وظّف عدد من طلبة جامعة نيويورك أبوظبي مهاراتهم وخبراتهم للعمل في المختبرات المخصصة لإجراء فحوصات فيروس «كورونا» المستجد في دولة الإمارات، وذلك في إطار جهود الجامعة للمساهمة في مكافحة الفيروس والحد من انتشاره من خلال قدراتها الأكاديمية.

وجاءت هذه الخطوة بتوجيه من دائرة الصحة – أبوظبي، لإتاحة الفرصة للطلبة لتوظيف خبراتهم المتخصصة من أجل تأدية واجبهم تجاه المجتمع ودعم الجهود المبذولة لمكافحة انتشار الفيروس في الدولة. ويعمل الطلبة في مختبرات تديرها «بيور هيلث»، الشركة المشغلة للمختبرات المسؤولة عن جميع الفحوصات التابعة لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة. وأظهر الطلاب التزاماً وتفانياً كبيراً في العمل من خلال إجراء اختبارات على أكثر من 10 آلاف عينة في اليوم والعمل لنحو 12 ساعة يومياً.

ومن هذه النماذج الطالب أيهم عدوي (طالب في السنة الأخيرة في تخصص علم الأحياء بجامعة نيويورك أبوظبي)، والذي قال عدوي: «تطلب الأمر بعض الإقناع للأسرة بالأمر، ولكن عندما حدثتهم عما سأقوم بفعله ودوافعي وراء ذلك وافقوا على مشاركتي، فالمهمة صعبة لكنني فخور بما أفعله».

تجربة

ومن جانبه، أكد أنيق أحمد من الجنسية الباكستانية (خريج جامعة نيويورك أبوظبي قسم علم الأحياء)، أن هذه التجربة ستهيئه لحياته المهنية، حيث كان يخطط لمواصلة دراساته بعد تخرجه هذا العام، ولكن هذه التجربة جعلته يفكر في البحث عن وظيفة في أحد المختبرات.

وقال: «من الممكن أن ترتفع وتيرة ضغط العمل وأن يتحول إلى أمر مرهق جداً ولكنه مجزٍ أيضاً، وأنا أستمتع بالعمل كثيراً، وأرى أنني محظوظ للعمل مع أشخاص من ذوي الخبرة في هذا المجال».

واغتنمت سيون هاو، طالبة السنة الأخيرة في جامعة نيويورك أبوظبي المتخصصة في علم الأحياء، الفرصة لتوظيف مهاراتها وخبراتها في العمل في مختبر فحوصات فيروس كورونا التابع لـ «بيور هيلث» هذا الصيف، حيث إنها مهتمة بشكل خاص بالدمج بين علم الأحياء والتكنولوجيا، إذ قضت الصيفين الماضيين في البحث وتطوير أجهزة التشخيص السريع الميدانية لمختلف مسببات الأمراض كجزء من فريق «آي جي إي أم» في جامعة نيويورك أبوظبي.

وقالت هاو: «في هذه الأوقات المليئة بالتحديات والعقبات، أرى أن هذه فرصة مثالية لرد الجميل للمجتمع الذي أعطاني الكثير، ورغم ساعات العمل الطويلة التي تصل إلى 12 ساعة يومياً، إلا أن التفكير بأن كل عينة من هذه العينات تعود لشخص ما، وبأن هذه العينات ستمكننا من الحد من انتشار الفيروس من خلال الكشف عن الحالات المصابة وعزلها عن باقي أفراد المجتمع، هذا إلى جانب الدعم الكبير من باقي الزملاء، كل هذا يساعد على عدم الإحساس بطول الوقت أو بالإرهاق والتعب».

حاجة

من ناحيته، قال عبد القادر مدير الموارد البشرية في «بيور هيلث»: «نحن اليوم بحاجة لأعداد كبيرة من الطلبة المتطوعين، بالإضافة لحاجتنا لكل فرد يمكنه المساهمة في الجهود الرامية إلى الحد من تفشي فيروس كورونا، حيث ستشكل هذه التجربة مصدر فخر لكل من شارك بها».

وأوضح عبد القادر: «نمر الآن في مرحلة حاسمة، حيث سيطرح بعدها العديد من الأسئلة منها، ماذا كنت تفعل أثناء الوباء؟ وأنا فخور بأن أبناء جامعة نيويورك أبوظبي و(بيور هيلث) ودائرة الصحة - أبوظبي يقدمون أقصى جهودهم في الوقت الحالي، كما أن الخبرة الكبيرة التي يكتسبها هؤلاء الطلبة من هذه التجربة لن تعمل فقط على صقل مهاراتهم التقنية، بل ستدعمهم بكفاءة للمضي قدماً في مسيرتهم المهنية».