباط مختلف التخصصات ببعضها البعض هم الذين سوف يصبحون قادة المستقبل، مشيراً إلى أن هناك خريجين من الجامعة درسوا التصميم ثم عملوا بعد التخرج في مجالات مثل تطوير البرامج والأبحاث الطبية.

 

ربط مخرجات التعليم بسوق العمل ركيزة التنمية الشاملة

دعا الدكتور حسام حمدي مدير جامعة الخليج الطبية إلى مواءمة مخرجات المنظومة التعليمية مع المتغيرات العالمية المتسارعة التي يشهدها العالم وخصوصاً مع متطلبات سوق العمل، بما ينعكس على جودة الكفاءات والكوادر البشرية وتعزيز مساهمتها في مسيرة التنمية الشاملة.

ولفت إلى أن جائحة كورونا أظهرت أهمية العلوم الطبية والصحية كواحدة من أكثر التخصصات لتغطية النقص الذي ظهر فيها على مستوى العالم.

وقال: بينما شهدت بعض القطاعات مثل السياحة والطيران والبتروكيماويات والبيع بالتجزئة انخفاضاً ملحوظاً خلال الجائحة، إلا أن بعض القطاعات الأخرى شهدت نمواً كبيراً، وأبرزها التكنولوجيا والبحوث والرعاية الصحية والتعليم وقطاع التغذية، ومن المتوقع أن تشهد هذه القطاعات استثمارات كبيرة في المستقبل، مبيناً أن التخصصات الصحية لاسيما التمريض يشهد نقصاً شديداً، وكذلك المهن الصحية الأخرى مثل تكنولوجيا المعامل والأشعة.

ولفت إلى أن هناك تخصصات جديدة طرحتها الجامعة، مثل بكالوريوس تكنولوجيا التخدير، حيث يعمل الخريج مع الطبيب داخل غرفة العمليات ويعتبر مستوى أعلى من فني التخدير، كما يسمح ذلك التخصص للخريجين بالعمل في وحدات الرعاية الصحية المركزة.

وأضاف أن الجامعة استحدثت كذلك تخصصات جديدة في درجة البكالوريوس والماجستير، مثل تخصصات الأمراض العصبية وأمراض الجهاز الحركي والعلاج الطبيعي للأمراض التنفسية، إضافة إلى تخصص التغذية، مبيناً أن هناك حاجة ماسة إلى مثل تلك التخصصات على المدى الطويل.

وقال، إن الجامعة أنشأت كلية متخصصة في إدارة الرعاية الصحية والاقتصاد في المجال الصحي، وتعد الأولى في المنطقة، حيث تم طرح برنامجي البكالوريوس والماجستير التنفيذي في الإدارة الصحية واقتصاديات الصحة، لافتاً إلى أن حجم الاستثمارات المالية في مجال الصحة مرتفع وربما يصبح الثاني بعد الاستثمار في مجال الطاقة.  وأضاف الدكتور حمدي أن عدد الكليات بالجامعة يبلغ 6 كليات والطلبة 1900 طالب وطالبة وعدد البرامج المعتمدة ما بين درجة البكالوريوس والدراسات العليا 23 برنامجاً.

وبيّن أنه تم إضافة تخصصات جديدة في الدراسات العليا بكلية الصيدلة، حيث تم اعتماد ماجستير في اكتشاف واستحداث الأدوية، وماجستير الصيدلة الإكلينيكية، كما تم استحداث «مركز التعليم الطبي المشترك»، لدعم التعاون والاتصال بين الطلبة الدارسين في كافة الكليات الطبية.  وأفاد بأنه تم التركيز على تغيير المناهج لتأكيد موضوع الفيروسات سواء على مستوى الدراسات المعملية والعلوم الطبية الأساسية، إضافة إلى التدريب المستمر لهيئة التدريس في كيفية التدريس عن بعد من خلال ورش عمل. وأوضح أن جامعة الخليج الطبية تقدم برنامجاً تعليمياً طبياً مستمراً معتمداً من الهيئات المعنية بالدولة لمتخصصي الرعاية الصحية.

 

5 وظائف الأكثر طلباً  في الإمارات

كشفت «لينكدإن»، عن الوظائف التي شهدت أكبر نسبة إقبال من المستخدمين على مستوى دولة الإمارات، خلال فترة الانتشار العالمي لجائحة فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد 19). وحددت تحليلات «لينكدإن» لعمليات التوظيف، الوظائف الخمس الأكثر طلباً على مستوى الدولة خلال الجائحة الصحية العالمية الراهنة، وهي على التوالي «موظف مركز الاتصال»، و«مدير الإجراءات والأنظمة»، و«مدير شراكات»، و«موظف خدمة عملاء»، و«رئيس العمليات التشغيلية».

وتزامناً مع التغيرات الناجمة عن جائحة (كوفيد 19) ضمن قطاعات اقتصادية عدة على مستوى العالم، شهدت هذه الوظائف الخمس، وفق تحليلات «لينكدإن»، أعلى نسبة زيادة في طلبات التوظيف على مستوى دولة الإمارات، خلال الفترة بين شهري مارس وأبريل 2020.

وأكدت الشبكة أن الشهرين شهدا زيادة في طلبات المتقدمين للوظائف في قطاعات البرمجيات، وخدمات تكنولوجيا المعلومات، والنقل والخدمات اللوجستية، والسلع الاستهلاكية، ونتيجة لتداعيات الوباء العالمي وتغير احتياجات المستهلكين، بدأت فرص جديدة تظهر للباحثين عن وظائف في هذه القطاعات.

 

توصيات "البيان"

01     مواءمة التعليم لمتطلبات سوق العمل واستحداث تخصصات جديدة على أساسها
02  مراجعة التخصصات التقليدية وتحديثها بشكل شامل
03 تشجيع الطلبة لدراسة التخصصات المطلوبة خصوصاً الصحية والتقنية
04 تحديث طرائق التدريس الأكاديمي وزيادة الاعتماد على الممارسات العملية
05  منح الطلبة مساحة كافية للابتكار في مجالات التطبيق العملية
06  استشارة الطالب للمرشدين الأكاديميين لاختيار التخصص المناسب


إدارة الأزمات والابتكار من مقومات مهن المستقبل


أكد الدكتور جلال حاتم مدير جامعة أم القيوين أن مهن المستقبل ستعتمد على مدى قدرة الخريجين على المساهمة في حل الإشكاليات وإدارة فرق التدخل أثناء الأزمات والتي تتطلب اهتماماً أكثر بمهارات التفكير النقدي وتوظيف الحلول القائمة على الابتكار في إدارة المشروعات.

وقال إن الظروف الحالية ضاعفت من جهود الجامعة في التنوع في طرائق التدريس وتوفير الفرص الكفيلة بإنجاز التطبيق العملي إلى جانب النظري.

دورات

وأفاد أن الجامعة تخطط لتنفيذ دورات تدريبية لطلابها تمكنهم من الإلمام بمهارات مهن المستقبل، وذلك باستقدام مختصين ومهنيين في التخصصات التي تطرحها الجامعة، متوقعاً أن يشهد برنامج الاتصال الجماهيري إقبالاً كبيراً خاصة في تخصصات الإعلام الجديد والعلاقات العامة لاسيما وأن الجامعة تربط هذه التخصصات بالمهارات التي يستخدم فيها تطبيقات التكنولوجيا الحديثة ومهارات تحليل البيانات وإنشاء واجهات المستخدم.

تأهيل

وذكر الدكتور جلال حاتم أن إدارة الجامعة تعمل مع الشركاء على تأهيل طلبة برنامج القانون وتوفير المناخ التطبيقي من خلال العيادة القانونية التي تتيح خدماتها الاستشارية من دون مقابل لكل فئات المجتمع، مشيراً إلى أن الجامعة تسعى إلى إدخال تخصص إدارة الأزمات والتخطيط الاستراتيجي لحاجة المجتمعات لمثل هذه التخصصات، كما سوف يتم خلال ذلك الفصل طرح تخصص إدارة الموارد البشرية ضمن برنامج إدارة الأعمال بعد الحصول على الاعتماد الأكاديمي من مفوضية الاعتماد الأكاديمي بوزارة التربية والتعليم.

وتابع: تم اخضاع أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية لدورات تدريبية وورش عمل بهدف إدراجهم في بيئات التحولات وتجهيزهم لنقل هذه الخبرات إلى طلابهم ضمن الأنشطة الصفية واللاصفية، مشيداً بالدور الذي يبذله أعضاء الهيئة التدريسية من خلال الإرشاد الأكاديمي في توجيه الطلاب ومساعدتهم في تكوين مهارات المستقبل.

 

لمشاهدة ملف"«كورونا» يعيد هيكلة التخصصات الجامعية" بصيغة الــ pdf اضغط هنا

Email