«رياض الأطفال».. أولياء أمور يفضلون المنازل

ت + ت - الحجم الطبيعي

لجأ العديد من أولياء أمور طلبة في مرحلة رياض الأطفال 1و2، إلى تعليم أطفالهم في المنزل، لاعتبار أن إدراجهم في التعلم عن بعد لم يلب المتطلبات والحاجات التربوية المناسبة لمرحلتهم، فيما طالب متخصصون تربويون بسن قانون يجعل التعليم في مرحلة رياض الأطفال «إلزامياً» كونها مرحلة بالغة الأهمية وإغفالها يؤدي إلى فجوة وتأخر دراسي محتمل.


ونص القانون الاتحادي بشأن إلزامية التعليم على أن التعليم حق لكل مواطن بالدولة توفره الدولة مجاناً في المدارس والمعاهد الحكومية، ويكون إلزامياً لكل من أكمل ست سنوات، ويظل الإلزام قائماً حتى نهاية التعليم أو بلوغ سن الـ18 أيهما أسبق، وبذلك تتغير إلزامية التعليم عن القانون السابق الذي جعلها في المرحلة الابتدائية فقط، لتشمل المراحل التعليمية كافة، وصولاً إلى سن الـ18.
كما نص القانون، على إلزام القائم على رعاية الطفل بمتابعة انتظامه واستمراريته في التعليم، وفق المواعيد التي تحددها وزارة التربية والتعليم.

 


ووجهت فوزية حسن غريب الوكيل المساعد لقطاع العمليات المدرسية في وزارة التربية والتعليم، رسالة إلى أولياء الأمور الذي لم يسجلوا أبنائهم في مرحلة رياض الأطفال أن يبادروا بإدخال أبنائهم وانخراطهم في التعليم حتى ولو كان بنظام التعلم عن بُعد حتى يتكيف مع الأمور التعليمية المستجدة.


وأوضحت أن الوزارة تركز على مرحلة الطفولة المبكرة وأطلقت برامج تعليمية خلال فترة الصيف حتى يتمكن الأطفال من التفاعل معها، كما أولت الوزارة تلك المرحلة اهتماماً كبيراً وعملت على تطويرها لإحداث تغيير جذري في مفاهيم وأساليب وممارسات التعليم في مرحله الرياض.

 


وقالت شيخة ديماس مديرة مدرسة الشارقة البريطانية: إن بعض الأمهات موظفات ولا يستطعن متابعة دراسة أبنائهن وهن في مقار العمل، وبالرغم من أهمية المرحلة كما تقول إلا أن تخوف الأهالي أدى إلى هذه النتيجة.

 


ورأى حسان صباح مدير مدرسة سما الأمريكية أن الالتحاق بالمدرسة مبكراً مهم للغاية بسبب أثره على تطور الطفل من جميع النواحي، لافتاً إلى أن ما يحتاجه الطالب في هذه المرحلة العمرية تحديداً هو وجود الأم لمساعدته أثناء فترات التعلم عن بُعد، راهناً دور الأم بتحقيق الأهداف المرادة.


وقال صباح: إن شعور بعض أولياء الأمور بعدم الجدوى خطأ جسيم بالرغم من عدم وجود انسحابات غير طبيعية، مشيراً إلى أنه يمكن لأي طالب الالتحاق بصف روضة ثانية دون أن يتم الأولى شرط استيفاء معيار العمر.


وقالت مسؤولة تسجيل في مدرسة تتبع المنهاج البريطاني بالشارقة: إن الإقبال على هذه المرحلة ليس كما كان في السنوات الماضية بسبب تطبيق منظومة التعلم عن بُعد، لافتة إلى أن بعض الأهالي يعتمدون على التدريس في المنزل دون تكبد مبالغ مالية تتمثل في الرسوم الدراسية، معتمدين على عدم الاشتراط لشهادة تؤكد اجتياز الطلبة لرياض الأطفال واحد.

مهارات


وأفادت وداد أبو الفتوح، معلمة الروضة، أن كل روضة سواء الأولى أو الثانية لها مهارات خاصة على الطالب أن يجتازها حتى لا يتعرض لفجوة بين مرحلة رياض الأطفال والحلقة الأولى، حيث تعاني المعلمات من وجود فروق فردية وتلاحظ أن الأطفال الذين لا يدخلون الروضة الأولى يحتاجون إلى رعاية خاصة وتركيز كبير من قبل المعلم.


تأسيس


وأوضحت راية المحرزي مرشد أكاديمي ومهني، أن مرحلة رياض الأطفال، مرحلة عمرية مهمة، بوصفها فترة تأسيسية، لذا، يتعين على أولياء الأمور ألا يستهينوا بتلك المرحلة، التي استطاعت أن تثبت أنها ترسم تجويد بيئات التعلم المبتكرة، إذ تمكن هذه المرحلة التعليمية التي تسبق المدرسة، من تقديم تعليم ذي جودة ملموسة باستثمارات التقنيات الحديثة في التعليم، في ظل مجتمع المعرفة والتطور السريع في تقنية المعلومات والاتصال والتركيز المتزايد على النتائج، وخاصة أن الطفل الحالي أكثر تفتحاً من الأجيال السابقة لاستثمار تلك القدرات.


وقالت جيهان حسني، معلمة ومدربة، إن هناك عدداً من الأطفال يتأثرون بعدم التحاقهم بالروضة الأولى والبعض الآخر يتأثر لمدة شهرين حتى يتعلم النظام ويلعب ولي الأمر دوراً كبيراً في تأهيل الطفل للانخراط في أي نوع من أنواع التعليم.


وطالبت بإلزامية رياض الأطفال في ظل الحاجة الماسة لها لمواكبة التطور الذي تمر به الدولة، لتبدأ منها حتى الثاني عشر، وخاصة أنها تسهم في تنمية المهارات اللغوية واليدوية والانسجام والتكيف.

 


وقالت الدكتورة رحاب الشافعي مدرس مجتمعات تعلم: إن مرحلة الروضة تعد من أهم المراحل التربوية والتعليمية التي يمر بها الطفل لتنمية المفاهيم والقيم والمعارف واكتساب المهارات المتنوعة، فالطفل يولد صفحة بيضاء ونملي بها ما نريد لذلك يجب التركيز على أطفال اليوم بناة الغد، ويجب إعداد الطفل جيداً للانتقال لها بانسيابية.


تهيئة


وقال أيمن النقيب معلم لغة عربية: إن التهيئة للدخول في عالم المدرسة تعد اللبنة الأولى التي يرتكز عليها المتعلم في حياته التعليمية كاملة فمن منا لا يذكر اليوم الأول لالتحاقه بعالم المدرسة بالفعل هو عالم آخر، فالطفل قبل الالتحاق بالمدرسة عالمه كامل في المنزل وبمجرد دخول المدرسة يكتشف أن هناك عالماً آخر وحياة أخرى.

 


ورأى حسين الدرمكي، ولي أمر، أن مرحلة رياض الأطفال مهمة للغاية، وأن عدم إلحاقهم خطأ جسيم يرتكبه الأهل فالتعليم هو التعليم حتى وإن كان عن بُعد ـ والحاجة الماسة هنا إلى تضافر الجهود بين البيت والمدرسة وصولاً إلى الغايات المرجوة، ودعا إلى التعاون في هذه الظروف الاستثنائية والأخذ بيد الطفل ليباشر طريقه.


وقال عبد الله خليفة، ولي أمر، إنه قرر سحب أوراق ابنه من مدرسة بريطانية وهو طالب في مرحلة رياض أطفال 2 بعد الإعلان عن تطبيق نظام التعليم عن بُعد، مبرراً الخطوة بكونها عبئاً مالياً، كون الطفل يحتاج إلى بيئة تعليمية واقعية لتتحقق الفائدة المطلوبة.


حددت وزارة التربية والتعليم في لائحة تسجيل الطلبة بمدارس التعليم العام والخاص، سن قبول الطلبة للالتحاق في السنة الأولى من رياض الأطفال من أكمل الرابعة من عمره في 31 ديسمبر، من العام الذي يقبل فيه، ويقبل في الصف الأول من مرحلة التعليم الأساسي من أكمل السادسة من عمره، ولا يقبل في الصف الأول من مرحلة التعليم الأساسي من تجاوز عمره الثامنة، وتتولى الوزارة تحديد مستوى الذين لم يحصلوا على شهادات دراسية أو لم يلتحقوا بالصفوف السابقة للمرحلة العمرية لهم لتحديد الصف المقرر تسجيل الطالب به طبقاً للنظم المعمول بها في هذا الشأن.
لائحة

Email